Partie sans titre 19

315 24 0
                                    

أصلحتي حقيبتكِ المدرسية على كتفيك وأخذتي نفسًا عميقًا, مستعدَّة لمواجهةِ كل شيء. للمرةِ الأولى منذ الحفلة, مينا, فيكي وأنتِ ستتحَدثون. شعرتي بالإرتباك, لا تعلمين كيف سيَسير الأمر. هل سيكون كل شيءٍ كالقبل أو أن كل شيءٍ مات بِتلك اللَّيلة؟ أنتِ لا تعلمين بعد.

وها أنتِ واقفة فِ الممر, كُنتِ تنظرين لصديقاتكِ اللاتي يتحدَّثن بجانبِ الخزانات. الجرس لم يدُق بعد لذا الطلاب كانوا يتسكَّعون بين الممرات, ينتظرون من الفصولِ أن تبدأ. راقبتيهم من بعيد لِدقيقة, تشعرين بالحنينِ لهن وقليلاً مكتئِبة. مينا كانت تُخبر فيكي شيئًا ما حتى إنفجرت فيكي ضاحكة وأنتِ بدورك تداركتي أنهن يبدين بخيرٍ تمامًا بدونك.

بعد الشِجار, لم تتلَّقي أية رسالة, أي إتصال, أي أخبار, أي إعتذار, ولا حتى كلمة واحِدة منهن. أنتِ إنتظرتي بهدوءٍ طِيلة فترة نهايةِ الأسبوع لعلامة تُظهر أن علاقتكم لم تنتهي وأنها ستُنجى. ولكن لا شيء أتى وأنتِ لم تستطيعي غير الشعور بخيبةِ أمل. ذلِك لم يكن شجاركُم الأول, ولكن كل مرةٍ يحصلُ واحد, إعتذارٌ سيأتي بعد ساعاتٍ تسبِقه. بالطبع, كان بإمكانكِ فعل الخطوةِ الأولى ولكنك شعرتي بالعارِ والغضبِ لتفعلي ذلك.

تنهدتي. إما الآن أو أبدًا. الجرس سيدقُ بأيةِ دقيقة وأنتِ لن تنتظري حتى إستراحة الغداء لتجعلي الأشياء واضِحة. صنعتي خطواتٍ بإتجاههن, تحاولين أن تبدي مرتاحة قَدر الإمكان. كُن فقط على بُعد مِتراتٍ منك حتى ظهر بيكهيون وأصدقائهِ بالممر المزدحِم. أنتِ فورًا توقَّفتي عن المشي وشعرتي بالإرتباك مرةً أخرى. كان مع كريس, سوهو, تشين ولاي, ومشوا بإتجاهِ فيكي ومينا. لوَّحت فيكي لهم وكأنهم أصدقاءٌ قريبين مت بعض بينما مينا بشكلٍ طبيعي سحبت ذِراع بيكهيون لتجعلُه أقرب إليها.

أمسكتي بقماش حقيبتكِ وعصفتي إليه بقوةٍ بينما تنظرين للمشهدِ الذي يأخذ المركز الأول أمام عينيك. سوهو قال شيئًا جَعل الجميع يضحكون. أنتِ بهدوءٍ نظرتي لهم بمقدارٍ من الغِيرة. كانوا يبدون وكأنهم أفضلُ أصدقاءٍ بالعالم. منذ متى أصبحوا قريبين جدًا؟ هم فقط خرجوا للتسكُّع معًا مرتين أو ثلاثةِ مرات! شعرتي وكأنكِ مدفوعة جانبًا ووحِيدة. لا حاجة لقولِ أنكِ لن تنضمِّين لهم الآن.

الحديثُ مع صديقاتكِ كان شيء, وأن تواجهي الآن إعجابكِ المكشوف كان شيئًا آخر. كُنتِ جدًا مُحرجة وخجولة لتأتي وتتصرَّفي وكأن شيءٌ لم يحدُث. تنهَّدتي مرة أخرى, مستعدَّة لأن تُديري كاحِلك لِتمشي بعيدًا حتى ضبطتكِ فيكي تنظرين لهم. توقَّفتي على حركتك, تشعرين بقلبكِ ينبضُ بقوَّة. عينيها كانت مُحتجزة عليك. فعلت علامةً لمينا حتى هي أيضًا تبدأ بالنظرِ إليك. كانت فُرصتك! ببطئٍ وبتردُّد, رفعتي يدكِ وبدأتي بالتلويحِ لهم بإبتسامةٍ صغيرة. فيكي بقيت تنظر إليكِ, ولم تستجِب لمحاولتكِ فِ التعاطُف. وجه مينا قد تحوَّل لظلٍ أحمر بينما تعضُّ شفاهها وتنظر لحِذائها. فيكي ببرودٍ نظرت لكِ قبل أن تنتقل عينيها لشيءٍ غيرك. سقطت يدكِ بِ الهواء. سيكون هكذا؟ عضَّيتي خدكِ من الداخل, تشعرين بوخزٍ في عينيك. كُنتِ تأمُلين لعلامة, شيءٍ يخبركِ أنه لم ينتهي. ولكن نظراتهِن كانت فارِغة وبارِدة, وأنتِ تعلمين أنه ليس شيئًا جيِّد. ألم تكن اللا مُبالاة أقسى أنواع العِقاب؟ ولكن عقابٌ من أجلِ ماذا بالضبط؟ لإعجابكِ ببيكهيون؟ لإحتفاظكِ بالأمرِ لنفسك. جعَّدتي أصابعك, تشعرين بالمرارة. يالها من صداقةٍ جميلة وصادِقة. وكأنكِ إخترتي أن تقعي له!
ذلك كان شيءٌ سخيفٌ لعين! أمسكتي دموعكِ من السقوط لأن البكاء بشأنه سيكون جدًا سهل. ليس لديكِ أي شيءٍ لتشعُري بالذنبِ حوله. أنتِ لستِ الوحيدة المُلامة وقطعًا أنتِ لستِ الوحيدة التي ستعتذر. الجرس رنّ. أعتقد أن الأمر إنتهى.

Seducing neardy chayeol_اغواء بارك تشانيولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن