حلم يلوح بالافاق

15 2 0
                                    

مساء الخير يا قديستي ، كيف لبنان ؟ كيف شعبه !؟ اما زال يقتتل فيما بينه من اجل السياسة ، الدين او الطائفة !!؟ الم يتعلم من اخطائه يا صديقتي !؟ الم تكفيه ثلاثين سنة من الحروب !؟ الم تكفيه مذلة الوصاية و الاستعباد !؟ اما زال هذا الشعب يساق ققطعان غنم !؟ اما زالوا يورثون ابنائهم الحقد و الكراهية !؟

اوتعلمين يا قديسة الشرق ، انني اسأل الاسئلة الخاطئة !! يجب علينا السؤال اين رجالات هذا الوطن الابي !؟ اين زعماء لبنان !؟ و الزعيم يا تيريزا هو الذي يتقدم و يقاتل في الجبهة الامامية عكس الرئيس الذي يجلس في الصفوف الخلفية و يشاهد المعركة . فالاول قائد و الثاني جبان متسلط . اين الوطنيون !؟ اين هم رجال العقيدة اللبنانية !؟ اين هم اتباع الايديولوجية الفينيقية !؟ اينكم ايها الساميون ؟ اينكم ايها الفينيقيون الكنعانيون ؟؟ هل تخليتم عن اراضيكم ام تغطون في نوم عميق ؟؟

اسالنني عن لبنان يا تيريزا ، اقول لك انني احيا من اجله !! اسالنني عن رجاله يا عزيزتي لتعلمي ان رؤوسهم عالية كجبال صنين !! اسألني عن ترابه لاخبرك بانه اغلى من الذهب و من كل شيء يتغنى به الانسان !! انه موطن الجمال يا سيدتي !! موطن العلم و الفن !! لبنان ارض العنقاء ، ارض طائر الفينيق ! وطن الحضارة و الثقافات !!

اليوم يا صديقتي ، كنت نائما اتذكر الماضي . تذكرت اصدقائي الذين قضيت معهم اجمل اوقاتي و شاركتهم اجمل اللحظات . زياد بركات ، زياد ضاهر ، طارق ضاهر ، محمد بركات و غيرهم . جمعتنا الصداقة و رابطتنا ازدادت صلابة بالعقيدة التي حملنها الا و هي العقيدة العسكرية اللبنانية . فكان المشترك بيننا جميعنا ان ابائنا خدموا الوطن و منهم ما زال ! هذه الذكرى اعادت الي الحلم الجماعي الذي عشناه كل يوم في طفولتنا !! كم كانت مخيلتنا مبدعة انذاك ! كم كانت بريئة و جميلة .

صديقتي ، جمعتنا العقيدة ، عقيدة تربينا عليها و سنربي ابنائنا عليها . انها مسألة وجودنا ، انها كل ما نملك ، هويتنا ، القومية اللبنانية يا صديقتي . اذا نظرت الى طفولتنا يا تيريزا فسترين شهداء في هيئة اطفال ، قرابين من لحم و دم نقدمها للبنان . لقد اقسمنا يمين الولاء منذ طفولتنا لهذا الوطن ! و اعطينا كلمتنا لابائنا كما هم اعطوها لاجدادنا بان نكمل المسيرة لنبقي الراية مرفوعة .

قديستي ، نحن نحيا اليوم من اجل لبنان ! و سنموت غدا من عزه و مجده ! فنحن كطائر الفينيق ، برمادنا حياة للبنان !! عندما كنا اطفالا ما اتذكره يا تيريزا ، اننا كل ما اجتمعنا ، فرقة ابناء الجيش ، نجدد وعدنا و قسمنا لخدمة وطننا . كنا نحلم باننا حين نكبر ، سنتطوع جميعنا في السلك العسكري . و سنقاتل جميعنا مع بعضنا البعض و نواجه العدى يدا بيد ، كما كانوا ابائنا !! و على نهج الشهاب نعشق الشهادة !

ما زال حلم الطفولة يلوح بالافاق يا صديقتي ، و بالرغم من ان اصدقاء الطفولة لم اعد اراهم و لكن صداقتنا ما زالت قائمة . و عقيدتنا ما زالت حية ندافع من اجلها من نقاتل بها و لها !! ما زالت فكرة القتال الى جانب بعضنا البعض تلوح امامي و تنتظر مني الانقضاء ! لما لا ، و يمكننا انشاء فرقة خاصة بنا مهمتها القتال على الجبهات الامامية و مواجهة العدوان ! سرية من الاصدقاء الذين تلقنوا على ايدي افضل الظباط و اكثرهم ضراوة في المعارك . ليكملوا ما بدأه ابائهم و يحملوا البيارق عاليا . ليرفعوا مجد امتنا كما شاء الجدود .

تيريزا ! يا شفيعة لبنان ! ابلغي اصدقائي بان يسيروا و ليدعوا الارض تمشي تحتهم . و ليغني الارز لبنان لنا و ليذكر التاريخ انا من هنا !! فليعلم العدى حسمنا امرنا ، فاما فوق الارض اعزاء و اما تحت الارض شهداء . لا نرضى بالضعف و لا بالمذلة !!! فهيهات !! هيهات منا الذلة !!

لقد تطرفت بعقيدتي يا قديسة الشرق ، فاليوم و بعد الصراع الايديولوجي الذي نراه بين الاديان جعلتني اردد و اضرب لهم مثل هتلر . نعم هتلر يا تيريزا ! كان حلم الالمان بان يسترجعوا مجد الامبراطورية الجرمانية ، الرايخ . لذلك عندما جاء هتلر قال. لشعبه المانيا اولا و من ثم اعبدوا الالهة التي تريدونها . و انا اقول للامة اللبنانية " لبنان اولا و الهتكم بالدرجة الثانية " !!

رسائل لم تقرءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن