Part 17

922 67 18
                                    


يوم جديد يطل علينا ، مع شروق الشمس التي تجدد الأمل بأن بعد كل ذلك الظلام لابد من ان يضيء الصباح من جديد
تجهزت بأبهى حلة ، أرادت ان تخطف قلبه من جديد ، أبقت الغرفة على أضواء الشموع الساحرة
رشت من عطرها الخاص في جميع انحاء الغرفة وزينت السرير بالورود الحمراء والبلالين باللونين الابيض والاحمر وأخيراً الموسيقى الهادئة
ارتدت ثوباً أحمر كألوان زينتها ، قصير يصل الى منتصف فخدها ، له أكتاف رفيعة من الدانتيل 
كان ما ترتدية جميلاً ومبهراً بالتفافه حول جسدها مبرزاً أدق تفاصيل ومنحنيات قوامها الممشوق
جمعت شعرها العسلي الي يسار عنقها البيضاء يتدلى حتى يصل الى اسفل صدرها وجعلت باخره تعرجات خفيفة
رسمت عينيها بالكحل ، ووضعت القليل من المكياج مع احمر شفاة باللون الاحمر الصارخ
ارادت ان تفتنه بكل طريقة ممكنه ، ان تعقد لسانه بمجرد رؤيتها ، ان تسلب عقلها بأنوثتها الطاغية التي كانت على ثقة تماماً انها تهزة وتخلق بقلبه ألف رجفة ..
ما ان دخل غرفتهما بعد يوم طويل وشاق حتى داعبت انفه رائحتها الشقية ، وتلقائياً توجهت انظاره اليها حيث كانت تقف في منتصف دائرة من الشموع رسمتها بنفسها
انعكاس ضوء الشموع الخافت على بياض بشرتها ، ثوبها الجريء ، ابتسامتها الفاتنة وشهد عينيها ..
دنا منها ببطء حتى أصبحت امامه تماماً ، ابتسمت خجلاً لجنون نظراته ، بينما انحنى اليها بهدوء ..
أغلقت عينيها ، تريد ان تعيش اللحظة بكل تفاصيلها ، وأخيراً ستكون بين ذراعيه كما كانت ترتجي
مد يده من خلفها ليغلق مسجل الموسيقى مما جعلها تفتح عينيها متعجبة بينما ابتعد عنها ببرود متجهاً الى الحمام
دونغهي : انني متعب وصوت الموسيقى يزعجني ..
دخل الحمام وتركها خلفه تكاد تنفجر غيظاً ، كيف خدعها وظنت ان قلبه رق عليها أخيراً ..
بينما هناك ، أركى ظهره الى باب الحمام ممسكاً قلبه كأنه يحاول اسكاته ، كان سعيداً لانه تمكن من تمالك نفسه امامها
ولكنه في الوقت ذاته ، وحده يعلم كم هزم الحنين قلبه ، وكيف ارتعش كل ما بداخله لرؤيتها ...
وحده يعلم كمية الخيبات المتراكمة في صدره بسببها ، لحظات انكساره وألمه وجروحه النازفة .. وحده يعاني منها .. بسببها
بعد دقائق ، اتجه الى السرير وابعد الورود عنه بلا مبالاة ليذهب الى النوم ولكنها أوقفته
أحاطته جانبيه بذراعيها ، وأسندت رأسها المثقل بالألم على ظهره مما جعله يتوقف بلا حراك
كانت تبكي .. دموعها التي تبلل قميصة وتحفر بحراراتها على جسده ، يعرفها تماماً ، يحفظ خطوطها منذ يوم لقائهما الأول
ذات المشهد يتكرر ، هاهي تلك الفتاة تستند عليه لتبكي دون ان يعلم السبب ، وها هو قلبه يرتجف من جديد ..
دونغهي : توقفي عن ذلك .. لماذا تعذبين نفسك ؟
يون بي : لانني احبك ...
تلك الكلمة المقدسة ، كم تمنى ان يسمعها ترنمها له وحده ، كم ارتجى هذه اللحظة وحلم بها لسنوات
لكن .. كل شيء تغير ، او ربما هو من تغير ، تأخر الاشياء وانتظارها لوقت طويل يفقدها لذتها .. يجعلها رغم حلاوتها لاذعة ..
ربما هي لهفته من انطفأت ، روحة من بهتت ، بعد ان ذاق طعم الخسارة على يدي يونهو ..
دونغهي : لماذا لا تذهبين الى يونهو فحسب
يون بي : لقد انفصلت عنه منذ وقت طويل ، منذ ان ادركت مشاعري نحوك
أبعدها عنه بهدوء والتفت اليها : انفصلت عنه .. اليس هو من تركك بعد ان حصل على كل ما يريده منك ؟
يون بي : ما الذي تتحدث عنه ، بل انا من انفصلت عنه عندما أدركت تماماً انه لا يمكنني العيش بعيداً عنك ..
دونغهي : اذاً انت لم تقابليه أثناء سفري ؟ لم تكونا معاً في غيابي ؟؟
يون بي : قابلته مرة واحدة للانفصال عنه ، أثناء سفرك انا لم أكن في هذا العالم حتى ، كنت تائهة بك .. بك وحدك 
بدون ان ينطق بحرف اخر ، غادر الغرفة غاضباً دون ان يلقي بالاً لندائها له ، او يجيبها عن اسألتها عن مكان ذهابه ..
ذهب اليه ، الى منزل يونهو ، طرق الباب بحدة حتى خرج الاخير ، نظر اليه نظرة مستفزة قبل ان يتلقى اللكمة الاولى من دونغهي فسقط أرضاً
دونغهي : أيها اللعين لقد كذبت علي ، كل ما اخبرتني به كان كذباً
نهض عن الارض ومسح الدماء التي على فمه ليضحك ضحكته القذرة التي جعلت الدم يغلي في عروق دونغهي
يونهو : وااه ، يبدو ان الامور تحسنت كثيراً بينكما لتعرف الحقيقة ! هل سلمتك نفسها تلك الفتاة القذرة ؟؟
انقض عليه دونغهي ليمسكه من ياقة قميصه : تباً لك ، لا تتحدث عنها بهذه الطريقة
ابعده عنه بقوة وهو يصرخ : لا شأن لك بي ، سأدمرك ، سأفسد حياتك بأكملها كما افسدت حياتي
دونغهي : ايها الغبي ، لماذا لا تفهم انني لست السبب بموتها ، لقد دفعتها عني ببرود لتعود اليك لكن الوقت كان قد تأخر
لكمه بقوة : بل انت من قتلها ، انت السبب في كل ما حدث ..
وهكذا احتدم الشجار بينهما ، كلاها يلقي بالذنب على الاخر تبادلا اللكمات والضرب ...
تأخر الوقت كثيراً ، لكن النوم لم يزر عينيها ، كيف تنام وهو لم يعد بعد ، بل وخروجه بتلك الطريقة أرعبتها أكثر
قفزت الى الباب عندما شعرت بدخوله الغرفة وسرعان ما فجعت لمنظره ، كان وجهه مليئاً بالدماء والكدمات
بهدوء أجلسته على حافة السرير وجلست بجانبه ومعها عدة الاسعافات الاوليه ، بدأت تمسح الدماء عن وجهه بالقطن وتضع له المسكن
يون بي بقلق : بحق الله اين كنت وما الذي حدث لك لتصبح هكذا ؟؟
دونغهي بتعب : لا شيء يذكر ، انا بخير ليست سوى جروحٍ سطحية
يون بي والدموع بعينيها : اي جروح سطحية هذه ووجهك مغطى بالدماء من الذي فعل بك هذا ؟
أسند رأسه الى كتفها ليرتاح هناك وهمس : أنا مرهق ، دعيني ارتاح فحسب
غلغلت اصابعها في شعره الاسود وبلطف ربتت عليه لتنسكب لمساتها كمسكن للالم على قلبه ...
حل الصباح ، نفذت اشعة الشمس عابثة عبر الستائر لتوقظها من نومها ، فتحت عينيها بفتور لتجده بجابها تماماً وهي في حضنه ..
ابتسمت بحب ، أيعقل ان تكون هذه نهاية عذاب كليهما ، بدأ سعادتهما معاً ؟ هذا ما رجته وهي تمسح بلطف على بقايا الجروح في وجهه ..
ابتسم لها بحب : صباح الخير ..
يون بي : هل ازعجتك ، اسفه ولكنني أكره وجود هذه الجروح التي تفسد وسامة وجهك ..
جلس مسنداً ظهره الى ناصية السرير قبل ان يضمها بلطف جاعلاً رأسها على كتفه وهمس : ارحميني .. لم اعتد على هذا الكلام اللطيف منك بعد !
تمسكت بملابسه بقوة قبل ان تجيبه : بل انت من عليه ان يرحمني ، فأنا لم اعتد على هذا القرب من قبل ...
في وقت لاحق ، كانت منشغلة بتحضير الحلوى في مطبخ منزل عائلة تشو ، ارادت ان تبهرة وسرقت فكرة يون بي نفسها
أسند جسده الي حافة الباب يتابع حركاتها الطفوليه مبتسماً ، يتأمل كل تفاصيلها كأنه يراها للمرة الأولى
من ملابسها الطفولية القصيرة ، ومأزر المطبخ الذي ربطته حول خصرها النحيل ، الى شعرها البندقي القصير الذي رفعته للاعلى مما جعل بعض خصلها ولقصرة تهبط على بشرتها البيضاء
وجهها ذو الملامح الجادة لاول مرة ، ووجنتيها الحمراوان الملطختان بالكريما
نفخت بضجر : اشششش ما هذا ، حتى ان فصل الكيمياء اسهل من تحضير هذه الكعكة ><
كيونا يقترب منها : أخبرتك انه لا فائدة من تصرفاتك الحمقاء ولكنك تصرين على صنع الكعك لي
تي ري تلوي شفتيها : أردت ان ابهرك ولكن لا فائدة ، مهاراتي في المطبخ سيئة للغاية
أحاط وسطها بيديه وقربها منه لتقابل عينيه مما زاد من حمرة خديها الممتلئين
كيونا : لست بحاجة لفعل شيء يبهرني ، فقد أبهرتني بكل شيء فيكي وانتهى الامر
تي ري بخجل : اردتك ان تتذوق من حلوى اصنعها بيدي ولكنني افسدتها
اقترب من خدها ولعق الكريما العالقة عليه ثم قبلها بلطف مما جعلها تتصنم كالحجر بين ذراعيه
من كان ليظن ان كوهيون ، الفتى المزاجي الوقح ذو اللسان السليط والملامح الخشنة قد يكون بهذه الرومانسية !
ضمها اليه برفق ليضحك على جمود ملامحها وارتسام خجلها الواضح على وجهها ، وسرعان ما ابتعدا عن بعضهما عندما سمعا صوت تنحنح شخص مألوف
كيونا : أبي !!
السيد تشو : بيانيه على مقاطعتكما
كيونا : ااه لا بأس ..
السيد تشو : بني لنتحدث قليلاً

في ظلال الصمت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن