هرعت الى الباب عندما قرأت رسالته لتجده يقف امام الباب بالفعل ، نظرت حولها بقلق لتتأكد من خلو المكان ثم سحبته بعيداً عن المدخل
يون بي بغضب : ماذا تظن نفسك فاعلاً بقدومك كل الطريق الى هنا ؟
يونهو : انت من أجبرني على فعل ذلك ، لماذا لا تجيبين على اتصالاتي او رسائلي
يون بي : ليس لدي ما اقوله لك بعد ما فعلته
يونهو هو يحيط خصرها : حبيبتي يون بي الم تغفري خطأي بعد ، لقد اعماني الغضب ولم اقصد إيذائك هكذا
ابعدته عنها ببرود : كان تصرفاً شنيعاً لم اتوقعة منك ، كيف تمكنت من فعل ذلك
يونهو بحنق : لقد سامحت ذلك المتعجرف بسهوله وها انت تنامين بين ذراعيه بينما لازلت تتجاهلينني !
يون بي : لانه زوجي قبل كل شيء ، وقد كان ثملاً لم يعي ما يفعله اما انت ..
يونهو باستنكار : زوجك ؟
ترددت قبل ان تجيب : انها الحقيقة
انقض عليها ليثبتها من كلتا ذراعيها بقبضته القوية حتى كانت اظافره تنغرس في لحمها تسبب لها الألم ..
يونهو : انه ليس كذلك ، وهو لا حق له بلمسك هل تفهمين ، لن تكوني لغيري واياكِ ان تظهري هذه التعابير عند التحدث عنه مرة أخرى
غادر غاضباً تاركاً اياها تسقط أرضاً وهي تضم جسدها ، تبكي بصمت على ما آلت اليه حالها ..
تدرك تماماً ان دونغهي .. رغم بروده وهدوءه قد فرض نفسه عليها ، وجعلها تأسر به من جديد
او لنقل انها كانت ولازلت أسيرة لحبه لكنها تظاهرت بعكس ذلك ، مهما حاولت قتل مشاعرها البلهاء اتجاهه كان مصيرها الفشل دوماً ..
لكن هذا الحب الأخرق كان مستحيلاً .. وأصبح أكثر استحالة ، رغم انه ملكها الان أمام الجميع
لكنها لا تستطيع الارتماء بين ذراعيه ولا تستطيع حتى التصريح بمشاعرها اتجاهه ، كل ما يمكنها فعله التصرف عكس مشاعرها
ومحاولة اخماد مشاعرها الملتهبة والابتعاد عنه ، فهي لا حق لها بخيانة يونهو الذي وقف الى جانبها عندما كانت تتألم من حب دونغهي عن بعد ..
كما ان دونغهي كان قد صرح لها قبل زواجهما ان لديه فتاة يحبها ، وان هذا الزواج ليس سوى عقد مؤقت حتى يقف والدها على قدميه ..
رن هاتفها لتجيب بصوت هادئ تحاول اخفاء شهقاتها : يوباسيو
ريا : اوني .. هل يمكنني المجيء لزيارتك ، لدي ما اتحدث معك عنه ..
يون بي : بالتأكيد ، سأنتظرك
ريا تصغر يون بي بعام واحد ، لذلك لم تكن على علم بقصة الحب التي حملتها يون بي بسنتها الاولى من الجامعة اتجاه دونغهي ..
لم يمض الكثير من الوقت حتى كانت في منزلها بالفعل ، استقبلتها يون بي بحب وأخذتها الى جناحها الخاص لتجلسا براحة
ريا : هل هذة غرفتك انت ودونغهي اوبا ؟
يون بي : دونغهي اوبا !!
ريا وقد احمرت خجلاً : بانيه لم اعلم بماذا علي ان اناديه ..
يون بي : ااه لا بأس عزيزتي ، خذي راحتك سأحضر لنا بعض الشوكلا الساخنة
غادرت الغرفة لتتركها لريا وحدها ، تتجول في أرجائها وهي تتخيله ، رأته مرة واحدة فحسب ، لكنها وبكل بساطة أعجبت به ..
لفتت انتباهها صورة له جعلتها تبتسم ملئ فاهها سعيدة بالتدقيق بملامحه ، انه تماماً فتى أحلامها الذي تمنته !!
تجاهلت حرمة انه زوج صديقتها المقربة وهي تمد يدها لتلمس وجهه في الصورة بينما تضارب النبض بداخلها ..
دخول يون بي أيقظها من أحلام اليقظة لتبتعد مسرعة عن صورته وتلك الأخرى لم تلحظ توترها لانشغالها بوضع ما بيدها على المنضدة
ريا : كوماوايو ، لقد أزعجتك بحضوري
يون بي : لا تقولي هذا الكلام ، أخبريني الان بما أردت التحدث عنه ؟
ريا : ااه .. لا شيء فقط أردت ان نتجاذب أطراف الحديث فقد كنت أشعر بالملل
تأخر الوقت وحان موعد عودته الى المنزل ، صدفة كان لقائهما أمام الباب عندما كانت توشك على الرحيل
ريا : اووه دونغهي اوبا
يون بي : من الجيد انك اتيت الان ، هل يمكنك ايصال ريا الى المنزل فقد تأخر الوقت ولا اريد لها الرحيل وحدها في هذا الظلام
لم ينبس بحرف ، عاد الى سيارته السوداء الفارهة بصمت بينما تبعته ريا بسعادة تكاد تقودها للصراخ
صعدت بجانبه وانطلق بها ، لم ينطف بحرف اثناء الطريق سوى سؤالها عن مكان منزلها ببرود آلمها ..
من الجهة الأخرى التقطت هاتفها بملل وحدقت برقمه طويلاً حتى قررت الاتصال به أخيراً
كيونا بصوت ناعس : يوباسيو
تي ري : أجاشي
كيونا : ما الأمر .. هل حدث لك شيء ؟
تي ري : ابدا ً أنا فقط أشعر بالملل
كيونا : بوو .. وهل أخبرك احد انني مهرجك الخاص الذي سيقوم بتسليتك
تي ري : ألا يمكنك ان تكون لطيفاً ولو لمرة !
كيونا : اللطف .. ما معنى هذا ؟؟
تي ري : اوموو يالك من مزعج
كيونا بصوت مثير : تي ريآآآ ..
اتسعت عيناها وسرت قشعريرة لطيفة في انحاء جسدها بينما تعالت ضربات قلبها باندفاع متتال ٍ
لأول مرة منذ عرفته يناديها باسمها مباشرة ، دون سخرية وبدون محاولة لاستفزازها
اجابت بعد ان تجرعت الدهشة ببطئ : ماذا ؟؟
كيونا : لا شيء فقط لاحظت ان اسمك طفولي ومزعج مثلك
تبدلت ملامحها بسرعة ، تمنت لو تقفز من سماعة الهاتف لتخنقه بين يديها بينما تعالت ضحكاته بشدة
تي ري : أيها العجوز الأحمق الخرف ، تباً لك كم أكرهك ، سأقتلك عندما أراك في الغد ..
كيونا : ايقوو كم انت سريعة باطلاق الشتائم يا ذات اللسان السليط ، على أي حال هذا عقابك لإيقاظي من نومي
تي ري بغيظ : عد الى النوم أيها الدب كثير النوم ، تباً لك ..
أغلقت الهاتف بانزعاج وألقته أرضاً ، انتظرت لدقائق ، تأمل ان يعيد الاتصال بها ليعتذر باحثاً عن رضاها
لكن انتظارها طال لساعات حتى استسلمت للنوم ..
مضت الأيام ، وزيارات ريا ليون بي تتكرر يومياً تقريباً ، وفي أحد تلك الأيام بينما كانت تمسك قميصة بين ذراعيها تستنشق بقايا رائحة عطره متلذذة بها كأنها بين ذراعيه
استغلت نداء السيدة لي ليون بي حتى تساعدها ببعض الاعمال ، ففتشت خزانة ملابسه بحثاً عن شيء يروي عطشها له
ألقت القميص أرضاً مفزوعة عندما سمعت صوت صياح تي ري مرحبة بأخيها كالمعتاد
توترت لم تعلم ما عليها فعله عندما سمعت صوت دخوله للغرفة وهو يتحدث على الهاتف بينما كانت تختبئ بخزانة الملابس
ألقت عليه نظرة خاطفة ، عندما خلع سترته وبدأ بفتح أزرار قميصه ، تحركت قدمها رغما ً عنها لتعانقه من الخلف
مما جعله يبعد الهاتف عن أذنه متعجباً ، أيعقل ان تكون يون بي ، لكنها لم تفعل شيئاً كهذا قط
همس : يون بي ؟
وقفت على أطراف أصابعها حتى تصل الى طوله وتغرق انفاسها برقبته مما جعله يتأكد انها ليست زوجته
حتى لو لم يرها بعينيه ، لأنفاسها طريقة مميزة بالتغلغل في جسده ، رائحتها الممزوجة بعطرها الأخاذ ورائحة شعرها الشذي يحفظها عن ظهر قلب
حاول إزاحة الفتاة المتمسكة به ليتعرف اليها فاتسعت عيناه : صديقة يون بي !
لم تنطق بحرف ، كانت منجذبة خلف لذاتها ، منغمسة برائحته العبقة بالرجولة والفتنة
أرادت أن تصل الى جل مرادها .. شفتيه .. لكنه أبعدها ببرود وقسوة جعلتها تسقط أرضاً
دونغهي بغضب : ما الذي تفعلينه ؟
ريا : أنا أحبك ..
اتسعت عيناه دون ان تحل عقدة حاجبيه الغاضبة والمستنكرة لفعلها الشنيع ، صديقتها المقربة ورغم ذلك تحاول إغواء زوجها ، أي صديقة هذه يا يون بي
هذا ما فكر به قبل ان يغادر الغرفة بغضب ليتركها تبكي على أطلال بقايا رائحته وملمسه الدافئ ..
قابلها في طريق خروجه فوقفت مدهوشة : لقد عدت .. اه ريا بغرفتنا ، اتمنى ان لا تكون قد أخفتها !
نظر اليها نظرة شملت جميع تفاصيلها ، يالك من فتاة ساذجة ، قلقت على صديقتها التي حاولت خيانتها وسرقة زوجها
لم يرى فتاة بروعتها من قبل ، ولن يجد
تنهد بقهر ، كم تمناها لو كانت هي فعلاً من عانقه في ذلك الوقت ، لماذا كتب على كل الفتيات ان يغرمن به الا هي
بينما لم يتمنى غيرها في حياته ، حدق بها طويلاً ، لا يعلم الى متى فقط سيستمر هذا البعد بينهما
الى متى عليه ان ينظر اليها من بعيد وحيداً ، الى متى فقط عليها ان تسكن أفكاره دون ان تكون معه في واقعه
حبه البائس الذي توارى في ظلال الصمت لسنوات عديدة دون ان تشرق عليه الشمس
فتاته الوحيدة التي كلما حاول الاقتراب منها خطوة ابتعدت للوراء خطوتين ربما لانها حمقاء لم تدرك حتى الان كمية العشق المكتوبة في عينيه
لم تدرك ما يختبئ خلف شفتيه من غزل ، من عتاب .. ربما لو أدركت كل ذلك الحب ما كانت لتفعل به هذا ...#انتــــهى
اتمنى يكون عجبكم وانتظروني قريبا في البارت التالي

أنت تقرأ
في ظلال الصمت
Фанфикبداية جديدة ، في قاموسي الممتلئ بالبدايات ولا نهاية ، قصة جديدة اضعها بين ايديكم أملاً ان تكون كلماتي الساذجة ، ومخيلتي البسيطة قد نقلتكم الى حيث تحلمون ... روايتي الجديدة ، ذات طابع مختلف ، حيث الحرب الداخلية الصامته ، محاولات النسيان الفاشلة ، خد...