حل الصباح ، خرج بعد ان استحم وارتدى بنطاله وقميصه ليجدها تجلس على السرير بملامح تائهة ومرهقة
اقترب منها ، يؤلمة رؤية ذلك الضياع بعينها خاصة انه سببه ، يجهل كيف يشرح لها عميق اسفة عما اقترفه ، رغم انه فعله بدافع عشقه الأبدي لها
امتدت يده لوجهها بلطف ليجعلها تنظر اليه لكنها ابعدتها بقسوة ونظرت له نظره حقد لم يلحظها
كانت كلا عينيه تحدقان بتلك العلامة الحمراء على عنقها تحاولان ترجمة سبب تلك العلامة ... قبلة ...
انقلبت ملامحة بسرعة وسحبها من ذراعها بقوة لتقف امامه رغماً عنها
يون بي بغضب : ابعد يدك القذرة عني
دونغهي بغضب اكبر : من اين لك هذا
يون بي : قلت لك ابتعد
لم تكد تكمل جملتها حتى تلقت صفعة من يده الجبارة جعلتها تسقط على السرير وقبل ان تدرك ما يحدث كان يضرب أثاث الغرفة بغضب
يحطم اي شيء يقع بين يديه ويزفر بغضب ، بينما لم تنبس بحرف ، فقط تنظر اليه مصدومة مما يفعله
حتى دمعتها جمدت في مقلتيها خوفاً ورهبة منه حتى سحبها من جديد لتقف امامه
زفر بصوت ارعبها : لقد تماديت كثيراً ، لم اعلم انك من هذا النوع من الفتيات
يون بي بخوف : ما الذي تقوله ؟؟
دونغهي بابتسامة مرعبة : لا تتظاهري بالبرائة ، الى اي مدى وصل ذلك الحقير ، كيف سمحتي له بلمسك وانت امراة متزوجة لم يمسها حتى زوجها ؟؟
يون بي وقد اشتعل غضبها على اتهامه القذر لها : ابعد يدك عني ، انا اطهر من اي فتاة تعرفها ولن اسمح لاي رجل ان يلمسني
دونغهي بسخرية : حقاً ، وماذا عن هذه العلامة على رقبتك ؟
ففتحت عينيها بصدمة ، لم تدرك حتى انه ترك علامته عليها ، باي موقف هي الان ، وكيف ستثبت انها عذراء بريئة
يون بي بهدوء : لقد اوقفته ، لن اسمح له او لك او لأي كان ان يمسني هكذا مجدداً هل فهمت
دونغهي وقد اعماه الغضب : انت زوجتي ، يمكنني ان افعل بك ما اشاء هل فهمتي ، منذ الان فصاعداً عليك ان تكوني حذره
يون بي : لا تفكر بي بهذه الطريقة
نظر اليها بغضب يصرخ في عينيه ، نظرة جمدت الدم في عروقها لم ترها من قبل في عيني دونغهي الشاب النبيل الهادئ
كأن وحشاً خرج من صمته ليبتلعها بدوامة مرعبة ، غادر الى عمله بعد ان اقفل الباب خلفه بقوة مما دفعها لترتمي على السرير وهي تقبض على قلبها
تقسم انه كاد يتوقف من شدة رعبة ، حاولت ان تتنفس بصعوبه لتهدئ من نفسها بينما ضمت جسدها الذي تشعر ببرودة اطرافه بيديها ونامت على السرير تبكي غير ابهة بصوت طرقات الباب الفزعة من السيدة التي هبت اليها بعد سماع الضجيج ورؤية دونغهي بذلك الغضب غير المعهود
غادرت السيدة بعد ان لم تجد الرد ، بحكم خبرتها ادركت ان شجاراً حدث بين هذين الزوجين الجديدين فلم ترد التدخل بينهما ..
جلسا معاً على احد المقاعد في مقهى قريب من الجامعة ليحتسيا شيئاً يشعرهما بالدفئ في مثل هذا الجو الماطر
حدقت بنظراته التي كانت شاردة بتعمق ، تفكر ما الذي يحتل أفكاره ، وما ان نظرت الى حيث ينظر حتى عقدت حاجبيها الرقيقين ولوت شفتيها
تلك الفتيات اللاتي كن يتهامسن عن مدى وسامة هذا الشاب وما الذي يجعله يجلس مع فتاة مثلها بينما هو ينظر اليهن
تي ري بغيظ : ما الرائع في تلك المغرورات ؟
نظر اليها متفاجئاً عندما أيقظته من شروده ليقابل وجهها العابس بطفوليه بحتة أثارت جوارحة واستدعت ابتسامة مثيرة لترتسم على محياه
كيونا : ما الذي يزعجك ايتها الصغيرة
تي ري : ألن تتوقف عن ذلك ><
إتكئ بذراعه على الطاولة ووضع خده الممتلئ على يده يحدق بها بذات الابتسامة التي انتفض لها قلبها واعتلت الحمرة خديها وهي تعض شفتها السفلى بدون وعي ..
أعاد رأسه للخلف يقهقه ضحكاً لسبب لم تفهمه وهو يهمس : لابد انني جننت
لم تفهم ما يقصدة وآثرت عدم السؤال ، ارتشفت من كأس الكابتشينو الذي أمامها دون ان تشعر بالكريما التي رسمت خطاً ابيضاً فوق شفتيها
بدون وعي منه مد جسده فوق الطاولة ليمسح شفتيها الصغيرة بطرف اصبعه مما جعلها تتجمد وهي تكاد تغرق في صدره الواسع
لم ترتفع عينيها عن مستوى تفاحة ادم التي تعبث في وسط عنقه الطويلة بينما ابتعد هو بهدوء ونظر عبر النافذة بصمت
تنفست بعمق ، تلك اللحظة الخاطفة للأنفاس اختفت بسرعة ، نظرت الى وجهه الخالي من اي ملامح بحزن
تكره ذلك الشعور الذي يجتاحها كالزلزال بمجرد اقترابها منه ، ليحطم أسوارها ويخل توازن نبضها بينما هو لا يشعر بها
عادت تشرب بصمت ، غير مدركة لما آلت به الحال ، ذاك الذي كان يراقب زخات المطر المتساقطة على النافذة بصمت عكس ما يحدث بداخله من ضجيج
يتعجب كيف لطفلة مثلها ان ترضخ رجولته ، وهو الذي لم يرضخ لأنثى قط ، يحارب رغبة تسيطر عليه بأن يضمها
ان يقبلها لعل نيران قلبه تنطفئ بها ، لكنه عاجز ، لا يعرف مشاعرها اتجاهه ويخشى ان يرعبها اذا تصرف بتهور ثانية
فتاة بمثل برائتها ، كطفلة ولدت منذ الأمس فقط لا تشوبها شائبة ، زهرة لم شيتم عبيرها أحد من قبل ... لكنه يريدها ...
هاهو الظلام ينشر ثقله على قلوب لم تسلم من الهموم رغم صغر سنها ، عاد الى المنزل بخطى ثقيلة كثقل قلبه
كانت هذه هي القشة التي قسمت ظهره ، بات الخوف ينهش أفكاره بدون رحمة ، يخشى ان يفعلها يونهو ويحصل على فتاته
مجرد تخيلها بين يدية يحرق قلبه ليصيره رماداً يتناثر مع هبوب الرياح
يرغب ان يبكي كطفل بين ذراعيها معتذراً عن قسوته صباحاً وبالوقت ذاته يرغب في اشعال النار بكل شيء كما اشتعلت بداخله في تلك اللحظة
عندما يقع الانسان في الحب الحقيقي يتوه عميقاً في سماء لا حدود لها ، تارة تطل عليه الشمس فتضيء ايامه
وتارة أخرى حتى القمر يأبى ان يمده بالقليل من النور ، فيغرق في ظلام حالك وهكذا هو
يجبرك الحب ان تسامح اعمق جرح وان تعفو عن هفوات من تحب فقط كي لا تخسره وتخسر نفسك معه ..
وجدها بانتظاره بمجرد دخوله غرفتهم الخاصة ، نظر لها ببرود ثم أشاح نظره وهو يخلع سترته ويلقيها على المقعد بعدم اهتمام
وما ان جلس على السرير حتى جلست بجانبه تفرك يديها بارتباك ، قضت يومها بأكمله تحضر في عقلها ما ستقوله له وها هو امامها
يون بي : دونغهي شي ، انا لم افعل اي شيء بشأنه ان يؤذي صورتك
ربما لم نكن زوجين حقيقيين حتى الان ولكنني ما زلت زوجتك ولا يحق لي او لأي شخص ان يؤذيك بتلك الطريقة لذلك أصون نفسي ... من أجلك ..
نظر الى وجهها الذي تخفيه بعض من خصلات شعرها الطويل المنسدل بينما تنظر ليديها وهي تتحدث
تابعت يون بي : قد لا تصدقني لكنني صدقاً لم أكن راضية عن فعله ودفعته عني بكل قوتي لكنني كنت اضعف منه
همس بصوته الرجولي : أصدقك ...
نظرت اليه بغير تصديق لتقابل عينيه ، ذلك البحر الذي رغم سواده الحالك يجرها لتتعمق فيه وتفقد نفسها
وقف امامها خوفاً على نفسه من سحر عينيها ، أراد ان يلجم مشاعره التي تتبعثر بنظرة منها فما بالك بكلامها ذاك
دونغهي : أصدق كلامك وأثق بك ولكن ... ارجوك كوني أكثر حذراً في المرات القادمة ...
نهضت بسعادة ، لم تتوقع ان يصدقها بهذه السهولة ، لكنه رجل ليس له مثيل جعلها وبدون ان تشعر تقترب منه وتطبع قبله رقيقة على يمين خده
شلت حركته تماماً على لمس ثغرها الصغير لخده بهذه الجرأة ، ليست سوى قبلة ضغيرة على خده لكنها أشعلته تماماً
رجل عاشق بكل ما للكلمة من معنى ، يذوب بلمسة منها ويتوه بها ، ابتعدت عنه بسرعة
نظر اليها .. ذاب بملامحها الخجلة ووجنتيها الغارقتين باللون الاحمر ، نظراتها الخلابة ، وملامحها السالبة للألباب ..
كيف لرجل غارق بملذات جمالها ، يحط على أغصانها ليشعر بالأمان ، ويتعثر في غمازتها ، رجل يهوي به صوتها في بئر الهوى أن لا يهيم بنظراتها تلك ..
كيف له ان يكبل رجولته التي ترغب بها لتنصهر به وتصير جزءاً لا يغادره ، كيف له ان يحارب كل خلية في جسده تناجيه ليحتضنها ، ليقبلها ، ليجعلها مرأته الواحدة والوحيدة
ليغرد في حدائق عينيها ثملاً ، ويحلق في ربوع هواها ، ويرقص طرباً على تنهداتها عارياً من همومه وينام بين جناحيها متلفحاً بشعرها الحريري
تقلباتها رغم قسوتها لكنها تملئ قلبه بشيء من السعادة ، كطوفان رغم قوته وصعبوته يسحبه الى اعماق المحيط أكثر في دوامة لا متناهية من مشاعر الحب اتجاهها ... !
وها هو يوم جديد يطل بخفايا لا يعلمها احد ، جلست مع مجموعة من صديقاتها في الصالة يتبادلن أطراف الحديث آناً ويعدن لدراستهن في آن آخر
فقد اتفقت يون بي على الاجتماع مع صديقاتها يومياً في كل منزل حتى يدرسن معاً للاختبارات النهائية للفصل
وبينما كانت منشغلة بحل بعض المسائل تسللت رائحة عطرة التي باتت تحفظها عن ظهر قلب اليها لتجعلها تنظر اليه مباشرة
كان يكتف كلتا يديه الى عضلات صدره وينظر اليها مباشرة مما جعلها تنهض اليه
يون بي : لقد عدت مبكراً !
دونغهي : لم أعلم ان لدينا ضيوف
يون بي : انهن صديقاتي ..
قبل ان تكمل جملتها كانت تي ري تتعلق برقبته من الخلف بينما قفزت على ظهره مرحبة به
هذا المشهد المتكرر الذي تراه كل يوم تقريباً ، كم يبدو هذا الشاب بارد الملامح رجلاً حنوناً عندما تقفز اخته الصغيرة اليه
فيحملها بين ذراعيه ويداعبها بحب ، يلثم رأسها ، خديها ويديها بقبل أخوية حانية وهي تتأمله
رغبة سخيفة اجتاحت قلبها بدون إذن ، ان تكون بين ذراعيه الحانيتين بدلاً من تي ري
ان يدللها بهذا الحب ويداعبها بينما يبتسم لها ذات الابتسامة الشفافة الخالية من البرود
رمشت بعينيها عدة مرات عندما استيقظت من شرودها وحاولت منع عينيها من النظر اليهما بينما لم تغب نظراتها عن دونغهي واخته
دونغهي بصوته الدافئ : هل انت بخير
اجابت بارتباك : اجل ..
تي ري بخبث : أيعقل ان زوجة أخي العزيزة تشعر بالغيرة ؟!
هربت الكلمات من شفتيها بينما كانت شفتاها ترتجفان بمحاولة البحث عن اي كذبة عندما كانت يد دونغهي أسبق لضرب تي ري بنعومة على رأسها
دونغهي : توقفي عن إزعاجها
تي ري منزعجة تفرك رأسها حيث تلقت الضربة : ايششش
جاء صوت رقيق من الخلف جعل ثلاثتهم يلتفتون اليها : عذراً .. يون بي هل هذا ...
يون بي : ااه نسيت ان اعرفكم بزوجي : لي دونغهي
انحنى باحترام لصديقاتها اللاتي بسرعة كن حوله يحدقن به بتعجب حتى تحدثت احداهن
لونا : ألست دونغهي الذي تخرج من كلية الطب في جامعتنا ؟؟؟
دونغهي : بلى ، تسرني رؤيتكن ..
سام : يون بي ايتها الماكرة ، لهذا لم تعرفينا بزوجك من قبل ، لقد حصلت عليه في النهاية !
يون بي وقد جحظت عياها : ياا توقفو
خشيت ان يفضحن ماضيها ، صديقاتها اللاتي كن شاهدات من قبل على قصة حبها الأولى التي كانت من طرف واحد بطلها .. دونغهي نفسه ..
دفعته بعيداً حتى أوصلته للسلالم التي ستوصله الى غرفتهم وهي ترجوه ان يذهب ليستريح
وضع يديه في جيبه بضجر وصعد للاعلى دون ان يفهم ما حدث لها بينما عادت لهن لتستقبل نظرات الغبطة والضحك بمكر
يون بي : توقفن عن ذلك
لونا : يااا كيف فعلتها وفزت به ؟
يون بي بغير اهتمام : كان زواجاً مدبراً
سام : لابد انك أسعد انسانة على وجه الأرض الان !!
يون بي بهدوء : مولاا ....!
بصوتها الرقيق همست : لكنك لا تبدين سعيدة
ابتسمت يون بي : عزيزتي ريا .. بمرور الوقت تتغير الكثير من الأمور
لونا : صحيح ماذا عن يونهو ؟
سرحت بتفكيرها ، كيف وصل بها الحال الى هنا ، انها لعبة القدر التي شبكت حياتها بهذا الشكل
كيف وقعت في حب دونغهي بسنتها الأولى من الجامعة وعشقته بكل جوارحها لكنها كانت على يقين ان حبها يتيم من طرف واحد لا مكان له في هذا العالم
كيف لا وقد وقعت أسيرة حب أكثر الشبان شهرة في الجامعة ، ليس لوسامته فحسب ، ذكاءة ، شخصيته المعقدة وتعففه عن جميع الفتيات اللاتي كن يلاحقنه بلا ملل او كلل ...
لتتعرف في ما بعد على شاب لطيف ومرح بدافع الصداقة فحسب ، يونهو الذي وقف معها حتى اعترف لها انه معجب بها
اثرت القبول بمشاعره حتى لو لم تبادله ايها ، على الأقل هي لن تجرحه .. وقد تنسى حبها العقيم ذاك معه ..
وفي ليلة وضحاها ، بعد أن ظنت انها تخلصت من مشاعرها اتجاه حبها الأول أصبحت زوجته دون ان تدري كيف
لكن عهدها ليونهو ان تبقى معه مدى الحياة أجبرها ان تدفن اي شعور لطيف اتجاه دونغهي
ايقظها من افكارها لكز صديقتها لها مما جعلها تمسك كتابها وتدعوهن للدراسة من جديد بدل الالتهاء باشياء غير ضرورية ..#انتـــــهى
اتمنى يكون عجبكم ولو ان قصير
بس الرواية كلها قصيرة وبارتاتها قصيرة لانو محور الاحداث بدور بس حولين 4 ابطال
لو في ابطال اكتر كان طلت البارتات وطولت الرواية بس حبيت اغير واقلل عدد الابطال
وبما اني انتهيت من كتابة الرواية ما فيني العب بطول البارتات
سامحوني وانتظروني قريبا في البارت التالي
انيووو
أنت تقرأ
في ظلال الصمت
Fanfictionبداية جديدة ، في قاموسي الممتلئ بالبدايات ولا نهاية ، قصة جديدة اضعها بين ايديكم أملاً ان تكون كلماتي الساذجة ، ومخيلتي البسيطة قد نقلتكم الى حيث تحلمون ... روايتي الجديدة ، ذات طابع مختلف ، حيث الحرب الداخلية الصامته ، محاولات النسيان الفاشلة ، خد...