كانتْ جيمين تسير في الممر المفضي إلى خارج المبنى حين سحبها أحدهم من يدها إلى ممرٍ آخر شاغر.صرختْ بذعر: "هل جننتَ؟".
أجابها جيمين الذي كان يلهث بعد أن ناولها الورقة: "الأمر أخطر من أن ينتظر للغد".
نقلتْ بصرها بينه و بين الورقةِ لوهلةٍ ثم شرعتْ بقراءتها. ثوانٍ حتى فغرتْ فاها هي الأخرى و وقعتْ الورقة من يدها، التقطها جيمين ثم حدق فيها بتوترٍ و قال: "ما الذي سنفعله؟".
ازدردتْ ريقها و لم تنبس ببنتِ شفة فكرر هو جملته الأخيرة.
شدتْ على قبضتها لتعود ملامحها لوضعها المعهود و تقول هي: " الأمر لا يعنيك".
قطب جبينه و صاح و هو يحرك الورقة أمام وجهها: "ماذا يفترض بـهذا أن يعني؟ أعلي أن أقف ساكناً في حين أن أحدهم يحاول التنمر عليكِ و يقوم بتهديدكِ؟".
أجابتْ و قد اعتلى صوتها بعض الشيء: "ومن أنتَ كي تفعل شيئاً لأجلي؟ ماذا تكون بالنسبةِ لي لكي تساعدني؟ أنا حتى بالكاد أعرف اسمكَ".
فيما أسر إلى نفسه بأن هذه قد تكون أطول جملةٍ قد قالتها على الإطلاق له، ابتسم قائلاً: "أنا زميلكِ، و من واجب الزملاء مساعدةُ بعضهم".
كانتْ ستقول شيئاً ما لكنها أعرضتْ عن ذلك و أطرقتْ برأسها فاسترسل جيمين: " إذا لم يكن كوننا زملاء مقنعاً فإليكِ هذه الحجة: حيث أن كلانا جيمين و حيث أن قد تورطتُ في هذا الأمر بطريقةٍ ما بسبب هذا التشابه في الأسماء، فأنا فعلياً معنيٌ بالأمر. و إن كنتِ لا تزالين تعارضين مساعدتي لكِ فسيضطرني هذا لقصد مكتب الأستائ لي فوراً و إخباره عن هذا التنمر البحت الذي يحصل دون علمه".
ما كاد ينهي كلامه حتى استدار مدعياً التوجه إلى حيث يقبع الأستاذ لي لكنها قالتْ على عجل: "توقف".
إلتفتْ إليها فكانتْ لا تزال مطأطأةً رأسها، لكنها رفعته بعد وهلةٍ و استطردتْ: "لا تخبر أحداً عن الأمر.. رجاءاً".
قال و قد رسم ابتسامةً خفيفةً على وجهه: "ستدعينني أساعدكِ؟".
اكتفتْ بالإيماء برأسها أن نعم.
***
" أووه أمي رجاءاً، تعرفين أنني بخير" أضاف بعد أن ضربه إيريك بخفة: "طالما أن إيريك هنا معي طبعاً" ثم توجه نحو إيريك بنظره و قد شقتْ ابتسامةُ عريضة زائفةٌ وجهه ليبادله الآخر إياها.
عاد جيمين ليسأل والدته: "هل استقرتْ حالةُ جدي؟ متى ستعودين؟".
أجابته والدته أنها لا تعلم بعد متى تعود إذ أن جده يرقد في المشفى حتى الآن. كان متردداً بعض الشيء قبل أن يسأل: "ماذا عن والدي؟ كيف حاله؟".
أنت تقرأ
أحد عشر | the wattys 2016
Fanfictionالوقوع بحبكِ كان كما لو أن فراشةً مجهولةَ الجناح تحاول اختراق المحيط.. و في وقتٍ ما، اكتشفت أنها ما كانت تسبح.. بل تغرق.. و لأن بعض الحقائق لا يمكن تغييرها، وجب عليّ أن أعترف.. كنتُ قليلاً جداً عليكِ و كنتِ أكثر من مجرد فراغٍ مكتسٍ بالزرقة - بــارك...