part 5

1K 69 3
                                    


في صباح أحد الأيام ، جلست تنتظره في الحديقة كما اتفقا من قبل ، جلست على الأرجوحه تهز نفسها ببطء وهي تحدث نفسها بغضب
تي ري : ذلك الأجاشي الأحمق ، انا انتظرة منذ ساعة ولم يصل حتى الان سأقتله ان لم يأت في الحال ><
شعرت بظل فوقها فرفعت نظرها اليه ، لم تتمكن من رؤية ملامحه بسبب أشعة الشمس القوية خلفه فرفعت يدها فوق عينها لتتمكن من الرؤية
كيونا : يالك من طفلة غبية ، لماذا تجلسين بالشمس هكذا ؟!
تي ري بغضب : وما زلت تستطيع الكلام ، لماذا تأخرت هكذا ؟؟
كيونا بملل : لم أشأ رؤية وجهك منذ الصباح الباكر
تي ري : يااا ، انت من طلب مني الحضور
كيونا : لانني مجبر على ذلك
القى كلماته تلك عليها وذهب مبتعداً تاركاً لها الفرصة لتشتمه حتى تنفس عن غضبها حتى انتبهت انه قد ذهب
تي ري : ايقوو ، اين ذهب ذلك الاجاشي ، هل غادر بالفعل !
كيونا : غبية
التفتت اليه ليفاجئها بزجاجة عصير يقطر منها الندى لشدة برودتها يمدها لها ، اخذتها بسعادة طفلة ، ثم انتبهت على تصرفها الطفولي فمدتها له مجدداً
تي ري : شكراً لا اريد منك شيء .
كيونا : توقفي عن التصرف كالأطفال ، هذا لانك انتظرتيني لوقت طويل تحت الشمس
تي ري تراوغه : هل هو اعتذار اذاً ؟
كيونا بغرور : لا تحلمي بذلك حتى
تي ري تهمس من جانب شفتيها : متعجرف ..
كيونا : سمعت ذلك ، دعينا نتحدث الان بالسبب الذي جمعنا هنا
تي ري : ما الأمر ؟
كيونا : لدي فكرة لمساعدة اختي ودونغهي
تي ري : ما هي ؟
كيونا : اليوم وغداً إجازة ، لذلك ألا تظنين ان الخروج في رحلة استجمام شيئ مناسب !
تي ري : معك حق !!
كيونا : سأدعوهما انا للذهاب ، ولدي المكان المناسب لنذهب اليه
تي ري : اين ستأخذنا ؟
كيونا : ستعلمين لاحقاً ، لنذهب الان الى منزلكم
اتجها معاً الى منزل السيد لي ، وسرعان ما نزلت يون بي مرحبة بوجود أخيها
يون بي : اوباا ، لا أصدق انك اتيت لزيارتي !
كيونا : لقد فعلتها ولدي مفاجأة لك أيضاً
يون بي : أي مفاجأة ؟
قاطعهم دخول دونغهي رغم هدوئه ، فانقض عليه كيونا مرحباً
كيونا : أهلاً بك دونغهي شي ، كيف هو حالك ؟
دونغهي : بخير ، سعيد بزيارتك
كيونا : لدي ما اطلبه منك
دونغهي : بالتأكيد لك ما تريد ..
كيونا : هذا لطف منك ، ان لم يكن لديك مانع ارغب ان نذهب معاً في رحلة تخييم اليوم وحتى الغد
يون بي : بوو تخييم ؟؟
كيونا : ديه
تي ري بحماس : دعنا نذهب اوبا سيكون ذلك ممتعاً
يون بي : ليست فكرة سيئة !
دونغهي : لا مشكلة لدي ان كان هذا ما ترغبون به
انطلق الكل بحماس يتجهزون لرحلتهم التي ستبدأ بعد ساعات قليلة
عند حلول الوقت المحدد اجتمع الجميع في الباحة الأمامية لمنزل دونغهي وقد حضروا كل ما يلزم لرحلتهم
اتجه الجميع الى سيارة دونغهي وكادت يون بي ان تفتح الباب الخلفي لتجلس في الخلف لكن اخاها اوقفها
كيونا : انتي اجلسي بجانب زوجك وانا سأجلس بالخلف
يون بي : ولكن ..
كيونا : هياا اذهبي
صعدت في الأمام بجانب دونغهي الذي فهم المغزى من فعلة كيونا ، اما الاخر فجلس في الخلف بجانب تي ري وانطلقوا
كيونا بهمس : هل سيكون علي تحمل الجلوس بجانب هذه الطفلة طول الطريق ..!
لكزته في خصره بمجرد ان سمعت تمتمته والتفتت الى النافذة بجانبها كأنها لم تفعل شيئاً بينما هو يتألم بصمت
كيونا : دونغهي شي ، هل تعرف الطريق جيداً الى تلك البحيرة ؟
دونغهي : بالتأكيد
أثناء الطريق الذي كان ممتعاً بالنسبة لدونغهي ، لانه استمر بمراقبة تصرفاتها العفوية خلسة
يراقب يديها اللتين تخرجهما من الناذفة عابثة ثم تحرك رأسها لتبعد خصلات شعرها المتطايرة على وجهها
كفراشة زاهية الألوان تعبث بحرية ، دون ان تنتبه على عينيه المتأملتين بشغف واضح
قصة حبه ، رغم صمتها وهدوئها فهي تتشكل في عينيه كلما رأها ، فتخور قوات الدفاع القائمة بداخله وتضعف ، وتسيطر مشاعره الجياشة
أيقظته خصلات شعرها التي طارت لتصطدم بقلبه قبل وجهه من نظراته المتأملة وأخذ نفساً عميقاً متشبعاً برائحتها الشهية
ابعدت شعرها مذعورة عنه وجمعته بربطه وجعلة يتدلى على احدى كتفيها ونظرت له معتذرة
يون بي : بيانيه ..
لم ينطق بحرف ، أكتفى بتسديد نظرات جعلت قلبها يكتوي لحراراتها ، ليس غضباً ، وانما عشقاً مجنوناً أخذ عقلها بعيداً وهي تتبحر بملامحه الحادة وهو يمد يده ليبعد باقي الشعيرات التي أصرت على التعلق بخديها ..
لم يغب ذلك المنظر عن عيني كيونا الذي كان يراقبها بحرص ، فتأكد من سيطرة اخته على قلب دونغهي ، ولكن ما ازعجه حقاً هو صمته
لماذا لم يقم بأي شيء أكثر رومانسية ، وما هذا التبلد والهدوء رغم افساح المجال له ليتحدث معها ويتقرب من قلبها قليلاً
اما دونغهي فلم يكن ذلك رأيه ، اكتفى بهذا القدر القليل وهو يدرك تماماً بمدى تأثيره عليها حتى وان اخفت ذلك
لوى شفتيه بغيظ من أخته وزوجها الذي لم يفهم تصرفاته حتى شعر برأس تلك الطفلة يسقط على كتفه نائمة
نظر اليها عن قرب دون ان يحرك كتفه حتى لا يزعجها وهمس : يالها من طفلة !
تنهد بانزعاج وهو يبعد رأسها عن كتفه بلطف حتى لا تستيقظ ويضعه في حجره لترتاح أكثر بنومها مما لفت انتباه دونغهي الذي نظر من انعكاس المرآة
دونغهي : هل نامت ؟
كيونا : أجل
دونغهي : بيانيه على الازعاج
كيونا وهو يتأمل ملامحها الصغيرة : لا بأس ..
وصلو أخيراً الى البحيرة الواسعة حيث اتخذها العديد من الأشخاص مكاناً للتخييم والصيد والمتعة
نزلت من السيارة مندهشة بذلك المنظر البديع ، حيث تحيط بالبحيرة غابة خضراء كثيفة الأشجار وتحيط بها الورود التي تنعكس ألوانها الباهية على سطح البحيرة مع لمعان انعكاس اشعة الشمس الذهبية عليها
يون بي بحماس : مكان راائع !
اما كيونا فقد فوت الاستمتاع بهذا المنظر وهو يحاول جاهداً ايقاظ تي ري النائمة براحة وهي تمد جسدها الصغير على المقعد بأكمله ولم تترك سوى مكاناً ضيقاً يجلس فيه كيونا وهي تضع رأسها في حجره
واخيراً استيقظت بعد ان كادت تفقده عقلة ، لتنظر الى وجهه المتجهم ولسانه الذي يفيض بسيل من الشتائم بصوت منخفض فنهضت بسرعة
تي ري : ما الذي حدث ، وأين نحن الان ؟
لم تنتظر منه اجابة وخرجت بسرعة لتطلق صيحة عالية بسعادة لوصولهم لهذا المكان الجميل
حتى أخرسها بصوته الغاضب : يالك من طفلة مزعجة !
التفتت اليه لتجده ما زال واقفاً أمام باب السيارة وهو يمسك قدميه اللتين تخدرتا من وضعها في حضنه تلك المدة
اسرعت اليه وتعلقت بذراعة كطفلة صغيرة ، او انها طفلها صغيرة في الحقيقة وبدأت تشده نحو الماء رغماً عنه
تي ري بسعادة : اجاشي ، توقف عن التصرف كالعجائز واستمتع بهذا المكان الجميل !!
بعد أن وجدو المكان الأمثل لبقائهم ، بدأ دونغهي وكيونا بنصب الخيام ، بينما قامت يون بي بتجهيز الغداء وتي ري ما زالت تجلس وهي تضع قدميها في الماء باستمتاع ..
كيونا : دونغهي شي ، هل سننصب الخيمتين ؟
دونغهي : بالتأكيد ، خيمة للفتيات واخرى لنا
صمت قليلاً قبل أن يضيف : وتوقف عن مناداتي برسمية ، نحن عائلة واحده صحيح ؟
ابتسم كيونا : صحيح ، هيونغ !
بادله دونغهي ابتسامته باخرى لطيفة جعلت يون بي تنظر اليهما بتعجب كيف أصبحا مقربين بهذا الشكل رغم برود وانطواء دونغهي ، وشخصية اخيها المزاجية .. 
في المساء جلس الجميع حول النار طلباً في بعض الدفئ بعد نسمات الهواء الباردة قليلاً التي بدأت تهب عليهم
تي ري بملل : هل ستبقون صامتين هكذا ؟
يون بي : لم لا نتنزه حول البحيرة فنحن لم نستمتع بمنظرها بسبب انشغالنا بالتحضير منذ وصولنا
كيونا : حمقاء ، قد نتوه في هذا الظلام ، لدي فكرة أفضل ، ساخبركم ببعض القصص الممتعة
يون بي : أرجوك لا تبدأ
كيونا بمرح : بل سأفعل ..
وهكذا أجبرهم كيونا على الاستماع لقصصه المرعبة عن وحوش تسكن الغابات وخاصة عن المستذئب الذي يستهدف الفتيات الجميلات
حتى دب الرعب في قلب يون بي وتي ري اللتين بدأتا ترجوانه بالتوقف عن تمثيل اصوات مرعبة ، وقد زاد صفير الرياح وتصادم اغصان الاشجار ببعضها من خوفهما
دونغهي : لقد بدأت النار بالانطفاء !
كيونا وقد خطرت على باله فكرة : سأذهب لجلب الاخشاب مع تي ري
تي ري بخوف : بوو ، لن اذهب الى اي مكان في هذا الظلام
كيونا وهو يجرها من ذراعها : تعالي معي فحسب
بقي دونغهي ويون بي وحيدين حول شعلة النار التي بدأت بالانخفاض وهي تتمايل مع هبوب الرياح الخفيفة
يون بي بقلق : أليس من الخطر عليهما الذهاب الان ؟
دونغهي : لا داعي للقلق ، كيونا يعلم ما يفعله
يون بي تبتسم : تبدو مرتاحاً له رغم انكما التقيتما للتو
دونغهي : انه شخص جيد
اكتفت بتنهيدة وهي تضم جسدها من البرد حتى نهض من مكانه واقترب منها فنظرت اليه متعجبة وهو يضع سترته على كتفيها
يون بي : لا بأس ، خذها انت ستشعر بالبرد
دونغهي بهدوء : انا بخير هكذا ، فقط اتركيها حتى يأتيا بالخشب للنار
صمتت ، او ربما تاهت ، ملامحة الهادئة التي لا تتغير وهو يقلب النار بعصا في يده ، وصوته الدافئ الذي كلما تسلل الى مسامعها ارتعشت اطرافها
وباتت تهوي اكثر ، تتلاطم بين ملامحه الفاتنة وصوته الرجولي الشهي ، تغرق عميقاً في غموض علاقتهما المتأرجحة حتى تلطمها موجة تذكرها بحاضرها
فتعيد ترتيب افكارها وتسيطر على جموح مشاعرها المعلقة وترتدي زي اللامبالاة ....
من الناحية الأخرى كانت تمشي مرتجفة الأطراف وهي تتلفت هنا وهناك ومتمسكة بطرف قميص ذلك الشاب الطويل واللامبالي
تي ري : لنعد الى الخيام ، هل كان علينا ان ندخل الغابة منذ البداية !
كيونا : يالك من طفلة جبانة ، ألم تريدي مساعدة أخيك ويون بي
تي ري : أريد مساعدتهما لكن دون أن أفقد حياتي !!
كيونا بسخرية : لا تقلقي ، لن يحاول المستذئب ان يقترب منك
تي ري : ما الذي يجعلك واثقاً هكذا
كيونا : لانه يلاحق الفتيات الجميلات ، وانت مستثناة من ذلك بالطبع
احمر وجهها غضباً وكورت يدها الصغيرة لتسدد له لكمة الى منتصف صدره حيث تصل تبعتها ضربة على ساقه جعلته يصرخ ألماً
كيونا بغضب : ياااا هل انت عفريته !!
تي ري : اصمت ايها الغبي ><
ارادت ان تجري مبتعدة ، لكن غضبها أعمى على بصيرتها فكادت تسقط أرضاً بسبب جذر ضخم لشجرة عملاقة
لكنه ادارك الأمر وبيده القوية ثبتها بين يديه قبل أن ترتطم بالأرض ، حتى كان وجهه قريباً من وجهها الخائف الذي ما زالت الحمرة تملأه
ربما بسبب الغضب او ربما البرد ، لكنه بدا جذاباً على ملامحها الصغيرة والرقيقة ، قد لا تكون مثل باقي الفتيات من عمرها ذات جمال مبتذل وصارخ
وحتى تصرفاتها الحمقاء والطفولية والمشاغبة ، قد تجعلها غير ملفتة لأعين الشبان التي تبحث عن الجمال الخارجي فحسب
لكن لها سحراً خاص ، امتزاج روح الطفولة مع الملامح البريئة ، حركاتها الجريئة ومشاغبتها الملفتة تجعلها متفردة بتناقض فاتن بشكل خاص قد لا يلحظه الا رجل تنزه عن كل تصرفات الفتيات المبتذلة ويبحث عن النقاء
فتحت عينيها ببطء لتغرق في عمق عينيه البنيتين ، ملامحه الرجولية الخشنه والجميلة في آن واحد ، وأنفاسه التي تبعث القليل من الدفئ كلما لامست وجهها بجرأة ..
حاولت الاتزان مجدداً وساعدها بدوره للوقوف ، سرحت نظرها هنا وهناك بعيداً عن عينيه اللتين مازالتا تتعمقان في ملامحها أكثر
حتى سمعت صوتاً أعاد الخوف الى قلبها ولا إرادياً كانت تتمسك بذراعه خوفاً وهي تتلفت حولها
تي ري : ما هذا ؟
كيونا : لابد انه مجرد كلب تائه
أغمضت عينيها بشدة كأنها ترفض حتى تخيل ما هو ذلك الصوت ، ملامحها الخائفة جعلته يبتسم رغماً عنه عندما امسك بيدها وبدأ يجرها خلفه عائدين
كيونا : يكفي هذا الحطب لليلة ...

#انتــــهى
اتمنى يكون عجبكم
وانتظروني قريباً في البارت التالي ...

في ظلال الصمت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن