63

47.3K 470 90
                                    

...

البارت الثالث والستــــــون ,,

لمي ضفائرك الشقراء و ابتعدي
أخشى عليك اللظى الموار في جسدي

أخشى عليك معاناتي.. مكابرتي
تمزقي.. يقظة الآلام في سهدي

تشردي في بلاد الله أذرعها
خطوي جريح.. و قلبي نابض بيدي

يا زهرة بطيوب الصبح عابقة
إني أتيت و ريح الليل في كبدي

يا ضحكة بالصبا الممراح ضاخبة
أما رأيت خيوط الدمع في كمدي؟

و يا حمامة دوح تستريح على
فخ من الشوق.. إن لم ترحلي تصدي

حسبي و حسبك حلم في تنفسه
ما في العوالم من طيب و من رغد

عشنا على راحتيه نشوة ضحكت
لنا.. و ما ابتسمت قبلا على أحد

ما كان يوما و لا يومين موعدنا
بل كان عمرا و عشناه الى الأبد

المرحوم باذن الله تعالى .. غازي القصيبي ..

ثبت عيونه بعيونها..
حواسه كلها تجمدت..
عضلاته وعروقه...
همس بضياع\ذ...ذيــــــاب ..؟؟؟!
رفع راسه له بسرعة وهو يطلع صوت خفيف من فمه..
وكانه يرد عليه بــــ ايه انا ذياب ...
أرتجفت يدينه المعقودة على ركبته..
وبألم نزل عيونه المصدومة من عيونها المتحدية..
بتظل تهزمه..
من أول ما رجعت لحياته أنهزم وانهزم..
هزمته في وحدتها وغربتها في بلد غريب عنها..
لا لغة لا بيت ولا هوية ..ولا احد يهتم فيها ويسـأل عنها..
بينما غربته كانت في بيت وأمان..
له هوية..له أم وأهل يسألون عنه ويهتمون لامرهـ..
له حيل وله قوة..
هزمته في أصالتها..
رغم كل شيء سواهـ فيها الا إنها كانت أصيلة..
سمت ولدها بالاسم اللي يبيه هو..
بعكسه لما حرمها من اسمها..
من أهلها من ابســـط حق وهو معرفة انها زوجته..
شاف ذياب يناظرهـ بــ براءة وحماس..
وراقب حركته ماسك أصابعها ويدخلها بفمه ..
وبصوت غريب عنه ناداهـ مرة ثانية..
غازي بتوسل\ذيـــاب..
نفس ردت فعله الأولى..
ناظره بسرعة..
ينتظر اي كلمة ثانية او لعبة..
مد يدينه يأشر له يجيه..
وبتصرف أستغربته على نفسها بقوة..
أرخت يدها من على ذياب..
وكأنها تبيه يرضي أبوهـ..
عادت وشدت عليه وثبتته بحضنها ..
تحرك ذياب بحضنها بعجلة طفولية وانزعاج...
وقف بشكل غير ثابت..
ومد يدينه لغازي...
مشى خطوتين ولما شاف غازي يتحرك يبي يلمه..
رجع يركض لهديل وطاح بحضنها وهو يضحك..
سواها مرة ثاني..ورجع لامه يركض قبل لا يلمسه غازي..
غصب عنها ابتسمت لهبال ولدها الغريب عليها..
أول مرة يلعب بهالشكل..
وقف مرة ثالثة وخلص نفسه من يدينها..
مشى لجهة غازي وهو يبتسم..
ينتظره يتحرك عشان يهرب منه مرة ثانية..
فهم غازي حركة ذياب صصصصث
وأدرك إنه يعتبر هالشيء لعبة..
نزل يدينه على ارجوله واعتدل في جلسته مقابل لهديل..
ومثل انه مايشوفه يقرب منه او ينتظرهـ..
طال ذياب في وقفته ولما كان بيفقد توازنه مدت هديل يدها اليمين..
وسمحت له يرتكز عليها ويظل واقف في مكانه..
وهو لما لاحظ سكون غازي مشى لعنده خطوتين سريعة..
وطاح بحضنه بعد مافقد سيطرته على نفسه..
ضمه غازي على صدرهـ بقوووة..
ولازال قلبه يرف بقووة لولدهـ..
وكانها المرة الأولى اللي يحضنه..
وهو من أول ماشافه الى الآن ضمه أكثر من خمس مرات..
بس هذي المرة كانت غير..
لأنه....لأنه ذيـــــــاب ولدهـ و ولدها...
دفن وجهه برقبة ولدهـ يشم ريحته..
ومن حركته ضحك ذياب بصوت عالي..
قبله على صدره وبطنه على وجهه وعيونه..
وبين لحظة ولحظة يحرك خشمه على رقبت ذياب
وذياب يضحك مبسوط...
نساها ..
نسى ولده كيف ولد وكيف وصل ليدهـ..
نسى السنين اللي مضت..
وكل مايكدر حياته وروحه..
مابقى في باله الا الطهر والبراءة اللي بين يديه..
كل شيء كبير وقاسي أندفن بضمه لذياب..
حتى وعيده لها بسبب هربها وتعذيبها له طول هالسنتين نساهـ..
ذياب يدمح لها كل غلطة وكل قسوة..
رفع عيونه لها وهزهـ شكلها..
لامه يدينها على حالها..حركتها الدائمة بوقت الخوف..
عيونها غاشيتها دمووع..
شفايفها ترتجف بعبرة..
تحاول تتنفس من دون صوت..
طاحت دمعتها على حضنها من دون ماتلمس خدها..
يدري وش اللي جرحها..
وش اللي أضعفها وألمها..
إنها تشوف ولدها بحضن المجرم..
يضحك ومبسوط..
وقفت بتعب..
وهمست بضعف\ماهو عشانك..عشانه..
صدت بوجها عنه..
توجهت لباب جانبي في الغرفة..
فتحته ودخلت لغرفة تبديل الملابس..
قفلت الباب مرتين..
أرخت بجسمها على الباب..
وحطت يدينها على فمها تمنع نفسها لاتشهق وتبكي بنحيب..
غصب عنها أختنقت بدموعها..
والعبرة حرمتها من الهواء..
مشت بعجز وجلست بزاوية الغرفة..
دفنت راسها بين ارجولها ..
وبكت بنحييييب..
وكل ماكتمت شهقاتها أختنقت أكثر..
أنسدحت على الارض من شدت التعب..
لمت نفسها بيدينها..
وعيونها ضايعة في الفراغ..
لقاها..!
بعد أيام وشهور وسنين من الوحدة والتعب لقاها..
لقاها ولازال يكسر بخاطرها..
يوجعها ويجرحها..
يتوعد يعاقبها..
ماتخاف منه..
خوفها من ذياب..
رغم انه طفل ماينلام..
اذا تعلق بأبوهـ..
ليه يحبه ويرتاح معاهـ..
لايكون بيوقف معه ويخليني..
لا يومه فديتك لا..
ما اقدر أعيش من دون هلي..
ولا اقدر أحفظ لك هلك..
ما اقدر أجمعك مع أبوك..
الله ماكتبه فديتك..
لاتخوني وتحبه..لا يلوي ذراعي بك يا ذياب..
لا تخليه يدفن أمك برماد هالمرة..
باندفن برماد ماهو تراب..
سمعت ذياب يبكي..
الجمود اللي صابها منعها تطلع وتشوفه..
بعد دقايق غاب صوته تأكدت انه نام مع ابوهـ..
نهرت نفسها لاتقولين ابوهـ ..لا تقولين..
غمضت عيونها ونامت على الأرض..
رافضة مقابلته لباقي الليلة..
ماراح يتركها بحالها..
وهي تعبانة ومابتقدر تواجهه..
وبقلب شقيان همست بزعل..
\الله يسامحك ياراجح..الله يسامحك..

رواية أما غرام يشرح الصدر طاريه و إلا صدود وعمرنا ما عشقنا / الكاتبة صدود/مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن