حبيبتي ... هل انا حقا حبيبته

الحلقة 18

وليد و هو طالع السلالم لمكتبه ، قعد يفتكر ايامه مع امنية .. احلى ايام شبابه ..حبه الاول .. الحب الي فكر انه عمره ما هيتخلى عنه .. الحب الي كان عايز يحافظ عليه للأبد .. اول بنت يحبها ، هي اخر بنت يحبها ..ويفضل معاها حياته كلها .. بس تقريبا امنية كان عندها مخططات تانية ..
اول مرة قابل امنية .. وليد مش فاكر حتى .. مش عارف حتى من امتى اتقابلو .. زي ما تكون امنية اصلا كانت هناك ..كانت موجودة اساسا ..كانت موجودة وقت وجوده .. عمره ما سأل ظهرت امتى في حياته .. بالعكس كان شاكر انها موجودة اصلا في حياته ..
امنية ..قررت فجأة في يوم تنسحب من حياته .. من غير مقدمات .. من غير ما تقوله اي عذر .. صحى الصبح لقاها عملت له انفريند ع الفيس بوك ..ومبقتش ترد ع مكالماته ولا رسايله ..ولو شفته في الشغل ، او في الشارع او حتى في المول .. تعمل نفسها مش عرفاه ..او لو اضطرت الظروف انهم يقفوا يتكلمو مع بعض .. كانت بتفرض الضحكة ، مش ع طبيعيتها زي الاول .. هو مش عارف ليه الي حصل ده فجأة .. ولا ليه كده من نفسها اخدت القرار ده ..
و قرر يسيب الشغل ، الي كانو فيه سوا ..
وينقل من البيت ، والشارع والمنطقة الي كانو فيها جيران ..
ويبدأ من جديد في مكان جديد ..
بس هي ليه دلوقت اتصلت بيه .؟!
هي لسه فاكرة النمرة ..
لسه فاكراني ؟!
متكدبش يا وليد .. انت مغيرتش نمرتك ، ولا غيرت اكاونتك ع الفيس .. عشان لو حبت توصلك تعرف طريقك .. وتعرف تاني تبعتلك .. انت لسه مستانيها تيجيلك تاني ..
بس ليه لما اتصلت قلبي منطش ؟!! .. ليه قلبي مزقططش ..ليه اتخنقت لما شفت اسمها ؟!

عدت انجي من جنبه ..وشاورت بايديها اني هقتلك ..
وليد ضحك : ليه يا بنتي !؟!
انجي : فرحان انت بالاشاعات دي يعني ؟!!
وليد : انا قلتلك انا معجب بيكي .. معنديش مشكله مع الاشاعات تنتشر .. هي حقيقة بالنسبالي ..
انجي مشت وسابته بعد ما شوحت بايديها في وشه ..

وليد حط ايده ع قلبه .. كنت فاكر قلبي مش هيدق تاني بعد امنية .. وضحك ودخل المكتب ..

اميرة :ازيك يا تامر ..(تامر طبعا ماسك في الكتاب ومش راضي يسيبه.. قامت اميرة شدت منه الكتاب بعصبية . تامر برق في وشها فجأة كده ..وكان هيهجم عليها زي اخر مرة .. بس اميرة بصتله شزرا كده .. تامر افتكر انه خلاها مسؤلة عنه .. فسكت ..)
اميرة : شطور ..
واخدت الكتاب .. وقالتله تعالى معايا ..
تامر : ع فين ؟
اميرة مشت ..وراحت لمكتب "حنان" .. حنان بتحب "باويلو كويلو" ..وادتها الكتاب .."الف" ..
تامر عينه هتطلع ع الكتاب .. بس اميرة بصتله وقالته برأسها "لأ"
تامر سكت ..

اميرة : لازم تتعلم تدي كتب ..
تامر : الموضوع صعب .. انا مخلصتش قرايته حتى !
اميرة : ده عذر واهي ..عشان تخلي الكتاب جمبك ..
تامر : لا صدقيني انا مكنتش خلصته ..وكنت مندمج ..
اميرة : قولي كتاب كده مندمجتش فيه !!؟؟ مش هنخلص ..
تامر عارف انها صح ، فسكت ..
اميرة مش عايزة تبقى رخمة ..فقالتله تعالى نروح مكتبه ..
تامر : نروح مكتبة !! ..
اميرة : اه ..

اميرة ..اخدت تامر لمكتبة ..كبيرة ..وقالته .. اعمل عضوية هنا ..
تامر : واعمل عضوية ليه ؟!! ..ما انا عندي كل الكتب الي انا محتاجها ..
اميرة : بص احنا لازم نشتغل بسرعة ، عشان استغل انك عايز تخف ..ولو اخدت الموضوع واحدة واحدة ..هنخستع ، ومش هننقذك ..
تامر : تفتكري ؟
اميرة : اه ..انت هادي دلوقت في ردود فعلك ..عشان لسه موضوع المقال مأثر فيك .. لكن بعد كده مضمنش رد فعلك ..فلازم استغل الوقت كويس ..
تامر : طيب احنا هنا في المكتبة ليه ؟؟ وليه اعمل اشتراك ؟
اميرة : لازم تتعلم انك مش محتاج تشتري كتب .. انت بتقرأ الكتاب مرة واحدة بس ..وبعدين بيبقى عندك غريزة انك تحتفظ بيه بس .. فعشان نمنع الكلام ده ..اتعلم تستعير .. الاستعارة هتعلمك انك مش محتاج تشتري كل كتاب .. بالعكس هتستخدم الكتاب ،وترجعه ..في وقت معين ..ولو مرجعتهوش هتدفع غرامة .. بس كدة ..وتوفر فلوسك ..وتشيل فكرة انك تجمع الكتب وتحتفظ بيها .. واكيد مهما تشتري كتب ، مش هتبقى زي المكتبة دي ..
تامر انبهر بتخطيط اميرة : تفكيرك سليم .. اناا اختياري صح ، لما قلت انتي الي هتساعديني ..
اميرة ابتسمت .. واستنت لما تامر خلص عمل البطاقة .. وبقى عضو في المكتبة ..
تامر : هنعمل ايه دلوقت ..
اميرة : هنروح البيت عندك ..نجمع شوية كتب ، ونتبرع بيها ، للمدارس ، للمكتبات ،، ونبيع منها شوية في سور الازبكية ..
تامر بحرقة : ايه !!! كل الكتب !!! لااااا
اميرة : ممممممممم .. طب هنعمل الموضوع ع فترات .. كل شوية ناخد كتب ..اوك ؟
تامر بحزن : انا هكرهك ..
اميرة ضحكت : خلاص ، خلي الكتب تموتك ..
زي ما تكون اميرة ضغطت ع زر الخطر جوا تامر وقال لها برعب ومرارة : خلاص حاضر ..

وكده بقت اميرة كل يوم تساعد تامر .. ميقراش كتاب مرة ..او تديله نوعية كتب مش بيحبها ، وتجبره يقراها عشان يكره شوية القراية ..وكل شوية يفضو بيت تامر .. مرة ودو الكتب لدار ايتام .. ودو الكتب مرة لمدارس .. لكليات ..لجوامع .. تامر في الاول كان بيحس بمرارة ..بس بعد ما كان بيشوف الكتب بيطلع من بيته مترب ومتغبر ، ويقول لنفسه ، ازاي الكتاب الي كان جمبه طول الوقت ، يسيبه كده مركون .. وازاي ما كان فرحته و الحاجة الحلوة في حياته ، يركنه كده .. وازاي في كتب ميعرفش عنها حاجة خالص .. وفي كتاب من زمان مكنش يعرف انها عنده ..
اميرة : ما هو كده .. انت لما تبقى عن الحاجة اكتر من 18 شهر ، اعرف علطول انك مش بحاجة ليها ..
تامر هز راسه .. وقعد يبص للكتب حواليه ..
ولما كان بيديها للناس ، وبتبقى سعيدة بيه ..وسعيدة بالي هو بيعمله ..كان بيفرح ..

في كتب مكنش بيعرف يتبرع بيها لأي مكان .. عشان مقطعة ومبهدله اوي .. اميرة اقترحت عليه يبيعها للواد بتاع الروبابيكيا ..
تامر ضحك .. ههههههههههههههه : وان شاء الله ..هيعمل بيها ايه ؟
اميرة : هيوديها لمصنع ورق ..أو بيعيها لواحد بتاع فول وطعمية .. متقلقش ..هو بيتصرف
تامر اخد بتاع كرتونة كتب واداها لبتاع الروبابيكيا يبيعها :بكام دول يا حج ؟!
الروبابيكي : خمسة جنيه !!
تامر : نعم !!! ايه !! انت عارف انا اشتريت الكتب دي بكام ؟!!
الروبابيكي : ده ورق يعني!! مش حاجة ..
تامر : طيب طيب ..واخد الخمسة جنيه ..
واشترى حلويات ..واداها لأميرة في المكتب ؟
اميرة: ايه ده ؟
تامر : بعت اول كرتونة كتب ..وكانت بخمسة جنيه .. كتب الي دفعت فيها الوفات ..بعتها بخمسة جنيه ..
اميرة مش قادرة تكتم ضحكتها ..
تامر : اضحكي يا اختي اضحكي :
اميرة : هههههههههههههههههههههههه تأخد منتوس
تامر : يا خفة ..

اميرة لاحظت ان تامر طريقة تعامله معاها اختلفت ، بدأ يهزر ..بدأ يتكلم بحرية ، حتى مع زملاءه في المكتب ، بدأ ينخرط معاهم اكتر ..وبدأ يتكلم مع الناس عادي .. ويندمج ..
مين يتصور ان تامر في فترة قليلة زي دي يحاول يتغير
انا لو قعدت اقوله اتغير من هنا للصبح ولا كان عبرني ..
هو الانسان وحده بس ..لو عايز يتغير ..هيتغير ..الارادة دي ملهاش مثيل ..
ياريت الاقي الارادة بردو عشان اغير حياتي ..والاقي هدف عايزة اوصله ..
بحسدك يا تامر ان كان عندك هدف ..وتعبت عشان تحاول توصله ..
واشكرك يا تامر ..انك خلتني في الطريق ده .. مش عارفة مين ساعد مين .. انا كنت محتاجة حد يبقى معايا وينسيني الي انا فيه ..
وبصت لدعوة الفرح : ندى وسامي ..