دخل غرفته بهدوء ، قبل ان يفك ربطة عنقه بملل كانت على وشك الخروج من الغرفة فأمسك يدها ليستوقفها
دونغهي بهدوء : ما بك ؟
يون بي وهي تبعد يده عنها ببرود : لا شأن لك بي
كشر بغيظ وقبل ان يقول شيئاً أجابت على الهاتف الذي كان يرن بالحاح ، ثوان فقط هي ما احتاجته قبل ان تصرخ بصوتها المفجوع وترتمي على الارض باكية
ارتعدت اوصاله لصرختها تلك ، امسكها من كلتا ذراعيها يساعدها على الوقوف متسائلاً عما يحدث
من بين شهقاتها همست : كيونا ...
دونغهي : ما به ، ما الذي حدث ؟؟
بعد ساعة تقريباً كانو جميعاً يقفون امام غرفة العمليات ، أنفاس مرتعدة خائفة ، وشهقات باكية
بعد وقت قليل خرج من غرفة العمليات على سرير يجره عدة ممرضين لينقلوه الى غرفة العناية المركزة بانتظار استيقاظه
كانت تقف جامدة بشموخ ، القليل من الدموع تتعلق برموشها ، تأبى ان تصرخ مستسلمة
ايمانها به اقوى من اي شيء ، أخاها الوحيد ، الذي وعلى الرغم من تصرفاته المزعجة ومزاجه المتعكر دائما كان لها كل عائلتها عندما كان والدها منشغلاً بالعمل
أحاطها بذراعه الحانية ، كأنه اعطى الاذن لدموعها الجامدة بالنهمار كشلال مندفع من نهر عينيها
بدون ان تشعر ادارت ظهرها لتخفي وجهها الباكي في صدره ، تعلقت بقميصة كمن يبحث عن ملجأ يأويه
بينما ربت على شعرها بلطف هامساً : سيكون بخير
يون بي : اوتوكييه ، لا يمكنني خسارته ..
دونغهي : لن يحدث له شيئ ، سيستيقظ بعد قليل ...
في الوقت والمكان ذاته كانت تجلس على الكرسي بحسرة ، دون اي محاولة منها لمنع الدموع
قلبها يؤلمها وبالكاد تستطيع التنفس ، غائبة الذهن تحدق بالغرفة فحسب ، كيف تحولت الامور لهذا الحال
حتى قبل ان تخبره بحبها البريء ، قبل ان تضمه لتغرق بحجمها الصغير في صدره العريض
تلك السعادة المؤقته التي تملكتها لاعترافه لها سلبت بقسوة قبل ان تبلل روحها ، كيف لها ان تخسره هكذا ؟؟
هو من بنت عليه أحلامها وامالها ، ذلك الرجل الذي كانت تجد أنوثتها داخل عينيه ، تجد نفسها فيه ..
كيف يكون بهذه القسوة ، ليرحل بصمت هكذا ، دون ان يستأذن قلبها المتيم به وحده
استيقظت من شرودها على يد والدتها التي ربتت على كتفها : هيا بنا يا عزيزتي لنعد الى المنزل
تي ري : اريد البقاء هنا
دونغهي : انه يحتاج الى الراحة وهو نائم فحسب ، سيستيقظ بالغد لذلك من الافضل لكم العودة الى المنزل
يون بي : انا لن ..
قاطعها بصوته الذي بث الطمأنينة لقلبها : سأكون بجواره ..
السيدة لي : كما سمعتما ، دونغهي طبيب ويعلم ما يفعله فلنغادر الان
تقدمت تي ري ووالدتها خلفها بينما تلك الأخرى امتدت يدها بتردد لتمسك بطرف ملابسه من الخلف فالتفت لها
يون بي : اعتني به ارجوك
امتدت يده لتلمس وجهها بنعومة وشيئاً فشيئاً أغرق اصابعه الطويلة في شعرها العسلي وهي تحدق في عينيه بسكون دون حراك
وبهدوء طبع قبلة رقيقة مفعمة بالرقي على جبينها ، باغتتها قبلته لينتفض قلبها ، ويشن عليها غارة عشقية أهلكت حواسها ..
همس بدفئ : لا تقلقي ..
أشرقت الشمس معلنة بدأ نهار جديد ، وأمل كبير في تغير دفة الأحداث ، وقفت امام غرفته بتردد بعد ان علمت من اخيها انه استيقظ
دخلت لتجده ممداً بهدوء على السرير الأبيض ، وبسرعة ابتسم بوهن عندما رآها تقترب لتجلس بجانبه .
همس : ما بالها صغيرتي المزعجة هادئة على غير العادة ؟
نظرت اليه نظرة هزت كيانه ، نظرة عاشقة ومعاتبة في آن وحد ، تكورت يدها الصغيرة لتضرب صدره العريض مما جعله يتأوه ألماً
كيونا : يااا هل جننتي لتضربي رجلاً مصاباً خرج من الموت بمعجزة ؟؟
تي ري: أصمت أيها الأحمق ، لا اريد سماع صوتك
كيونا بانزعاج : لماذا أتيتي لزيارتي ان كنتي لا ترغبين في سماع صوتي
تي ري : ليتني لم اتعرف عليك من قبل
نظر لها متعجباً لتكمل : عندها كنت سأبقى مستمتعة بحياتي بدون خوف أو قلق ، لم يكن ذاك الألم الذي أصابني بالأمس لأعيشه ..
أسند جبينه على جبينها لتنظر اليه مرغمة ويحدق في بحر الدموع المتلاطم في عينيها
كيونا : بيانييه لانني سببت لك هذا الخوف
ضمته بقوة باكيه : اجاشي .. انا اسفة حقاً .. لا اعلم ما علي فعله ، لا اعلم ما اقوله ، لا اجيد سوى التكلم بحماقة
كيونا يبتسم : ولماذا تعتذرين فقد أحببتك لعفويتك هذه ولا أطالبك بشيء سوى ان تبقي كما انت ..
تي ري تمسح دموعها : أردت اخبارك بذلك .. لكنك لم تأتي ..
ابتسم عندما فهم مقصدها : بماذا اردتي اخباري ؟
تي ري بخجل : ذلك ...
نظر اليها بعمق يحثها على ان تكمل كلامها بينما عضت على شفتيها المرتجفة تعاتبها ، لا تفهم لماذا يصعب عليها نطقها
كيونا : ذلك ؟؟؟
تي ري : انت تعلم .. انني .. مثلك ...
كيونا : لم افهم ...
فتح الباب لتطل منه يون بي مما جعله يتنهد بغيظ : اشششش كانت توشك على قولها يا هادمة اللذات ><
يون بي : ياا هل هكذا تستقبل أختك بعد ان تستيقظ من الموت ؟؟
كيونا : وماذا تظنين مني إذا كنت مبتلياً بطفلة مثلها
وبسرعة كانت لكمتها على رأسه كافية لاسكاته والتحديق بها غاضباً : ويييه
تي ري : تحدث مع اختك بلطف ، لا تعلم كم كانت قلقة عليك ، لقد بكت كثيراً بين ذراعي دونغهي متناسية انها في المشفى
نظر بسرعة الى وجه اخته الذي تلون وضحك بملئ فاه عليها وعلى حبيبته الصغيرة الماكرة بينما كانت ترفع حاجبيها لتغيظ يون بي
اما تلك الأخيرة ، كانت تلك الذكريات تتزاحم في مخيلتها عما حدث بينها وبينه بالأمس وتركتها تائهة ...
قبل غروب شمس ذلك اليوم بقليل ، بينما كان على وشك إلقاء جسده المنهك على السرير حتى سمع صوت جرس المنزل
لا احد غيره هناك ، بما ان يون بي وتي ري عند كيونا في المشفى ، وتبعتهما والدته وقد أخذت لهم الطعام
فتح الباب ليجدها تقف امامه بابتسامة عريضة قابلها بتكشيرة باردة
دونغهي : ما الذي تفعلينه هنا ؟
ريا بجرأة : أردت رؤيتك فقد اشتقت لك .
تكلم بحنق : ألا تفهمين ، أخبرتك ان لا تعودي لهذا المنزل مجدداً
ريا : أعلم تماماً انك لا تحب يون بي لذلك .. ألا يمكنك ان تحبني فحسب !
دونغهي : لا يهمني من أين لك هذه الاخبار الغبية ، غادري الان ، انت حتى لا تشبهين ظفر يون بي ..
أغلق الباب بوجهها قبل ان تجيب على كلماته القاسية ، فغادرت بحزن ولكنها ترفض التخلي عنه ، ليس رجل احلامها المثالي ..
لم تنتبه على تلك التي وقفت بصمت عندما رأتها تخرج من بوابة منزلهم الكبير ، وبسرعة أدركت ما يحدث
ابتسمت بانكسار : هل تسمين نفسك صديقتي حتى .. !
ارتمت على سريرها تفكر بحزن ، وهل يحق لها ان تحزن او تغضب حتى ، وهي التي امام عينيه كانت تتعلق بيونهو
لماذا يعتصر الألم قلبها بمجرد تخيلة مع ريا ، ألأنها تحبه ، تكره التفكير بأنها وقعت في حبه بالفعل ...
لماذا كان عليها ان تكون بهذا الضعف ، ان تغرم به متجاهلة علاقتها بيونهو متجاهلة انه وضح لها من البداية انه يحب فتاة أخرى بالفعل ..
لكنها .. مهما عشقته يجب عليها ان تختفي من حياته ، حيث لم يكن لها مكان فيها منذ البداية ..
تتسائل لماذا عرفته من البداية ، لماذا احتضنته باكية في لقائهما الأول لتشعر بدفئة وتدمن ذلك الشعور
تظاهرت بالنوم عندما شعرت به يخرج من الحمام ، بشعره المبلل استلقى على السرير بجانبها ..
كان ينظر الى ظهرها ، يتأمل حركة جسدها طواعية مع أنفاسها ، حدق بعنقها المكشوفة البيضاء
تنفس رائحتها المشبعة بعطرها هائماً مسلوب الارادة ، عنقها ذاك حيث بدأ الحب .. حيث ارتسمت تفاصيل عشقه المخفي
هي الان اقرب اليه من اي وقت ، لكنه يعجز عن التمسك بها ، يعجز عن البوح بمشاعره ، ويعجز عن ضمها
التفتت اليه بعفوية لتقابل نظراته الجنونه ، لحظات فقط من الصمت ، كلاهما يتأمل عيني الاخر يبحث عن نفسه
لم تدرك هي كمية الحب المكتوبة في عينيه ، بينما لم يجد هو قراءة أبجديتها ، كل ما وجده الحيرة والخوف
دقائق فقط تحمل دفئ العالم بأسره ، حيث تلاقت انفاسهما بخجل ، ابتلعت ريقها وهي تجاهد لابعاد نظرها عن عينيه حتى همس
ربت على شعرها بنعومة لتتسع عيناها ، ما الذي يبتغي الوصول اليه بعد كل هذا ؟؟
دونغهي : لابد انك مررت بوقت عصيب هذين اليومين بسبب ما حدث مع كيونا ..
تكلمت ببرود : أبعد يدك عني
كشر متعجباً : لم أقصد ازعاجك ، كنت قلقاً عليك فحسب !
يون بي : لا تحاول استغلال ما يحدث لي للتقرب مني
دونغهي : بوو ؟؟
يون بي : ألم تلاحظ انك تماديت كثيراً وهذا يزعجني
دونغهي : ان كنت ترين ان اهتمامي بك ازعاجاً فاعذريني إذاً
يون بي : لست بحاجة لشفقتك او اهتمامك ..
ادارت وجهها عنه بغضب لتنام بينما اغلق عينيه ليتنفس بصعوبة ، لحظة أخرى تهدمها بحماقتها دون ان تفهم ما توحي به عيناهانتـــهى
واتمنى يكون عجبكم
وبعد قليل ان شاء الله رح ينزل البارت الثالث عشر ...

أنت تقرأ
في ظلال الصمت
Fanfictionبداية جديدة ، في قاموسي الممتلئ بالبدايات ولا نهاية ، قصة جديدة اضعها بين ايديكم أملاً ان تكون كلماتي الساذجة ، ومخيلتي البسيطة قد نقلتكم الى حيث تحلمون ... روايتي الجديدة ، ذات طابع مختلف ، حيث الحرب الداخلية الصامته ، محاولات النسيان الفاشلة ، خد...