عم الهدوء بينهما ، لحظة صمت ثقيلة كانت قبل ان تهدم أسوار حبه فوق رأسه وتدمر آخر أحلامه
يون بي بحزن : ما تقوله ، اي فتاة غيري كانت ستذوب عند سماع هذا الكلام ولكن ، لا يسعني سوى الرفض ...
أتيت الى هنا معك لانني أردت الاعتذار عما حدث سابقاً ولكن ، ما تطلبه مني أكبر من قدرتي بكثير
دونغهي شي انت رجل رائع تحلم به اي فتاة ، اما انا فلست الفتاة المقدرة لك ، انا لا يمكنني التخلي عن يونهو اوبا
أشعر انني اذا رحلت وتركته خلفي ، سيتوه ، أشعر انه يتجه نحو ظلام بائس وانني استطيع حمايته من ذلك الظلام
لذلك لا يمكنني التخلي عنه ، اريد حمايته حتى لو اضطررت للتضحية بأحلامي ورغباتي
أما انت ، دونغهي شي فأنت رجل رائع ، يمكنك تخطي عقبة صغيرة كهذه ويمكنك البدأ من جديد ، انت لست بحاجتي ..
ابتعدت عنه عدة خطوات بينما هو جامد في مكانه ، يحدق بها ، عينيها المتلألأتين بأشباه الدموع وابتسامتها المنكسرة
لم يتحرك ، لم يبتسم او يبكي ، اكتفى بالنظر اليها من بعيد وهي تبتعد متجهة نحو يونهو الذي ظهر فجأة وغادرا معاً أمام ناظرية ..
استمر هكذا بالنظر الى الفراغ ، اي كلام سيصف ذلك الشعور الذي يخالجة بقسوة ويلطم قلبه الجريح
العرق البارد يتخلل جسده بينما الرياح الباردة تضرب قلبه وهو يشاهد حلمه الوحيد وفتاته التي اغرم بها حد الغرق متجهة الى حضن رجل اخر
تحطم داخله كالزجاج الهش ، مع برود نظراته التائهة ، فقدان اغلى من تملك وخسارة نفسك معه
كأنه في عزلة عن كل ما حوله ، لا يعي شيئاً سوى رحيلها الجاف على هودج من السحب الماطرة ، فيضرب مطرها رأسه ليعيده الى واقعه
ابتسم بحزن شبه ابتسامة جريحة وأدار ظهره ، حتى هو لا يدرك كم مشاعر الحزن والانكسار المتدفقة في عروقه الذابلة ...
عادت الى المنزل بعد منتصف الليل تقريباً ترتجي ان يكون نائماً لكن رجائها ذهب أدراج الرياح عندما رأته يجلس على احد المقاعد في غرفتهما يحتسي النبيذ الاحمر
حدق فيها طويلاً ببروده المعتاد ، لا يفهم تماماً ما يحدث لها ، لماذا تحلق به في سماء وردية اناً .. تخلق له جناحين من سعادة يرتفع بهما الى أعالي الفضاء
وحالما يصل الى أقاصي السعادة تسحبه بقوة ليرتطم في الأرض عاجزاً منهكاً .. ولكنه أدرك انها النهاية ..
حاولت تجنب نظراته الحارقة والاتجاه الى السرير ، لكنه اكتفى من الصمت اكتفى من الصبر ، سئم الخذلان المتكرر ونبرة الانكسار في صوته
أغمض عينيه اللتان تصرخان بها يائستين ، اتجه نحو السرير أيضاً يرتجي النوم ، او الرحيل من هذا العالم البائس ..
في الصباح ، شدت شعره البني المتجعد غاضبة لتجعله يصرخ بينما كان ينازع لارتداء سترته فوق الجبيرة التي على يده
كيونا : لماذا ؟؟
تي ري : لانك مزعج مدلل
كيونا : اشششش ألا يمكنني ان اتدلل على حبيبتي قليلاً ؟
توردت وجنتيها بينما سكنت عيناها الارض خجلاً ، عندما لاحت ابتسامة على طرف شفتيه ..
نظر اليها ، من أخمص قدميها لمنابت شعرها البني القصير الذي بالكاد يلامس رقبتها بنعومته
ملابسها الطفولية ، وحجمها الصغير ، كل شيء فيها يشده ليتهور ، ليقبل كل شبر فيها معلناً انها له وحده ، لكنه يكبح تهوره على مضض
قطع عليه تأمله دخوله عليهما بهدوءه المعتاد ، اعطى كيونا ورقة بالادوية التي يجب عليه أخذها
دونغهي : من الجيد انك ستتمكن من المغادرة اليوم ، هكذا اكون قد اطمأننت عليك قبل سفري
كيونا : تسافر ؟ الى اين ؟
دونغهي : الى تايوان ، سيقام فيها مؤتمر طبي أرغب بحضوره
كيونا : ومتى ستسافر ؟
دونغهي : بعد وقت قصير
أوصلهما الى مدخل المشفى ليغادرا لكنه استوقف تي ري التي عادت لترى ما يريده بينما اكمل كيونا طريقه ليتحدثا براحة
دونغهي يبتسم : انه رجل جيد ، كوني سعيدة
عانقته بحب اخوي وقبلت خده قبل ان تسرع بالعودة حيث كيونا الذي كان يمشي بهدوء حتى احتضنت ذراعه وتابعت المشي
كيونا متعجباً : ما الذي يسعدك هكذا ؟
تي ري : في الواقع لدي ما اخبرك به ، لا اعلم ان كنت ستغضب ولكن ذلك حدث رغماً عني ..
تعانق حاجبيه وهو ينتظر ان تكمل كلامها بخوف فتابعت بتردد : انا .. انا احبك
وبسرعة تقدمت منه بعدة خطوات وهي تضحك بينما الاخر استوعب كلماتها متأخراً ثم زفر غاضباً
كيونا : ياا هل هكذا تقولينها ، كاد قلبي يتوقف ... تعالي هنا ، لم اسمعها جيداً ، أعيدي ما قلته .. ياااا
بينما كان دونغهي يراقبهما بعينيه الخاليتين من الحياه ، أدار ظهره ليعود الى مكتبه بصمت .
حل المساء ، انتظرت وانتظرت بدون جدوى ، فهو لم يعد بعد ، ومهما حاولت الاتصال به لا تجد منه اي اجابه
جلست بجانب تي ري التي كانت تعبث بهاتفها في الصالة وسألتها : لقد تأخر دونغهي شي اليوم ، أليس كذلك ؟
تي ري : هل نسيتي انه سافر ظهر اليوم ؟
عقدت حاجبيها : ماذا ؟
تي ري بتعجب : ما بك كأنك علمتي بالأمر لتوك ؟ لقد ذهب لتايوان من أجل المؤتمر الطبي
عادت الى غرفتها بخيبة ، اي خبر هذا ، سافر دون أن يخبرها حتى ، نظرت الى هاتفها مجدداً قبل ان تلقيه أرضاً بغضب ..
عدة أيام كانت ثقيلة بطيئة ، ليست سوى صفحات فارغة تتقلب من حياتها ، لا شيء بدونه يتقدم
حتى الوقت تجمد عند اخر مرة رأته فيها ، ألقت جسدها على السرير وببطء اقتربت من وسادته لتستنشق ما تبقى من رائحته عليها
في تلك الايام التي قضتها وحيده بعيدة عنه ، دون ان تتمكن من الوصول اليه بأي طريقة ، حتى عندما كان يهاتف تي ري او والدته كان دائماً ما يتجنب الحديث معها
أدركت انه يريد ان يكون بعيداً عنها فحسب ، أي مؤتمر هذا الذي يستغرق أسبوعاً بأكمله
ولكنها أدركت أيضاً أنها .. لا تستطيع العيش بدونه أبداً ..
لا يهم كم مرة كانت تدفعه بعيداً بدون خوف ، لانها في نهاية يومها تعلم انها ستجده ينام بجانبها بملامحه الملائكية
لكن هذا البعد فوق طاقتها ، هذه المشاعر التي انقادت خلفها طواعية لتدرك انه الهواء الذي تتنفسه ، وبدونه حكم عليها بالموت اختناقاً
اتصلت به للمرة المليون دون ان تجد اجابة منه ، باتت هلوساتها به تفوق الخيال
غادرت المنزل بغضب ، تريد ان تبتعد عن هذا الجحيم الذي يضيق عليها ، كل شيء بدونه تحول لجحيم ..!
وجدته أمامها يقف مكتفاً ذراعيه الى عضلات صدره ويحدق بها بملامحه القاسية مما جعلها تتنهد بعمق
يونهو : لماذا لا تجيبين على اتصالاتي ؟
يون بي : أظن انه علينا التحدث قليلاً
يونهو : بل علينا التحدث مطولاً !
جلسا معاً في أحد المقاهي القريبة من منزلها ، بقيت هادئة لوقت طويل قبل ان تكسر الصمت بينهما
يون بي : علينا ان ننفصل
يونهو : ما الذي تقولينه الان ؟
يون بي تبكي : لقد حاولت كل ما في وسعي للتخلص من مشاعري ودفن رغباتي ، لقد ابعدت دونغهي شي عني حتى بعد اعترف لي أخيراً
أردت حمايتك والبقاء معك ولكن ... بيانية لا استطيع فعل ذلك بعد الان ، لا استطيع العيش بدون دونغهي فهو الرجل الوحيد الذي احببته حقاً
هذه المرة فحسب ، أريد ان افعل ما ارغب به ، حتى لو حاولت تجاهل قلبي واتباعك فانا لا استطيع لقد تمرد قلبي علي
اثناء كل ذلك الوقت ، لقد حاولت الكذب على نفسي بأني احبك وانني لا استطيع تركك وانك الشخص الذي سيخلصني من مشاعري اتجاه دونغهي
ولكن مها حدث كان هو دائماً ما يتمناه قلبي في نهاية كل يوم ، وكان هو ضيفي الوحيد في منامي واحلامي
انا اسفة ، اعتذر لخذلانك ولكن ، هذه المرة اريد ان اسلك طريق الانانية ، بدلاً من التخلي عما اريده من اجل الاخرين
اريد ان اتخلى عن الاخرين من اجلي انا ، من اجل ما اريده واتمناه ، من اجل دونغهي شي ...
عض على اسنانة بقهر ، خطته بدأت تنهار ، انتقامه الذي عمل عليه لثلاث سنين بدأ يذهب أدراج الرياح
همست : انا احبه ..
اتسعت عيناه : هل جننتي ؟
يون بي : ان تعلم ذلك من البداية لقد كان هو الرجل الوحيد الذي حلمت به منذ البداية ..
لقد حاولت بكل ما امكنني من اجلك فحسب ، دفعته بعيداً ، عاملته بقسوة ، جرحت مشاعره أكثر من مرة بسببك لكن ..
لازلت احبه اكثر من نفسي
غادر غاضباً يكاد يجن جنونه لخسارته هذه اللعبة ، توقف عندما خطرت على باله فكرة جعلته يبتسم بخبث
اخذ هاتفه واتصل برقمه ليجيب الاخر بصوت هادء : يوباسيو
يونهو : مرحبا يا صديق
دونغهي : انت .. ما الذي تريده ؟
يونهو : لا شيء سوى شكرك على الفرصة الذهبية لانهاء انتقامي
دونغهي : ما الذي تقصده ؟
يونهو بخبث : لقد انفصلت عن تلك الحسناء ، يمكنك الحصول عليها فلم تعد تهمني بعد الان
دونغهي : ما الذي فعلته لها ..
يونهو : بغيابك الطويل هذا .. كان من السهل انجرافها معي لنحظى ببعض المتعة ، ما الذي اريده بها بعد ان أخذت أهم ما تملكة .. عذريتها ..
وقع كلامه كالصاعقة على مسامعة ، غص بأنفاسة وارتعدت أطرافه بينما يسمع صوت ضحكات يونهو المستفزة
أغلق الهاتف ليستوعب صدمته ، ليلملم شتات نفسه ، وينقذ اخر ما بقي له من كبرياء فاتصل بها ..
جابته بصوتها المتقطع على وشك البكاء : دونغهي شي ..!
لم تجد منه الا الصمت لبضع دقائق قبل ان يهمس : لننفصل ...#انتــــــــــــــهى
اتمنى يكون عجبكم وانتظروني قريبا في البارت التالي
أنت تقرأ
في ظلال الصمت
Fanfictionبداية جديدة ، في قاموسي الممتلئ بالبدايات ولا نهاية ، قصة جديدة اضعها بين ايديكم أملاً ان تكون كلماتي الساذجة ، ومخيلتي البسيطة قد نقلتكم الى حيث تحلمون ... روايتي الجديدة ، ذات طابع مختلف ، حيث الحرب الداخلية الصامته ، محاولات النسيان الفاشلة ، خد...