"طب هقول لك على خبر وحش"
رد في قلق و حيرة قائلا: "خير؟" لتقول هي له: "أنا لازم أقوم أذاكر عشان أنا قايلة لهم اصلا أن أنا بذاكر عشان يسيبوني لوحدي في اوضتي من غير ازعاج و بصيت على الكتاب الي موجود ده حسيت أني فعلا لازم اذاكر شوية بس أول ما أخلص نتكلم ماشي؟" لتنقلب بسمته و يكتب دون أن يرسل: "بس احنا مش بقالنا كتير بنتكلم احنا بقالنا بس.." ثم نظر الى ساعته ليجد أنهم كانوا يتكلمون لمدة ثلاث ساعات بلا توقف فمسح كل ما كتبه و كتب بداله: "ماشي مافيش مشكلة بس لما تخلصي تكلميني ماتنسيش" ليرى ردها السريع: "حاضر يا باشا "و يبتسم ثم يكتب: "سلام" لترد هي بنفس الكلمة ثم يرى تلك الدائرة الخضراء التي بجانب اسمها تختفي و يحل مكانها رقم واحد و حرف باللغة الانجليزية و رأي تلك الدائرة الخضراء تنتقل الي جانب اسم عصام فضغط على اسمه و ارسل اليه نكتة غير مضحكة بل رآها سيئة جدا مع أن لديها اربعة آلاف اعجاب بسبب تفاهة البشر. احيانا البشر يعتقدون أن الحياة كلها ضحك فقط و اذا حدثت كارثة كبيرة بجانبهم سيظنون أن هذا ليس سيئا جدا و سيضحكون من تفاهتهم أو سيخرجون هواتفهم ليصوروا و يتحدثوا عن تلك الكارثة و يحصلون على أكبر عدد من الاعجاب و يكونون فرحين جدا و ينسون الكارثة الاساسية ولا كأنها حدثن من الأساس. أرسل الصورة لعصام مع تعليقه المعتاد على تلك الصور حين يرسلها اليه: "ما أنا مش هاتفقع لوحدي فلقيتك" و ينتظر حتى أن تظهر تلك الكلمة الانجليزية التي تشير الى أنه قد رآها و أنتظر حتى ظهرت الثلاث نقاط التي تشير الى أنه يكتب رسالة ثم شاهدها تختفي و تظهر مكانها الرسالة قائلة: "والله لولا الصورة الي بعتهالي فوق ديه كان زماني شتمتك" ليضحك محسنن ضحكة عالية تيقظ قطه مرة أخرى و يخرج صوته المنخفض ليجعل محسن يضع يده على رأسه ثم ينزلها الى ظهره ثم يعود الى رأسه ثانية و يكمل حتى نام ثانية و عاد محسن الى محادثته مع عصام و يقول له: "ايش عرفك اني بالضرب الي اخدته النهارده ده اقدر اجي اعمل الي بقول هعمله؟" ليرد عليه عصام قائلا: "الي خلاك تنزل و أنت مضروب تاخد صورة المفتاح جنب عجلة العربية و تبعتهالي يخليك تيجي لي لحد اوضتي تجرجرني لحد العربية عادي ولا يهزك" ليضحك محسن مرة أخرى لكن تلك المرة ضحكة منخفضة لأنه راعى مشاعر من نائم بجانبه و كتب و ارسل: "أنت عبقري يابني ابوس على دماغك". وضع يده في كيس المقرمشات الذي على يمينه ليجد انه قد انتهى منه و وضعها في الذي على يساره وجدها فارغة ايضا فلاحظ انه لا يوجد المزيد في المنزل فقد انتهى من اربعة اكياس و هو غير ملاحظ فرماهم في سلة القمامة و أكمل حديثه مع عصام و تصفحه.-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
فتحت كتابها لتبدأ مذاكرتها لكنها لم تفهم شيء في ما كانت تقرأه و تقول لنفسها: "هو أنا ايه الي عملته في نفسي ده؟" و تغلق الكتاب و تنهض لتذهب و تحضر شيئا لتأكله لأنها لم تأكل شيئا طوال اليوم, خرجت من غرفتها و ذهبت الى المطبخ و فورما لمست قدمها أرضية المطبخ سمعت صوت أمها تنادي عليها تقول: "هي ده أنت يا منى؟" لتغمض منى عينيها و تنظر الى السقف حيث أنها فشلت في التسلل و العودة الى غرفتها دون أي صوت و دون أن يلاحظها أي أحد في البيت, أخذت نفسا عميقا و ردت: "أيوة أنا يا ماما فيه حاجة؟" لتسمع صوت أمها قائلا: "تعالي هنا ثانية عاوزاكي" تأفاف و تذهب الى مكان ما سمعت صوت أمها لتجدها جالسة على طرف الأريكة و أمامها التلفاز و عليه مسلسل مصري تافه لا تعلم كيف تحب مشاهدته لكنها لم تبالي..ما لاحظته هو أنها بيدها مصحف تقرأ فيه و كانت منى تسأل نفسها: "كيف تكون قد تقرأ القران و تشاهد المسلسل في وقت واحد" لكنها لم تبالي و قالت: "خير يا ماما فيه حاجة؟" لترد أمها ببرود: "هو أنت بتذاكري ولا بتستهبلي؟" لترد ببرود أكثر: "لا بذاكر..أو بحاول على الأقل يعني" لتقول أمها بعد أن نظرت اليها و خلعت نظارتها التي تستخدمها للقرائة: " طيب ياحتي حضرتك خارجة تعملي ايه بقى؟" لترد منى: "خارجة اكل عشان جعانة" لتقول أمها: "ماشي يا ستي خشي كلي و نشوف هاتعملي ايه" لم ترد و أتجهت الى المطبخ لتجهز أكلها الذي مكون من بعض الأرز و البطاطس المجهزة في الفرن و قطعة من صدر دجاجة مشوية و أتجهت إلى غرفتها مرة أخرى و أغلقت الباب و جلست على سريرها و الأكل أمامها و الحاسوب بجانبها و فتحت الموقع الذي تعرفونه و فورما ظهر أمامها ضعطت على أسم محسن لكي تفتح محادثتهم و تكتب بسرعة: "اهلا" لتنتظر بعض الوقت حتى ترى العلامة المشيرة إلى أنه يكتب رسالة ثم تراه يقول: "اهلا اهلا اهلا...ذاكرتي نص ساعة؟ الله عليكي قدوتي" لتضحك ضحكة عالية ثم تلاحظ أنها من المفروض أن تكون هادئة حتى لا يدخل أحد عليها فتبتسم ابتسامتها المعتادة و تكتب له: "تصدق أكتر حاجة بحبها فيك هبلك و حبك للحياة و الضحك" لترى أنه قد قرأها و ظل خمس دقائق دون أي رد بكتبت له: "هو أنت مت ولا ايه أخبارك؟" لترى رده قد أرسل بسرعة البرق: "لا مامتش بس مين ده الي بيحب الحياة؟! انا؟! ازااااي؟ ده أنت ماتعرفينيش بقى..و لو أنا بحب الحياة عصام يكون ايه؟" لتتعجب من الرد و تكتب: "أيوة أنت شكلك بتحب الحياة" و ترى رده السريع مثل الذي قبله: "ماشي أنا أهبل و عبيط و واحد بيضحك كتير بي مش محب للحياة ده أنت ماتعرفينيش خالص" لتكتب و ترسل: "بس ايه الي مخليك تكره الحياة و تكون مكتأب كده يا سيدي؟" لتراه يكتب رسالة طويلة ثم سكوت تام حتى ارسلت و تقول: "بصي يا ستي...أنا واحد حياته عادية عندي أختين و أبويا و أمي بيحبوا بعض و أبويا عمره ما مد ايده على حد فينا بما فينا أمي و كان بيصرف علينا كويس و كل حاجة..أنا واحد داخل الجامعة فلقيت لي شقة هنا أقرب حاجة لاقيتها للجامعة مسافة نص ساعة بالعربية لو حظي حلو و الطريق مش زحمة أنت عارفة مصر..لكن بقالي فترة الدنيا قالبة عليا و من صحاب مش صحاب لناس بتطعنني في ظهري من غير ما أعملهم حاجة و أنا مافيش حد واقف جنبي إلا عصام.. عشان كده هو الوحيد الي بثق فيه أكتر من أي حد، الي ممكن تكوني مش عارفاه عشان أنا ماقلتلكيش أن أنا و عصام صحاب من ابتدائي و فضلنا مع بعض من ساعتها و أدينا أهو دخلنا نفس الجامعة و نفس المحاضرات و الجدول و نفس كل حاجة بس الناس الي جت و مشيت بقى دول ماليش دعوة بيهم خلاص و أنا من كتر الأغاني الحزينة الي سمعتها و عجبتني تقدري تقولي حبيت الموضوع و أنا ماقدرش أقول لك أن الأكتاب حاجة حلوة و أكتأبي و كده لا أكيد لا بلاش تجربي والله اسمعي مني لو أنت مش مكتأبة ماتكتأبيش ابداً.. فيه اسباب و حاجات تانية كتير بس ده بداية الموضوع كله" عندما انتهت من قرائة كل هذا تعجبت قليلاً و كتبت: "طب هو باقي الموضوع فيه فريندزون؟" لترى رده بعد فترة قصيرة: "لا مافيش أنا اصلا عمري ما 'صاحبت' قبل كده أنا اصلا بكره الكلمة ديه و مش بؤمن بالحب" لترد رداً عادياً قائلة: "مش هسأل في الموضوع ده دلوقتي بس أنا عايزة أعرف باقي الأسباب أحكي" ليرد هو بقوله: "باقي الأسباب هتبان بنفسها بعدين و أنا هشرحهم لك لما يظهروا واحد ورا التاني ماتقلقيش" لترد بأقصى سرعة: "لا قوووووول دلوقتييييييي" ليرد هو بسرعة ايضاً: "لا أنا قلت امتى و كده كده أنا لازم أقفل دلوقتي و أنت لوهتذاكري ذاكري و أنا هدخل أنام الساعة بقت 12 و عندنا محاضرة الساعة ثمانية و نص الصبح لو ناسية يعني" لتنظر إلى الساعة لتجدها الثانية عشر و دقيقتان فعلا فكتبت: "اه صح ايه ده الوقت جري بسرعة" لتراه يكتب و يرسل: "اهم بيقولوا الوقت الحلو بيعدي بسرعة" لتبتسم ابتسامتها المعتادة التي تبتسمها عندما يقول شيء يجعلها تبتسم و تكتب: "مش قلت لك تبطل تخليني ابتسم بقى؟" لترى رسالته: "هنشوف الموضوع ده في وقت تاني...يالا تصبحي على خير أشوفك بكرة" لتبتسم ابتسامة صغيرة بجانب شفتيها و تكتب: "و أنت من اهله...أشوفك بكرة" و تغلق الحاسوب و تضعه بجانبها مع الصحن الفارغ التي تتعجب و تسأل نفسها متى أنتهت منه لكنها لم تسأل كثيراً و استلقت على سريرها و فورما وضعت رأسها على الوسادة و أغلقت عيناها لم تشعر بأي شيء حولها إلا الحلم التي كانت تراه... و كان من أفضل أحلامها.
أنت تقرأ
أدرينالين
Romanceعمرك حبيت؟ طيب ليه تحب؟ سؤال سألته لنفسي كتير و ملقتلوش رد. ياتري ايه الي يخلي انسان يحب؟ يعني ايه حب؟ الحب كلمة الناس بتستخدمها كعذر عشان تخبي انهم بجد عايزين بس يملوا الشهوة الي فيهم. ده كان فكري..لحد ما شفتها..و ماشفتش حاجة بعدها.