استيقظت من نومها بكسل بسبب كثرة تقلب تي ري النائمة بجانبها ، نظرت الى الساعة لتجدها تشير الى ما قبل الفجر بقليل
وضعت سترة خفيفة على كتفيها وخرجت لاستنشاق بعد الهواء ، من بعيد لفت انتباهها ذلك الذي يقف امام البحيرة بصمت فاقتربت منه
يون بي : لا تقل لي انك لم تنم حتى الان ؟
دونغهي وهو يضع يديه في جيبه : كانت تي ري خائفة جداً ووعدتها بحمايتها
يون بي : لكنها نامت منذ وقت طويل ، وامامك يوم حافل !!
دونغهي : لا بأس ، المهم انكما نمتما مرتاحتين ولم تشعرا بالخوف
يون بي وقد تورد وجهها : هل لاحظت خوفي !
دونغهي يبتسم : ولاحظت راحتك عندما وعدت تي ري بالبقاء لحمايتكما
لاحت على وجهها ابتسامة خجلة كشفت غمازتها اليتيمة التي تتوسط خدها وهي تعيد نظرها الى البحيرة
صمت خيم على المكان ، كلاهما يحدق بجمال المنظر الذي أمامهما ، تموج مياه البحيرة النقية وانعكاس ضوء القمر عليها وهو على وشك المغيب
وتدرج ألوان السماء فوقها والطيور مختلفة الأنواع التي تتهادى بلطف على البحيرة وتتراقص طرباً في السماء مجدداً على ألحانها الجميلة بعد ان تنال صيدها ..
يون بي : ياله من منظر جميل ..!
اكتفى بالصمت وابتسامة صغيرة رسمها على ملامحه الهادئة ، بينما نزلت هي لتجلس أرضاً وتضم قدميها وعادت تتأمل شروق الشمس وهي تظهر باختيال لتغمر العالم بنورها ودفئها ..
لم يطل الوقت حتى نزل ليجلس بجانبها ويمد قدميه براحة مستمتعاً بهذا المنظر البديع الذي يشاركه مع أميرة أحلامه
كأن بزوخ الفجر موعد جديد ليكمل رحلة حبه الصامت ويجعله يشرق أخيراً بعد غيابه طويلاً في الظلام
لم تدم أحلامه الوردية تلك طويلاً عندما عادت لتقطع الصمت ، أو ربما تقطع صوت أفكاره الذي يضج بعقله
يون بي تتنهد : لقد مضى شهر بالفعل ، أتمنى ان يمضي ما تبقى من الوقت بسرعة هكذا ..!
دونغهي وقد تبدلت ملامحه : يبدو انك تمرين بوقت صعب
يون بي : ما يحدث الان ، لا اعلم ان كان حلماً أم كابوساً ..
اثر الصمت على مضض ، كلما تكلمت أكثر جرحته أعمق ، لكنها لم تكتفي بالصمت
يون بي : ماذا عنك ، هل فعلت شيئاً مع فتاتك ؟
دونغهي : انها بعيدة جداً
يون بي : ما الذي تعنيه ؟
دونغهي بحزن : انها حمقاء ، لا تستطيع رؤية ما في عيني ..
يون بي : الحب من طرف واحد ، انه أكثر انواع الحب خوفاً وترقباً بلا أمل
نظر اليها وقد اتسعت عيناه ، بلا أمل ، هل هذه حقيقة مشاعره اليتيمة اتجاهها ؟؟
دونغهي بغيظ مكتوم : ماذا عن حبيبك ذاك ؟
يون بي : يونهو اوبا .. *ابتسمت* انه منقذي ..
تجهمت ملامحه ، وعاد البرود القاسي اليها ، نهض من مكانه وهو ينفض التراب عن ملابسه وابتعد دون ان يضيف حرفاً ..
نظرت اليه وهو يبتعد متعجبة ، هذا الشاب العجيب ، يشبه البحر في عمقه وتقلبه فلا تأمن له
طأطأت رأسها للأسفل بحزن وهمست : انه منقذي .. من حبي العقيم ...
في الصباح ، خرجت من الخيمة بمظهرها المبعثر من النوم تنظر حولها وهي تفرك عينيها الناعستين ثم اقتربت لتجلس بجانب أخيها
كيونا : ايقوو ، هل هذا منظر فتاة شابة !
تي ري بصوت ناعس : لا اريد سماع صوتك انت بالذات ><
دونغهي : هل ما زالت يون بي نائمة ؟
تي ري : اجل ، أحسدها فأنا لم اتمكن من النوم بسبب قصص الاجاشي الاحمق
كيونا : اشك في ذلك ، تبدين كمن نام لمئة عام -_-
دونغهي ينهض : سأوقظها لتناول الفطور
تي ري تتلفت حولها بملل : أي فطور ؟
دونغهي وهو يبتعد : الفطور الذي ستعدينه الان
تي ري : بووو ؟؟
كيونا : هههههههههه شيبال ايتها الطفلة حضري فطوراً لذيذاً فمعدتي تكاد تتمزق من الجوع
تي ري تهمس : سأعد لك حساء الفئران حتى تأكل معدتك الكبيرة تلك وتخلصك منها ><
كيونا : سمعت ذلك ايتها المزعجة !
تي ري تمد لسانها : وكأنني اهتم
داخل الخيمة ، جلس بجانبها يتأمل ملامحها النائمة بعمق ، شارد في أفكاره ، لاي حال وصل في حبه الاحمق ذاك
وهل هو بلا امل كما وصفته من قبل ، تنهد بانزعاج ، كم يتمنى ان ينتزع تلك المشاعر من صدره عله يرتاح
تلك المشاعر التي رافقته لثلاث سنوات كمرض خبيث مهما حاول استئصاله ما زال ينتشر في عروقه أكثر !
كلما حاول محوها تعود صورتها لتوقد الحب في صدره ، هذا الحب الذي استوطن قلبه من لقاء عابر ، من نظرات هاربة متقطعة
لكنه رغم قسوته ، رغم ما يسببه من ألم يأبى الزوال ، فيظل يرافقه حتى بعد كل صفعة مدوية تلطم قلبه
مد يده ليلامس خصلات شعرها وهو يمد جسده بجانبها ، حدق طويلاً بملامحها التي أسرته وأسدل عينيه المرهقتين أخيراً ..
في الخارج كانت تحاول تحضير الفطور لكنها وللأسف ، كما عرف عنها سيئة بكل شيء تفعله ، وما افسد الامور أكثر عيناه اللتين تراقبانها عن كثب
تي ري : اشششش ألن تتوقف عن مراقبتي ؟؟
كيونا بهدوء وهو يكتف يديه : انت حقاً طفلة !
تي ري : ياااا
كيونا : هل تتوقعين منا ان نأكل هذا الشيء ؟
تي ري بغيظ : فلتتفضل وتصنع خيراً منه ان استطعت
شمر عن ساعديه بعد ان سدد لها ابتسامة واثقة وبدأ بتقطيع الخضار وتجهيز الطعام وهي تراقبه متعجبة
تي ري : وااه اجاشي انت لست سيئاً في الواقع !
قرب وجهه ذو الملامح الواثقة تماماً من وجهها وسرعان ما اتسعت عيناها وهي تحدق به متفاجئة
كيونا : لانني جيد بكل ما افعل ، عكسك تماماً على ما يبدو
ضيقت عينيها غاضبة ورفعت اصبعها لتبصم على جبينه وتبعده عنها وهي تصر على اسنانها لتخرج الحروف متقطعة
تي ري : ابتعد .. عني ... انت اجاشي منحرف
لاحت على وجهه ابتسامة جانبية وهو يبعثر شعرها القصير ثم عاد ليكمل ما بدأه وهي تشاركه بسعادة لا تعلم سببها ..
عند يون بي التي بدأت للتو بفتح عينيها ، تفاجئت لوجوده نائماً بجانبها فنهضت بسرعة لكنها فقدت توازنها بعد ان خبطت على رجله فخرت ساقطة فوقه مما جعله يستيقظ بسرعة
كانت فوقه تماماً ويداه قد احاطت جسدها لا ارادياً عندما سقطت فوقه ، وشعرها البندقي الحريري قد انتشر مبعثراً
وكلاهما جامد بلا حراك ، كاد يجزم انها تستطيع سماع صوت قلبه يتضارب بين ضلوعه بينما هو عاجز عن التحكم بنبضاته المجنونة
نهضت بسرعة لتواري خجلها وأخذت تخفي خصلات شعرها خلف أذنها حتى اعتدل هو بجلسته وهو ينظر اليها بطرف عينه
يون بي بغضب مفتعل : ما الذي تفعله هنا ، هذه خيمة الفتيات !
ارادت ان تغادر بسرعة لتخفي حرجها الذي حاولت اخفاءه بغضبها المفتعل لكن صمته دمر دفاعها ، وثانية اوقفها بجذبها من يدها بقوة حتى سقطت جالسة على قدميها امامه
استمر بالصمت لبضع ثوان بينما كانت عينيه الغاضبتين تحرقانها عتاباً صامتاً فهمته وحاولت تجاهله
يون بي وهي تحاول فك يدها من قبضته : اترك يدي أنت تؤلمني من تظن نفسك لتفعل هذا بي !
دونغهي ببرود : لا تتحدثي معي بتلك الطريقة
يون بي بغضب : قلت لك اترك يدي
جذبها لتواجه وجهه الغاضب مباشره وأنفاسه الحارقة تصتدم بوجهها فتثير الخوف بداخلها لكنها تكابر
يون بي بخوف : ابتعد
دونغهي ببرود : لا تختبري صبري ..
افلت يدها بقسوة وغادر غاضباً تاركاً اياها تحملق في الفراغ ، ذلك الجانب الذي لم تشهده منه من قبل
بدا كوحش اثارت غضبه ، تكاد نيرانه تحرقها خوفاً قبل اي شيء ، هل هذا الوحش الذي يختبئ خلف بروده ..!
اما هو فاتجه نحو البحيرة غاضباً ، لم يرد ان يلفت انتباه كيونا واخته لغضبه ذاك ، ليس على احد لومه لغضبه غير المبرر
في الواقع هو لم يغضب منها ، بل من نفسه ، هي رجولته ثارت عليه ، ثار كبريائه على ضعفه امامها ، اعتبر تلك المشاعر التي سيطرت عليه بقربها اهانة بينما هي لم يرمش لها جفن
الحب عندما يكون من طرف واحد يذل حامله ، يشعره بمدى ضعفه ويجعله يكره نفسه التي لا سيطرة له عليها
مضى ذلك اليوم هادئاً عكس ما تضج به النفوس ، حتى حل المساء وحان الوقت للعودة للمنزل ..
في مساء احد الايام ، كانت تقف على شرفة غرفتها تراقب طيور السماء تحلق مبتعدة لتفسح المجال لرؤية غروب بقايا اشعة الشمس الذهبية
بينما تتحدث على الهاتف براحة : دييه لا تقلق سأكون بخير
جاءها الصوت غاضباً من الجهة الاخرى : ياا توقفي عن تجاهل تحذيراتي انه خطر بالفعل
يون بي تضحك : بدأت اشك ان كل ما في الامر ليس الا غيرة مفرطة !
يونهو : اكره قربك من ذلك المتعجرف
يون بي : دونغهي شي انه شخص جيد حقاً لا اعلم السبب وراء كرهك له بهذا الشكل !
يونهو : انه الشخص الذي اخذ مني الفتاة التي احبها ..
يون بي بمرح : لن يأخذني احد فقط اطمئن
يونهو هل تحبينني اذاً ؟
يون بي بخجل : دييه
يونهو : ماذا تقصدين .؟
يون بي : احبك بالتأكيد ..
صمتت قليلاً ثم أكملت : سأذهب الان انيوو ..
اغلقت الهاتف والتفتت لتدخل غرفتها لكنها فوجئت به يقف على باب الشرفة متكئاً عليه ويكتف كلتا يديه الى صدره العريض يحدق بها
ابتلعت لعابها عندما واجهت نظراته التي رغم برودها شعرت بها تحرقها وحاولت تجاوزه للداخل فلحق بها
استمر صمت مربك بينهما حتى حاولت قطعه بكلماتها المرتبكة : منذ متى اتيت ؟؟
لم يجبها ، اكتفى بالصمت وهو يحل ربطة عنقه ببرود كأن شيئاً لم يكن ، هكذا هو يفرغ الحمم المشتعلة بداخله ببرود يجمد من حوله
انقذها صوت طرقات خفيفة على الباب من صمته المرعب ، اتجهت لتفتح الباب وهي تعاتب نفسها على خوفها المبالغ فيه منه رغم انه لم ينطق بحرف
الخادمة : سيدتي هذه القهوة التي طلبها دونغهي شي ..
يون بي : سآخذها له كوماوايو
انحنت الخادمة وهمت بالمغادرة بينما اغلقت يون بي الباب بهدوء وعادت اليه حيث كان يجلس على حافة السرير دون اي تغير بملامحه
يون بي : انها قهوتك ..
وقف على ساقيه وهو ينظر الى عينيها مباشرة بنظرات بعثرت هدوئها وشتت انتباهها واخلت توازنها حتى كادت تسقط لكنه امسك ذراعها ليثبتها غير ابهٍ بالقهوة الحارة التي انسكبت على قميصة
ابتعدت عنه بسرعة لتفتح عينيها بدون تصديق على انها سكبت القهوة على صدره وبسرعة ساعدته على خلع قميصه وجعلته يجلس على السرير بينما تحضر منديلاً مبللاً تمسح فيه الحروق
يون بي بخوف : بياانييه ، هل انت بخير
لم يجبها ، رجل مثله جعل الصمت دستوراً لحياته وحاكماً لكل مواقفه ومشاعره ، اما هي فكادت الدموع تهرب من مقلتيها
يون بي : اوتوكييه ، ما الذي فعلته !!
نظر الى ملامح القلق والحزن التي ارتسمت على وجهها فتحرك أخيراً ، جذبها الى صدره ليخفف من ألم قلبه الذي هو اشد ألماً من تلك الحروق
تلك ليست سوى ندبات متفرقة على صدره من الخارج ، لكن الندبة الأعظم تلك التي خلفتها داخل صدره
حاولت الابتعاد عنه لكنه ثبتها رغماً عنها وهمس قريباً من أذنها حيث كانت انفاسه الدافئة تتسلل الى عنقها البيضاء الفاتنه
دونغهي : ابقي قليلاً .. قليلاً فقط ..
وبالفعل هدأت ، لم تتحرك ولم تتكلم ، سيطر هو على مجرى الأحداث هذه المرة بينما كانت انفاسها التي تصتدم بصدره كجرعات مخدرة تنسكب في وريده وتهدأ من ألمه
في الغرفة المجاورة ، كانت تلك الفتاة تجلس على سريرها بملل ، منذ الصباح لا شيء تفعله ، شعور روتيني قاتل لا يناسب جنونها
الجنون .. لحظة .. ابتسمت بمكر بعد ان عثرت أخيراً على فكرة قد تبعد عنها الملل ، التقطت هاتفها واتصلت به
..... : يبوسايو ..؟
تي ري بصوت خائف : اجااشي ، اين انت .. شيبال تعال وساعدني
كيونا بخوف : انتي .. ما الأمر ما الذي حدث لك ؟
تي ري تتصنع البكاء : هناك رجل ثمل يلاحقني ، انا خائفة شيبال ساعدني
كيونا ينتفض : اين انتي ؟
تي ري تحاول كبت ضحكتها : في الحديقة العامة ..
كيونا : انا قادم في الحال
اغلق الهاتف وسرعان ما أخذ يجري اليها ، اما هي فسقطت على الارض من شدة الضحك ، فكرت قليلاً واتجهت لتراه في الحديقة العامة
بعد وقت قصير كان يجري باحثاً عنها ينادي باسمها من بين انفاسه المتقطعة من شدة الارهاق
كيونا : تي ريآآآ ..
ظهرت له من خلف احد الاشجار وبسرعة اتجه اليها وامسك بكتفيها يتفحصها بنظراته القلقة مما فاجئها
كيونا : هل انتي بخير ؟؟ هل حدث لك شيء ما ؟
التزمت الصمت وهي تراقب نظراته القلقة ، وقطرات العرق التي بللت شعره وأخذت تنساب على وجهه واخيراً انفاسه المتلاحقة
كيونا : لماذا انتي صامتة هكذا ، هل تأذيتي ؟
تي ري : هل اتيت الى هنا جرياً على قدميك ؟؟!
صمت قليلاً ليستوعب سؤالها ثم أجاب : ذلك ليس مهماً هل انت بخير ؟
هزت رأسها بنعم وهي تتجنب النظر الى عينيه ، شعرت بتأنيب الضمير بعدما رأت من خوفه وقلقه عليها وهي التي كانت تستمتع بوقتها فحسب
كيونا : لنعد للمنزل الان ..
امسك يدها ومضى بينما هي تنقاد خلفه كجسد سلبت منه الروح ، ربما نعم فقد سلبها روحها في تلك اللحظة
استمرت بالمشي خلفه وهي تراقب يديهما المتشابكة ، تفكر بانه رجل رائع ذلك الذي هي برفقته الان وكم انها فتاة ساذجة
توقفت عن المشي مما جعله يلتفت اليها ليرى الدموع تبلل خدها الوردي الرقيق فامتدت يده دون ان يشعر ليمسح تلك الدموع
كيونا : كينشانا ؟
تي ري : بياانيه
كيونا : ويه ؟
نظرت الى عينيه مباشرة : لقد سببت لك القلق !
كيونا : اشششش يالك من طفلة ، المهم انك بخير ، صدقاً لا اعلم ما تفعلينه هنا وحيدة في مثل هذا الوقت !
تي ري : بيانيه
ابتسم على براءتها وهو يربت على شعرها بنعومة : لا بأس ..
تأملت نظرته التي تبعث على الأمان ، وابتسامته العريضة وملامحه الرجولية الوسيمة وهي تشعر بقلبها كأنه يهوي من يسار صدرها
شعور اجتاح خلايا جسدها ، وهيج النبض في عروقها خلقته لمسات ذلك الشاب لتجعلها وبكل تأكيد .. واقعة في الحب ...!#انتهى
اتمنى يكون عجبكم
وانتظروني قريباً في البارت التالي
![](https://img.wattpad.com/cover/91068816-288-k398913.jpg)
أنت تقرأ
في ظلال الصمت
Fanfictionبداية جديدة ، في قاموسي الممتلئ بالبدايات ولا نهاية ، قصة جديدة اضعها بين ايديكم أملاً ان تكون كلماتي الساذجة ، ومخيلتي البسيطة قد نقلتكم الى حيث تحلمون ... روايتي الجديدة ، ذات طابع مختلف ، حيث الحرب الداخلية الصامته ، محاولات النسيان الفاشلة ، خد...