في المساء ، وقف امامها يكتف يديه وهي تحاول تجاهل نظراته التي تلاحقها وتشغل نفسها بترتيب ملابسها
يون بي : ما الأمر ، لماذا تنظر الي هكذا ؟
دونغهي : اين كنتي حتى الان ؟
يون بي : خرجت مع صديقاتي
دونغهي : حقاً ، يبدو انه علي اعلامك بقواعد هذا الزواج
يون بي : اي قواعد ؟؟
دونغهي : اهمها ، البقاء في الخارج حتى حلول المساء امر مرفوض
يون بي : يا لن اسمح لك بالتحكم في حياتي هكذا
دونغهي : لكنك تعلمين ان حقيقة هذا الزواج لا يجب ان يعلم بها احد ، وتأخرك هكذا امر يجلب الشكوك لهم ، بماذا سأجيبهم اذا سألوني عن مكانك ؟
يون بي بتردد : مولا ..
التفتت مبتعدة دون ان تلحظ باب الخزانه المفتوح الذي كادت تصدم رأسها به حتى وضع يده بسرعة امام رأسها ليخفف الضربة عليها
دونغهي : اششش كوني حذرة
يون بي بقلق : هل تأذت يدك ؟
دونغهي يخفي يده : انها بخير
رفعت يده بغير تصديق لادعائه الكاذب ونظرت الى اللون الأحمر الذي بدأ يحتلها وهي تلوم نفسها
يون بي : انه بسببي ..
لم تجد منه اي اجابة ، كان سارحاً بها ، يفكر بمدى رقة قلبها وان ادعت القسوة والجمود معه
سمح لنفسه بالاستمتاع بلمسات يدها الناعمة وهي تفرك مكان الضربة وتنفخ عليها كأن ذلك سيخفف الألم
استمر بهدوئة تاركاً اياها تفعل ما تشاء به ، وما الفرق الان بعد ان استحلت قلبه وعقله بالفعل !
تأمل ملامحها القلقة ، شفتيها اللتين تتجعدان تلقائياً كلما نفخت على يده ، وشعرها الذي بدأت بعض من خصلاته بالسقوط على عينيها
امتدت يده الحرة لترفع خصلات شعرها تلك ، ومعها ترتفع نظارتها لتواجه عينيه الواسعتين وترتفع ضربات قلبها معلنة الخطر
أرادت ان تبتعد ، ان تزيح يده الجريئة عنها ، لكنها ولسبب تجهله توقفت ، اكتفت بتأمل عينيه ، حيث تجد عالماً اخر يجذبها ، يجمد اطرافها ويوقف كل خلية في جسدها ..
شعر بارتباكها ، فحررها من يده لتبتعد أخيراً ، عادت بخطوات متلبكة للخلف حتى استعادت قوتها وفرت هاربة من امامه
بعد ايام قليلة ، وكما وعدت أخاها ستساعده بما يفكر به ، وها هي الان تتبع يون بي بحذر وتراقبها خشية ان تخرج مجدداً مع يونهو
قررت الاقتراب منها ، اذا بقيت بجانبها لن يتمكن ذلك الشاب من اخذها ، همت لتقترب منها لولا انها كادت تصطدم بشاب مسرع فتوقفت
تبادل كل منهما النظرات قبل أن يصرخا معاً : انت / انتي ؟؟؟
كيونا بسخرية : اووه هل هذه الطفلة المزعجة تلاحقني الان !
تي ري تصر على أسنانها : يبدو ان الأجاشي الأحمق هو من يلاحقني ، كدت تصطدم بي ايها الغبي !!
كيونا : ياا انتبهي لالفاظك ، كما انني لست أجاشي فأنا لازلت في ريعان الشباب .. ><
تي ري بصوت منخفض : عجوز أحمق ، لا أعلم لماذا اشعر انني رأيت هذا الوجه المتعجرف من قبل !
كيونا : بماذا تهمسين ، هل تلقين علي سحراً ما ؟؟؟
تي ري : اووه عرفتك ، انت .. ألست اخ يون بي اوني ؟؟
كيونا بشك : هل تعرفين أختي ؟؟
تي ري : انها زوجة اخي ايها الأحمق -_-
وعلى الفور تذكرت امر يون بي ، أخذت تبحث عنها بعينها حتى رأتها ، لكنها تأخرت ، فقد وصل يونهو بالفعل
تي ري بحزن : لقد أتى ..
كيونا : بوو ؟؟؟
تي ري بغضب : انه بسببك ايها الاجاشي الأحمق لقد ..
توقفت عن الكلام عندما تذكرت انه اخ يون بي وانه لا يجب ان يرى ما تفعله اخته الان وإلا فسدت خطة أخيها
كيونا : طفلة بلهاء
استدار مبتعداً حيث يقف كل من يون بي ويونهو لكنه توقف فجأة واتسعت كلتا عينيه عندما توقفت تي ري امامه فاردة ذراعيها
تي ري : توقف ..
امسكته من ذراعه وحاولت جره لتبعده عن ما يحدث ، بينما انقاد معها بصمت وقد تبلدت ملامحه
استمر بمراقبتها لدقائق قبل ان يدرك انها رأت ذلك ايضاً من كثرة تلفتها للخلف فتوقف فجأة ليوقفها معه
تي ري : يااا لماذا توقفت فجأة
نظر الى عينيها المرتبكتين والمترددتين بين النظر اليه والنظر خلفه فأبعد يدها عن يديه
كيونا : لقد رأيتي ذلك ، صحيح ؟
تي ري بارتباك واضح : ما الذي .. تتحدث عنه ؟!
كيونا : هه طفلة سيئة في التمثيل ، لقد رأيت يون بي مع ذلك الشاب الأحمق
ألجمتها الصدمة ، لم تعتقد انه رأى كل شيء بالفعل ، احنت رأسها للأسفل وهي تتحاشى النظر الى عينيه الملتهبتين غضباً
تي ري بخوف : شيبال ، لا تخبر أحداً بما رأيته ..
كيونا : لماذا تخفين الأمر عن أخيك وعائلتك ؟
تي ري : أخي .. انه يعلم بالفعل ..
كيونا : بوو ؟؟
تي ري تتعلق به كطفلة مترجية : شيبال ، دعنا نتحدث قليلاً وسأخبرك بكل شيء ، فقط عدني انك لن تخبر أحداً بما رأيته .
في المنزل ، ارتمت على سريرها مرهقة ، مرهقة من التفكير لا من شيء آخر ، تفكر لماذا رفضت الخروج مع يونهو بهذا الاصرار
لماذا شعرت بالضيق من طلبه المتكرر لها بالخروج معه يومياً ، رغم انه قبل زواجها هذا كان يهملها ولا يخرج معها كثيراً
نظرت الى ذلك الذي دخل الغرفة لتوه وهو يفك ربطة عنقه بضيق واضح دون ان ينتبه على وجودها
يون بي : ما الذي تفعله هنا في مثل هذا الوقت ؟
دونغهي : اوه لم انتبه على وجودك ، شعرت بالارهاق لذلك غادرت العمل مبكراً ..
نهضت من السرير واتجهت الى الغرفة الصغيرة الجانبية حيث المكتب الخاص بها وبدأت تخرج كتبها لتدرس
يون بي : يمكنك ان تستريح على السرير ، اما انا فلدي الكثير من الدراسة
بدل ملابسة واستلقى على السرير ، سرح بأفكاره بعيداً الى ان غط بالنوم أخيراً ، اما هي فنهضت لتحضر شيئاً من خزانتها عندما لفت نظرها مظهره النائم
لم تمنع نفسها من الاقتراب منه لتتأمل ملامحه عن قرب ، هذه الملامح الحادة والوجه الوسيم الذي ظنت انها لن تراه مجدداً
تأملت عينيه المغمضتين ، خط أنفه المستقيم وشفتيه الرقيقتين وصولاً الى تفاحة ادم البارزة في عنقه التي تتراقص كلما داعبتها انفاسه
يون بي في نفسها : هل تراه يذكرني !!
نفضت تلك الأفكار وابتعدت عن مكانها تسخر من نفسها على تفكيرها الساذج ، كيف لشاب مثله ان يتذكر تلك الفتاة الساذجة ولقائهم الأحمق قبل ثلاث سنوات !!
في الجهة الأخرى عند كيونا وتي ري ، نظرت اليه بخوف تنتظر نهاية صمته بعد كل ما سمعه منها للتو
كيونا : اذاً ، زواج مؤقت حتى يصل الى غايته !
تي ري : انها الطريقة الوحيدة لمساعدة اوني ..
كيونا : ههه انه شاب ذكي حقاً ، لكن هل سيتمكن من كسب مشاعر يون بي ؟
تي ري : ليس ذكياً فحسب ، انه رجل رائع تتمناه اي فتاة ، وسأساعده للوصول الى هدفه وهذا ما سيحدث ..
كيونا : اذاً .. انا معك في ذلك ..
تي ري : بوو ؟؟
كيونا : لنتعاون معاً لنساعدهما على التخلص من ذلك القذر يونهو ، لم ارتح له من قبل على اي حال بالاضافة الى انني أعرف شيئاً قد يساعد اخاك على ما ينوي فعله
تي ري : ما الذي تعرفه ؟
كيونا : أظن ان يون بي لا تحب يونهو حقاً
تي ري : بوو ؟؟؟ كيف ذلك ؟؟
كيونا : اختي فتاة كتومة جداً لذلك لا اعرف التفاصيل ، لكن ما اعرفه انها في سنتها الأولى من الجامعة وقعت في حب شاب ما
لكنها لم تملك الجرأة للاعتراف له ، حيث انها كانت متأكدة انه لا يراها حتى ، لذلك دفنت مشاعرها في صدرها ولم تخبر أحداً بها
حتى دخل يونهو الى حياتها ، وأصبحا صديقين مقربين ، ثم اعترف لها يونهو بحبه ، ورغم انها كانت ما تزال مغرمة بذلك الشاب الى انها لم تتمكن من جرح مشاعر يونهو
تي ري بتفكير : اذاً ..
كيونا : أجل ، لقد قبلت مشاعر يونهو حتى لا تجرحه ، وحاولت اقناع نفسها بحبه ، وشيئاً فشيئاً تعلقت به ..!
تي ري بانفعال : التعلق شيئ مختلف عن الحب ..
كيونا يبتسم : هذا ما كنت أقصده ، وذلك سيجعل مهمتنا أسهل
تي ري : لكن ماذا لو انها ما زالت تحب ذلك الشاب ، أقصد حبها الأول ؟
كيونا : لا أعلم ، لكنني أظنه اختفى من حياتنا كما انها لا تتحدث عنه مطلقاً ربما تكون قد نسيت أمره ..
على أي حال ، لا بأس بالمحاولة ، سنتعاون معاً لمساعدة دونغهي واخراج يونهو من حياة اختي
تي ري تبتسم : لنفعل ذلك
كيونا يحاول استفزازها : المزعج بالأمر انني سأضطر لقضاء الكثير من الوقت مع طفلة مزعجة مثلك ><
تي ري بغيظ : وحالي ليس أفضل ، البقاء مع الأجاشي العجوز المتعجرف أخشى ان اموت بسببك قبل ان نصل الى هدفنا
كيونا وهو يشير لها مغادراً : لنبقى على اتصال ، رقم هاتفي على الورقة امامك ..
اما عند دونغهي الذي نهض من نومه بعد ساعات قليلة ، بحث بنظره عنها لكنها لم تكن في الغرفة
اتجه الى غرفة المكتب الصغيرة حيث وجدها تغفو فوق كومة من الكتب ، اقترب منها وغطاها بسترته
سحب كرسي مكتبه ليجلس بجانبها ويحدق فيها ، بهدوئها في نومها عكس حيويتها في حياتها الطبيعية
عاد بذاكرته الى الماضي ، الى تلك الأيام التي لم يتمكن يوماً من نسيانها ، لقاءه الأول بها حيث وقع في حبها
قبل ثلاث سنوات ، عندما كان يمشي منشغلاً بالنظر الى احد الكتب في الجامعة واصتدمت به فتاة تجري مسرعة فأسقطته أرضاً وهي فوقه
نزع سماعات الاذن بغضب وصرخ بها : ياا ..
لفت انتباهه بكاءها الشديد وهي تخفي عينيها بيدها فانتابه القلق ، ابعد يدها عن عينيها ونظر اليها
دونغهي : هل انتي بخير ؟ هل تأذيتي في مكان ما ؟
أشارت بالنفي ورمت نفسها بين ذراعيه بجرأة ، أما هو فتجمدت جميع أطرافه وهو يشعر بدموعها تبلل كتفه وشهقاتها تتخلل مسامات عنقه فتشعره بغصة غريبه
ربما هي الشفقة على تلك الفتاة التي لم يراها من قبل ، ولا يعلم ما سبب بكائها ، ولسبب يجهله لم يبعدها
تركها تبكي على كتفه حتى سكنت نفسها ، وهدأت أنفاسها وجفت دموعها ، ابتعدت عنه ببطء لتنتبه على ما فعلته للتو
نهضت بسرعة وقد غرق وجهها باللون الأحمر ، حملت حقيبتها وجرت مبتعدة تشتم نفسها على موقفها المحرج ذاك ..
نظر اليها متعجباً من هذه الفتاة ، كيف ارتمت بين ذراعيه في البداية ، وكيف جرت مسرعة دون ان تنطق بحرف ولو اعتذار
نهض عن الارض وأخذ ينفض التراب عن ملابسه حتى لفت انتباهه عقد فضي اللون ملقى على الارض فأخذه ونظر اليه
دونغهي في نفسه : لابد انه لتلك الفتاة ..
أخفاه في جيب بنطاله ومضى ، ربما هو القدر ما منعه من القاءه بعيداً ، بعد عودته للمنزل تذكر ذلك العقد وأخرجه
نظر فيه طويلاً وهو يفكر بتلك الفتاة ، التي وعلى الرغم من بكائها الشديد لم يغفل عن رؤية جمالها الأخاذ ، او ربما سيلان الدموع ولمعانها في عينها ووجهها المحمر زادا من جمالها ..
يوماً بعد يوم ، كان يرى تلك الفتاة من بعيد مع صديقاتها ، لكنه لم يقترب منها يوماً ولم يعد اليها عقدها بل احتفظ به
وجد نفسه يراقبها ، ويتعمد الظهور في الأماكن التي توجد بها ليراها فقط ، وأخيراً تمكن من معرفة اسمها .. تشو يون بي ..
ومع مرور الايام تحول اهتمامه بها الى حب ، حب صامت لا يعلم أحد به ، مراقبة تصرفاتها العفوية وأنوثتها الصارخة التي كانت تجذبه بشكل عجيب
ملامحها الجميلة والتي كانت سرعان ما ترتبك كلما قابلت عينيه ، وكان متأكداً ان ارتباكها بسبب لقائهما المحرج ..
تألقت في لفت انتباهه ، كل شيء فيها كان يجذبه ، حتى تورط بها ، حاصرت أفكاره حتى عندما لا يراها ، فلم يعد من سبيل لانقاذه منها ..
لكن حبه نشأ يتيماً ، حكم عليه بالسجن مؤبداً في قلبه بعد أن اكتشف صديقه القديم مشاعره وتعمد التقرب من يون بي
وهكذا آثر الصمت الذي اعتاد عليه ، حاول اخماد مشاعره بلا جدوى ، ولكنه تمكن على الأقل أن يكتمها في داخله ليكتوي وحده بنارها ..
بصعوبة تمكن من اخراج نفسه من عاصفة الذكريات التي هبت بعقله ، مد يده ليداعب شعرها الحريري بنعومة
اقترب من اذنها وهمس : أحبــك ..
ثم طبع قبلة ناعمة على خدها المتورد وغادر الغرفة بصمت لتستيقظ منزعجه من صوت الباب بعد خروجه ، رفعت رأسها عن المنضدة أمامها لتتلفت حولها حتى شعرت بمعطفه على كتفيها
لمسته بنعومة وهمست : لست مخطئة ، انها رائحة عطره ذاتها ..!
تركت معطفه على كتفيها ، وعادت للدراسة ثم ما لبثت ان توقفت ، وضعت يدها على خدها تتحسسه وهي تهمس
يون بي : هل كان ذلك حلما ً ..؟!#انتــــــهى
اتمنى يكون عجبكم
وهيك بتكون الصورة توضحت تماماً في علاقو دونغهي يون بي نوعاً ما
وهيك بتكون نهاية التعريف بالرواية ومن هون بنبدأ الاحداث للرواية
وبيبدا مشوار دونغهي في كسب مشاعر يون بي والفوز بحبها
اما عن كيوهيون وتي ري ، كيف رح يساعدو دونغهي وكيف حتكون علاقة هالشخصيتين المتناقضتين تماماً ؟؟؟
انتظروني قريباً ان شاء الله في البارت الخامس ♥♥
![](https://img.wattpad.com/cover/91068816-288-k398913.jpg)
أنت تقرأ
في ظلال الصمت
Fanfictionبداية جديدة ، في قاموسي الممتلئ بالبدايات ولا نهاية ، قصة جديدة اضعها بين ايديكم أملاً ان تكون كلماتي الساذجة ، ومخيلتي البسيطة قد نقلتكم الى حيث تحلمون ... روايتي الجديدة ، ذات طابع مختلف ، حيث الحرب الداخلية الصامته ، محاولات النسيان الفاشلة ، خد...