دخل جيمين أحد الحماماتِ و صفق الباب بقوة، جلس فوق المرحاضِ و هو يتذكر كلامها، لو كان بمقدوره لقام بدفنِ نفسه.
تمتم ما إن تذكر ضحكةَ كيونغسو المتهكمة: "لا أصدق أنه أصبح للتمثال روح".
تسلل إلى أذنيه فجأةً صوتُ أحد الصبيان يقول: "هل رأيتَ الرقم أحد عشر؟ الطالبُ الجديد في الشعبةِ أ".
تناسى جيمين إحراجه و غضبه و أنصتَ بإنتباه. قال صبيٌ آخر: "حامل لعنةِ الذكاء الجديد؟".
عقد جيمين حاجبيه محاولاً فهم ما قصده الفتى لم يستطع جيمين سماع الجملةِ التاليةِ التي قالها الفتى بسبب صوتِ المياه الغزيرةِ إثر فتح أحدهما للصنبور، إلا أن ما سمعه جيمين من الجملةِ كان كلمتين، هما "لعنةٌ مضاعفة".
فتح جيمين الباب على استعجالٍ و تحرك بإتجاه الصبيان الواقفان أمام المغسلة. نقر كتفه أحدهما فالتفتْ الفتى إليه ليكتشف جيمين أنه نفس الفتى الذي ساعده على حملِ كرسيه و طالولته في أول يومٍ له.
صاح جيمين و قد توسعتْ عيناه: "أنتَ مجدداً!!" ازدرد ريقه ثم استطرد مقطباً جبينه: "ما الذي تعنيه بكلامكَ هذا؟ عن أي لعنةٍ تتحدث؟".
كان الفتى على وشكِ قول شيءٍ ما إلا أن صديقه سحبه من يده و قاده إلى خارج الحمام و هو يقول: "لا تتكلم معه، خشيةَ أن تنتقل اللعنةُ إليكَ أنتَ تايهيونغ".
أسهب جيمين عينيه في العدم و هو يفكر أن عليه التحدث مع هذا الفتى المدعو تايهيونغ على انفراد، لأنه و على ما يبدو فإن تايهيونغ لديه ما يقوله له. شعر بشيءٍ من الراحةِ إذ أنه عرف اسمه على الأقل.
عاد جيمين إلى الصف حين دق الجرس معلناً انتهاء فترة الاستراحة. دخل الصف مطأطئاً رأسه، تنحنح بصوتٍ جهوري ثم جلس في مكانه. ألقى نظرةً خاطفةً من أسفل جفنيه على ظهر جونغ جيمين المُولى له فتنحنح مرةً أخرى بصوتٍ خفيض و حاول تنظيم تنفسه المضطرب.
*****
دخل جيمين منزله مثقل الخطى، جر أقدامه نحو غرفته و هو يسر إلى نفسه متسائلاً: "أين ذهبَ جيف؟ غريبٌ ألا يستقبلني كما يفعل دائماً".
توقع أن يجده في غرفته، لكن جيف لم يكن موجوداً في الغرفة. ألقى جيمين حقيبته على سريره ثم خرج باحثاً عن جيف في بقيةِ أرجاء المنزل الواسع. لم يجده مستلقياً على الأريكةِ الجلديةِ في الصالة، ولا بجانب الثلاجةِ في المطبخ و لا في حوض الاستحمام فلم يجد بداً من سؤال والدته عن الأمر. لكنه حين دخل غرفةَ والدته وجد أنها منكبةٌ على حشر أغراضها بعبثيةٍ في حقيبةِ سفرٍ متوسطةِ الحجم ذاتُ لونٍ أزرق داكن.
أنت تقرأ
أحد عشر | the wattys 2016
أدب الهواةالوقوع بحبكِ كان كما لو أن فراشةً مجهولةَ الجناح تحاول اختراق المحيط.. و في وقتٍ ما، اكتشفت أنها ما كانت تسبح.. بل تغرق.. و لأن بعض الحقائق لا يمكن تغييرها، وجب عليّ أن أعترف.. كنتُ قليلاً جداً عليكِ و كنتِ أكثر من مجرد فراغٍ مكتسٍ بالزرقة - بــارك...