قامت بإمساك كيس واحد ورفعته وإذ بها تصدر تأوه صغير بسبب الالم، وبدأت علامات البهجة تسافر من ازقة وجهها ولاحظ يونغ قوك ذلك كيف ان الالم جاء ليحّل ضيفاً لبضع ثوانٍ حتى قام صوت هيمتشان بطرده ، فهيمتشان كان يركض مسرعاً ويتطاير شعره من شدة سرعته، فكان صوت لهثه العالي يصارع الرياح ليصل بأسرع وقت ويصرخ: ياااااااااااا سوووول بـــــــــي يااااا لي سول بي توقفي! وهو يلوح لهما عند باب البقالة، قامت سول بي بوضع الاكياس على الارض والسعادة تخترق قلبها ورجائها لم يخب ففعلاً جاء هيمتشان لينقذها.
يونغ قوك وعلامات الدهشة المزدحمة فوق وجهه: هيمتشاني! ما اللذي احضرك الى هنا؟
انزل هيمتشان رأسه للأسفل وهو يضع كفيه على خصره من شدة التعب فإستمر صوت لهثه الى عدة دقائق واكمل حديثه: لقد اخبرني جونغ اب انكما ذاهبان للبقالة فتبعتكما. وقام بأخذ الاكياس من سول بي وحملها متجاهلاً النظر بعيني يونغ قوك.
يونغ قوك لم يقتنع بما تفوه به هيمتشان ليحاصره: لماذا اردت اللحاق بنا؟
حاولت ان تخفي الامر سول بي بقولها له: لقد اراد بشدة هيمتشان ان يأكل اللحم، لذلك طلب مني ان احضره من قبل عندما اذهب للبقالة ، فأعتقد انه تبعنا ليخبرني بذلك كي لا أنسى، ثم قهقهت هي وهيمتشان ليحاولا تشتيت شك يونغ قوك.
هيمتشان يقهقه كالمعتوه: نعم هذا ما حدث.
جوابهما لم يسعفهما بإبعاد قلق يونغ قوك بل زاداه يقيناً ان هنالك امر ما يجري، فأصبح حائراً فهو لم يشم رائحة الصدق بكلامهما، فتوجه لهيمتشان لسؤاله: ولكن تستطيع ان تتصل عليها لتخبرها؟ او حتى تستطيع شراءه في وقت لاحق....
قاطعه هيمتشان: الحقيقة هي ان سول بي اخبرتني ان ارافقها دائماً عندما تخرج معها انت بالذات، فلقد اخبرتها مدى غيرة جي يون، فأبت سول بي ان تموت على يديها، وكذلك تخوفت سول بي من نشر صور لكما ومحاولة نشر الاشاعات انكما تتواعدان.
كلام هيمتشان طرد شك يونغ قوك بعيداً، فحزن كثيراً لأن هذا يعني ان سول بي لن تنفرد معه لوحدها، فأجابه مقتنعاً: اه يبدو ان هذا افضل! اكمل يونغ قوك سيره الى الامام، بينما خلفه هيمتشان وسول بي يتبادلان الحديث ويقهقهان حول ما اللذي حدث قبل قليل وكيف استطاع هيمتشان ان يصنع هذه الكذبة في وقت قصير فهو جاء لكي يساعدها على حمل الاغراض وليس بشأن ما قاله ليونغ قوك لقد كانت كذبة لكي لا يشك يونغ قوك بشيئ. كان يسيران خلف يونغ قوك ومنسجمان تماماً بالحديث، فلم يرتح يونغ قوك لهذا الوضع وبدأ يقول بنفسه :لقد تقربت لهيمتشان بوقت قصير، لقد اعتقدت اني اكثر واحد من الاعضاء مقرب منها، ولكنها لم تحب ذلك، اريد ان اعرف ما اللذي يجري بينهما!
وصلوا الثلاثة الى المسكن ليفتح لهم زيلو، دخلت سول بي الى المطبخ لترتب الاغراض، وبدأت بتحضير العصيدة، لقد كان المطبخ مقابل لغرفة الجلوس فلا يوجد باب يفصلهما فكان الاعضاء جميعهم جالسون بالصالة ما عدا يونغ جاي اللذي ما زال نائماً والصمت يعمّ المكان الا صوت عطسات ديهيون المتتالية التي تعلن عن موعد اقتراب المرض فسعاله كان يملأ المكان، بينما كان صاحب العطسات يراقبها بطرف عينه وهي تطبخ، فلم يتوقع يوماً انه سوف يأكل طعام هي من حضرته، فكان يحاول اخفاء سعادته بمعاتبة سول بي، فكان يضع قناع المتجهم وغير مبالي باللذي تفعله هي، بينما بداخله يقرص نفسه مئات المرات ليتأكد انه لا يحلم، اما جونغ اب فكان يحدق بها كالاحمق، فهو يراها ككائن فضائي فهي تبتسم له كالحمقاء ايضاً، اما هيمتشان فلقد كان يراقبها بحذر كيف تتصرف حتى لا تتعب نفسها وتزيد من شدة ألم الجرح، فكانت تنظر الى هيمتشان مبتسمة وهو يرد لها بإبتسامة اوسع، كان يونغ قوك يراقب تحركات جسدها الصغير في المطبخ ويراقب توزيع ابتسامتها لكلا من هيمتشان وجونغ اب ، فأراد هو الاخر منها ان تبتسم له ولكنها لم تفعل فتأكد من ان كلام هيمتشان صحيح وليس كذبة، بينما تحاول ان لا تنظر لعيون ديهيون كي لا ترتبك، فعيونه بالنسبة لها (وبالنسبة لي هههه) كالبحر الهائج تخاف ان تغرق به، فأرادت ان تتجنب الغرق بهذا البحر واكتفت بتجنب عيونه، والابتسام الى الباقين وهؤلاء الباقين حرصت على ان لا يكون يونغ قوك منهم فهي اقتنعت بكلام هيمتشان مع انه كذبة لم يخططا لها وحتى انه كلام فارغ لم يعني هيمتشان منه شيئاً ولكنها ارادت ان تأخذ هذه الكذبة كنصيحة الاولى من هيمتشان الذي حرص على ان يساعدها دائماً وان تتحدث معه بحرية حول اي موضوع يضايقها، لأنها وجدت نفسها انها تتحدث مع يونغ قوك كثيراً وتجده قريباً منها فأرادت ان تختصر كل هذه المتاعب التي من ضمنها حبيبته الغيورة جداً كما اخبرها هيمتشان، فوجدت ان الحل الانسب الابتعاد عنه حتى لا تجلب المشاكل لنفسها. على الرغم من انها تعرف حبيبته معرفة بعيدة.
أنت تقرأ
أَعْمَتْني الصُدْفَة فَنَسيت أَنَهُ القَدَر!
Novela Juvenilالصُدَف كانَتْ كَالأَمْواج كُلَما أُحاوِل أَنْ أَبْتَعِد عَنْكَ تَحْمِلُني هذِهِ الصُدَف لِتَرْميني عَلى شاطِئ قَلْبَكَ لِذلِكَ أَعْمَتْني الصُدْفَة فَنسيت أَنهُ القَدَر - لي سول بي-