(16)

30 2 10
                                    

استيقظت في فزعة على صوت جرس هاتفها و نظرت لتجد اسم محسن المتصل فردت و صوتها مليء بالنعاس قائلة: "ألو؟؟ نعم؟" لتسمع صوت محسن يستنشق الهواء مع خمس ثواني من الصمت ثم يقول: "أنا فاضي" لترد هي قائلة: "و أنا نايمة" ليكرر كلامه قائلا: "و أنا فاضي" لتمسح النوم من عينيها و تقول: "حبيبي..محسن..الساعة ٧ الصبح و النهارده اجازة" لتسمع صوت ولاعة قادم من ناحيته لتقول بأسرع ما عندها بغضب: "أنت بتعمل ايه؟؟!! أنت مجنون؟؟!! ازاي تعمل كده؟؟!!" ليرد بكل برود و هدوء بصوت منخفض: "شوفتي إني أقدر افوقك بسرعة.. على العموم ماتقلقيش ديه ولاعة اه بس مش سيجارة ولا حشيش ولا اي حاجة ده مجرد ورق قديم عشان اخدعك" لكنها لم ترد حتى بنصف كلمة فقال مرة أخرى: "مأعتقدش إني محتاج أحلف لك إني مش بشرب سجاير ولا أي حاجة، صح؟" لكنها صمتت مرة أخرى فكرر كلامه: "صح؟؟!!" و لم يتكلم ثانياً مما جعلها تأخذ نَفَسَاً عميقاً و ترد اخيرا قائلة لا شيء سوى كلمة: "صح.." شعرت به يبتسم بسبب سماعها لحركة وجهه على الهاتف ثم سمعته يقول: "طب ممكن الحلوة بقى كده ماتزعلش و تثق فيا بعد كده لاحسن مش هحكي لك حاجة تاني خالص مجرد عشان مش واثقة فيا" فردت بسرعة قائلة: "لا لا خلاص هلاص أنا واثقة فيك طبعا هو أنا أقدر؟" و ابتسمت رغماً عنها و أكملت قائلة: "حاجة حصلت مع مامتك أو عيلتك؟؟ أقصد عشان تروح لهم فجأة كده" صمت بضع ثوانٍ ثم قال اخيرا: "أختي... هي بس كانت تعبانة حبتين و روحت ازورها ده غير إني بقالي فترة ماشوفتهمش" فردت و هي تنهض من وضع نومها لوضع الجلوس قائلة: "قلت لها على موضوع الفلوس ولا خليته سر؟؟" سمعته و هو يأخذ نَفَسَاً عميقاً مرة أخرى و قال: "لا مافيش أسرار مابيننا...قلت لها، و هوفر هليكي الاسئلة عرضت عليا فلوس اه و أنا رفضت رفض تام و مترضيتش و لو هاتسألي على المبلغ فهي طانت هاتديني ال٣٠٠٠ كلهم ٢٠٠٠ من جيبها و ١٠٠٠ من البنك" اتسعت عيناها في تفاجؤ و قالت: "رفضت المبلغ كامل؟؟ غريبة يعني ماحدش طبيعي يعمل كده" فرد بسرعة: "أنا مش طبيعي.. لو في موضوع فلوس مش طبيعي أنا من سنتين حلفت إني مش همد ايدي على فلوس حد من أهلي ابداً و هعتمد على نفسي و مش عايز أتكلم في الموضوع أو السبب" ظل الصمت يسود المكان ثم سمعت تنهد منه و أكمل كلامه قائلاً: "أنا آسف بس فعلا ماقصدش حاجة بس فعلا فعلا مش عايز أتكلم في الموضوع دلوقتي خالص أنا آسف" ظهر على وجهها علامات القلق و قال: "لا لا لا ماتتأسفش بطل هبل الكلام ده مش موجود مابيننا أنا فاهمة... عامةً أنا معايا طريقة نجيب بيها فلوس" و رد بسرعة قائلا: "هايل ننزل نتقابل و نتكلم" لتقول هي و هي تعتدل في جلستها: "ماشي.. كمان ساعتين و نص كده نكون فوقنا؟؟" لتسمع حركة وجهه مرة أخرى و هو يقول: "أنا مانمتش أنا فايق..بس ماشي الساعة ٩.٣٠ نتقابل في مكاننا" لتبتسم ابتسامة واسعة و تقول: "ماشي يا سيدي بس لو مش هاتقدر نام و نأجلها" ليرد بسرعة غير طبيعية و ارتفع صوته قائلا: "أخرسي يا بت، ٩.٣٠ زي ما قلنا!!" لترد عليه بنفس ارتفاع صوته قائلة: "اولا ماتزعقليش ثانيا ماشي براحتك يا ابو المحاسن يالا سلام" ليرد عليها بصوت جاد: "يا ربي بقى قلت لك الأسم ده يتمسح وجوده...سلام يا أم عبلة" و سمعت صوت الخط يغلق قبل أن تثول أي شيء و ارتسمت على وجهها ابتسامة واسعة و نهضت لتستفيق.
------------------------------------------------------------

أدرينالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن