خالدًٌ

7 0 0
                                    

مساء تطفو فيه الكلمات في مخيلتي كأزهار النرجس فوق المياه العذباء . مساء هادئ صامت يسوده السكون . كيف لا يا ياسمينتي و ملاك الموت يجول على معارفي يلملم أرواحهم و يمر من قربي و يبتسم قائلا عش كما يحلو لك فسنلتقي قريبا .

قديستي منذ فترة طويلة لم أمسك الورقة و القلم ، منذ مدة لم أخرطش مشاعري و أحاسيسي على الورق . تكاثرت أخباري فلا اعلم عن ماذا أخبرك . سأبدأ بخبر موت صديق شاب بنفس مرض جورج . خالد رمضان هو فتى لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة . كان شخصا لطيفا و مهذبا . مات بعد ان عانى مع المرض فترة طويلة . مات متألما و بعد صراع طويل إستسلمت روحه . ساعاته الاخيرة كانت صعبة عليه و رغم أني لم أكن موجودا لكن
يكفي أن تسمعي الحديث عنها .

بعثت برسالة عزاء لشقيقته فاتن و أعربت عن تعاطفي معها و شعوري بما تمر به من صدمة . فجاء الجواب مدويا :" لا تكثر علي النصائح يا بسام فإن لا أحد يشعر بألم الضربة إلا صاحبها." . جوابها كان لاذعا يعبر عن الحزن في داخلها و كمية الدمار .
أتمنى كل يوم يا نصديقتي العزيزة لو أنني بلا قلب و مشاعر ، لكانت الحياة أهون . هم يا قديستي لا يعلمون أنني أشعر بهم . هم لا يدرون أنني أتألم كما يتألمون ، هم يجهلون أنني عانيت كما عانوا و خصوصا هي يا تيريزا . لأنها تيقن تماما بما مررت به أنا .

للأسف يا صديقتي لا يمكنني البوح كالعادة و لكن مقدار الألم الذي أحمله في داخلي قد فاق إستيعابي . إنني أفجره الأن فطلقاتي و ذخيرتي و أسلحتي هي قلم حبر يسدد أهدافه على الورق الأبيض فيعزف سيمفونية الالم و يطرب بالأوتار الحزينة أذن الحياة .

قديستي العزيزة ، هل تعلمين تلك المرحلة من اللامبالاة التي تجعل الإنسان عنصرا غارقا في الكون !؟ إنني أمر بها الأن و لأول مرة غير مهتم بشيء . لم تعد تعنيني الحياة و ما فيها من ملذات . لقد تساوى كل شيء بالنسبة لي . كل ما أريده الأن هو المضي بسلام بعيدا عن هذا العالم .

رسائل لم تقرءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن