رسائل لم تقرء

و يبقى لنا متنفسا

مساء الخير يا تيريزا ، مساء تمتلئ أجواءه بعبير صديقتي العزيزة ، بعبير ريحانتي و ياسمينتي !! أفتقدك يا تيريزا رغم أن طيفك لا يفارق بالي أبدا !! أموت شوقا إليك رغم أنك تسكنين قلبي و تحتلين عقلي و تفكيري !!

" و يبقى لنا متنفسا " كان عنوان رسالتي هذه إليك يا سيدتي العزيزة !! فكما تعلمين بأنني أخبرتك عن مدى حزني و يأسي في آخر رسالة !! فإن المعاناة التي عانينها لطوال سنتين يا صديقتي لن تتكرر من جديد !! لا و لن أعيش نفس الحالة التي عشتها طوال سنتين !! لقد سقطت مرة و لن أسقط من جديد !! هذه المرة أنا أقوى ، أصلب !!

صديقتي كان بشرة خير بأننا لن نعيد مسلسل الأوجاع و لن نفقد الأمل هذه المرة !! مرت هاتان السنتين ببطئ شديد لأننا لم نكن سعداء ، مرت كآنها قرن و لكن المهم أنها قطعت !! كلما أتذكر أحزن على حالنا ، فما الذي فعلناه لنتلقى كل تلك الصفعات و الضربات التي جعلتنا ضعفاء !! ما الذنب الذي إرتكبناه ليحصل معنا ما حصل !!؟؟

دعينا من إستعادة الذكريات الأليمة يا تيريزا ، فكل يوم يأتي محملا بذكريات جديدة لنتذكرها في الغد الآتي ! لا تسمحي لأي حدث يا تيريزا بأن يفسد عليك نهارك !! فاليوم هو أمس الغد !! لذلك أكملي نهارك كما تريدنه !!
لقد مات أحد أصدقائي و معارفي نهار الأحد يا تيريزا !! كان صديقا للعائلة ككل ، فلقد كان أحد المقربين جدا من أخي الكبير و كان مدرب الرياضي لأختي الكبرى !! أحمد مات بطريقة لم يتوقعها أحد ، فهو بطل الجيش و بطل عالمي !! و مات غرقا !!؟؟ كنا نتوقع له إما أن يموت شهيد ساحة شرف أو ميتة طبيعية !! لكن القدر غدرنا و شاء لموته أن يكون صادما !!
لم يحزنني موته يا تيريزا ، قدر ما أحزنني وجه طفله الصغير جبريل !! كيف لجبريل أن يتربى من دون أب !! كيف له أن يكبر في منزل خال من سنده الأكبر أبيه !!؟؟

الحياة ليست عادلة يا تيريزا ، فلقد عودنا أنفسنا عليها !! لم أرى العدالة يوما و لم أدري للآن ما الحل مع هذه البشرية الخاضعة !! ألن يتغيروا أبدا !! يدمرون كل شيء في سبيل متعتهم و لذتهم !! يقومون بأبشع الأعمال في سبيل شهواتهم !! يخربون و يفتعلون الحروب و يدمرون الطبيعة و يقتلون بعضهم بعضا و يستبيحون كل ما ملكت أيديهم في سبيل مطامعهم !! تبا لهم !! الحل الوحيد لهذه البشرية هي يإنهاء وجودهم !!

يا شجرة الياسمين أعتقد بأنني معجب بفتاة عن جديد ، هذه المرة ليست زمردية العينين مع أنني لا زلت أراها إحدى أجمل الفتيات التي قابلتهن يوما !! هذه المرة إسمها لين ، لم أعطها لقبا يليق بها نظرا لقصر وقت تلاقينا !! لكن صوتها يا تيريزا ما زال يجول في ذهني !! و صورتها ما زالت تترامى أمام ناظري كأن عقلي يريد إجناني بها !! أتعلمين يا تيريزا ، أشبه القلب لآلة لها ترددها الخاص و عندما يلتقي ترددان متشابهين يحدث الرنين و هذا الرنين هو الحب يا تيريزا !!
إنني أبحث عن ذلك القلب الذي سيجعل من قلبي جرسا يصل رنينه إلى بقاع الأرض كافة !!

قلبي يا تيريزا يدق كأجراس كنيسة و لكن قلبها مسلم لا يبالي !! كلمات الحب ، السهر في الليالي ، رسائل الغرام المعطرة ، أغاني الحب ، اللهفة و الشوق للمحبوب !! شرب القهوة في الصباح مع سماع موسيقى الحب !! و الكثير الكثير من اللحظات الجميلة !! الحب جميل يا تيريزا و ليس محصورا لا بمكان و لا بزمان !! الحب غامض كالكون !! إنه ذلك الشعور اللذيذ و الخطير !! فإنه يصيب الإنسان بمرض العشق و التعلق !! إنه الداء و الدواء للبشرية يا تيريزا !! إنه طبيعتنا كبشر مجبولة به !!

قديسة الشرق ، يا شجرة الياسمين ، مرت فترة إنقطع التواصل بيننا !! لذلك أرسلت هذا المكتوب لكي أطمنئنك عن حالي !! سيدتي الفاضلة لا تقلقي لست حزينا و لست سعيدا أيضا !! أنا فقط في الوسط !!