كان مستنداً إلى الحائط عله يسنده فلم تعد قدماه تحملانه هو و أفكاره السوداوية. أقبل جيمين ببطء، مثقل الخطى، مطأطئاً رأسه، لم يحبذ الإسراع، إذ أن ما سيقوله لن يروق الآخر قطعاً. ثم و أخيراً، وقف أمام سوهو. فرك رقبته بفتورٍ و عيناه شاخصتان لأسفل، تنفس الصعداء ثم أسند يده إلى كتف سوهو و قال: "اسمع سوهو، أياً كان ما فعلته لها، فلا أظنها قد ترغب في رؤيتكَ الآن. لا فائدةَ ترجى من البقاء هنا، في المشفى. لا تقلق! سأبقى معها، إيريك هنا كذلك. لابد أن أهلكَ قلقون بسبب تأخركَ على أي حال".
لم يعرف جيمين كيف يصف النظرةَ التي اعتلتْ وجه سوهو، أو كيف يتحدث عن المعالم الغريبةِ التي تربعتْ فوق ملامحه، لكنه، و بطريقةٍ ما، أحس أن الآخر، قد أضاع تعبيراته المعهودة و بدا كشخصٍ آخر تماماً بعيدٌ كل البعد عن سوهو المعتاد.
بعد ذهاب سوهو مباشرةً، تم استدعاء كلٍ من جيمين و إيريك إلى حجرةِ الطبيبةِ التي أجرتْ الفحص لجونغ جيمين. كان شعرها طويلاً كستنائياً، ينسدل على ظهرها براحة، لم تكن طاعنةً في السن، لكنها طاعنةٌ في الجمال، أو هكذا بدتْ لكليهما. من أسفل جفنيها، متفاديةً النظر من خلال عدساتِ نظارتها، ألقتْ نظرةً خاطفةً عليهما ثم عادتْ تقلب الأوراق أمامها و تقول برتابة: "أتعرفان المريضة؟ أتربطكم أي صلة بها؟".
تحركتْ يد إيريك الخلفيةُ، خلسةً، لتضرب ظهر جيمين بخفة، ليتنحنح إثر ذلكَ و يقول: "نعم.. أنا. في الحقيقةِ، أنا حبيبها. جونغ جيمين و أنا نتواعد".
استرعتْ الحمرةُ الخفيفةُ التي صبغتْ وجه جيمين انتباهها لتتركَ الأوراق و تقول: "حقاً؟ ما اسمكَ؟".
رفع نظره لإيريك ثم قال ولا تزال آثار الاستغراب تُسمع في صوته: "جيمين، بارك جيمين".
قابل جيمين رفع الطبيبةِ لحاجبيها بإبتسامةِ عريضةِ، مترجياً ألا تكون من النوع الفضولي من الناس. لكنها، و لسوء الحظ، كانتْ كذلك. قالتْ: "كلاكما جيمين! و تتواعدان! هذا مثيرٌ حقاً".
جال جيمين بعينيه في الغرفةِ كلها متفادياً النظر للطبيبةِ مباشرةً. لاحظتْ ذلك، ولاحظتْ حركةَ ساقيه العشوائيةَ فابتسمتْ ثم تنحنحتْ و قالتْ و هي تعاود وضع نظارتها فوق أنفها المعقوف: "إذاً، بارك جيمين، هل أنتَ مستعدٌ لتضمن جونغ جيمين؟".
تراجع الإحمرار من فوقِ وجنتيه و تزعزع الخجل، لتطمسه ملامحٌ جديةٌ باذخة.قال بصوتٍ جهوريٍ: "قطعاً!".
توسعتْ ابتسامةُ الطبيبةِ الشابة، لكنها سرعان ما تلاشتْ و عادتْ الملامح الرتيبة راكضةً فوق وجهها: "هي تريد الخروج من المشفى الآن، و هذا سيء جيمين، لأنها لا زالتْ تحتاج إلى بعض الفحوصات، و قسم المختبر يخضع للصيانةِ اليوم، لذا سيكون من الجيد بقاؤها للغد. لقد أخبرتها بهذا، لكنها عنيدةٌ جداً و تُصر على الذهاب. لذا، هل ستوقع هنا بأنكَ تتحمل المسؤوليةَ إن أصابها ضرر، و ستكون مسؤولاً أمامها و أمام عائلتها؟ أم أنكَ ستحاول معها مجدداً فيما فشلتُ أنا فيه؟".
أنت تقرأ
أحد عشر | the wattys 2016
Fanfictionالوقوع بحبكِ كان كما لو أن فراشةً مجهولةَ الجناح تحاول اختراق المحيط.. و في وقتٍ ما، اكتشفت أنها ما كانت تسبح.. بل تغرق.. و لأن بعض الحقائق لا يمكن تغييرها، وجب عليّ أن أعترف.. كنتُ قليلاً جداً عليكِ و كنتِ أكثر من مجرد فراغٍ مكتسٍ بالزرقة - بــارك...