62

43.6K 462 99
                                    

...

البارت الثاني والستون...

أقاهرتي! افترقنا ثلثَ قرنٍ
فهل لي أن أبثكِ ما بدا لي؟

ذرعتُ مناكب الصحراء.. حتى
شكتْ من طول رحلتها رحالي

وجبتُ البحر.. يدفعني شراعي
إلى المجهولِ.. في جُزرِ المُحالِ

وعانقتُ السعادة في ذراها
وقلبني الشقاء على النصالِ

وعدتُ من المعارك.. لستُ أدري
علامَ أضعتُ عُمري في النزالِ

وماذا عنكِ؟ هل جربت بعدي
من الأهوالِ قاصمة الجبالِ؟

وهل عانيتِ ما عانيتُ.. جُرحاً
تجهّمه الطبيبُ! بلا اندمال؟

على عينيكِ ألمح برق دمعٍ
أحالكِ يا حبيبةُ مثل حالي؟؟!

المرحوم باذن الله تعالى..غازي القصيبي...

وصل على المكان الموصوف له..
نزل من السيارة يدفعه شوقه لها..
حبه وحرمانه منها..
أبعد يده عن الباب وأنسحب بهدوء...
نزل لحارس السكن..
تكلم معه بلغة ايطالية عن سكان العمارة..
قاله بآسى\أنا قادم من المطار ولا أعلم ان كان هذا هو العنوان الصحيح..
هل تعلم إن كانت فتاة عربية تقيم هنا اسمها هديل؟؟
.....\هل تقصد الفتاة ذات الحجاب..؟؟
غازي بتنهيدة رضا\نــعم ذات الحجاب..
....\لا يوجد الا فتاة واحد عربية بهذا السكن وترتدي الحجاب هنا..
رقم شقتها 4..
غازي\حسناً ياصديقي أنا بحاجة لمساعدتك..
أريد مفاجئت زوجتي..لم نلتقي منذ سنتين..
....\كيف استطيع خدمتك سيدي...؟؟
طلع بوكه وخرج 200 يورو وحطها بيد الحارس..
غازي بهدوء\مفتاح الشقة لو سمحت..؟؟
الحارس بغير تردد وبابتسامة كبيرة\بكل تاكيد...
بعد ثواني رجع الحارس والمفتاح بيدهـ..
سلمه لغازي وهو مبسوووط بالمبلغ اللي بيدهـ..
صد عنه غازي وطلع الدرج بخطوات ثابته..
قبل لا يفتح الباب تردد للحظات..
جلس على أحد الدرجات وعينه على باب الشقة..
هل هذا حلم..او كابوس..
حقيقة أو صنع خيال..
معقولة هديل حية ...!
عايشة وتتنفس...!
ورى هذا الباب موجودة ..؟؟
يمكن سالم يتوهم..؟؟
وضاع بين هديل وشوق..؟؟
بس شوق في السعودية... وانا تاكدت..
هو يقول اللي كانت معك في مطار باريس عند الجوازات..
هديل اللي كانت معي في باريس ..
وانا بيدي شلت لثمتها عند الجوازات..
يقول انا وصلتكم فندق ريتزباريس..
وزوجتي هي اللي كانت معي...
والسفارة يا غازي... يتوهمون مثل سالم..؟؟
أكدوا لك انها هديل..
حكوا لك كل شيء بالتفصيل..
يحسبونك جاي تكمل معاملات زوجتك..
هويتها..جوازها..اوراقها..
ويا رحمة الأقدار فيك ..
سلموك كل أوراقها وإثباتاتها...
بمجرد اضافة توقيعك وشهادتك بانها زوجتك..
وانها ماتنتحل شخصية فتاة ميته..
وسالفة موتها كانت غلطة غير معروف سببها...
والعنوان عندهم يطابق العنوان اللي عطاه اياه التحري ..
المكلف بمراقبت صوفي من آخر اجتماع صار بالمكتب..
هذاك الإجتماع اللي خلاه يصمم يعرف من يكون شريكه المجهول..
هي واللي معها يحملون نفس اسمك واسم العائلة..
هي واللي معها يحملون نفس اسمك واسم العائلة..
اللي معها هو راجح..
يحملون نفس اسمي واسم العائلة..
سماها شوق..وبكذا صارت تحمل اسم ابوي وعائلتي..
والله ولعبتها صح ياراجح..
وقف ومشى بتصميم ..
فتح الباب بسهولة وقطع السلسلة الخفيفة المثبته عليه بأمان..
دخل وسكر الباب وراهـ بهدوء..
ما أستغرب من الهدوء المسيطر على المكان..
الوقت متأخر وأكيد نايمة و ماتدري عنه..
الأضواء خافته في الصالة..
نور يطلع من المطبخ المفتوح على الصالة..
ونور من غرفة حزر انها غرفة النوم..
كمل طريقه يتأمل بيتها..
مسكنها لفترة مايعرف كم مدتها..
أغراض غريبة مرمية على الأرض ما اثارت إهتمامه..
ولما قرر يتوجه لغرفة النوم..
ثبت بمكانه بجمود..
وهو يسمع صوت هامس وضحكة مبحوحة...
جلس على كرسي منفرد بضعف وعيونه مثبته على باب الغرفة..
حس بخفقان قوي بقلبه من همسات بسيطة تشبه الخيال..
ناظر يدينه ترتجف من حقيقة الصدمة..
وهمس لقلبه الموجوع..
هي حية..
مادفنتها بتراب..
هي واقع ماتنتمي لـ الذكرى..
اللي ذابت روحك بفراقها حية وموجودة..
على الأرض ماهي بجوفها..
انحبست انفاسه لما شاف ظلها معكوس على الأرض..
تعلقت عيونه بطيفها قبل لا تظهر قدامها كلها..
لا رف جفنه ولا ضيع تفصيل صغير منها..
تمشي بهداوة..
وهداوتها بلبسها عذبته ..
ملفوفة بروب حمام قصير..
يظهر منها الكثييير لعيونه المستاقة..
شعرها منثور على ظهرها..
وجهها لازال يحتفظ بجماله وفتنته..
عيونها غرامه وعشقه تلمع بأجمل سحر..
عيونها الغالية على روحه..
تبصر النور ماهي بعمياء..
ما أحترقت بزاوية الفندق وهي ماتدل طريقها..
ما أحترقت وهي تنادي تطلب العون والفزعة..
شافت طريقها وهربت مني..
هربـــــــت ...
رحمها ورحم برائتها..
تشرب ولا تدري وش ينتظرها..
همس بحقد\
لأبوك يا عقد الألماس لأبوك...
دفنتها ألا حسبي الله عليك ...
وقف بحنين وقرب منها ..
هي بنور وهو بظلام..
لا شافته ولا حست عليه..
لم يدينه على خصرها بتملك..
وضمها له بقووووة يأكد لقلبه إن الروح رجعت له..
طاح الكاس منها..
وهي تسحب نفسها عنه وتصرخ...
رفعها بخفة وابعدها عن الزجاج المكسور لا يجرحها وهي حافية..
مرر يدينه عليها بعبث..
يبي يعرف كل تغير صار فيها..
رفعت ارجولها تحاول تضربه أو ترمي نفسها على الارض وتهرب منه...
يدري إنه أرعبها..
ومتأكد إنها مستحيل تتوقع وجودهـ..
بهذي اللحظة حس بأنانيته بتملكها..
مايبي يهدي روحها الخايفة المرعوبة..
على كثر مايبي ينعش روحه الملهوفة...
ثبتها على الجدار وقرب وجهه منها..
يدينه لازالت مسيطرة على خصرها..
ثبت راسه على كتفها وهو يشم ريحتها..
وأنفاسه تضرب وجها ورقبتها..
جزم لنفسه بانه ماراح يهدا حنينه الا إذا قبلها..
قبلها بحب وشوق..
تملكها حلم ما أستحال تحقيقه..
بقت في باله دائماً ذكرى أخر قبلة ولمسة..
ترددت بخياله مقاومتها وهمساتها..
كم تمنى وترجى..
لو ترجع له بيوم..
ولو بالحلم..
وربي أكرمه ومن عليه ورجعها له..
ترك شفايفها وهو يبتسم لما حس بأظافرها تجرح رقبته..
رفع راسها بيدهـ..
وثبت وجها يقابل وجهه..
صار دورها ألحين تعرف من أكون....
ضاع وتاهـ ..
وعيونها الجايرة تناظر عيونه..
ونظراتها المرعوبة تقابل نظراته المغروومة...
شاف فيها الخوف..
شاف فيها الصدوود...
شاف سنيييين من الضماء والهجران..
شاف العذاب الغالي على قلبه..
يبيها تتأمله..وتدرك وش سوا فيه هجرانها وغيابها..
علها تفهم وش تكون لقلبه وروحه..
بشوفت الدموع بعيونها تألم..
معقولة تألمت لفراقه..
أشتاقت مثل شوقه..
نادته بحنين مثل ماكان يناديها..
حالها هل هو مثل حاله ..؟؟!
وبلحـــظات ..
أدرك إنه بدأ بحرب المنتصر فيها هديل..
همس بشوق\طولتي الغيبة يا هديل...
وكان ردها مثل ماتوقع واكثر...
توها تستوعب وجودهـ..
يشوف الأمل فيها يكون كابوس وتصحى منه..
بس هذي الحقيقة ..
هي حية وهو رجع..
هديل بصراخ\لاااااااااااااااااا لااااااااااااااااااااااا..
لاااااااااااااااااااا ما ابيييييييييييييييييييييييييك..
لا لالا...راجح يا خااااااااااااين اكرهك يا خاااااين..
ابعد عنيييي ابعد عني ما ابيييييييييييييك...
لم يدينه حوالينها اكثر وقربها منه..
غازي بوعيد\ماتبيني..؟؟
كل هذا هجر ..كل هذا حرمان وقهر...؟؟
قاومته بكل قوتها وهو يحتضنها غصب عنها..
وعيونه تراقب روبها اللي كشفها له بعد مقاومتها..
صرخت برعب أكثر وهي تسمع الصوت الغالي عليها يقترب منها..
ناظرت باتجاه الغرفة وهي تبكي...
هديل بنحيب\لاااااا..لاتطلع خلك مكانك لا تطلع تكفــــــــى تكفى لا تطلع..
قبل لا تصرخ ترتجي شخص غير معروف يطلع من غرفتها..
سمع صوت ضربات خفيفة متلاحقة تضرب على الأرض الخشبية..
وبعد ماسمع هالصوت وهي سمعته..
صرخت برعب أكبر من رعبها منه...
ترتجي هالشخص لايطلع من الغرفة...
ناظر بنفس اتجاهـ انظارها...
وشهق بصدمة وهو يشوف خيال طفل واقف مستند على باب الغرفة..
من دون وعي شد يدينه حواليها بقووووة..
وعيونه تراقب الخيال الصغير..
يمكن ظلال ويختفي..
يمكن سراب وينتهي..
بس كان كائن وحي..
مشى بطفولة ..
وخطوات مهزوزة..
يتعبث في طريقه..
يشاهق ويصفق بيدينه..
غامت روحها على شكله..
يضحك لها ينتظرها تمد يدينها له..
لقاها ولقاهـ..
عرف عن مكانها وعن ولدها..
لازم تواجهه ماهو عشانها..
عشانه هو وبس..
عشان ولدها وروحها وكيانها ..
قرب منهم بخطواته..
وتمنى غازي لو يدخل جوات هديل..
يختفي..ينتهي..
حس بعظيم صدمته..
ناظرها بتساؤل..
وشاف نظرات الحقد والتحدي..
تجمدت كل عضلاته..
ونشف الدم بعروقه..
لما همست له بحقد\أنجبت الجارية سيدها..
وقبل لا تكتمل صدمته بكلامها..
غمض عيونه بقوووة ودفن وجهه في شعرها..
وهو يحس بيدين الطفل تستند عليه وتتمسك ببنطلونه..
شد على هديل أكثر..
أول مرة يخاف..
ويحس بعدم قدرته على المواجهة..
ويـــاصدمته لان خوفه كان من مواجهة عيون ولدهـ..
برائته..طهارته..
شهقاته المبسوطة..
ضربته على ظهرهـ بعجز..
تحاول تبتعد عنه..
تصحيه من صدمته..
خفف يدينه حواليها لما لمح ذياب يتعلق بأرجول أمه الباردة..
بعد مافقد الأمل في غازي وإهتمامه..
لفت جسمها بين يدينه وشالت ذياب وحضنته..
قوست نفسها عنه تبيه يتركها..
لكن هو كان له رأي ثاني..
حصرها بالزاوية وعيونه متعلقة بوجه ذياب..
عض شفته بحنين لما حس بيد ذياب على وجهه..
رفع يد ذياب من على خده وحطها على شفايفه..
قبلها بحـــب وحسرة..
ابتسم بألم وهو يسمع شهقة ذياب وضحكته المبحوحة..
طلعت منه آآآهـ مقهوووورة..
وضمه له بقووووة..
خذاه من يدها بيد وحدة وضمه على قلبه..
وبيده الثانية لمها له ومنعها ماتهرب منه..
سبحانك يارب..
فتحتها من أوسع ابوابك..
زوجتي وولدي بحــــضني..
تممت حملها..
ولدت وتعافت..
وهذا حلمي المبتور أكتمل..
الحمد والشكر لك يا رب العالمين..
ياربي ما أكرمك..
اول ماحست انه خفف يده من عليها..
سحبت نفسها عنه بقووة..
وسحبت ذياب بسرعة..
بعدت عنه خطوتين وهي تلم الروب عليها برجفة..
بعدت اكثر وهو يقرب منها..
هديل بقوة\لا تقرب مني...
مالك مكان في حياتنا..
غازي يهز راسه برفض\قررتي كثير في حياتنا..
طول فترة غيابك وموتك المزعوم وأنتي مقررة الفراق..
واليوم صار دوري أنا أتخذ قرار..
أنتي زوجتي..وهو ولدي..
وحياتك من دوني انسيها..
هديل بحقد\لا أنا جاريتك..ولا نسيت..؟؟
ملك يمين أمة عبدة..مغتصبة ومنهانة ..مذلولة..
ومن شروط الجواري تعتق لما تلد بولد سيدها..
وبذالك يا حقير انا صرت جارية لولدي..
وبكل أمانة أنا فخورة اني جاريته..
رغم تاريخي الأسود مع طاغوت مثلك..
غازي بحدة\انتي زوجتي مو جاريتي..
هديل بكرهـ\ما يشرفني ..
دخلت غرفتها سكرت الباب بقووة وقفلته..
جلست ذياب في سريرهـ..
وطلعت ملابس من الدرج بسرعة..
لبست بنطلون جنز وكنزة بيضاء..
وهي تحاول تهدي من رجفتها..
مسحت دموعها بخوف..
وهي تلم ملابس واغراض لذياب..
اخذت جوالها وأتصلت براجح وهي تسمع غازي يضرب على الباب..
بعد كم رنة رد عليها بصوت هادي..
راجح\ألو هلا ام ذياب..
هديل بقهر\حلفت يا كذاب..حلفت ماتخوني ولا تدله علي..
حلفت بالله العظيم ما تغدر فيني..
ليش كذبت علي؟؟الله لا يسامحك ياراجح..
راجح وقف بصدمة\هديل أنتي وش تقولين وش فيك..؟؟
صاير معك شيء..؟؟
هديل تبكي\حرام عليك ماطلبتك الا شهادة..
ليه تدله علي..ليه قلت له اني حية ليييييه؟؟؟
راجح وعرف من تقصد\غازي عرف عنك..؟؟!
صرخت لما كسر الباب ودخل عندها..
رمت الجوال عليه بقوووة...
هديل بحقد\أكرهـــــــك ...

رواية أما غرام يشرح الصدر طاريه و إلا صدود وعمرنا ما عشقنا / الكاتبة صدود/مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن