!!!...لمسة

317 31 1
                                    

وها أنتِ مُجددًا, تحصُلينَ على أسوأ دقائقٍ في حياتكِ, مُحاطةٌ بصديقاتكِ وأصدقاء بيكهيون. تقابلتُم في مقهى صغير, وأنتِ ستفعلينَ أي شيء للخروجِ من هُنا.
لا حاجةَ لقولِ هذا, مثلَ آخر مرة, كُنتِ بالكامل وحيدة. كأسكِ هو صديقكِ الوحيد لأن الجميعَ كانوا مُنشغلين ليُلاحظوك. في الحقيقة, مينا وبيكهيون كانوا أقرب مِما توقّعتي. من الطريقة الوثيقة الّتي يتحدّثون بها, يُمكنكِ أن تقولي أن هُناك شيئًا يكبُر بينهم. وأنتِ لا تُريدين أن تكوني شاهدةً على ذلك, إطلاقًا.
أما بالنسبةِ لفيكي, كانت بالكامل مبهورةً بكريس. عينيها فقط له, في حين هوَ.... لقد كان مؤلمًا للقلب وحزينًا لمُشاهدة ذلك... فيكي المسكينة...
ومنذُ أن لاي وتشين كانا يتحدّثان عن لعبة ستار كرافت وأنتِ على الإطلاق ليست لديكِ أي فكرةً عمّا يقولانه, أنتِ مكثتي صامتةً في زاويتك. الشخصُ الوحيد الذي سيُنقذُ يومكِ كان سوهو, بسبب شخصيتهِ الدافئة وسلوكهِ المهذّب, ولكنهُ لبعضِ الأسباب لم يكُن هنا. ذلكَ الفتى الشجّاع تمكّن من إنقاذِ نفسه.
وها أنتِ, هادئة ومثيرة للشّفقة بمُفردك.
كُنتِ تلعبين بقشّة شرابك, تخطفينَ بعضًا مُحادثاتهم وذلك أشعركِ بالسوء. في المرةِ القادمة لن تأتي! لن تكُوني غبية لثلاثةِ مرّات!
وبعد ما كانَ الأمرُ كالشيء المؤبد, قررتي تركَ الطاولة والذهابِ لدورةِ المياه, مُتعبةً من هذا الوضع. أنتِ لا تستطيعين تحمّل فيكي ومينا يأنّين ب'أوبا!' كل ثانيةٍ بعد الآن. كانَ من المُفترضِ أن تذهبوا كَ ثلاثةِ أصدقاء. هذا لم يكُن موعدًا مُزدوج! أنتِ في الواقع غاضبةٌ منهم لجرّكِ إلى هنا. هذا كان يجبُ أن يكونَ مُمتع! أين الشيءُ المُمتع في كونكِ إطارًا إضافي؟ في المرةِ القادمة عِندما يريدون المُغازلة, ستتأكدين من أنكِ لن تكُوني هُنا.
حينما كُنتِ في دورة المياه, بغضبٍ فتحتي الصُنبور ووضعتي بعضَ الماءِ على وجهك.
"إهدأئي..." همستي لنفسك. "لا تخسري أعصابك.."
الماءُ كان يتدحرجُ على وجهك, يُبرّد إحباطك. تنهّدتي ومسحتيه. رُبما في ساعةٍ أو أكثر ستكونينَ حُرّة. يجبُ عليكِ فقط أن تتحمّلي الوحِدة لدقيقة.
وبكسلٍ يسري بجسدكِ خرجتي من دورة المياه بعدَ دقيقة. العودةُ للطاولة ليس شيئًا مُلّح. أنتِ قطعًا لستِ في عجلة من أمركِ للركضِ لهم. ولتُضيّعي بعض الوقت, أخذتي نظرةً للوحّات الّتي بالممرِ حتى دورة المياه. كانت حقًا جميلة. أغلبُها كانت تُمث-
"مُستمتِعة؟" صوتٌ مُنخفض ومألوف قد سألكِ من الخلف.
قفزتي ونظرتي للخلف. تعرفين صاحب الصوت! "تشانيول؟" هتفتي, بعينينِ كبيرة.
وها هوَ هُنا, الأغربُ بينهُم جميعًا. أمامكِ, يُمسكُ بكيسٍ بلاستيكي وينظرُ لكِ بغرابة. أعطاكِ إبتسامة كبيرة حينما ناديتي بإسمه.
"ماذا تفعلين؟" سألكِ بينما يضحك بخفّة.
نظرتي إلى اللوحّات, ومن ثم له. "لا شيء!"
قطّب حاجبيه ومن ثمّ إبتسم. "أرى ذلك."
لقد كانت المرةَ الأولى الّتي تُقابلينهُ خارجَ المدرسة. كانَ الأمرُ غريبًا أن تقابليهِ في مكانٍ لا يوجدُ بهِ كُتب.
لم يكُن يرتدي زيّه المدرسي, ولكن سُترةً سوداء ذاتُ قُبعة مِما أعطاهُ شكلاً ناضج. لا يبدو مجنونًا فيها.
كسرتي الصمتَ الصغير. "مالّذي تفعلهُ هُنا؟" رفعَ الكيس أمامكِ وهزّه. "كان يجبُ عليّ شراء بعض الطعام وقرّرتُ أن أتوقف هُنا حتى أشتري الشراب." شرح لكِ بخفّة.
أومأتي. "حتى رأيتُ تلك الفتاة الّتي حقًا تبدو مثلَ شريكتي فِ المشروع, لذا قرّرت أن أذهبَ وأتحدثَ معها." داعبك. "ماذا عنك؟ ماذا تفعلينَ هُنا؟"
أدرتي عينيك, إبتسامتكِ إختفت فورًا. "أنا هُنا معَ بعضِ الأصدقاء."أجبتيه, بنبرةٍ مُنزعجة.
رفعَ تشانيول حاجبه. "واو, يبدو وكأنكِ تقضينَ وقتًا رائعًا من حياتكِ هُنا!" ضحك حينما رأى تعبيرك.
ألقيتي لهُ حملقتكِ المُميتة المشهورة. "أرجوك! إنهُ الجحيم!" إشتكيتي, بدونِ إن تُتعبي نفسكِ وتبتسمي.
"حقًا؟" سألكِ تشانيول بتفاجُئ.
بعد سماعِ صوتهِ المُتفاجئ. أطبقتي يديكِ مع بعضها وزمّيتي شفاهك, تنظرينَ بعيدًا. "أجل." همستي لنفسكِ أكثر منه. "أنا حتى لا أعرفُ لماذا أتيت..."
ضغطَ تشانيول شفاهه. كانَ يتفهّمك. يشعرُ بأن هُناك شيئًا خاطئ. ذلك الفتى ليس جاهلاً بالكامل بعد كُل شيء.
بدا وكأنهُ يودّ أن يقترحَ شيئًا, ولكنهُ مُتردّد. كانَ يلعبُ بكيسهِ وظلّ يفتح ويقفلُ فمه, كَ السمكة.
"ماذا؟" سألتيه بعد دقيقة, رافعةً حاجبك.
عضّ شفاهه, غير مُتأكد. "أنظري. أعلمُ أنهُ ليس من شأني, ولكن إذا كان الأمرُ مُريع ومؤلم, إذًا.... لما فقط.... لا تذهبين؟"
لم يُعطيكِ وقتًا للإجابةِ عليه وقاطعك. "حسنًا, هذا كان غبيّ. إنسيه! ذلك ليسَ من شأني, صحيح؟"
ياه تشانيول, أنتَ تتكلّم كثيرًا!" إعتذرَ بضحكةٍ صغيرة. "كُنتُ على وشكِ المُغادرة على أيةِ حال. الرامن الّلذيذ ينتظرني!"
هزّ كيسهُ ليؤكد الأمر. قطّبتي حاجبيك.
يُغادر؟ الآن؟ لم تُفكّري بذلك, لتكُوني صريحة. تلكَ لم تكُن فكرةً سيئة. أجل, ستكُون وقاحة إذا غادرتي, ولكن مُعاملتكِ كَ تلكَ الطريقة هي وقاحة أيضًا!
"لا! لا تقلق! أنا في الواقع أظنُ أنّك مُحقّ." إحتجّيتي, بنصفِ إبتسامة.
إبتسامةُ تشانيول عادت. كانَ خائفًا أن إقتراحه سيجعلُكِ مُحبطة.
"رُبما عليّ...." تردّدتي, تنُقرين ذِقنك.
"حسنًا, أظنّ أن هُناكِ ما يكفي من الرامن لإثنين. لِذا إذا كُنتِ تُريدين, يُمكنكِ الهروب من أصدقائكِ والإنضم-"
تشانيول بشكلٍ واضح كانَ سيقترُح شيئًا آخر الّذي كانَ من المُفترضِ أن يُنقذ حياتك, حتّى ظهرَ بيكهيون بشكلٍ غير مُتوقّع, يُعطّل طريقُكما ويقُاطعُ المُحادثة.
بدا وكأنهُ يبحثُ عن شيءٍ ما أو شخصٍ ما. حينما رآكِ, إبتسمَ فجأة ولمعت عيناه.
"آه! إذاً كُنتِ تختبئينَ هُنا طُول الوقت!" أعلن, بصوتٍ مُرتاح
بيكهيون كانَ سيُضيفُ شيئًا حتّى لاحظَ تشانيول بجانبك, الغريب, والمُريبُ تشانيول. لم يُخطئ به, لقد كانَ أطولَ منه.
نظرا لبعضِهما بإحراج. بإمكانكِ رؤية تعبيرٍ مُتفاجئ وغير مفهومٍ يتوالدُ في وجهِ من تُحبّين. لماذا كُنتِ تتحدّثين مع ذلكَ الغريب؟
الهالة كانت غير مُريحة.
"حسنًا.. أمم.... لا تهتمّي! لقد كُنتُ سأذهب! أراكِ في المدرسة." أفصحَ تشانيول بإحراج, قبلَ أن يذهب.
لوّحتي له, حزينة قليلاً, بينما بيكهيون ينظرُ إليه بإستهجان.
لقد إختفت, تذكرتُكِ للحُرّية.

Seducing neardy chayeol_اغواء بارك تشانيولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن