رسائل لم تقرء

هذا الكون ما ضميره !!؟

صديقي العزيز وسيم ،

في آخر رسالة لك ، تبين لي انك لست بخير . لقد اخبرتني انك تعاني في هذه الحياة يا صديقي . ا اسف لانني ابكيتك في اخر رسالة ارسلتها اليك . و لكن يا صديقي عندما يبدأ القلم بالكتابة ، تبدأ المشاعر بالانفجار و تقذف شظايها حبرا على الورق . فلا تتعجب يا صديقي لما معظم رسائلي حزينة ، لم اغلب رسائلي كئيبة . لا تندهش ، فعندما اجلس لكتابتها ، في ذلك الوقت بالتحديد ، اكون في امس الحاجة لوضع رصاصة في رأسي ، تكون لدي الرغبة في وضع رصاصة هناك ، في منتصف الجبين حيث مئات الكلمات تحتضر ، هناك بالذات اريد رصاصة الخلاص يا صديقي .

عندما ذهبت يا صديقي العزيز ، ذهب شيئ من نفسي معك ، لا اعلم ما هو ، و لكن ذلك الشيئ كان كفيل بادخالي ساحة الاحزان . منذ غادرتني يا صديقي و نفسي تئن يا صاحبي ، تبكي على الفراق .
لقد ابلغتني انك حزين ، يا خليلي ان هذه الحياة ليست عادلة فيجب ان تعود نفسك عليها . يا صديقي كرفيق دربك اقول لك ابكي ان استطعت البكاء ، ابكي و اخرج الحزن دمعا . دع الالم يخرج ، ابكي من كل قلبك . ابكي يا صديقي فالبكاء راحة . صدقني اني احسد الذي يستطيع البكاء ، فمن كثرة الاحزان يا رفيقي ، لم تعد العين تدمع ، بل اصبح القلب يبكي بصمت . و النفس تتالم بصمت دون تن يذرف الجسد دمعة .

نعم يا وسيم ، هذه حالي ، حالنا نحن ، جسد منهك متعب ، روح ملعونة ، قلب ممزق ، احزان مدمية ، جراح معمية. سكرات الموت تزوروني في اليوم ألف مرة . أفيق على ألمها و أنام على وجعها . تخترق جسدي لتمزق قلبي و تحرق روحي . فقل لي يا صديقي ، من اين لي ان امارس ما يدعى السعادة. قل لي من اين لي ان احيى .

انظر الى هذه الحياة يا رفيق دربي ، كمسرحية لا تعنيني ، فاراقبها من بعيد متخليا عن مقعدي فيها .
فرجل حكيم يا صديقي ، هذه الحياة البائسة ليس لها معنى . تبكي على شيئ يا خليلي ، فنحن ضيوف على هذه الارض وما على الضيف الا الرحيل .
كلنا راحلون لن يبقى منا شيئ ، حتى رمادنا سيفنى . و لكن ما زلت مؤمنا يا صديقي ان الانسان مثل قلم الرصاص ، تبريه العثرات ليعود و يكتب بخط اجمل . فيظل على هذه الحال حتى يفنى . فلا يتبقى منه الا جميل ما كتب .

انظر الى هذا العالم نظرة احتكار ، نظرة ممتلئة بالحقد و الكراهية . انني اكره هذه الحياة و اكره كل ما فيها . لو امكنني لانهيتها من دون تردد ، من دون رحمة . فاذا رحمت هذا العالم يا وسيم ، صدقني لن يرحمك ، لن يشفع لك . فمشهد الاطفال الابرياء يقتلون كل يوم ، النساء التي تغتصب ، اليتامى و الثكالى و العجزة . كل هذه المشاهد المؤلمة تدفعني الى التطرف في قضيتي ان هذا العالم لا يعرف الرحمة لذلك انت ايضا يجب الا ترحم .

اضحك على نفسي الحزينة ، فاضحك معي يا صديقي ، اناقض نفسي بنفسي ، و اتفوه بأشياء غير منطقية . لا اعلم ما يصيبني من مرض . لكنني مريض بشدة ، ابحث عن العلاج و لا نتيجة .
اريد فقط ان اريك ان هذا العالة لا يستحق ان تبكي من اجله ، لا يستحق ان تذرف دمعة واحدة . لقد كنت اكذب عندما قلت لك لا ترحم . فيا صديقي ان اناس اخيار مثلنا لا يستطيعون ارتكاب الشرور و لو اجتمع العالم معهم .
اننا يا صديقي من فئة الاخيار ، طيبي القلب ، نحن رجال ذو مبادئ ، لنا قيمنا و قواعدنا . لا نلتزم بمعايير احد . نحن نقاتل و نكافح من اجل قضايانا و انا لا زلت اقاتل من اجل الانسانية يا صديقي .

قف على ناصية الحلم و قاتل
الله هو الملجأ عندما يصبح العالم منفى