رواية أما غرام يشرح الصدر طاريه و إلا صدود وعمرنا ما عشقنا / الكاتبة صدود/مكتملة

85

..

البارت الخــامس والثمــانــــون ..

كيف استطاعت نفاذاً لقلبي؟
ويا ويح قلبي!
منذ سنين تجمّد كيف يعيشُ

الفتى دون قلبٍ يدقّ؟
ودون دماء تسيلْ؟
تحنطتُ لكنني لم أبح
فمشيت ولم يدر من مرّ بي

أنني دون قلبْ
فمن أين أقبلت ترتجلين القصائد
تستمطرين الكواكب زخة وجدٍ
تثيرين زوبعة في الرميم؟

أنا قد تقاعدت سيدتي
من مطاردة الوهم عبر صحارى الخيال
تقاعدت من رحلتي في تخوم الرجاء
وعبر بحار المخاض المليئة
موجاً عنيفاً
تقاعدت أعلنت للناس أني
قد كنت منذ سنين طوال ومتّ
فمن يفضح السر؟
من يحفر القبر؟

المرحوم بإذن الله تعالى..غازي القصيبي..

بعدت يدينه من حواليها..
ومشت بخطوات كبيرة هاربة منه ومن كلامه..
دخل يدهـ بجيبه..
وطلع الورقة اللي أعطته إياها صوفي..
آخر مرة زارتهم في المزرعة..
تحس بالأرض تحتها مثل الماء..
خطواتها متعثرة هاربة منه..
وهاربة من ذكريات صارحها فيها..
كان يشاركها الملحق باول ايامها..
ينام عندها..؟؟!
يسمعها تبكي..يعني يسمع كلامها وندائها لربها..
لأبوها..ندائها لـ هادي..
يسمع صراخها وهي تشوف كوابيس هو الملك فيها..
كان معي بلحظات خوفي منه ومن المكان..
خوفي من غربة انكتبت علي..
من إنسان غريب عني ومتملكني..
يسهر عندي وينام..
يعني حتى البرد اللي جمدني جمدهـ..
رفعت راسها وهي تحس بضيق وكئابة من المكان..
ماتدل الطريق عشان ترجع..
لازم هو يطلعها..
وبنفس الوقت تبي تظل لحالها..
تبي تسترجع أوقاتها الوحيدة بملحقها..
وكل ذكرى راح تتذكرها بتشركه فيها..
ناظرت حوالينها بإستطلاع..
تنتظرهـ يطلع لها او يناديها..
رجعت على نفس الطريق اللي مشت عليه..
اللي مطمنها إن المكان اللي هم فيه له طريق واحد بس..
مالاحظت وجود متاهات او مداخل غريبة..
ثبتت بمكانها وارهفت سمعها..
سمعت خطوات سريعة تقترب منها..
يرافقها تنفس سريع..
ماشكت يكون غازي..
لان غازي ماتعداها...
فيه شخص وراها يقترب منها بسرررعة..
حاولت تركض..
تبي تهرب منه ..
الخوف سيطر عليها..
صرخت باسمه بصوت عالي..
لما حست بشيء يلتف على أرجولها..
وشيء غريب يلمس ركبها من ورى..
ظلت تصرخ بكل صوتها وهي مغمضة عيونها..
حست بيدن غازي تلمها بقوووة لصدرهـ..
وسمعت صوت ضحكته عاااالي وهو يسمي عليها..
صرخت فيه وهي تبكي بخووف..
هديل بجنون\إبعــــدهـ عنـــــــــــــــــي ..
وخرهـ عني وخــــــــــرهـ..
يوممممممممممممممممممه..
غازي يضحك\ههههههههههه بسم الله عليك..
هششش إهدي مافيه شيء يخووف هششش خوفتيه...
حركت ارجولها بسرعة تبي اللي حوالينها يتركها..
وهي تصرخ بغازي يبعد اللي عليها..
شال يدينه من عليها وانحنى بسرعة..
فك اللي حوالينها وهي أبتعدت بسرعة ووقفت بعيد عنه..
أرتفع وهو شايل ذياب بين يدينه..
كانت ترتجف بمكانها..
والشهقات تمنعها لا تتنفس براحة..
الخوف متحكم فيها ولا فهمت سبب ضحك غازي..
لحتى شافت ذياب بحضنه..
حطت يدينها على فمها بصدمة ..
ولاقدرت تتحكم بدموعها..
قرب منها وهو يبتسم وضمها له وضم ذياب..
حطت وجها بحضن ذياب وبكت بخووف..
وذياب بكى زعلان منها لما صرخت وخوفته..
غازي بحنية\ليه تخوف أمك..كنت بتجلطها يا ابووك..
هديل بصوت باكي\ماعرفت وش يكون..
حسبته كائن..
غازي ماقدر يكتم ضحكته\ههههههههههههههه كائن مرة وحدة..
الحين هذا الذيب كائن غريب..
هديل\والله خفت منه..
وبعدين انت السبب..ليه خليته لحاله..؟؟
غازي\قال يبيك فرحت اجيبك له..
خذته من يدين غازي وضمته لها بقوووة..
بكت غصب عنها..
لازالت تحس برجفة الرعب اللي صابها مسيطرة عليها..
دائماً يضمها ويركض لها لما يشوفها بعد ماتغيب عنه لوقت طويل..
وهي من الظهر هاربة من ابوهـ وجالسة في الملحق..
غازي بحنية\إستهدي بالله ..
هديل بغصة\خووفتـــه مني..
غازي\بينتقم لنفسه بس خليه يستوعب وش سويتي فيه..
هديل تمسح دموعها\ههههههه بيتعلق بشعري اعرفه...
المفروض نتوطاك انا وهو..كيف قدرت تخليه لوحدهـ..
غازي\ماريا كانت معه..
هديل\كيف قدر يدخل هذا المكان..؟؟
انت من وين تدخل..؟؟
غازي\ذيب طالع لأبووهـ.
عرف الطريق مو مثلك كم سنة ماتدلين..
هديل بقهر\ماكنت ادري إن ابوهـ موسوس وجاسوس..
هذي حركات الجواسيس..ليه بنيت هذا الطريق..؟؟
غازي\هههههههههه اتجسس على اروع كنز..
هديل بصد\إختصر..ليه بنيته.؟؟
غازي\وليه ابنيه؟؟مو انا اللي سويته..
اللي بنى القصر بنى هذا الممر معه..
الملحق كان ورشة نحت..وانا سويتها ملحق للقصر..
هديل\امممممم وين الباب الثاني لممرك يالجاسوس..
غازي\تعالي وإكتشفي بنفسك..
اخذ ذياب منها ومشت جنبه..
ألتقوا بماريا عند الباب وكانت مرعوبة..
ماريا\أنا أسفة سيدي..
لقد ركض داخلاً ولم أستطع الإمساك به..
هديل بقهر\ليش مادخلتي وراهـ..
غازي\ماتحب الأماكن الضيقة..تخاف منها..
ماريا\أنا أسفة..
هديل\لو صار فيه شيء..كنت باذبحك أنت ياجلمود..
غازي بنص عين\يعني معصبة عشان ذياب
ولا لانك أنهبلتي من الخوف يالخوافة..؟؟
هديل تشهق\هئئئئئئئئ هذا المكتب..
غازي يبتسم\إيه المكتب..
هديل\الحين ماريا تعرف هذا المكان..؟؟
غازي\ماريا تعرف كل شيء هنا..
لانها عاشت في هذا البيت من سنين طويلة..
وهي اللي دلتني على هذا الممر..
هديل\تدري إنك مجرم..؟؟
غازي بوله\تدرين إنك قمر..؟؟
هديل تبتسم\حالتك اليوم مستعصية..
وش عندك مبسوط..؟؟
غازي\لانك معــي..
هديل\مو على طول..
غازي بهدؤ\مو قلنا نبي أخ لذياب..؟؟
هديل\سنة وينتهي عرضك..
غازي يقرب منها\سنتين..
هديل\يثبت حملي وارجع عند هلي..
وبعدها خذ عيالك وأطلع من حياتي..
غازي\معـــصي ولا تبعدين خطوة..
هديل بجمود\ابي اراجع دكتور ذياب..
غازي\هذا هو قدامك..
هديل بقسوة\سمعتك يادكتور فاشلة جداً..
ما انقذت بنتك فكيف تنقذ ولـــدي..؟؟
غازي\جبارة يا حمامة..
هديل\بعض ماعندكم يا جلمووود..
شالت ذياب وخرجت من المكتب..
وقبل لا تقفل الباب سمعت صوته..
غازي\نيميه بفراشه..
الليلة دور أخوهـ..
هديل بحقد\إحلم على قدك..
وأنا اقرر مو أنت..
غازي يغيضها\إن وقفت عليك ما جاء بعد عشر سنين..
طلعت غرفتها ونامت جنب ذياب وهي ضامته لها..
وعينها على باب الغرفة..
تخاف يدخل عندها..
عاتبت نفسها وين راحت الراحة اللي كانت مصاحبتها طول اليوم..
من اول ماصحت وهو جنبها..
وعرفت إنه مالمسها..
كانت مبسوطة ومرتاحة..
ليه لما واجها بموضوع الطفل الثاني..
تجمدت وقست..؟؟
هي قررت يثبت حملها وترجع لهلها..
تدري ما احد بيرضى بوضعها..
وبنفس الوقت ماتبي تعيش معه مجبوورة..