نفاق الأديان ٢

6 1 0
                                    

إلى صديقتي العزيزة تيريزا ،

أبدأ بك كل مرة ، ابدأ بإسم قديستي لعله يتبقى لي بعض الأمل في عالم ملؤه الشر الى ان فاض ، في عالم حيث لا مكان فيه للأخيار . قديستي ارى النفاق في اعين الناس و اسكت . ارى الفقر في الطرقات و اصمت و لكن الى متى !!؟ الى متى الصمت !؟

قديستي الحبيبة ، لقد مللت من خرافات و اساطير مرى عليها زمن . لقد اكتفيت من شعوب جاهلة لا زالت تؤمن بكتب قد غطاها الغبار ، من كتب بالية كاتباعها و دعاتها . اكتب هذه الرسالة شاكيا ما آلت إليه مجتمعاتنا يا صديقتي . للمهزلة التي نحن فيها الان التي كلفتنا دماء و ضحايا و ما زالت .

قديستي ، لنراجع مع بعضنا التاريخ الدموي للأديان التي تدعي انها من عند الله . الله ذلك الإله الأزلي الجبار ، الذي لا إله غيره في هذا الكون و لا قوة قد تعلوا عليه . لنراجع كل من ادعى انه يعبده او يريد رضاه . سترين الحقيقة المدوية يا صديقتي ، ستبصري النور يا حبيبتي .

فالنبدأ بالقطبين المتصارعين في الشرق و العالم ، انهما الاسلام و المسيحية . طوال قرون يتصاراعان هذان العملاقان ليثبت كل منهما للآخر من هو على حق . فالنستعرض معا تاريخ المسيحية المتسامح لنرى انه تاريخ من عار ، ممتلئ بالجرائم ضد الانسانية ، قتل ، ذبح ، إغتصاب ، نهب ، تعذيب و غيرها من الجرائم و كلها ليرضي الإله المصلوب . كلها لرضى الههم . استعبدوا يسوع المسيح ليخدم مبتغاهم . زوروا الحقائق و نسبوها اليه لكي يعطوا لجرائمهم القدسية . نضيف الى تلك الجرائم صك الرحمة و هو عبارة عن ورقة لا سلطة لها ادعوا انها تغفر الذنوب، لكي يدخلوا الى ذلك المكان الخيالي الذي اسموه الجنة . سيطر كهنوت المعابد طويلا يا سيدتي ، عموا في الارض فسادا ، و نشروا الخرافات و الاساطير المقدسة لكي لا يجرؤ احد على مناقشتهم بها . اعتقد ان الرسالة وصلت يا قديستي لذلك سانتقل لاريك لماذا لا اتبع ديانتا .

فالننتقل الى الاسلام يا صديقتي و فالنراجع تاريخه المليئ بالقتل و سبي النساء ( اغتصابهن ) ، و النهب او بما يعرفونه ليكون شرعيا بالإستيلاء على الغنائم . على مر العصور سيطرت على هذه الديانة مجموعة من المنافقين و اقاموا ياسمها الممالك و الامبراطوريات ليحكموا شعوبا قد اعتقدت انها تحكم من قبل شرع الله و لكنها كانت معمية القلوب لأن الحكم لم يكن لشريعة ذلك الإله المجهول ، بل كان لكهنة المعابد و لتلك العمائم و الذقون .
المضحك و المبكي يا قديستي ، انهم جاؤوا باشخاص لديهم عقول ، لديهم دماغ ليفكروا ، جاؤوا بهم و اقنعوهم بانه يوجد مكان خيالي اسمه الجنة ، به ما طاب لهم من الملذات و الشهوات و لهم عدد من المومسات الذين يوهبن انفسهن لهم ( حور العين ) و لهم انهار من الخمور . و ان لم تجاهدي في سبيل ما يأمرونك به سوف تذهبين الى مكان خيالي ايضا اسموه جهنم . حيث ستعذبين الى لا نهاية في نار اوقدت فقط للذي يعصي شرعهم و اوامرهم المتلقات من الله .

ما نراه اليوم من وحشية على شاشاتنا ليس غريبا لان مسبباته ما زالت قائمة . انهم رجال الدين يا قديستي ، انهم كما يصفهم المفكر العربي عبدالرزاق جبران بلصوص الله و لكني اسميهم بحكام الله . اولئك الذين سخروا الله لانفسهم و لمصالحهم و هنا اطرح سؤالي المعتاد يا قديستي اين هذا الجبار من اولئك السفلة ؟؟ ان كان موجود حقا لما لا ينهي هذه الجرائم التي ارتكبت باسمه !؟ اصلا ان كان موجودا لما لم يمنع حدوثها !؟ لما !؟ الى متى سنظل قطعان مسيرة من قبل العمائم !؟ الى متى !؟

ما يحدث و ما حدث من قتل و تفجير و نحر للابرياء بإسم الدين ، سيتكرر كثيرا في المستقبل طالما ان محرضاته ما تزال موجودة داخل بطون أمهات الكتب المقدسية .
ان ما يستفزني ان ما يسمونه الذنب و الخطيئة هي التجارة السرية لهذه المؤسسات الدينية . حتى لا يحترم المرء نفسه و يشعر دائما انه متهم و كلما كبر معنى الذنب داخله كلما يصبح مريضا اكثر .

انعي لك يا صديقتي المجتمعات الدينية ، انعي لك ثقافتها و كتبها البالية ، انعي لك مقدساتها الخرافية . فالانسان الديني يا صديقتي و بالاخص في مجتمعاتنا العربية ، فرد مستلب الهوية ، يعيش بصفته عضو مغفل في مذهب او قبيلة او عائلة ، ليس له وجود كانسان حر .
انعي لك مجتمعات تحكمت بها رجال الدين ، لالاف السنين اوجد المتسلطون و المتنفذون احكاما و قوانين مجحفة اسموها اديانا ، تحمل رسائل من اله قاس صارم و هكذا ادعوا ما ادعوه لتسيير و تسليط سياطهم على قطعان لتنفيذ مصالحهم المادية و السلطوية . و لكن يبقى السؤال يا صديقتي يتأرجح ، اين الله من ذلك !!؟ اين هو الجبار ، العزيز ، الحميد من اولئك السفهاء !؟

اتعلمين يا قديستي في مجتمعات لا تفكر ، في مجتمعات تحتاج الى من يفكر عنها و يحلل عنها ، من السهل ان تحصل على تبرير لفرض ارادتك على الاخرين . فكل ما عليك فعله هو ان تسميها ارادة الله . فاضرب لك مثل الطبيب الذي يعيش على ضعف البشر ، و المحامي على شر البشر اما كهنوت المعابد فيعيش على غبائهم .

البارحة كنت أقرأ عن احصائيات قاموا بها حديثا . الاحصائيات كانت معنية باكثر الكتب مبيعا في مجتمعات محددة . ليجدوا ان المرتبة الاولى ذهبت لكتب الطبخ و المرتبة الثانية لكتب الثقافة الجنسية و الثالث لكتب تفسير الاحلام ، فبحق موسى و عيسى و محمد ما الذي تنتظرنه من شعوب لا تعرف الا الاكل و الجنس و النوم !!؟؟ لو كانت لنوح القدرة على رؤية المستقبل لما بنى سفنيته بكل تأكيد .

رسائل لم تقرءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن