(8)

51 6 0
                                    

فتح عينيه ببطء ليجد المكان مازال مظلم ففكر أن الوقت هو القليل بعد منتصف الليل ربما، انزل يده تحت وسادته ليشعر بهاتفه ثم اخرجه و نظر إلى الساعة فيه ليجدها الخامسة و اربعون دقيقة فكر: "مازال لدي ساعتين و قليل...سوف انامهم ". اغلق هاتفه و وضعه مكانه ثانيةً ثم وضع رأسه تحت غطائه ليحد انه غير قادر على النوم و لا يشعر بالنعاس، فقبل أن ينام كان قد دخل في مرحلة غريبة طالما دخل فيها من وقت إلى وقت، مرحلة يفكر فيها في كل ما يحدث في الحياة و يكتأب معها، مرحلة يسمونها ال"over thinking"، كان يكرهها دائماً لأنه كان يكره التفكير في الأوقات التي لا وقت للتفكير فيها. اخرج رأسه من تحت الغطاء و أحضر هاتفه و فتحه ليعميه ضوء الشاشة البراق الذي ضرب عينيه فورما فتحه و عندما استطاع أن يفتح عينيه جيداً ادخل تلم الأرقام التي لم يعرفها أحد ابداً و لا يعرف معناها أحد ابداً. '512371599' كان ما ادخله ليفتح الهاتف ابوابه إلى كل ما في داخله و يرحب به بالخلفية سوداء اللون عليها بعض الأخضر و علامة ثعبان و كلام في الاعلى، 'House pride' هو ما كان مكتوب، لكنه اتجه إلى البرنامج الأزرق و يرى من مستيقظ في تلك اللحظة، وجد أناس قليلة معظمهم لا يكلمهم و لا يكلمونه، هم فقط اسمهم اصدقاء على هذا الموقع فقط، لكنه وجد اسماً لفت انتباهه و كان 'منى سمير'تعجب و سأل نفسه: "مستيقذة في هذا الوقت؟ لماذا؟" لكنه لن يبالي و اكمل في تصفحه للموقع و يرى ما يضعه و ينشره الناس عليه من تفاهات إلى نكات ليست مضحكة إلى أخبار كاذبة.
____________________________________

استيقظت فزعة من نومها بعد أن حلمت بكابوس فظيع كانت نهايته أنها تُقتَل بواسطة منشار كهربائي كما يحدث في الأفلام المقززة التي تكسب الملايين فقط لأن معظم الناس تحب أن تنفق أموالها في التفاهات و تحاول أن تقنع نفسها أنها تخب هذه التفاهات، و العجيب أنها تنجح. نظرت إلى الساعة التي بجانبها لتجد انها الخامسة و اربعون دقيقة و عرفت أنها لن تستطيع النوم ثانيةً فأخرجت هاتفها من تحت الغطاء و فتحته لتدخل أرقام سهلة الحفظ حفظها نصف أصدقائها، كانت الأرقام '123460' و هو من اتفه الأرقام التي من الممكن أن يضعها شخص لكي يغلق هاتفه بها. فتحت ال'Facebook' لتجد أن هناك شحصين فقط مستيقظين الأن و يتصفحون الموقع مثلها، كان أول اسم 'علياء محمد' و هي أحد اصدقائها في الثانوية و الأسم الاخر كان 'محسن عبدالسلام'، فتحت محادثة محسن لتقرأ ما كتبا و تحدثا عنه البارحة لتبتسم على حماقتها و بعد ما انتهت من القرأة كتبت: "مستيقذ مبكرا جدا أنا ملاحظة...ليست من عادات الslytherin" لكتها حانما كتبت هذا مسحته كله و أغلقت المحادثة لتفتح محادثة علياء و تخبرها بما حدث الأمس من لحظة أقتراب الموت إلى محادثتها مع محسن لتخبرها علياء: "أنت تحبيه و لا تقولي لا لأنني سأكون أعلم أنك تكذبين" فضحكت منى في استهزاء لتخبرها: "حسنا لن اقول لا لكن سوف اقول في المشمش، أنا لا اعرف عنه شيء لأكي تقولي لي احبه لا تقولي هذا الهراء" لترى رسالة علياء تظهر في لحظة: "حسنا حسنا وجهة نظر، لكن اذا حدث شيء اخر تحكيلي لأننني أحب هذه الاشياء" ضحكت منى بصوت عالي ثم لاحظت أنها الساعة السادسة صباحاً و بقية الناس في المنزل نائمين و لا تريد ايقاظهم فردت: "حاضر، سلام الان انهض اشرب نيسكافيه لكي استيقذ " فردت علياء قائلة: "استيقذي يا اختي سلام.". اغلقت هاتفها و نهضت من على سريرها لتذهب إلى المطبخ و تجهز الماء الساخن و ما تحتاجه لإعداد ذلك المشروب الساخن لذيذ الطعم التي ادمنته كأنه نوع من المخدرات.
____________________________________

اصبحت الساعة السابعة و ثلاثون دقيقة دون أن يشعر بالوقت يمر و استغرب بسرعته، نهض من على سريره ليذهب إلى حمامه و يستفيق، عندما خرج ذهب إلى المطبخ ليعد لنفسه الإفطار، اتصل بعصام و تركه ليرن حتى رد على الرنة الخامسة و يقول بصوت كله نعاس ما زال النوم مسيطر عليه: "ألو" ليرد محسن: "استيقذ يا حبي و انظر إلى الساعة." فأنتظر قليلاً حتى سمع صوت عصام الذي مُلئ بالنشاط و مُسِح النوم منه كلياً يقول: "يا الهي أنا نمت!" فقال محسن: "استعد و عندما تنتهي كلمني سأكون أنا أنتهيت و ساتي  بالسيارة" فرظ عصام قائلاً: "أنا أفكر أن اذهب بمواصلاتلكي لا اتعبك" ليبتسم محسن و يقول: "انت سمعتني هيا اذهب" فرد عصام قائلاً: "اااااه، حسنا احترس كي لا تقتلني او تقتل احد و أنت قادم" فأبتسم محسن و أنهى المكالمة و قد أوشك على جرح اصبعه بالسكينة التي كان يمسكها و يعد بها افطاره لكنه سحب أصبعه في آخر لحظة ينقظها فيها من شراسة السكينة الحامية.
وصل أمام بيت عصام ليضغط على المقود لتصدر السيارة صوتاً عالياً لتشير أنه قد وصل و ينتظره لكي يخرج و عندما دخل إلى السيارة صافحه و شعر محسن بإحساس غريب في يده فسأل: "مرهم يدين؟ فعلا؟" ليرد عصام: " والله امي كانت وضعاه بجنب الصابون و ظننت أنه صابون" فضحك محسن و ضربه عصام على ذراعه و قال: "تحرك هيا الساعة الثامنة ببطء فقط نصل مبكرا " و عندما سمع محسن هذه الكلمات رزع قدمه على البنزين كأنها قطعة اسمنت وقعت على البنزين و انطلقت السيارة بسرعة رهيبة مع صوت صرير عالي لا يُحتمل.
"الحوادث: صفر، الضحايا: صفر" قالها محسن عند وصولهما إلى الجامعة و خرج من السيارة و أغلقها خلفه لكنه تفاجأ بمنظر رآه من قبل...
كانت هي..
نظر إليها و ابتسم لتأتي الصدفة و تجعلها تنظر إليه في تلك اللحظة..
و تبتسم..

أدرينالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن