#Writer
دَخَلَتْ سُجناً و كأنَّما قيودُ الأسرِ أمسكتْ يديها و أَمسكتْ قَلبها أَيضاً ..
كلماتٌُُ ليستْ كالكلماتْ .. كلماتٌُ خَرَجَتْ منْ شفتيهِ لتصعقَ قلبها المتلّهفْ .. فهي البائسةْ المجنونةْ الّتي تَقفُ كُلَّ يومٍ في جُنح سَعادتهُ برحيلها .. و لكنّها لا تَدري .. ولنْ تدري أنها كانت أسيرة فقطْ في الشوق و العذابْ.. و إنّما كانَ هو بِرفقتها .. عَينيه تقابل عينيها .. و لكنّهما ضَريران .. لا يَرى أيٌّ منهمْ إلا نفسهْ .. هما منْ يقومان بشقْ أثلامْ في قلوبِ بعضهما .. هما تشاجروا .. أحبّا بعضهما .. لمْ ينسى أنْ يسمح لكلمة واحدةْ رونقة لتتركْ شِفاههُ و تنعمْ بِمسامعها .. وهي لمْ تنسى سطراً فارغاً دون بَدر الغزلْ في جمالٍ يا سُبحانهُ .. ليلةٌ ليلاء دفعتْ بقلبه كرهاً .. و لكنّ الكره كاذب.. و قلبه كاذب .. وهل يكونُ لحبّه الكذب أيضاً؟
سحقاً لتلكْ الكلماتْ .. و لتلكَ الأيامْ .. سيندمْ .. أو سيندمْ .. عمّا قالهُ .. لا محالةْ ..
تجلسْ في تلكَ الظلالْ .. تتنفسْ الغبار.. من يدري ما الّذي تشعرُ به؟
منْ يدري ماذا حلَّ بقلبها عندما تفوّه بتلكَ الكلمات؟ الأفكارُ تتجولْ و تعبرْ مراراً و تكراراً برفقةْ ذكرياتها المتحطمةْ .. حتّى أن هذهِ الجدرانْ تتحدثْ في قصصٍ و تفوح من حجارها روائحٌُ غريبة .. أسندتْ رأسها إلى تلك الحجرة .. التي قد تلتمسْ خصلاتٌ من شعرها.. طوال الأيامْ التي قدْ تجلسْ بها هنا .. و تبقى في ألمْ..
لا .. أوراقها ليستْ بجانبها.. حبر قلمها ليس في حوذتها .. و لكنّها احتفظت بدفترٍ صغير .. لطالما احتفظتْ به .. فتحتهُ .. و أخذت ذلكَ القلم الأسودْ من جيبها .. الّذي يذكرها بأمير قلبها .. حينَ أَشعر لعودتها .. و لكنّها أدركتْ و أخيراً .. إنّ ذلكْ كانَ مزيفْ .. و مزيفْ للغاية..!
صبَّ الحبرُ الأسودُ على ورقة دفترها الصّغير .. في الحبر ذكرى.. لتفحمْ خصلاتْ السنبل الأسودْ في شعره المائج .. و رموشه مفاتن عينيه..
"لطالما خيوطُ السُّنبل الأسودْ ارتقتْ ..
لتمنحْ وُرقاً باتَ على وجنتيها
و بحيثُ تبصرُ قلادةَ الماسِ في مقلتيه ..
تنهض و تتناثر بألمٍ على أرصفة الخلود
و تدمع عينيه مسهداً في ماضٍ أسير
خلف سجون الجرب أعمدة تربو لدموعه تحنان ضياء السنين
بصوت ناي تدفعها الأحاسيس
توسلاً لورقة شجر .. أهو أهيمْ؟
و النّاي يصمتُ و لتصدق أنْ لا صوت في النّاي
يضع فولاذاً بين شفاه الصلب تصبّه نضير الألحان
أنت تقرأ
Grey || رَمــآدي
Fanficإنْ أنتَ لنْ تنوحَ , فكيفَ تميلُ؟ يا أنتَ كيفَ عرفتَ الإزهاق؟ فكلماْ أزهقتني أخلقتَ فيني مشاعراً تزيدُ كَمَدي أنكرَ من ضوءِ القمرِ كساني عَبرةََ أظهرتْ بسمتي و أنا مازلتُ في صُلب ويحي أسمعني كيفَ للصوتِ أن يصدر؟ بدلاً عن ارتجاف صَمتي ...