المكان مظلم..
لا صوت يستطيع أن تسمعه الأذن..
لا شيء يمكن أن يُرى..
فجأة..دخل نورٌ من بابٍ كان خفياً لا يُرى لكنه نور غريب الشكل..فهو على شكل إنسان.."هل أنا مُت؟" فكر محسن لثانية ثم قال لنفسه ثانيةً بكل لامبالاه: "لا يهم". يقترب منه هذا النور تدريجياً؛ كان بعيد بالأعلى لكنه الأن على نفس مستواه و أقرب من قبل. شعر بضربة على كتفه جعلت هذا النور يختفي و الظلام يتحول إلى ناس كثيرة و ضوضاء أكثر و هذا النور الذي كان يَسرَح فيه تحول إلى فتاه تجلس في المدرج و المقعد الذان خلفه.
"أنت تحبها." سمعها قادمة من جانبه لكنه لم ينظر لكنه نظر أمامه منتظراً الدكتور ليدخُل ثم شعر بضربة أخرى على كتفه فنظر هذه المرة فوجد عصام جانبه و لم يتكلم فقط نظر له و اشار إلى كتفه كأنه يسأل 'لماذا؟' فأبتسم عصام و قال: "من أول يوم هكذا؟ انتظر أسبوعين أو شهر حتى؟" لم يفهم محسن فرفع حاجبه و سأله: "عن ماذا تتكلم؟" فأشار عصام إلى تلك الفتاه التي كانت خلفهم دون أن تراه و ضحك، ففتح محسن فمه و قال: "هل أنا كنت انظر إليها؟" نظر عصام بسخرية و قال: "لا تمثل يا روميو.. أنت كنت قليلا و تذهب لحضنها...كأنك عارفها." ضربه محسن على ذراعه لكن أقوى مما كان يضربه عصام و قال له و و ينظر أمامه إلى اللا شيء: "أنت تعلم أنني لا اصدق في الحب، أنا أرى أن الحب كلمة الناس اخترعتها فقط لكي تخبئ الشهوة اللتي هم يريدون أن يملؤوها و أنا لست هكذا و أنت تعلم، فلا تكن احمق." ضحك عصام بسخرية و قال: "أنا أعلم أنك تكذب يا..." قاطعه محسن بصوت مفاتيح السيارة و هو يقول بأبتسامة: "سب" فصمت عصام كلياً ليس لنَفَسه صوت حتى فوضع محسن مفاتيحه أمامه ثانيةً و هو يرى الدكتور يدخل و يضع أغراضه على مكتبه الذي يبدو صغيراً جداً من حيث يجلس محسن هو و عصام.
بدأ الدكتور بالحديث بتعريف نفسه قائلاً: "السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، كل عام و أنتم بخير بمناسبة السنة الجديدة، إن شاء الله تكون سنة سعيدة عليكم و عليا، نبدأ بأن نقول أن أنا سأكون الدكتور لهذه المحاضرة لكم أنا اسمي سيد المُحَرَم، ايوة اسم عيلتي المُحَـرَم لا سخرية على أول يوم ." ضحك ضحكة صغيرة لكن لم يضحك معه بقية الناس فأخذ نفساً عميقاً و أكمل: "ناخد ال'attendence' أول شيء..بسم الله الرحمن الرحيم..إبراهيم عاصم.." و أكمل حتى أنتهى من أسماء كثيرة منهم اسم عصام و جاء دور محسن "محسن عبدالسلام؟" فنظر الجميع حولهم و رفع محسن يده قائلا: "نعم يا دكتور هنا" هحرك الدكتور سيد رأسه بإشارة 'حسناً' فنده بعده: "مُنى سمير". سمع محسن صوت منخفض قادم من خلفه لكنه سمعه بكل وضوح و الصوت يقول: "نعم". نظر خلفه ليرى تلك الفتاه ترفع يدها ليراها الدكتور فهز الدكتور رأسه ثانيةً لتخفض هي يدها بأبتسم محسن قائلاً في نفسه: "منى ها؟ حسنا." و لفت أنتباهه صورة على حقيبتها كانت تشبه صورة رآها في فيلم من قبل و في كل مكان على الأنترنت، كان لونها أزرق و عليها كتابة باللغة الانجليزية و صورة صقر، كانت من فيلم يسمى 'Harry Potter' لطالما أحَبَّ هذا الفيلم، كان يشاهده دائماً مع أسرته و هو صغير و لازال يشاهده حتى الآن و مهووس به جداً، وجد ايضاً دفترها مكتوب عليه كلام بالأنجليزية لكنه عرف ما هو مكتوب من أول كلمتين..لم يستطيع قرآة الباقي لأنها فتحت الدفتر..ما كان مكتوب هو 'I solemnly swear that I am up to no good' فأبتسم محسن و قال في نفسه: "واحدة من فصيلتي..جميل"-ربما تظنون أن محسن قد وقع في الحب من أول نظرة لكن سأقول لكم شيء واحد و هو: 'ليس هناك شيء اسمه الحب من أول نظرة و محسن كان يعلم ذلك جيداً و ما قاله لعاصم عن نظرته للحب كان اعتقاده الشخصي فعلاً'-
انتهت المحاضرة بعد ثلاث ساعات و ذهب محسن و ورائه عصام إلى مكان أكل الطعام الذين يسمونه هذه الأيام 'Food court' كان يقول محسن دائماً: "لا يهمني اسمه ، ما يهمني أن فيه طعام و أنا يمكن أن آكل منه" سأله عصام بأستغراب: "أريد أ، افهم كيف أنت بتآكل هكذا و لا يزيد وزنك، لا و ايضا لا تذهب إلى ال gym...علمني" ضحك محسن و قال: "هل تزيد أنت؟ أنت مثلي بالظبط و نحن الاثنين مجانين لكرة القدم." ابتسم عصام و قال: "معك حق...المهم الان ماذا سناكل لأنني جعان جدا..لماذا لم اكلل قبل ما انزل يا ربي لماذا؟.".
أنت تقرأ
أدرينالين
Romanceعمرك حبيت؟ طيب ليه تحب؟ سؤال سألته لنفسي كتير و ملقتلوش رد. ياتري ايه الي يخلي انسان يحب؟ يعني ايه حب؟ الحب كلمة الناس بتستخدمها كعذر عشان تخبي انهم بجد عايزين بس يملوا الشهوة الي فيهم. ده كان فكري..لحد ما شفتها..و ماشفتش حاجة بعدها.