73

42.8K 460 78
                                    



البارت الثالث والسبــــعون ..

يناديني صباكِ إلى الربيعِ 
ويمنعني الخريفُ من الرجوعِ

وتسبح بي عيونُك في الأماني 
وتغرقني عُيونيَ في دموعي

فيا أفياءُ! يا مائي وزادي 
ويا أفياءُ! يا ظمأى وجوعي

أيعذرني جمالك إنْ رآني 
وأظفار الكهولة في ضلوعي؟

أيغفر لي دلالك ما ألاقي 
من الطعناتِ في القلب الوجيع؟

وفيم أتيتِ؟ ما تبغين عندي؟ 
وهل عندي سوى حلمٍ صريعٍ؟

وهل عندي سوى عمرٍ تعاني 
بقاياهُ.. بمِقصلة الصقيع؟

المرحوم بإذن الله تعالى.. غازي القصيبـــي ..

مسكت ثوبه بقوووة وهي تشهق تحاول تسحب هواء..
قال لها إبـــكي..
بس هي ماتبي تبكي..
بكت كثيييير عليهم..
واليوم عجزانة تبكي على حالها..
هديل بمرارة\أكــــرهـ سعود ..أكرهه..
طاحت في حضنه وهي ترتجف..
وبعد ثواني فقدت وعيها..
ضمها له بقوة وثبتها عليه..
كان متاكد من إن أخوانها ما أنتبهوا لحركته معها..
وإنه بحركة بسيطة منه في أسفل راسها..
قدر يخليها تفقد الوعي..
هدوئها في حضنه ينحسب لصالحه..
ألتفت بنص وجهه لهم وتكلم بصوت جامد ..
غازي بحدة\ممكن تتركوني معها شوي..
قابلته عيونهم ونظراتهم بالحقد والرفض..
بس هي أجبرتهم بتصرفها..
لانها ماهدأت وكفت عن الصراخ الا لما حضنها..
طلع علي وسحب معه هادي وسكر الباب..
بس هذا ماطمن غازي..
شد يدهـ عليها وأقترب من الباب وقفله بالمفتاح..
شالها بين يدينه ونزلها على سريرها..
قبلها على جبينها ومسح بيدهـ على خدها ..
اللي لازالت أثار الكف معلمة عليه..
توجه لدورة المياهـ..أخذ منشفة صغيرة..
بللها مويا باردة ورجع لها..
قرب منها ومررها على جبينها وخدودها ورقبتها..
ثبتها على بداية صدرها ..
ولمها له بخفة لما شافها تحرك جفونها ..
مرت لحظات وهو واثق إنها صحت..
انتظرها تنفض نفسها من حضنه وتبتعد عنه..
بس هي ظلت ساكنة من غير ما تتحرك..
لحتى شككته بنفسه..
فرفع راسها له وألتقت عيونه بعيونها ..
قرب منها اكثر وقبلها بشوووق..
ماقاومته ولا تجاوبت معه..
ظلت مثل الجماد..
حط خده على خدها وهمس لها..
غازي بوله\أحبــــــــك ..
ما اثرت فيها كلمته..
تحركت بتعب رفعها تجلس وجلس جنبها ويدهـ محاوطة كتفها..
غازي بحنية\مايهون علي أشوفك في هـ الحالة..
كنت متأكد إنك مو بخير من بعد ما شكيتي الحال..
ومن إتصال علي فيني..
عرفت إنك تركتي البيت..
خفت تكونين هربتي منهم مثل ماهربتي مني..
ارخت راسها على كتفه..
وهي تسمعه يوصف لها شعورهـ لما عرف بغيابها..
حركتها شجعته يقربها له اكثر..
غازي بهدوء\كلمت هادي اتطمن عليك..
ابتسم بسخرية\عادت الأقدار نفسها يا هديل..
طعني بنفس الكلمة اللي طعنته فيها..
البقاء في راسك..قلتها له من سنين..
قلتها بإسلوب جامد وقاسي..
وكأني انتقم منه ومن حالي فيه..
وبنفس الإسلوب قالها لي..
البقاء في راسك..
حسيت كيف الكلمة تذبح وتحرق الرووح..
تركت كل شيء وتوجهت لـ المطار..
هاوشتهم لما ما سمحوا لطيارتي تقلع الا بعد ماينتهي الإضراب في المطار...
والإضراب أستمر يومين وبالموت انتهى..
كنت ممكن اصير إرهابي ومطلوب امنياً..
ثلاث ساعات قضيتها في إتصالات عشان اعرف وين أنتي فيه..
اللي عرفته إنك مع هادي..
فطلبت منهم يدورون على سيارة هادي ويدلوني على موقعها..
ومن قوة علاقاتي حددوا موقع سيارة هادي..
وبعد ماوصلت الرياض توجهت على العنوان..
وكان عنوان بيتكم القديم..
ألتقيت في هادي جالس في سيارته..قبل شارع من بيتكم..
وذياب يبكي معه بالسيارة ..مارد علي لما كلمته..
وماكان مهتم في ذياب اللي يبكي..
سألته عنك وبعد الضرب جاوبني إنك رجعتي هنا..
أخذت ذياب منه وجيت هنا ادورك ..
دخلت من دون إستئذان لداخل بيتكم ..
وتواجهت مع ابوك وامك وجدتك..
لاهم اللي طردوني ولا أنا اللي طلعت..
كنت واقف معهم واسمع صراخك..
أسمع حسرتك على نفسك وعلى سنين احرقتها لك..
صدمتك كيف كل اللي صار ماله قيمة..
ياجنوني مالها قيمة عندك..
تعتبرينها سنين دمار لنفسك ومستقبلك وكيانك..
تشوفينها سلبت منك شبابك أنوثتك ويمكن صبرك..
بس أنا اشوفها سنين عوضتني..
شوفي عمري كم سنة..ماحسيت بطعمها إلا معك..
صح أنا قسيت عليك وتجبرت واذيتك كثييير..
وبنفس الوقت أنصهر الحديد اللي كان مغلفني..
انهارت أسوار الجمود من على قلبي..
ضاعت سنين منك..
ويمكن أفضل ما حصل لك فيها وجود ذياب معك..
خليني اعوضك مثل ماعوضتيني..
شدد إحتضانه لها وقبلها على رقبتها وكتفها..
بعدت عنه ونزلت من على سريرها..
توجهت لدورة المياهـ ..
دخلت وقفلت الباب عليها..
تنهد بآسى على حالها وصار يمشي في الغرفة..
يدري إن وجودهـ في غرفتها وفي بيت هلها غير مرحب منهم..
بس مايقدر يلقاها الا هنا..
ألتفت عليها بصدمة لما سمعها تتكلم بصوت ناعم..
هديل بإبتسامة\غازي تحبني..؟؟
الصدمة ألجمت لسانه..
تبتسم وتتكلم معه بدلال..
ومن دون نظرات عدوانية..
عادت سؤالها بخبث..
وهي تضحك برفعة حاجب..
غازي تنهد\وش ناوية عليه..؟؟
هديل\أبدأ أبني حياتي اللي انتوا دمرتوها..
أبتسم وقرب منها..
بس هي منعته لما مدت يدها واشرت له يظل بمكانه..
هديل\بـ الهون علي ياغازي..
والحين إطلع ..
مسك يدها وقبلها بحنية..
وتراجع كم خطوة قبل لا يزعلها منه..
وعشم نفسه..
بداية صلحهم إبتسامة..
وطلع من غرفتها ..
وهو يدري إن إبتسامتها ماهي دليل الا على إنتقام مُـــر منها ..
قفلت الباب وراهـ ولازالت الإبتسامة الغريبة مرسومة..

رواية أما غرام يشرح الصدر طاريه و إلا صدود وعمرنا ما عشقنا / الكاتبة صدود/مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن