مساء الخير يا قديستي ،
لقد ظل لساني يردد وا شوقاه الى لقياك ، لقد ظلت حواسي تطالب بك ، فالعين تريد رؤية البدر ، و الاذن تريد سماع صوت ضحكتك الجميلة ، و يداي لا زالت تريد ملامسة شعرك اللماع . شفتاي ماتت شوقا لملاقاة وجنتيك ، و قلبي ماذا اخبرك عن قلبي يا صديقتي انه ينبض بك .
صديقتي ، لا تسأليني عن حالي ، لست بخير . عاصفة هوجاء تجتاح قلبي و عقلي ، تخرب و تكسر ما تبقى . لم اعد احتمل ، كل الاخبار حزينة يا صديقتي . الا يحزنك ان معلمتنا الحبيبة احدى اقرب. الناس لنا مريضة !؟ الا يؤلمك ان الاب الذاعوق ايضا مصاب بالمرض عينه و هو ينتظر موته !؟ الا يبكيك ان السيد ميلاد قد اصيب بكبده !؟ و ان ايامه اصبحت معدودة !!؟ لا اعتقد اننا سنحتفل هذه السنة !! ما يقلقني ان بدلا من الغناء و الرقص و الفرح هذه السنة سنحتفل بها بالصلوات و اضاعة الشموع ، بوضع الاكاليل و البكاء !!
عندما رأيتك اليوم ، لم ارد القاء السلام ، تفاديت ملاقاتك عدة مرات ، لم ارد لقديستي ان تراني و انا في اضعف حالاتي . اليوم اردت البكاء كل ما اريده كان صدرا التجأ اليه . لكنك تعرفنني لا اذرف دمعة بسهولة ، مكابر ، ذو كبرياء .
اتأسف و اعتذر لك دائما و لكن ما سأقوله لك الان هو الحقيقة . لم يعد قلبي يتأثر بالغمرات ، لقد تحجر و اصبح صنم يتكسر فقط .اليوم عندما قدمت نحوي ، لم اكن اريد سوى معرفة حالك ، لا اريدك ان تحتضينني ، لا اريد من احد ان يواسيني انا بخير ، فقط تعبت من هذا العالم .
احتضنتك عندما رأيت الحزن يملأ عينيك ، فان كان قلبي قد مات ، لا يهم ، لكن افراح قلب حزين صدقة علها تغفر لي خطاياي .اكره نفسي هذه الفترة يا صديقتي ، لساني امسى لا يعرف سوى الشتائم ، لا ارى نفسي الا غاضب ، الشتائم اضحت متلاسقة بلساني . غضبي و حزني لا يمكنني ترجمته الا عبر التكسير و الانعزال .
صديقتي اتعلمين اقرأ النفاق في اوجه الناس كل يوم ، اريد الابتعاد ، فالوحدة يا صديقتي و هدوئها افضل بعشرات المرة من ضجيج يملؤه النفاق .انني قلق يا صديقتي ، قلق من المستقبل ، من الشهادة الرسمية ، من الهندسة و الضباط !! قلق على معلمتنا الحبيبة ، خائف على الاب الذاعوق و على السيد ميلاد . تبا لهذه الحياة ، لا اعلم لماذا علي ان اشكر الالهة على اعطائنا يوم اضافي من حياتنا !! لم نعد نخاف الموت يا قديستي ، كلا لم يعد الموت يعني لنا شيئا و لكن اصبحنا نرتعب من الحياة !! اوليس الموت رحمة !!؟
أنت تقرأ
رسائل لم تقرء
Poesiaرسائل لم تقرء هو كتاب وليدة الكبت الذي فجره الحبر على الورق و من ثم جمع في كتاب ليعطي صورة أولية عن معاناة كاتبه و أحداث حياته .