part 11

833 67 11
                                    


وقفت تنظر اليه بغيظ وهي تتخصر امامه مما جعل ابتسامته تتسع وهي تتقدم نحوه
قبل ان يبدأ سيل الشتائم بالانطلاق من لسانها سحبها الى حديقة الجامعة ، هناك حيث يتبسط الأرض العشب الأخضر
وتتغلغل فيه زهور بمختلف الألوان ، بينما تنتصف الحديقة نافورة صغيرة يتغير بها لون الماء بعدة ألوان تعطيها منظراً ساحراً
جلس على الأرض مرغماً أياها على الجلوس بجانبه وهي تتأفف بغضب حتى أخرج من حقيبته دب محشو وردي اللون
ابتسمت رغماً عنها وسحبته بخفة لتحتضنه فيخرج رائحة بطعم الفراولة التي تعشقها
تي ري : اومووو لطييف
كيونا : من قال انه لك ، ومن سمح لك بأخذه ؟
تي ري : لمن يكون إذاً
كيونا يغيظها : سأهديه ليون بي
رمته عليه بغيظ : لماذا تريني اياه اذاً ؟
كيونا يبتسم : لأريك انه بامكاني ان اكون لطيفاً
تي ري : لست لطيفاً على الاطلاق
ابتسم وهو يعيده لحضنها مما جعلها تعانقه مجدداً بسعادة ، يجزم انها طفلة لم تتعدى العامين من عمرها حتى لو ادعت النضج
ملامحها الطفولية الفاتنه ، ابتسامتها التي تهوي به في صحاري حبها بلا عقل وبشرتها الحليبية المتوردة
لم يكمل تأمله بها حتى كاد انفها الصغير المتورد يلامس انفه عندما اقتربت منه فجأة
ها هي لحظة أخرى تقطع الأنفاس ، باتت الحياة بالنسبة لهما تعد باللحظات الخاطفة للأنفاس
حيث تفقد نفسك طواعية او مرغماً امام سلطة عينين جمعتا كل جمال الدنيا ، وتجسدتا سحراً كشروق شمس النهار ..
ابتعدت عنه مسرعة لتواري خجلها ، تلك الزهرة التي لم تتفتح بعد ، تضم الدبدوب الى صدرها علها تخفي صوت تلاحق نبضاتها لكن هيهات
تكلم بصوت دافئ : الرحمة ..
نظرت اليه متفاجئة ليتابع : توقفي عن ذلك ، فقد سلبتني عقلي بالفعل ..
أمالت رأسها بغير فهم لما يقصده مما جعله يضحك ومن جهتها عقدت حاجبيها ، لم تفهم تقلباته بعد ..
كيونا : لا اعلم اي نوع من السحر ألقيته علي لتجعليني .. وبكل جوارحي .. واقعاً في حبك أيتها الصغيرة ...!
اتسعت عيناها ، ظنت انها تهذي ، أو لربما هو ليس سوى مجرد حلم جميل ستستيقظ منه بعد لحظات ..
وضع اصبعه على جبينها بينما كانت تحدق فيه بغير تصديق وابتسم ليذيبها في عالم لا يوجد به سوى كليهما
يحلقان معاً فوق السحب ، يهيمان في سماء لا حدود لها خلقت من أجلهما فحسب
كيونا : هل فهمتي أيتها البلهاء .. أنا أحبك وسأجعلك فتاتي .. لذلك لا تفكري في النظر الى أي رجل اخر ، فأنت ملكي انا ..
أشارت برأسها نعم دون أن تتكلم ، كانت منصاعة تحت تعويذة سحره ، غارقة بابتسامتة ومشتعلة من لمسته البسيطه ...
في الجانب الاخر ، كان مستمتعاً بيوم الإجازة الذي حصل عليه ، ما ان وصل الى المنزل حتى وجد تي ري امامه
لسبب ما بدت شاردة ولم تعانقه كعادتها مما جعله يتعجب : ما بها تي ري الجميلة شاردة اليوم
انتفضت اليه بسرعة عندما ادركت وجوده وعانقته بحب وهدوء على اختلاف عناقاتها الطفولية المعتادة
تي ري بسعادة : انه أسعد يوم بحياتي على الاطلاق !
ابتسم لها : وما السبب لهذه السعادة ؟
تي ري تغمزه : سأخبرك لاحقاً ..
دونغهي يتنهد : هل لدى يون بي أي ضيوف اليوم ؟
تي ري بتفكير : انها ريا مجدداً ، أليس غريباً تردد تلك الفتاة الدائم الى منزلنا
تنهد بانزعاج ، حتى تي ري الصغيرة لاحظت الامر ، اما يون بي البريئة الساذجة لم تفهمه بعد
تي ري : أخشى انها تحاول ملئ رأس اوني بأفكار غريبة !
دونغهي : سأكون في الحديقة ..
غادر دون أن يعلق على كلامها فهو يعلم جيداً ما تسعى له تلك الفتاة الوقحة برأيه
استلقى على الأرجوحة في حديقة المنزل ، هذا سيكون أفضل من رؤية وجهها الكرية بالنسبه له .. فغط بالنوم ...
ودعتها يون بي امام الباب ، كادت تغادر بخيبتها إذ انها لم تتمكن من لقائة اليوم لكن سرعان ما انقشعت الخيبة عن وجهها وابتسمت بسعادة
ما ان لمحت طيفه يستلقي على الأرجوحه حتى اتجهت نحوه ، تأملت ملامح وجهه الوسيم التي يضمها سواد شعره الليلي
بدون أدنى تفكير انجرفت مع صوت همسات الرياح وانفاسه العميقة لتقبل منبع تلك الأنفاس بشغف
في ذلك الوقت بالذات ، خرجت الى الحديقة بعد ان اخبرتها تي ري ان دونغهي هناك
نظرت بغير تصديق ، اي نوع من الخيانة هذه ، لملمت شتات نفسها وغادرت ، لم ترغب برؤية المزيد
بينما انتفض ذلك النائم ليبعدها عنه بقوة ، حدق بملامحها جيداً قبل ان ينهض غاضباً ويلقي بكلماته الحادة كالسيف ليقطع كل امالها
دونغهي : يالك من فتاة وقحة ، كيف تجرؤين على الاقتراب من زوج صديقتك بهذا الشكل
انت حتى لست انساناً ، لابد انك شيطان ، ألا تخجلين منها كلما استقبلتك بحب وفتحت لك باب منزلها بينما تفكرين بكل خبث ان تسرقي زوجها
ريا تبكي : لا تقل ذلك ارجوك ، انا احبك .. احبك فحسب
دونغهي : غادري ولا تعودي لهذا المنزل مجدداً ، لا اريد ان ارى وجهك القذر هذا مجدداً أفهمت
عاد للمنزل دون ان يلتفت لصوت بكائها ، يشعر الاشمئزاز من نفسه بسبب اقترابها منه بذلك الشكل فذهب ليستحم سريعاً .. 
خرج من المرحاض بملابس المنزل المريحة ، بحث عنها بعينيه دون جدوى فلم تكن في الغرفة ، استلقى على السرير بانتظارها
طال انتظاره بدون فائدة فقرر الذهاب للبحث عنها ، رغم البرود والهدوء الذي يملأ حياتهما
لكنه اعتاد على ان تكون بجانبه ، حتى لو لم يتمكن من لمسها او الاقتراب منها ، مجرد الشعور بها يكفيه
كانت تجلس على الأريكة في الصالة متمللة
دونغهي : ما الذي تفعلينه
يون بي : اشاهد التلفاز
دونغهي يكتف ذراعيه : لدينا تلفاز في غرفتنا ..
يون بي : سأذهب للنوم ، أشعر بالنعاس على اي حال
لم يتعجب ذلك البرود منها ، بات يحفظها شبراً شبراً ، متقبلة المزاج ، كلما احست به يقترب منها تدفعه بعيداً لتحافظ على ذات المسافة بينهما
بعد عدة أيام ، بينما كانت تنتظره في احدى الحدائق العامة ، غارقة بأفكارها ، تريد أن تعبر له عما تحمله من مشاعر اتجاهه
رغم انه لم يطالبها بشيء لكنها تريد أن تريه كم أنها انثى ناضجة رغم طفولتها
تفكر بما عليها أن تقوله ، كيف تشرح له بلغتها البريئة انها هامت به ، كيف تخبره بقلبها المرتعش وأفكارها المشوشة به فحسب
بينما من الجهة الأخرى كان يقود دراجته النارية سعيداً ، مسرعاً إليها ، منذ ان اتصلت به حتى هب بسرعة ليشتري باقة كبيرة من الأزهار لها
غير ابهٍ بسرعته الجنونية ، كل ما يريده هو ان يراها فحسب ، ان يرى ابتسامتها الشفافة عنما يهديها هذه الزهور
كان يلتفت بين الفينة والأخرى ليلقي نظرة راضية على الباقة التي اختارها بألوانها المختلفة بين درجات اللون الوردي الذي يعلم انها تعشقه
دون أن يشعر ، كان قد تخطى الاشارة الحمراء التي تحثه على التوقف ليصتدم بسيارة كانت تعبر الطريق
اخر ما شعر به سقوط جسده خائر القوى على الأرض متضرجاً بالدماء ، واجتماع الكثير من الأشخاص حوله وشيئاً فشيئاً عم الظلام ...

في ظلال الصمت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن