..مضى من الزمن ما يقرب من شهرين، شهرين مليئان بالمحادثة بين هاذين الاثنان و مقابلة أناس جديدة أحب أن أعرفكم عليها
اولا هناك سامي، و هو شخص هادئ بكل معنى يتيحه الكلمة، احياناً ظن محسن أنه لا يستطيع الكلام ربما لا يكون له لسان أو لا يتكلم اللغة العربية كان بين حين و اخر كان يخبره محسن أن يفتح فمه و يخبره أنه لديه لسان و ليتحدث و يشارك في الحوار لكنه مازال يلزم الصمت
ثانيا هناك أوهام، نعم اوهام، و كانت شابة قصيرة القامة و كانت تحب أن ترتدي الكعب بسبب كرهها لقصرها، تعرف عليها محسن من خلال منى حيث أنها صديقتها منذ الطفولة مثل محسن و عصام، لكنهما لم يتفرقا ابداً منذ أن تقابلا. كان جسدها نحيلاً رغم حبها للأكل الغير مصدق، كانت ملامح وجهها كأنها مرسومة من قبل فنان فرنسي بارع، كانت عيناها واسعتان و لديهما ذلك اللون الذي تحصل عليه عندما تمزج العسلي مع الأخضر الغامق، أنفها كان صغيرا و ابتسامتها..ابتسامتها كانت ابيض من البياض نفسه و أوسع من أي أبتسامة
ثم هناك أدهم. أدهم كان طويل القامة و كان يحب المزاح كثيرا لكنه كان كأنه أب لهذه المجموعة، بنصائحه الذي لا يفهمها أحد غيره هو و محسن لكن الباقي كان لا يبالي بأن يفهموا، كان أدهم يتمرن كثيرا في السابق فلديه بعض العضلات في صدره و ذراعه لكنه لك يكن يتباها بهم و كان يعلم أنه كان لن يفوز بشيء إذا تباهى بهم فكان يبقيهم لنفسه. كان أدهم لديه غمازتان كان يلاحظهما كل من يراه حتى لأول مرة و كانا يليقان مع عينيه العسليتان التييلاحظهما من يركز في النظر
التالي يكون مروان. لا كلمة تصف مروان أكثر ماتصفه 'مكروه'، لكن لا تسيء فهمي عندما اصفه بتلك الكلمة، فو ليس مظلوم، إنه حقاً مكروه لأسباب عديدة ستعرفونها قريبا. كان مروان قصير القامة و محب لكرة القدم كثيراً و هكذا كيف تعرف عليه محسن و عصام، من خلال لعب كرة القدم، كان شعره قصيراً و أسود اللون و كانت بشرته لها بياض غريب كأنه شبه ميتو هؤلاء هم الأشخاص القليلين الذين تعرف عليهم محسن في ذلك الوقت و يقضي معهم وقته -عدا أوهام لأنها كانت تسكن في مكان بعيد عنهم- و ألقى عليهم ما يسميه معظم الناس 'الشلة' و لكنه طبعا مهما قدى وقته مع من كان هو و عصام معاً في كل لحظة كالعادة
**********
بعد شهرين كان اليوم بالظبط هو الثاني عشر من ديسمبر و كان من أبرد أيام السنة حيث أن درجة الحرارة كانت خمس عشرة درجة مئوية و كانت الشلة قد قرروا أن يخرجوا معا في ذلك اليوم و قد عزم محسن و عصام منى لتأتي رغم رفض مروان التام لكرهه لها لأسباب عديدة لكن لم يبالي محسن حيث أنه كان يكره مروان و يظن أن الشعور متبادل "اه يا ربي" فكر محسن "ايه اللي خلاني أجيبه معانا؟" و كان يفكر تلك الفكرة و يسأل نفسه ذلك السؤال طوال الوقت و ليس ذلك اليوم فقط. وصلوا إلى مكان خروجهم بدون منى حيث أنها قررت أنها ستقابلهم هناك فكانوا بالتحديد محسن، عصام، أدهم، مروان و سامي، و هنا بدأ كل شيء.
وجدوا مقاعد في مقهى صغير تكفيهم بالعدد لا مقعد أقل ولا مقعد أكثر، كانت خطتهم لليوم هي أن يجلسوا معاً ثم يأكلون الغداء ثم يدخلون السينما و إذا أراد أحدهم أن يشتري شيئاً فليفعل ذلك ثم ينصرف كل منهم إلى مهما أراد أن يذهب. عندما جلسوا نظروا إلى ساعاتهم ليجدونها السادسة مساءً، سمع محسن صوت افأفة تخرج من أمامه لكنه كان مغمض عينيه و ينظر إلى السقف في هدوء كعادته لكن صوت الأفافة ازعجه فرفع اصبعه و قال -مازال مغمض العينين- :"اللي بيأفإف ده مايستهبلش إحنا بقالنا ربع ساعة هنا أكيد مش في ربع ساعة هاتزهأ" لكنه عرف جيداً من كان يطلق ذلك الصوت المزعج فأكمل: "ماشي يا مروان؟ ولا عندك كلام ضد اللي بقوله" فتح عينيه و نظر إليه رافعاً حاجباً واحداً ليرى مروان تبدو على وجهه ملامح الغضب و يكون قبضة من يده مما جعل عصام يقول عندما لاحظها: "اهدى يا حبيبي احنا خارجين مع بعض مش نازلين غصب عننا، لو أنت نازل غصب الباب مفتوح" تلك الكلمات جعلت مروان يريح ظهره و يطلب كوب من القهوة التركي التي لطالما يطلبها في كل مكانن يجلس فيه و تبريره لذلك كل مرة هو: "القهوة هي سجايري، ادماني، هي اللي بتخليني أعدي اليوم على خير" و كان دائما يشربها في أقل من دقيقة و كان يتعجب الباقي لكنهم لم يسألوا ابدا ليريحوا بالهم
مضى من الوقت ساعة بالظبط و لم يظهر أي أثر لمنى منذ أن اتصل بها محسن منذ نصف ساعة فقرروا أن يتصلوا بها ثانيةً ليرن الهاتف طويلا و كلما رن كلما زاد قلق محسن حتى سمع الصوت الذي أحب سماعه في تلك الفترة السابقة و هو يقول: "ألو" ليرد قائلا: "والله يا ستي هو مش وقت ألو أنا ورايا ناس هاتاكلني حي من الغضب و بهديهم...المهم أنت بس فين أو ناقص لك أد ايه؟" ليسمع صمتها لثواني ثم يسمعها ترد: "ممكن تقول نص ساعة و أكون عندكم حلو؟" ليرد بأبتسامة تلقائية لا يستطيع أن يسيطر عليها قائلا: "حلو أوي كمان بس يا ريت بسرعة يالا سلام" ليسمع نفس درجة الصوت مثل أول كلمة يقول: "ماشي...سلام" و يغلق الخط و يلتفت إلى الجماعة التي تتشاجر على اخر قطعة من البيتزا التي في النهاية كانت بين يدي محسن و بعد ذلك في فمه في لحظات قليلة و الباقي ينظر إليه نظرة استحقار و هو يقول: "منى،إن شاء الله، هاتكون هنا كمان نص ساعة" ليسمع صوت دبة على الطاولة ليكون مروان قائلا: "نععععععععممممم؟؟؟!!! نص ساعة؟؟؟!!!! ليييييه يعني؟؟؟؟" ليرد محسن بكل برود: "لا ماهو أنت مش هاتيجي لك اجابة بطريقتك ديه يعني" ليجعل مروان يحضر هاتف عصام و يتصل بمنى بنفسه و لحظة ما سمع كلمة "الو" منها و انطلق قائلا: "منى أنا مروان صاحب محسن أحب أقول لك خلاص ماتجيش احنا مشش هانستناكي و هانمشي سلام" و أغلق الخط دون أن يسمع رد منها مما جعل محسن ينهض من مكانه و يخبر عصام ان يعطيه الهاتف ليتأكد من أنه اتصل بمنى حقاً ليجد اسمها في اخر اتصال و تحت اسمها وقت المكالمة الذي كان عشرون ثانية، وضع الهاتف على الطاولة و رفع رأسه ليرى مروان بكل وضوح و كان مبتسماً ابتسامة فخورة كأنه قد فاز بجائزة نوبل أو كأس العالم، و يسمع باقي الناس يلومونه و كلهم يقولون: "ايه اللي أنت عملته ده؟" و "أنت عقلك مش موجود ولا ايه؟" لكن محسن لم يتحدث و أخرج هاتفه و أدخل كلمة السر و اتصل بمنى ليسمعها ترد في خلال ثانية تقول: " هو ده مقلب ولا ايه؟" ليرد قائلا: "معلش حقك عليا مروان كان فاكر نفسه ظريف و قال لك كده تعالي عادي" لتقول هي: "طب لو فيه مشكلة عادي ممكن ماجيش و تمشوا و نعوضها في يوم تاني" ليقول تلقائيا: "لالالالا ماتقوليش كده تعالي يالا" و مازالت عيناه لا تنظر إلا لمروان التي بدأت ابتسامتته تنقلب و تظهر على وجه محسن عندما سمع صوت منى قائلا: "ماشي يا عم أنا جايا سلام" و يغلق الهاتف و هو مبتسم و فخور بنفسه
الساعة الأن التاسعة إلا خمس دقائق و قد نهض مروان و صفع محسن على وجهه و التفت و انصرف، أخرج محسن مئة جنيه و وضعها على الطاولة و أمسك بال'طفاية' و رماها على مروان فأرتطمت بمؤخرة رأسه مما جعلته يقع على الأرض و نهض محسن و اتجه إلى الباب و قال: "حد جاي معايا؟ أنا هستنى منى برة" لينهض عصام و سامي و يذهبان معه بينما الباقي مع بقية الناس كانوا يساعدون مروان. عندما خرج سمع صوت هاتفه يرن و ظهر إسمها ليرد بابتسامته و يقول: "وصلتي؟" لترد هي: "بص وراك كده" ليلتفت و يراها..يرى فتاة فائقة الجمال بدون أي مكياج فقط أحمر الشفاه هو الذي على وجهها، ترتدي قميص نسائي لونه أزرق مع بنطال جينز أسود اللون و تحمل حقيبة صغيرة لونها أسود و فيها خطين لونهم أزرق كما ترتدي مما جعلت محسن لا يستطيع أن يرمش كي لا يفوت لحظة من أن يراها و هي تقترب إليه و يمد يده لها لتسلم عليه هو و عصام و سامي لكنه لم يدع عينيه تنظر إلى شيء اخر غيرها ثم سمع صوتها يسأل: "فين الباقي؟" ليقول عصام: "هو الصراحة محسن خل..." ليقاطعه محسن قائلا: "هقول لك بعدين..يالا بس دلوقتي عشان نحضر حفلة تسعة قبل ما تبدأ" ليرى ابتسامتها التي احبها منذ لحظة لقائهما، الأبتسامة التي تجعله يذوب فيها و لا يستطيع الكلام، الأبتسامة التي تجعله يرى كل ما حوله جميل و هي أجملهم, مما جعله يسأل نفسه لأول مرة: "هو أنا بحبها؟" و ظل يسأل نفسه هذا السؤال حتى عاد إلى منزله و حلم حلمه المعتاد...حلمها
أنت تقرأ
أدرينالين
Romanceعمرك حبيت؟ طيب ليه تحب؟ سؤال سألته لنفسي كتير و ملقتلوش رد. ياتري ايه الي يخلي انسان يحب؟ يعني ايه حب؟ الحب كلمة الناس بتستخدمها كعذر عشان تخبي انهم بجد عايزين بس يملوا الشهوة الي فيهم. ده كان فكري..لحد ما شفتها..و ماشفتش حاجة بعدها.