(2)

123 5 5
                                    

فور ما دخل محسن من باب منزله اتجه إلى سريره ليستلقي عليه و يرتاح لدقيقتين لكن صوت ظهر من حاسوبه، و هو ما يسمونه صوت الرسالة على الموقع الذي انتشر بين كل الناس أعمار و أشكال و أجناس الذي يدعى (Facebook)، نهض و شدّ حاسوبه ناحيته ليجد تلك الإشارة الحمراء التي بداخلها رقم 1 بجانب صندوق ابيض يخرج منه مثلث صغير بالأسفل التي تشير إلى وجود رسالة جديدة، فتحها ليجد اسم عصام موجوداً فتذكر انه كان عليه ان يكلمه فأخذ نفساً عميقا ففتح الرسالة ليجظ مكتوباً: "هل مُت أم ماذا؟" . كان يحب السخرية عصام و أحبها محسن بسببه و تعود عليها فكتبت اصابعه بلا تردد: "قريبا إن شاءالله لا تخافش"  و ابتسم ابتسامة صغيرة على جانب شفتيه بعد أن ضغط على زر الارسال ليجد بعدها بثانيتين ثلاث نقاط ترتفع و تنخفض تشير إلى أن عصام يكتب رسالة فجلس منتظراً فأشعل سيجارة ليضيع الوقت و مع أول نفخة وجد الرسالة من عصام وصلت قائلة:  "مستعد للغد؟" . نظر محسن للرسالة بأستهزاء و السيجارة المشعلة في يده اىيسرى و هو يضع يده اليمنى على لوحة المفاتيح ليكتب: "استعد لماذا؟ يوم عادي مثل أول يوم مدرسة مثل أول يوم ثانوية مثل أول يوم لأي شيء مررنا به كثيرا لا جديد". ظهرت العلامة التي اعتقد وضعها مارك لإشعال الغضب في ذهن أي أحد يستخدم موقعه الناجح و هي التي تبدو كعلامة 'صح' و بجانبها كلمة 'seen' فأنتظر محسن ردّ عصام و أخد نفس آخر من سجارته.
أغمض عينيه ليتخيل نفسه في مكان بعيد عن أي أحد آخر، فقط هو و سجائره معاً على جزيرة ليها بيت خشبي كبير طوله مئة متر و لا سمع اي صوت إلا ثوت الطيور و الطبيعة الخلابة. كان محسن طوال حياته انسان غريب، يحب الهدوؤ لكن لا يستكيع الوقوف ساكناً إلا و هو يتكلم أو يكلمه أحد، و يكره الناس كثيراً لكن بعضهم لا يستطيع الاستغناء عنهم.
ايقظه من تأمله هذا الصوت اللعين مجدداً ففتح عينيه ليجد عصام يقول: "سأقول لك شيئا... افرح و انسى و استيقذ معي غدا بداية جديدة؛ ناس، كتب، بنات ، شهرة، علاقات، حب و اشياء اخرى كثيرة.. لا تنسى الادرينالين ستشعر به". لم يتأثر محسن و لو للحظة فكتب بسرعة: "إنها أدرنالين ليس أدرينالين اكتبها بطريقة صحيحة"، نظر في ساعته ليجدها الثانية عشر و خمس دقائق في منتصف الليل فكتب مسرعاً قبل أن يرد عصام: "اذهب للنوم أنت الان لكي نستيقذ مبكرا و لا تقوتنا أول محاضرة في أول يوم  و تلك كليه فنون لا تقلقش هكذا... تصبح على خير" و أغلق الموقع و الحاسوب بأسرع ما لديه لينال حقاً بعض النوم، استلقى على سريره نظره إلى السقف يفكر في ما قاله عصام 'الأدرينالين...ستشعر به' كم هو أحمق يكتب هذه الكلمة خطئاً. فور ما أغلق عينيه لم يستغرق ثانية ليقع في فخ النوم الذي يحب أن يذهب إليه كل يوم حتى عندما يعرف أنه فخ.

أدرينالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن