Part 13

816 68 22
                                    


فتحت باب المنزل لها ، ريا هنا مجدداً ، أخذتها الى غرفتها بهدوء وشيء من البرود
اثرت الصمت والتظاهر بالجهل ، هي حتى لا تملك الحق للغضب او لفعل اي شيء
بعد وقت قصير تركتها وحدها وخرجت متحججة باحضار الحلوى لتستنشق بعض الهواء
وجودها هنا ، في منزلها وغرفتها ، تبتسم لها كأن شيئاً لم يكن يخنقها ببطئ ويقتل بقايا الصبر فيها
أيعقل انه كان يتألم لهذا الحد عندما كانت تجري بغير اهتمام نحو يونهو ، هل خالجت دونغهي ذات المشاعر المؤلمة عندما كان يراها معه ؟
هذا ما كانت تفكر به وهي تقبض على قلبها بقوة ، ترجو ان توقف ألمه الفظيع لتخيل هذه الفتاة مع دونغهي ...
من الجهة الأخرى فتح الباب غرفته ليجدها تجلس على السرير بسعادة لرؤيته هنا مجدداً
تنفس بغضب وأغلق الباب خلفه ليدخل اليها بينما وقفت بسرعة فيلاحظ لباسها شبه العاري الذي يظه كل مفاتنها
كأنها أرادت عمداً ان يراها بهذا الشكل فيقع فيها وينجذب نحوها ، اقترب منها وامسك يدها بقوة ليشدها نحوه
ريا بدلال : اوباا الا يمكنك ان تكون أكثر لطفاً ، كما انه لا يجب عليك ان تتهور فيون بي قد تأتي بأي لحظة
دونغهي ببرود : غادري الان
ريا : بوو ، لماذا ، ألم تفهم مشاعري نحوك بعد ؟
دونغهي بغضب : ألا تفهمين ما أقوله ، أخبرتك انني لا اريد وجهك القذر امامي مجدداً
لم أرى فتاة بوقاحتك قط ، تأتين لمنزل صديقتك بمحاولة إغواء زوجها ، ألا تشعرين بتأنيب الضمير حتى ؟
ريا : لا اشعر بتأنيب الضمير ، كل ما اشعر به هو الحب اتاهك  انا احبك وسأفعل اي شيء لتكون لي
دونغهي : تباً لك كم تثيرين اشمئزازي ، هل تظنين انني سأنظر لك حتى
ريا : لا افهم ما  الذي يعجبك بيون بي ؟
دونغهي ببرود : هي ليست مثلك على الأقل
غادر غاضباً وما ان فتح الباب حتى وجدها أمامه متصلبة ، سمعت كل ما دار بينهما من حديث
لم تكن قدتجرعت صدمتها بعد عندما نظر اليها والغضب يتطاير من عينيه
صاح بها : ألا تفهمين ايتها الغبية ، تلك الفتاة التي تدعين انها صديقتك تحاول تدمير حياتك وسرقة زوجك
استيقظي من جنونك للحظة وابعديها عن منزلك وعن حياتك ، انها حتى لا تستحق ان تسمى صديقة
غادر تاركاً إياها في صدمتها حتى خرجت ريا امامها هي الاخرى ، نظرت لها من الأعلى للاسفل بغيظ
ريا : لا اعلم ما يعجبه بك ، لكنني سأحصل عليه حتى لو كان هذا اخر شيء افعله في حياتي
عند كيونا وتي ري التي كانت قد عادت للتو بعد ان اوصلت والدتها الى سيارة الأجره ، جلست بجانبه بينما كان يمط شفتيه بغيظ ويتمتم بكلمات غير مفهومة
تي ري : ما بك ؟؟
كيونا : لا تتحدثي معي
تي ري : ياا ما بك لماذا تبدو منزعجاً ؟
كيونا غاضباً : اي نوع من الفتيات هي التي تسجل اسم صديقها على هاتفها الاجاشي المزعج ؟
تي ري : وما المشكلة في ذلك ، صحيح كيف عرفت ؟
كيونا : اردت الاتصال بك لتجلبي لي بعض العصير معك ولكنك نسيتي هاتفك هنا ورأيته
تي ري : ااه لقد نسيته حقاً ، ولكن ما هو اسمي في هاتفك إذاً؟
كيونا وقد تبدلت ألوان وجهه : لا شأن لك ، علي ان اغيره على أي حال
حاولت سرقة هاتفه منه لكنه بسرعة رفعه عالياً وبصعوبة تمكنت من أخذه بما انه مصاب
تي ري وقد احمر وجهها : حبيبتي الصغيرة !!!
كيونا بغضب : أعيدي هاتفي أيتها المزعجة وسأسميكي بالساحرة الصغيرة
تي ري تزعجه : اوووه اجاشي الرومانسي لم اعلم انك رومانسي هكذا
كيونا : يااا توقفي عن ازعاجي
سحب الهاتف منها بقوة بينا كانت تضحك فاختل توازنها وسقطت على السرير في حضنه
لحظة صمت ، كانت كفيلة بتغير تلك الاجواء الساخرة الى جرعة مفرطة من الحب والرومانسية الصاخبة بين قلبيهما
رمشت عدة مرات وهي تتأمل ملامحه الهادئة ونظراته التي تتبحر في عينيها وببطء اتجهت نحو شفتيها
نهضت بسرعة هاربة من نظراته بعد ان فهمت ما طمع به ، تاركة اياه يضحك بشدة على خجلها وبرائتها المبالغ فيها
في مكان اخر ، بمجرد دخوله غرفته كانت بانتظاره ، أرادت ان تقدم له اعتذارها بلا سبب ، ان تشكره لانه كان أفضل منها
أرادت ان تبدو بأبهى حلة فارتدت فستاناً بلا أكمام يصل الى نصف فخدها وترتسم عليه بعض من الألوان الزاهية بخطوط غير متساوية ، وتركت شعرها العسلي الطويل ينسدل على كتفسها بينما زينته بطوق من الكرستال

نظر اليهانظرة شملت كل تفاصيلها ، جمالها الذي يهوي بقلبه ، شعرها المندثر كشلال على كتفها ونظرتها الرقيقة مع ابتسامة خجله مترددة
يون بي : لنخرج معاً
دونغهي بهدوء : الان ؟
يون بي : نحن لم نخرج معاً منذ زواجنا وقد مضت اربع اشهر بالفعل !
دونغهي يبتسم : لنفعل ذلك اذاً ، سأبدل ملابسي في الحال

وقفا معاً أمام جسر بانبو ، تلك التحفة المعمارية الذي تشتهر به سيئول ، بنوافيره المائية التي تتدفق بألون عدة وما تلبث ان تتراقص كشلال ملون امام عينيك
نظرت الى هذا المنظر بسعادة ، رغم الظلام الذي يغطي سماء المدينة الا ان الأضواء المنبعثة من الجسر تغمر القلب بالدفئ
ابتسم لملامحها العفوية ، هذه الفتاة التي تضخ أنوثة ورقة ، كيف لها ان تحمل في الوقت ذاته قلب طفلة
عينيها المتلألأتين بانعكاس الاضواء عليها ، مظهرها الجانبي وخط عنقها ، وغمازتها اليتيمة ، جمالها المثالي الذي يأسره
نظرت اليه بعمق ، قبل ان تنطق بما يخالج صدرها : هل حصلت عليها ؟
أمال رأه متسائلاً لتكمل : الفتاة التي تحبها ، هل حصلت عليها ؟
ابتسم وهو يفكر كيف خطر هذا على بالها فجأة وأعاد نظره الى النهر دون أن يعطيها الاجابة الشافية لأفكارها
اعاد نظره لها : هل تكونين هي ؟
يون بي : بوو ؟؟
دونغهي : ألا يمكننا إلغاء عقدنا السخيف ، وتبقين زوجتي الى الابد ؟
منذ عرفتك وكأن عيناي تعلقتا بك ، فلم أعد أرى أنثى غيرك ، كنتي انت الوحيدة التي أردتها لتكون معي وبجانبي الى الابد
نظرات التساؤل التي كنت انظرها لك تحولت تدريجياً الى اعجاب ثم حب مفرط تسلل الى قلبي رغماً عني
أنا احبك تشو يون بي ، واريدك ان تكوني لي ، فهل يمكنك ان تحبيني ؟

انتهى
اتمنى يكون عجبكم وانتظروني قريبا في البارت التالي

في ظلال الصمت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن