خيبة امل

407 39 2
                                    

"إختاروا شريكًا." أفصحَ الأستاذ مُعطيًا الفصلَ بعض الورق.
جميع الطلاب وقفوا, باحثين عن شريك. أنتِ بشكلٍ أوتوماتيكي كُنتِ ستذهبين لسؤال واحدة من صديقاتكِ, كما تفعلين دائمًا. ولكن حينما عيناكِ قد إلتصقت بكاي. هو قد غمز لكِ, يُذكرك بشأن 'الإتفاق'.
أدرتي عينيك مُنزعجة منه. هل سيُضايقك بشأن هذا ويُذكّرك كُل ثانية؟ هو سيفعل صحيح؟
"هل سنعملُ معًا؟" سألتكِ صديقتكِ.
إبتسمتي إبتسامة صغيرة وإنحنيتي قليلًا. "آسفة, لا أستطيع."
صديقتكِ رفعت حاجبًا. كانت تبدو مُحبطة قليلًا ولكنها إبتسمت ومن ثم ذهبت. تنهدتي وإلتفتي للخلف. اللعنة عليك كاي.
جعلتي طريقك لمُنتصفِ الفصل, باحثةً عن صاحب الوجوه الغريبةِ تشانيول. كانت فرصتكِ لتبدأين خطتكِ الآن.
مشيتي بإتجاهه, كان الشخص الوحيد الجالس بينما الجميع مُنشغلين بشُركائهم, كان يبحثُ عن شيء ما في حقيبته. يبدو وكأنهُ ليس لديه شريك بعد. يا لحظي... مُدركةٍ أن كاي ينظر إليك بإستمتاع. توقفتي أمامَ طاولته, واضعةً إبتسامة مزيّفة على وجهك ومن ثم نظفتي حلقك.
"هي! هل لديكَ شريك؟" سألتيه بصوتٍ خفيف.
رفع تشانيول رأسه وقابلت عيناه البُنية الفاتحة عيناكِ. قام بتحريك نظارته مُعطيًا إياكِ نظرة حائرة.
"همم... ألستي في فريقٍ مع صديقتك؟" أجابَ بصوتٍ عميق.
كانت أول مرة لكِ تسمعينَ فيها صوته وذلك قد سبّب لكِ صدمةً في عقلك. كان صوتهُ غير متوقّع! عميق! في حين وجههُ يبدو صغيرًا وطفوليًا! كيف يُمكن أن يحدث ذلك؟ توسعت عيناكِ حتى كنتي على وشك أن تنسي كيف ستُجيبينه.
"لا.. ليست هذه المرة. كُنت اتسائل ما إذا كان بإمكاننا أن نُصبح معًا لهذا المشروع؟"
قطّب تشانيول حاجبيه بينما يحكُ شعره, مُرتبكًا ومُحرج. نظر لأصدقائكِ في نهاية الفصل. حينها أدركتي أنهُ ليس مُعتادًا على هذا الوضع لذا إبتسمتي له.
"لا بأس إذا كنت لا تريد القيام به معي."
أرجوك أرفض! رجاءًا فلترفض..... رفع تشانيول كتفيه وأعطاكِ إبتسامة غريبة.
"لا, لا بأس. يُمكننا أن نصبح شُركاء." أعلنَ تشانيول بإبتهاج.
اللعنة أخفيتي إستيائك بإبتسامةٍ كبيرة وأومأتي. أعطيتيه أبهامك للأعلى وعُدتي لمقعدكِ, ولا زلتي تشعرين بتحديقة كاي المُستمتعة عليكِ. آمل أنك تستمتعُ بهذا العرض, مزعجٌ وغد.

____

"وذلك كيف إنتهى الفيلم!" تنهدت فيكي بصوتٍ درامي.
بدأتي بالضحك أنتِ ومينا. جميعُكم إلتقيتم بمقهى صغير بعدما إنتهت حصصُكم. أنتِ تحبين هذه الإجتماعات لأنها تسمح لكِ بالشعور بالراحة. هناك شيء بداخلكِ لهذا المقهى لذا أنتِ يُمكنك أن تجلسي هُنا لساعات.
"أتمنى أن أجد الحب أيضًا, كما في الأفلام." أنّت مينا بعبوس.
وافقتيها وأخذتي رشفة من شرابك.
"إذا كان فقط لديّ صديق..." إحتجّت مينا بينما تلعُب بقشّة شرابها.
"الفتيانُ هم فقط مصدر للمشاكل والضياع, مينا." أجابتها فكي بحكمة.
رفعت مينا كتفيها. إنها حقًا ألطفُ شيءٍ على الأرض. صغيرة, لطيفة ومحبوبة. كل شيء يطمحُ الرجال بشأنه.
"انا متأكدة أنكِ ستجدين صديقًا بسُهولة." أجبتيها بإبتسامة. قابلتها تقطيبة مينا لحاجبيها. "الأمر هو, انا لا أعرف كيفَ أتصرفُ مع الرجال."أخرجت تنهيدة متعبة.
وضعتي قبضة يدكِ على رأسك, محاولةٍ التفكير بشيء ما.
"فقط كُوني أنتِ." أجبتيها ببساطة.
حينها هزّت فيكي رأسها مُعارضةً كلامك. كانت أكثر خبرةً منك.
"لا! لا تفعلي! وابدًا! إذا كُنتِ تُريدين رجل, يجب عليكِ أن تكوني لطيفة. ثقي بي, هذا أفضل سلاحٍ يُمكن للمرأة أن تحمله."
أطلقتي ضحكةً حينما رأيتي كيف أن مينا أخذت كلامها على محملِ الجد.
"حقًا؟ كيف؟" سألتها بفراغ بينما تنظرُ للأعلى.
"أجل! تحدّثي بصوتٍ لطيف, عندما تنظرين له إدفعي رأسكِ للخلف, إرمشي ببطئ وكثيرًا, إلعبي بشعركِ, وأيضًا ناديه بأوبا..." شرحت فيكي لمينا كل شيء أيضًا بجدّية, بينما تعدُ بأصابعها تلك الأمور الّتي قالتها.
"هل أنتِ متأكدة من هذه التقنية؟" سألتيها بشكّ.
فيكي اعطتكِ نظرة مُهانة."بالطبع! أعني, أنا أشاهدُ الدراما. أعرف مالذي أتحدثُ عنه." أجابت وكأن الأمر واضحٌ جدًا.
يبدو منطقي.
"هل هناك شخص ما أنتِ معجبة به, مينا؟" فيكي سألتها بينما تُرسل لها غمزات.
ظلّت مينا تتلوّى بمقعدها ويمكننا أن نرى وجنتيها تتحوّل للون الأحمر.
"لا أعلم..." تلكَ كانت أجابةً موضحّةً بأنها مُحرجة.
"اوه مابك! نحن أصدقاء! أخبريني وسأدعمكِ!" شجّعتيها بينما تضربينها من الخلف.
أومأت مينا. أنتِ كُنتِ صديقة جيّدة. دائمًا ما تكونين هُناك لأصدقائكِ. دائمًا ما تكونين مُستعدّة لمُساعدتهم. دائمًا ما تضحّين بنفسك لأجلهم.
"أريد صديقًا مثل بيكهيون أوبا." أجابت بخجل بينما تعضّ على شِفاهِها السُفلية.
حينها إختنقتي أنتِ بالهواء. لم تكُوني مستعدة لهذا.
لم تكُوني تعلمين أن مينا لديها شيءٌ له. منذ متى وهي مُعجبةٌ به؟ كيف ومتى حَدث هذا؟ لماذا لم تعلمين؟
كُنتِ تشعرين بالحيرة تجتاحُك من كل جهة. ولكن في نفس الوقت, هي لم تعلم بشأنكِ أيضًا. أنتِ إحتفظتي بالأمر لنفسكِ لإعتقادكِ أنكِ غبية حتى تُعجبي بشخصٍ مثله. كان خارجًا عن سلسلتك وأنتِ تعلمين جيًدا بهذا. لهذا لم تقولي لمينا أو فيكي أبدًا.
ولكن بما أنكِ الآن تعلمينَ عن مشاعر مينا, بدأتي بالشعور بشيءٍ ثقيل في بطنك. شيءٌ مُريع.
كانت أجمل وألطف منكِ. كانت لديها فُرصة أكبر لتكون معه, أكبر من فتاةٍ عاديةٍ مثلك.
حاولتي بجُهد أن تلتقطي أنفاسك وتهدأي.
"إنه رائع, أليس كذلك؟" بدأت مينا بالضحك بخجل.
شعرتي حقًا بعدم الراحة وتجنبّتي سؤالها. حينها فيكي نظرت إليكِ, يبدو وكأنها تقرأ روحك. تجنبّتي أيضًا عينيها وحاولتي التصرفَ بطبيعية.
"ماذا عنك؟ هل أنتِ معجبة بأحدٍ الآن؟" سألتكِ فيكي.
شعرتي بوجنتيكِ تخذُلكِ حتى قررتي النظرَ بعيدًا. "لا, ليس هناك احد."
اومأت ولكنّها لم تصدقك. فيكي كانت أكثر من ناضجة ومُكترثة. لرُبما حتى أنها قد إكتشفت إعجابكِ ببيكهيون. شعرتي بالتوّتر وإنقباضِ معدتك.
"حسنًا, أنا ليس لدي شخص ما أيضًا. لذا لننتقل لشيء آخر. عن ماذا تتحدّث مشاريعُكم؟ من أجل فصلِ اللغة الانجليزية؟"
كنتي شاكرةً لفيكي لأنها غيّرت الموضوع.
"كيمي وأنا لم نختر بعد, ماذا عنكِ؟"
"تشانيول وأنا كذلك.." أجبتي مينا.
"لحظة, هل قلتي لتوّك أنت وتشانيول؟" قاطعتكِ مينا بتفاجُئ.
أوه تبًا! أدركتي أن مينا وفيكي لم يكنّ يعلمن بشأن الإتفاق. كِلاهما ينظران إليكِ وكأنهُما سيأكلانكِ بأيةِ لحظة من الفضول.
"لماذا تشانيول هو شريكك؟ لم أعلم أن كلاكُما أصدقاء..." قطّبت فيكي حاجبيها بينما تنظرُ إليك.
إستنشقت مينا بعض الهواء وأضافت. "أليس هو قليلًا... غريب؟"
منذ أنك لستِ صديقةَ تشانيول ولم تكونا أبدًا أصدقاء, بدا الوضع غريب لكليهُما وهذا أمرٌ طبيعي. وبما أن كاي منعكِ من قول أي شيء يجب عليكِ أن تجدي أي عذر.
"امم حسنًا.. لقد سمعتُ أنه جيّد باللغة الإنجليزية و... امم.. علاماتي سيئة مؤخراً, لذا..." بدأتي بالكذب وصُدمتي في أنك حقًا بدأتي تُجيدين الكذب.
صديقتيك اومأن, يبدو وكأنهن حقًا صدقنّ كذبتك.
"أوه, أرى ذلك. هذه فكرةٌ جيّدة بالرغم من أنه جدًا.. غريب." رشفت مينا من شرابها.
صفّقتي بيديك ووقفتي. الأمور أصبحت غير مُريحة هنا. الشعور الجميل قد إختفى منذ مدّة لذا أنتِ لم تستطيعي أن تحتملي هذا الجو الخانق.
"إن الوقتَ متأخر. يجب علينا الذهاب للمنزل!" أعلنتي حتى تُنهين هذهِ المناقشة.
مينا وفيكي وافقاكِ ومن ثُما وقفتا.
في طريقكِ للمنزل, كُنتِ تفكرين بشأن الإتفاق مع كاي وأكاذيبك. أنتِ حقًا لا تحبين الكذبَ على صديقاتكِ, شعرتي وكأنكِ تخونينهُم الآن. ولكنكِ أيضًا كُنتِ خائفةٍ من كاي ما إذا كشفتي الحقيقة. يمكنك أن تخبريهنّ عندما ينتهي الأمر.
للدقائق القادمة, أنتِ فقط يجب عليكِ أن تتتبّعي خُطتك وسيكون كل شيء على ما يرام. أجل, سيكون كل شيء على ما يرام.

_______

شكرا على القراءة!!!

Seducing neardy chayeol_اغواء بارك تشانيولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن