رسائل لم تقرء

وداعا يتلو وداع

من صديقتي تيريزا ،

وداعا يتلو وداعا كان عنوان رسالتي ، لانه يا صديقتي في الاونة الاخيرة ودعت أقرب الناس إلي . بدءأ بصديقي العزيز الوسيم و اليوم بجارتنا الحبيبة و اولادها . كما عادتي في الوداع يا صديقتي ، لا اذرف دمعة ، بل اودع بهدوء . ذهبوا و ذهب جزء مني معهم !! لقد ودعونا و ذهبوا على الايام تجمعنا من جديد .

صديقتي ، هل لي بحضن دافئ ينتشلني هذا الجحيم !؟ هل لي بغمرة حنونة من يديك تنسيني أحزاني !؟ قديستي ضميني الى صدرك او دعيني اتكئ على كتفك !! امسحي بيديك المباركتين وجهي !! علني استطيع البكاء !! فأنا مصاب بلعنة تمنعني من البكاء امام اصعب المواقف و في اشد الظروف !! قد تكون نعمة بالنسبة للبعض لكنها لعنة لمن جرب الالم النفسي الشديد !!

قديستي ، اصدقائي كل يوم يرحلون و يزداد اعدائي !! كل يوم يغادرني صديق و الذئاب تزداد وحشية في وجهي و تكشف عن انيابها !! تنتظر لحظة ضعف ، لحظة انهيار ، لحظة سقوط لتنقض و تنهش ما يتبقى مني !! لكنهم يا قديستي لا يعلمون انهم ينتظرون لحظة دخول ابليس للجنة !! انهم ينتظرون لحظة توبته !! يا لهم من حثالة !! يا لهم من جبناء !! ينتظرون ساعة انهياري كي يقتلوني !! خسئوا يا قديستي ، لن اسقط ، لن اسمح لنفسي بالانهيار !! و ان سقطت لن اسقط الا فوق جثث اعدائي !!

قديستي ، في هذه المرحلة ، الكل يتربص بي ، يراقبني ، ينظر الى تصرفاتي و ردات فعلي . يتكلمون و يتحادثون فيما بينهم منتظرين لحظة فشلي . منافقون يا قديستي ، تبا لهم كم يجيدون التمثيل !! يتبسمون في وجهك بينما يحفرون لك حفرة عميقة !! يتحدثون عن النفاق و هم اسياده !! تبا لوقاحتهم !!

قديستي تيريزا ، اليوم قرأ بعض الرفاق كتاباتي ، فعندما مروا على اسمك ، اعتقدوا انك القديسة تيريزا النورماندية !! و لكن عندما سألوني من اقصد بالقديسة لانهم يعلمون انني لا اقدس شيئا . و اذا بالصدمة على وجوههم عندما علموا انها انت القديسة !! فلم يعجبهم الامر و اعترض بعضهم كيف اتخذتك قديسة !! و لكن سامحيهم فهم لا يعرفونك !! هم لا يعرفون مقدار جمالك و قدسيتك !! اغشي على ابصارهم عن رؤية الجمال !! فسامحيهم !!
يتساءلون لما جعلتك قديستا !! أكان يجب ان اجعلك الهة لانصفك !؟ لا اعلم ! لكنهم لا يعرفون مقدار المحبة التي بيننا !! لا يعرفون مقدار الصداقة التي تجمعنا !! فاغفر لهم جهلهم !!

قديستي ، اودع الاحباب قائلا : " علنا نلتقي فس ظروف افضل ، على الحياة تجمعنا من جديد . الى ذلك اليوم اسودعكم الله " . هذه السنة يا صديقتي سأودعك أيضا ، و لكن هل سنلتقي مجددا !؟ كنت افكر ليلة البارحة بعد ان انهيت قراءتي عن بعض الفلاسفة و الكتاب كشوبنهور ، فريدريك نيتشه ، دوستويفسكي ، اميل تاييف و غيرهم !! معظمهم قضوا حياتهم بالقراءة و الدراسة . ايضا تشاركوا جميعم بفترات من الانعزال و الوحدة . لذلك اتخذت قرارا بان اشتري مجموعة من الكتب و اعزل نفسي عن العالم . ارسم الان لحياتي منحا جديد !! الوحدة هي مطلبي !! سأقضي حياتي افكر علني انتج شيئا يطور البشرية . سأضاجع عقلي و امارس الجنس مع ذهني علني انجب فكرة تخلد اسمي في التاريخ !