Part 15

890 65 19
                                    


انهارت أرضاً ، لا تستطيع استيعاب ما يقوله من جنون ، انفصال بعد ان قررت اطلاق العنان لمشاعرها
بعد ان ادركت انه وحده من تريده ، وانه الهواء الذي تتنفسه ، اي سخافة هذه التي يتفوه بها بكل برود
يون بي : ما الذي تقوله ؟
دونغهي ببرود : يمكنك مغادرة منزلنا اليوم وستصلك اوراق الطلاق قريباً وما عليك سوى توقيعها
يون بي : لكن المدة التي حددتها لم تنتهي بعد ، لازال امامنا شهرين كاملين لماذا تفكر بالطلاق الان ؟
دونغهي : لا تقلقي على والدك ، فقد حصل على التمويل الذي يحتاجه لمشروعه ، وسيتحسن حاله عن قريب
يون بي : لماذا ...
قاطعها : لم يعد بامكاني تحمل المزيد لننهي هذه اللعبة السخيفة على اي حال ، وداعاً
ابتسمت بهدوء ، لقد تأخر الوقت بالفعل وخسرت فرصتها ، هكذا نحن بني البشر ، لا ندرك الاشياء الى بعد رحيلها
نعتقد ان السعادة ستبقى بانتظارنا مهما تعززنا عليها بينما هي تنسحب من امامنا افلة كالسراب دون ان نشعر
عند تي ري ، كانت تمشي بحماس لمقابلته في المقهى كما اتفقا من قبل ، دون ان تلاحظ انها وصلت قبل الموعد بكثير لكن فرحتها به جعلتها تصل باكراً
جلست بانتظاره بعض الوقت حتى وصل أخيراً ، ابتسمت وهي تشير له ليجلس معها لكنها تفاجئت بملامحه التي يبدو عليها الانزعاج
تفاجئت أكثر عندما جلس وجلست معهم فتاة اخرى ، ذات ملامح متعجرفة رغم جمالها وشعر اشقر طويل ونظرة استخفاف واضحة ..

كريستال : ادعى كريستال وانا صديقة كيوهيون المقربة ، ومن تكونين انت ؟
تي ري : لي تي ري ، انا ....
قاطعتها بغرور : لا يهم ، * تحدثت لكيونا * اوبا هل هذه هي الفتاة التي رفضت الخروج معي حتى لا تفوت لقائها ؟؟
كيونا : اجل
نظرت الى تي ري نظرة متفحصة من الاسفل الى الاعلى لتنهي نظراتها بضحكة استخفاف ثم فقأت البالون الذي صنعته بعلكتها مما جعل تي ري تنتبه لها
كريستال : اذاً اوبا هل ستطلب القهوة المحلاة كعادتك ؟
كيونا : لم يعد لدي رغبة فيها ، سأذهب للمرحاض .. اعذراني ..
بمجرد مغادرته اخذت كريستال الفرصة للتحدث براحة مع تي ري التي لازالت تحت تأثير المفاجأة والارتباك
كريستال : توقفي عن حماقتك !
تي ري : هل تتحدثين الي ؟
كريستال : وهل ترين غيرك ايتها الغبية ؟
تي ري بانزعاج : ياا ، لماذا تتحدثين معي هكذا
كريستال : لأحذرك ، من الأفضل لك الابتعاد عن كيونا اوبا ، فأنت لن تحصلي عليه حتى ولو بعد مئة عام
تي ري بعناد : يؤسفني اخبارك انني والاجاشي الاحمق ذلك نتواعد وقد انتهى الأمر
كريستال : ههههههه ، معك حق فأنت لا تزالين طفلة بالنسبة له ولا يمكنك الا مناداته بالاجاشي لكن دعيني اخبرك ، انني اعرف كيونا منذ وقت طويل واعلم انك لست نوعه المفضل من الفتيات وانه لا يمكن له ان يحبك
تي ري : حقاً ، وما الذي تعرفينه عنه ؟
كريستال : انه يحب الفتاة الجميلة والمثيرة والمميزة ، وبالنظر اليك لا ارى فيك اياً من تلك الصفات ، اشك انك فتاة في الأصل
تي ري غاضبة : يااا لقد تعديت حدودك ، هل تظنين انك انت تلك الفتاة الجميلة ، لا ارى سوى اجوما تكاد تطرق باب الخمسين من عمرها
كريستال : انت فتاة وقحة
قبل ان ترد عليها رأت كيونا يقترب فآثرت الصمت والمغادرة بدون اي كلمة مما أثار تعجبه لكنها لم تجب على ندائه المتواصل لها
كيونا : ما الذي فعلتيه لها ؟
كريستال بغرور وهي ترفع قدماً فوق الأخرى : لا شيء صدقني ، على اي حال دعك من تلك الطفلة ولنحتسي القهوة معاً
كيونا وقد اخرج المال من محفظته وألقاه على الطاولة امامها : لا اريد اشربيها لوحدك ، وداعا ً
كريستال : اوبااا انتظر ياااا ..
بالعودة الى يون بي التي كانت تجمع ملابسها بكل هدوء ، تحاول كالعادة إخفاء مشاعرها المؤلمة
بينما كانت توضب حقائبها فتحت احدى الادراج الخاصة بدونغهي بالخطأ وقبل ان تغلقه لفت انتباهها لمعان شيء فضي
حملته بيدها لاشباع فضولها وسرعان ما اتسعت عيناها ، انه ذات العقد الفضي الذي اهدتها اياه والدتها قبل وفاتها ..!
ما الذي يفعله هنا عقدها الذي فقدته قبل ثلاث اعوام ، ولماذا هو بحوزة دونغهي كلها اسئلة استمرت بالالحاح في رأسها قبل ان تنفجر باكية لما توصل له عقلها ..
وصلت الى منزلها ليفتح لها كيونا الباب متعجباً من حقائبها التي معها لينهال عليها بكومة من الاسئلة التي لن يجد لها اجابة 
في صباح اليوم التالي استيقظت بكسل ، كيف لا وهي لم تتمكن من النوم طيلة ليلة الأمس وهي تفكر بتلك الفتاة الوقحة
والسبب الذي جعل كيونا يجلبها معه في موعدهما الخاص ، هل فعل ذلك لانه اراد التخلص منها ، ام ليريها ان لديه فتاة بالفعل
تنهدت بضيق وقد استجمعت قوتها أخيراً للاتصال به
كيونا بغضب : ايتها الطفلة المزعجة ، لقد اتصلت بك مئة مرة منذ الأمس ، لماذا لا تجيبين على مكالماتي ؟؟
تي ري بهدوء : اجاشي .. لدي سؤال هل تجيبني عليه بصدق ؟
كيونا يتنهد : ما هو ؟
تي ري : ما هو نوعك المفضل من الفتيات ؟
كيونا : ما هذا السؤال الان ؟
تي ري : ارجوك اخبرني
كيونا بتفكير : مممم حسناً أظن ان الفتاة الذكية والجميلة والمثيرة تعجبني ، افضل الفتيات المثاليات والمتميزات عن غيرهن !
صمتت ولم تعطه رداً ، استمرت بالتحديق في انعكاس صورتها بالمرآة ، تبحث في نفسها يائسة عن شيء من هذه الصفات
كيونا : يا اين ذهبتي ؟؟
تي ري بحزن : انيوو
كيونا : ياا ...
اغلقت الهاتف دون ان تسمح له بمجادلتها اكثر ، وبعد ان اكثر من محاولة الاتصال بها اغلقت الهاتف كلياً وغطت نفسها في فراشها بحزن
تي ري بحزن تكلم نفسها : انها ليست انا ....
حاولت ان تشجع نفسها من جديد وصرخت بصوت مرتفع : ليس مهماً ، فهو أيضاً لا يمتلك أياً من صفات رجل احلامي كنت دائماً اريد شاباً وسيماً وطويلاً وطيباً وجريء .. 
صمتت قليلاً ثم اكملت بحزن : وهو يمتلك كل تلك الصفات ..
وصل منزله اخيراً ، بصعوبة تمكن ان يتخلص من والدته واخته المشتاقتين لينفرد بنفسه
غرفته التي تبدو خالية من الحياة بسبب غيابها ، تمثل تماماً حال قلبه الفارغ ، الالم الذي يعتصر قلبه لانه لم يتمكن من انقاذها من ذلك الضياع
والوحدة التي تسيطر عليه ، ان لم تكن هي بجواره فهو لا شيء ، لم يتوقع ابداً انه سيفشل في جعلها له ..
بعد ان اقسم ان يغير كل شيء بطريقته الخاصة ، ولكن تلك الفتاة كانت اعند من ان تنصاع له ..
أسند ظهره الى الباب بعجز ، كل ما يستطيع فعله هو تركها تذهب بنزاهة ، التعلق بشيء ليس لك مرهق ..
ابتسم بانكسار ، كل ما بداخله من ألم ، تلك الدوامة الباردة من الحزن بداخله تبتلعه شياً فشيئاً ..
التخلي عن الشخص الذي أحببته أكثر من نفسك ، ان تدعه يتقدم بدونك بينما تحدق ببقايا ظله عاجزاً
تكبح رغبتك بالتمسك به ، تدوس على فرامل التوقف بصعوبه ، لتمنع نفسك من الجري نحوه باكياً راجياً ان لا يتركك وحيداً ..
حتى الدموع التي خلقت لتنساب في مثل هذه اللحظات تقف عاجزة عن السقوط ، تجمدت في قلبه لتجعله يتوقف عن العمل ..
حتى تلك اللحظة التي طلب منها الانفصال كان يرتجي ان تصرخ بلا ، ان تصرح بحبها له وترجوه ان لا يتخلى عنها
لكنها كانت هادئة كالموت الذي يسلبه كيانه ببطء ، باردة كالثلج ، فجمدت اخر ما تبقى له من امل ..
هل يمكن للانسان ان يحب هكذا بكل جنون ، ان ينسى نفسه ويتوه بنظرة او ابتسامة
ان يتناسى كل الطعنات التي تركت جسده نازفاً ، في سبيل من يحب ، ان يغفر كل أخطاءه ويلتمس له اي عذر
واي عذر اكبر من انه امتلك روحك .. أنفاسك وحتى أحلامك ... وبدونه ستغرق في قعر الظلام الحالك ..
في الاسفل ، فتحت السيدة لي الباب بعد ان سمعت طرقاً ملحاً لتجد كيونا يقف غاضباً
السيدة لي : اوه كيوهيون ! 
كيونا : هل الطفلة .. اقصد تي ري هنا ؟
السيدة لي متعجبة : اجل انها في غرفتها !
كيونا : كوماوايو
صعد السلالم وصولاً للاعلى ليجد نفسه امام العديد من الغرف المغلقة ولا يعلم ايها الغرفة المنشودة ، لكنه لاحظ شيئاً جعله يميز غرفتها
الباب الوردي ذو الرسومات الطفولية ، هذه تي ري الطفلة بلا شك ، هذا ما فكر به وهو يطرق الباب بهدوء
تي ري : لا اريد رؤية احد ، اتركوني وحيدة
فتح الباب دون ان يلقي بالاً لرفضها مما جعلها ترفع رأسها من تحت أكوام الوسائد غاضبة
تي ري : ألم أقل انني لا اريد رؤية ...
توقفت عندما رأته هو من يقف امام الباب وفتحت عينيها بذهول وهو يدخل الى غرفتها بعد ان اغلق الباب خلفه وبدأ يقترب منها
كيونا بسخرية : هل تكونين هكذا دائماً في المنزل
نظرت الى ملابس النوم الطفولية التي كانت ترتديها وشعرها القصير الذي ربطته على شكل نافورة ثم تكلمت

تي ري : اجاشي .. ما الذي تفعله هنا ؟؟؟
كيونا بغضب : لقد اتصلت بك حتى كاد رئيس شركة الاتصالات ان يقتلني لأتوقف ! لماذا تغلقين هاتفك ؟؟
تي ري بحزن : لا شيء
كيونا وهو يجلس على السرير بجانبها : بل هناك امر ما تخفينه عني ، هل قالت لك كريستال شيئاً أزعجك ؟
تي ري : ذلك ليس مهماً
كيوناً وهو يحتضن يدها الصغيرة بيده : ما الذي يزعجك ؟
حدقت قليلاً بيدها الصغيرة في يده الكبيرة الرجولية ، انها طفلة حقاً وليست تملك شيئاً من معالم الأنوثة ، هذا ما فكرت به وهي تسحب يدها من يده
كيونا بانزعاج : ألن تخبريني بما يحدث ؟؟
تي ري بحزن وانفعال : انت لا تحبني ، لا يمكن انك تحبني ..
كيونا متفاجئ من كلامها : ما الذي تقصدينه ؟
تي ري : انا لا اشبه فتاة أحلامك ابداً ، كيف لك ان تخرج معي ، هل كنت تحاول التلاعب بي
كيونا وهو يكتف يديه : انت طفلة حمقاء حقاً ، قلت تلك الصفات انها للفتاة المثالية بالنسبة لي وليس لحبيبتي ، كما انك تملكين معظم تلك الصفات !
تي ري : انت تسخر مني الان !
كيونا يبتسم : انيي ، فأنت فتاة جميلة جداً ومميزة عن الفتيات الأخريات ، كما انك مثيرة بشكل مختلف !
تي ري : ما الذي تعنيه بمثيرة بشكل مختلف ؟؟
كيونا : أقصد ان ملامحك وتصرفاتك الطفولية لها سحر خاص وتبدو لي مثيرة حتى لو لم يرها الاخرون مثلي ..
تي ري بعناد : انت تقول ذلك حتى أهدأ فقط ..
نفخ بنفاذ صبر وهو يتأمل شفتيها الصغيرتين الملتويتين بغضب ، واقترب منها بسرعة ليلصق شفتيه بهما
فتحت عينيها مذهولة مما يحدث ، لحظات فقط من المقاومة الواهنه قبل ان تستسلم بين ذراعيه القويتين اللتين تحيطان جسدها الصغير
غرق أكثر ، نكهة شفتيها وطعم أنفاسها الذي يذوب في شفتيه ، ملمس جلدها الناعم وارتجافه بين يديه ، وأخيراً رغبته الجامحة بها ..
ابتعد قليلاً لينظر في عينيها المتعلقتين بعينيه ، كأنها تحكي كلاماً لم يعط نفسه الوقت الكافي لقرائته بعد ان وقعت عيناه مجدداً على شفتيها اللتين ازدادتا احمراراً كوجنتيها فعاد يقبلها بجنون ..
تهور .. فقد سلبته عقلانيته وبدأت رغبته تتحكم به وهو يميلها الى الخلف حتى أصبح فوقها وتلك
الأخرى جامدة بين يديه دون حراك
كدمية صغيرة يتحكم بها كيف يشاء ، شعر بيدها ترتفع لتتمسك بصدره ، كأنها ترجوه التوقف قبل أن تذوب من حرارة مشاعره التي تفجرت
فابتعد عنها ببطء ، نظر اليها كيف تكورت اسفله كعصفورة صغيرة ، يفكر هل تراها تعلم ان تصرفاتها الطفولية هذه تثير جنونه وتبعثر اتزانه !
كيونا وهو يبتعد : بيانيه ، أظن انني تهورت كثيراً ..
نهضت بسرعة وهي تضم كلتا يديها الى صدرها وتنظر للأسفل ، لم تقوى حتى على النظر اليه مجدداً ..
بعد وقت قصير من الصمت الثقيل ، تحدث : لابد انها مرتك الاولى ..
تي ري بخجل : ما الذي تقصده
كيونا : لا أظن ان رجلاً قد قبلك من قبل !
تي ري يغيظ : هل تظن انني لم اواعد من قبل ، اجااشي عمري 21 عاماً وقد واعدت الكثير من الشبان وتبادلنا القبل
كيونا بشك : حقاً !
تي ري : دييه ، ألم تصدقني ، اذاً سأذكرهم لك ، ابن الجيران ذاك الذي لم أعد اذكر اسمه وصديقي في الثانوية والاعدادية و ....
قاطعها بنبرة يملأها الغضب الممتزج بالغيرة : هذا جيد اذاً ...
نظرت لملامحه الغاضبة وسرعان ما ابتسمت لفكرة انه يشعر بالغيرة ، اقتربت منه بعبثية وقبلت خده مما جعله ينظر اليها متفاجئاً
تي ري : من سمح لك ايها الاجاشي الاحمق بسلبي قبلتي الأولى ؟
ابتسم على وجهها الطفولي وهو يهمس : هل تدعينني للتهور من جديد !
تي ري وقد احمرت وجنتاها مجدداً : انييي لم أقصد ذلك .. انا ..
اتسعت ابتسامته اكثر على ارتباكها واقترب منها ليضمها الى صدره ويهمس لها بكلمات جعلتها تبتسم وتضمه اكثر
همس كيونا لها : انت لي فحسب ، لم ولن تكوني لغيري كما لن اكون لغيرك ابداً ...
بعد وقت قصير سألته : هل تعلم ما الذي حدث لاوني ودونغهي اوبا ؟
كيونا : ااه مولاا ، لقد عادت بالأمس الى منزلنا ولم تتكلم بحرف ، وبسبب طفله مزعجة سرقت تفكيري لم اتمكن من سؤالها جيداً
تي ري تبتسم : لماذا ، هل كنت مشغول البال قلقاً علي ؟
كيونا : وهل يمكنني ان لا افعل !!
تي ري تتنهد : اخشى ان الامور ساءت بينها وبين اخي ، فقد بدا عليه الحزن عندما عاد من سفره ولم يخرج من غرفته ابداً
كيونا : سأذهب لاتحدث معها الان وافهم ما يجري لهما
تي ري : حسناً .

#انتـــهى
اتمنى يكون عجبكم وانتظروني قريبا بالبارت التالي

في ظلال الصمت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن