Part 16

871 70 16
                                    


جلس امامها على احد المقاعد في المطبخ بينما كانت تحاول اشغال نفسها بتحضير بعض الحلوى
كيونا : الن تتحدثي ؟
يون بي : اتحدث بماذا ؟؟
كيونا : توقفي عن ادعاء الجهل ، اقصد ما يحدث بينك انت وزوجك ؟
يون بي بعدم اهتمام : لا شيء يذكر ، لقد انفصلنا فحسب وسنتطلق بأقرب وقت
ضرب على الطاولة بغيظ ، يكاد يجن من هدوئها ولا مبالتها ، كيف تتحدث بتلك البساطة وكأن شيئاً لم يحدث
كيونا : تنفصلان .. لماذا ، ما الذي فعلته بدونغهي هيونغ ليصل بكما الحال الى هذا ؟
يون بي : لم يكن هذا الامر لينجح منذ البداية عندما أجبر كلينا على هذا الزواج
كيونا : بوو ؟
يون بي : نحن .. احدنا لا يحب الاخر ، ولكنا اجبرنا على ان نكون معاً وحان الوقت لانهاء تلك المهزلة
كيونا يبتسم بغيظ : حمقاء ، لم اتوقع ان تكون اختي بهذا الغباء الذي يعميها عن رؤية الحب الواضح بعيني دونغهي اتجاهك
لقد خسرتي رجلاً لن يتكرر في حياتك ثانية بسبب جهلك وسذاجتك ، كنتي تلاحقين يونهو الكريه ذلك معصوبة العينين وتتجاهلين كل ما يفعله لك دونغهي
يون بي تحاول منع دموعها : ما الذي تعرفه انت !
كيونا بسخرية : بالتأكيد ، عليه ان يعاقب لوقوعه في حب فتاة حمقاء مثلك ، لا افهم كيف تمكن ذلك الرجل من الصبر عليك كل هذا الوقت
ان يغرم بك لثلاث سنوات كاملة دون ان يجد منك شيئاً ، ان يتزوجك وهو يعلم انك على علاقة برجل اخر ويصبر ، ويستمر بالعطاء دون مقابل
هل كنت تستحقين كل ذلك حتى !
يون بي تكاد تبكي :توقف ارجوك !
كيونا : ايتها الغبية ، انت الفتاة الوحيدة التي احبها دونغهي ، لقد كان بانتظارك كل تلك المدة وانت لم تلاحظيه حتى
ارتمت على الارض تمسك قلبها الذي على وشك السقوط ، كل تلك اللحظات التي جمعتها بدونغهي تتالت في مخيلتها كشريط سنمائي
منذ لقائهما الاول ، وتلك النظرات التي تبادلاها عندما كانت في سنتها الاولى بالجامعة ، تذكرت لمساته المتفرقة ..
كل شيء جمعهما ، نظراته الدافئة التي كان يهديها لها ، كلماته الحانية وابتساماته التي كانت توقد بداخلها عشقاً مكتوماً ...
نظرة الحزن والانكسار عندما تخيب أمله ، وقبلته المترنحة عندما كان ثملاً وكلماته المتقطعة ..
كيف لم تفهم ذلك من قبل ، كيف لم تدرك ان كل شيء كان يفعله من اجلها فقط بينما لم تتردد مرة في طعنه
وتفننت بصور الخذلان لتتركه كل مرة يتألم وحيداً بصمت دون ان تلقي له بالاً
انسابت دموعها كشلال من عينيها لتسقي حسرتها على ما أضاعته بحماقتها وبملئ ارادتها ...
ألقى لها بعض الاوراق على الطاولة بغضب وهمس : انها منه ..
انتفضت اليها مسرعة ، لم تكن سوى اوراق الطلاق التي تحمل توقيعة وتنتظر توقيعها ، احتضنتها لتبللها بدموعها
انتابها أسى خسارة شيء تمنته طويلاً ، لكنها تركته ينساب من بين اصابعها كما تنساب دمعة حزينة على خد الورد ..
يون بي تبكي : اوتوكيه ، ما الذي علي فعله الان ؟
كيونا بهدوء : اذهبي اليه ، تمسكي به كما تمسك بك من قبل ، إياك وتركه يرحل هكذا فشخص مثله لا يتكرر ..
في المساء ، بعد ان عاد من عمله ، ما ان فتح باب غرفته حتى رأى عينيها ، رائحتها تعبث بالمكان بدلال ، دفئ جسدها ملئ أرجاء هذه الغرفة الباردة كبرود قلبه

حدق فيها طويلاً قبل ان يبتسم : لابد أنني أهذي ..!
يون بي : لا أظنك تهذي
دونغهي : ما الذي تفعلينه هنا ؟
يون بي تبتسم : اي سؤال هذا ، واين سأكون سوى في منزلي وغرفتي
دونغهي بهدوء : تشو يون بي ، ما الذي تحاولين فعله ؟
يون بي بثقة : أحاول ان اغنم بك من جديد ...
دونغهي ببرود : ألم تصلك أوراق الطلاق ؟
يون بي : بلى ، لكنني لم اوقعها ، ولن أفعل ، لا يمكنك ان تكسر اتفاقنا فنحن لدينا شهرين بعد
دونغهي : هل تحاولين اللعب معي الان ، لقد حصلتي على كل ما تريدينه ولست بحاجتي الان ، لذلك ارحلي رجاءاً
يون بي : لم أحصل على كل ما اريده بعد .. لم احصل عليك ..
حاول كتم نبضات قلبه التي تعلن وبكل ضعف الخضوع لهذا الاعتراف الملتوي ، ارتدى قناع البرود لينقذ ما تبقى من كبرياءه
دونغهي : لقد انتهى ما بيننا بالفعل
يون بي : قد يكون انتهى بالنسبة لك ، لكنه بدأ للتو بالنسبة لي .... حتى انتهاء هذين الشهرين لاتطلب مني الرحيل ، ولا تفكر بالتخلص مني حتى !
بعد عدة ايام ، في احد المساءات الهادئة حيث يتوسط القمر قلب السماء مغتراً بنوره الذي أضاء الكون رغم بساطته
جلست العائلتين يتحدثون بجو من الأنس بعد عشاء شهي من يدي السيدة لي قدمته لضيوفها الذي أتو ليرحبو بعودة دونغهي من سفره
كيونا : لقد كان عشاءاً لذيذاً ، شكراً لك اجوما
السيدة لي : من الجيد انه اعجبكما ، عيش رجلين وحيدين معاً ، لابد انكما تشتاقان لطعام المنزل
السيد تشو : اكثر مما تتخيلين ، دائماً ما اخبر هذا الولد ان يتزوج ليعيد روح الانثى لمنزلنا ومطبخنا لكنه عنيد
حك شعره بخجل بينما يبتسم ابتسامة سخيفة جعلت التي تمسك العصير بيدها لتقدمه لهم تلوي شفتيها وتتوعده بصمت ..
اسرع اليها لأخذ العصير بينما تمتمت له ببعض الشتائم على مسمعه فقط جعلت ابتسامته تتسع لغيرتها الطفولية
برفق لمس اطراف يديها الباردتين لبرودة الجو وهو يأخذها منها مما جعل جسدها يقشعر وترتسم ابتسامتها الخجلة تلقائياً على نظرته الغزلية التي سددها لها ..
لم يغب ذلك عن نظراتها ، وتلقائياً ابتسمت لتظهر غمازتها مختالة على يمين خدها
دون ان تلحظ نظرات ذاك الذي يجلس بجانبها ، هائماً بتلك الغمازة ، كانها بئر خلقها الهوى ليقع به ويثمل ..
بعد وقت قصير ، استلقى على السرير يرتجي النوم ولكن هيهات ، وكيف لا يجافيه النوم بحضورها
تلك الفتاة التي احتضنته من الخلف وأغرقت وجهها بظهره ، تاركة أنفاسها تتخلخل عبر مسامات جلده بجرأة
كل ما فيه يغلي .. أميرة قلبة التي تشعل بداخلة شعاعاً من نور يحاول بكل ما فيه ان يتجاهله
ولكن الشعور الذي انطفأ في المرة الاولى لا يحيى بذات اللهفة ولا ذات الجمال ، لابد له ان يبقى ناقصاً مبتور الفرحة ..
همس ببرود : انت تخترقين اتفاقنا بتجاوزك لجانبك من السرير ..
يون بي : انت من وعد بعدم تجاوز جانبك ، اما انا فقد اخبرتك انني مزعجة في نومي فقبلت ..
التزم الصمت ، لم يبادلها حضنها ، لم يتحرك فيه انش ، ولكن كل ما فيه كان يضمها ..
هي الفتاة الوحيدة التي تسكن بقلبه الجريح ، لكنها أصبحت كالمطر المتساقط من عين السماء
قد تكون قريبة منه بشكل كافي هذه المرة ، ولكنها بالنسبة لقلبه أبعد من أن تطولها يداه القصيرة
ابعد من ان تسمع صوت أنات قلبه الباكية ، تناجيها ان ترحم هذا القلب وصاحبة ..
اي قصة حب عجيبة هذه ، كلاهما كالشمس والقمر تحتضنهما السماء لكن لا يلتقيان ، كالليل والنهار متعاقبان ولكن لا يجتمعان ...
في اليوم التالي مد قدميه براحة وأسند رأسه للخلف ليأخذ قسطاً من الراحة على المقعد الخشبي في ساحات الجامعة بعد يوم طويل وشاق
قفزت بسرعة لتتوسط حضنه الواسع مما أفزعه ، بينما ضحكت مستمتعه بازعاجة تلك الشقية
نفخ بانزعاج : ما الذي تفعلينه ؟
تي ري : أجلس في حضن حبيبي هل لديك مشكلة ما ؟
كيونا يبتسم : أبداً
فركت عيناه الناعستين بنعومة لتزيد جرعة الحب في قلبه ، فيذوب بها مرة تلو الأخرى
يهيم بطفولتها البريئة ، بشقاوتها وعفويتها .. بجنونها وعبثها في أنظمة جسده ، فبدلاً من ضخ الدم يضخ قلبه باسمها
تي ري : أجاشي تبدو مرهقاً ..!
كيونا : أتعلمين .. انك جلطة قلبي ..
تي ري تمط شفتيها : هل هذا ما تستطيع قوله ><
كيونا يبتسم : ورغم ذلك اعشق حياتي لوجودك بها ..
ابتعدت عن حضنه ونهضت مغادره لكنه اوقفها عندما امسك بيدها الصغيرة
كيونا : ما بها طفلتي غاضبة بعد كل هذا الغزل ؟
تي ري : اي غزل  هذا ؟؟
ضمها الى صدره لتشعر بما خلقته بداخله من نبض غير متوازن ، وهناك حيث كانت شفتاه تلمسان اذنها همس
كيونا : كل ما بداخلي يتغزل بك ..
وقبل ان يصيح بها الخجل قاطعهما صوت قريب : ما الذي تفعلانه ؟
كيونا : كريستال ، ما الذي جاء بك الى هنا ؟
وقفت تي ري لتفصل بين نظرات كريستال الجريئة وكيونا ، كطفلة تحاول الدفاع عن احدى ممتلكاتها
تي ري : ماذا تريدين منا مجدداً ؟؟
كريستال : اوباا لازلت تتسكع مع هذه الطفلة المزعجة ، انا لا افهمك ابداً !
كيونا : بل انا من لا يفهمك ، اخبرتك انني لست معجباً بك الى متى ستستمرين بملاحقتي وازعاجي ، كما انني لا اتسكع معها فحسب
بل انا احبها ، هذه الصغيرة هي حبيبتي ..
كانت بين ذراعيه تماماً عندما نطق بكلماته الأخيرة ، مسندا ذقنه على شعرها البندقي القصير مما جعلها تكاد تختفي بداخله ..
كريستال : اششش انت مجنون فعلاً
غادرت تاركة تلك الاخيرة غارقة بدفئ أضلعه حيث وطنها وملجأها ، هناك حيث تعيش بكامل تفاصيله وحدها
في المساء ، بينما كان جالساً في الصالة مع والدته وتي ري ، هرعو مسرعين الى المطبخ عندما سمعو صوت سقوط احدهم وتكسر الزجاج
كانت ملقاة على الارض وحولها عدد من الصحون المكسرة ، دنى منها بسرعة وقد ارتسمت ملامح القلق على وجهه
دونغهي : هل تأذيتي في مكان ما ؟؟
يون بي : انيي ، لكنني اتألم بسبب السقوط فحسب
السيدة لي : ما الذي كنت تفعلينه يا ابنتي حتى تسقطي هكذا ؟
تي ري تبتسم : ارادت صنع الحلوى لاخي العزيز
احمر وجهها خجلاً وهي تتجنب نظرات تي ري المزعجة ، بينما كان الاخر يتفقد ذراعها حيث جرحت بسبب الزجاج المكسور بدون ان تشعر
انسحبت كلتا تي ري ووالدتها تاركين هذين الاثنين وحدهما عمداً ، تنهد براحة لان جرحها كان طفيفاً قبل ان يتكلم
دونغهي : ماذا تظنين نفسك فاعلة !
امتدت يدها ببطئ لتلمس خده بينما اتسعت عيناه ثم همست : انا بخير لا تقلق ..
كان مخدراً بلمستها تلك ، سارحاً بنظراتها المطمئنة له ، سمح لعينيه بأن تشمل جميع ملامحها الهادئة بنظرة خرجت عن سيطرته .. اقل ما يقال عنها نظرة عاشقة ...
بدون ان يعي تركزت عيناه على شفتيها المخمليتين ، شعور اجتاح جسده كالزلزال بتقبيل تلك الشفتين ليروي ظمأ سنين من البعد ..
ليس رغبة وانما حباً مستميتاً ، بل اكثر من مجرد حب ، فتلك الكلمة الصغيرة لا تصف ما بداخله من شعور
بصعوبة تمكن من لجم جموح افكاره الغبية ، بصعوبة تدارك نفسه وابتعد عنها ببرود عكس ما بداخله من حرائق اشعلتها به ..
غادر ، تركها خلفه تنظر لبقايا صورته ، احنت رأسها بحزن لينسدل شعرها الحريري الطويل يواري خيبتها ..
لا يهم كم حاولت الاقتراب منه لازال بعيداً ، قلبها يتألم على ذلك الذي ازداد بروداً وازداد بعداً أكثر من اي وقت مضى ..
تبعته الى غرفتهما حيث كان يحاول الاختلاء بنفسه ليعاتبها على غبائها ورضوخها لسحر عينيها ..
يون بي : لماذا تفعل ذلك ، اعلم انني كنت غبية ولم ادرك مشاعر كلينا طول تلك الفترة ولكن الان .. لقد تغير كل شيء
اعلم انك تكن لي بعض المشاعر ، اعلم انك احتفظت بعقدي الفضي منذ اول لقاء بيننا ..
لكن .. لماذا تستمر بانكار مشاعرك نحوي، لماذا تستمر بدفعي بعيداً ، قد اكون تأخرت كثيراً لادراك ذلك الان ولكن .. أليس المهم انني هنا
ألا يهمك حقاً اعترافي بالحب نحوك ، لقد انتظرتني كل تلك المدة ولكن ، لا افهم لماذا تفعل ذلك الان ؟؟
دونغهي : لان كل شيء انتهى بالنسبة لي ، تلك المشاعر ، لقد تخلصت منها وانتهى الامر ..
يون بي : هل تمازحني ، قد ابدو ساذجة ولست بذكائك ولكنني اعلم تماماً ان مثل هذه المشاعر لا يمكنها ان  تنتهي بسهوله هكذا
الحب الذي دام لثلاث سنوات ، حتى لو حاولت إخفاءة ، حتى لو حاولت قتل تلك المشاعر ودفنها عميقاً في قلبك
ستعود لك رغماً عنك ، فهي حية برغم انكارك لها ، لا يمكن لها ان تموت ، اعلم ذلك جيداً فقد كنت ضحية المشاعر أيضاً .. وها انا انتظرك ..
يعلم تماماً انها أصابت وتر الحقيقة ، تلك المشاعر التي حاول اخمادها جاهداً لكنها تنفجر في عروقة مرة تلو الأخرى بعد كل نظرة او لمسة ..
دونغهي ببرود : لكنني لست مثلك ، يمكنني التخلص من الشيء الذي لا اريده بكل سهولة .. يمكنني التخلص من مشاعري ببساطة وهذا ما حدث ..
يون بي : هذا غير صحيح ، انت تراوغ فحسب ، لا يمكنني تصديقك ....
دونغهي : بل عليك تصديق ذلك ...

#انتــــــــــهى
اتمنى يكون عجبكم وانتظروني قريباً في البارت التالي ...

في ظلال الصمت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن