(11)

42 4 1
                                    

"طب هقول لك على خبر وحش"
رد في قلق و حيرة قائلا: "خير؟" لتقول هي له: "أنا لازم أقوم أذاكر عشان أنا قايلة لهم اصلا أن أنا بذاكر عشان يسيبوني لوحدي في اوضتي من غير ازعاج و بصيت على الكتاب الي موجود ده حسيت أني فعلا لازم اذاكر شوية بس أول ما أخلص نتكلم ماشي؟" لتنقلب بسمته و يكتب دون أن يرسل: "بس احنا مش بقالنا كتير بنتكلم احنا بقالنا بس.." ثم نظر الى ساعته ليجد أنهم كانوا يتكلمون لمدة ثلاث ساعات بلا توقف فمسح كل ما كتبه و كتب بداله: "ماشي مافيش مشكلة بس لما تخلصي تكلميني ماتنسيش" ليرى ردها السريع: "حاضر يا باشا "و يبتسم ثم يكتب: "سلام" لترد هي بنفس الكلمة ثم يرى تلك الدائرة الخضراء التي بجانب اسمها تختفي و يحل مكانها رقم واحد و حرف باللغة الانجليزية و رأي تلك الدائرة الخضراء تنتقل الي جانب اسم عصام فضغط على اسمه و ارسل اليه نكتة غير مضحكة بل رآها  سيئة جدا مع أن لديها اربعة آلاف اعجاب بسبب تفاهة البشر. احيانا البشر يعتقدون أن الحياة كلها ضحك فقط و اذا حدثت كارثة كبيرة بجانبهم سيظنون أن هذا ليس سيئا جدا و سيضحكون من تفاهتهم أو سيخرجون هواتفهم ليصوروا و يتحدثوا عن تلك الكارثة و يحصلون على أكبر عدد من الاعجاب و يكونون فرحين جدا و ينسون الكارثة الاساسية ولا كأنها حدثن من الأساس. أرسل الصورة لعصام مع تعليقه المعتاد على تلك الصور حين يرسلها اليه: "ما أنا مش هاتفقع لوحدي فلقيتك" و ينتظر حتى أن تظهر تلك الكلمة الانجليزية التي تشير الى أنه قد رآها و أنتظر حتى ظهرت الثلاث نقاط التي تشير الى أنه يكتب رسالة ثم شاهدها تختفي و تظهر مكانها الرسالة قائلة: "والله لولا الصورة الي بعتهالي فوق ديه كان زماني شتمتك" ليضحك محسنن ضحكة عالية تيقظ قطه مرة أخرى و يخرج صوته المنخفض ليجعل محسن يضع يده على رأسه ثم ينزلها الى ظهره ثم يعود الى رأسه ثانية و يكمل حتى نام ثانية و عاد محسن الى محادثته مع عصام و يقول له: "ايش عرفك اني بالضرب الي اخدته النهارده ده اقدر اجي اعمل الي بقول هعمله؟" ليرد عليه عصام قائلا: "الي خلاك تنزل و أنت مضروب تاخد صورة المفتاح جنب عجلة العربية و تبعتهالي يخليك تيجي لي لحد اوضتي تجرجرني لحد العربية عادي ولا يهزك" ليضحك محسن مرة أخرى لكن تلك المرة ضحكة منخفضة لأنه راعى مشاعر من نائم بجانبه و كتب و ارسل: "أنت عبقري يابني ابوس على دماغك". وضع يده في كيس المقرمشات الذي على يمينه ليجد انه قد انتهى منه و وضعها في الذي على يساره وجدها فارغة ايضا فلاحظ انه لا يوجد المزيد في المنزل فقد انتهى من اربعة اكياس و هو غير ملاحظ فرماهم في سلة القمامة و أكمل حديثه مع عصام و تصفحه.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

فتحت كتابها لتبدأ مذاكرتها لكنها لم تفهم شيء في ما كانت تقرأه و تقول لنفسها: "هو أنا ايه الي عملته في نفسي ده؟" و تغلق الكتاب و تنهض لتذهب و تحضر شيئا لتأكله لأنها لم تأكل شيئا طوال اليوم, خرجت من غرفتها و ذهبت الى المطبخ و فورما لمست قدمها أرضية المطبخ سمعت صوت أمها تنادي عليها تقول: "هي ده أنت يا منى؟" لتغمض منى عينيها و تنظر الى السقف حيث أنها فشلت في التسلل و العودة الى غرفتها دون أي صوت و دون أن يلاحظها أي أحد في البيت, أخذت نفسا عميقا و ردت: "أيوة أنا يا ماما فيه حاجة؟" لتسمع صوت أمها قائلا: "تعالي هنا ثانية عاوزاكي" تأفاف و تذهب الى مكان ما سمعت صوت أمها لتجدها جالسة على طرف الأريكة و أمامها التلفاز و عليه مسلسل مصري تافه لا تعلم كيف تحب مشاهدته لكنها لم تبالي..ما لاحظته هو أنها بيدها مصحف تقرأ فيه و كانت منى تسأل نفسها: "كيف تكون قد تقرأ القران و تشاهد المسلسل في وقت واحد" لكنها لم تبالي و قالت: "خير يا ماما فيه حاجة؟" لترد أمها ببرود: "هو أنت بتذاكري ولا بتستهبلي؟" لترد ببرود أكثر: "لا بذاكر..أو بحاول على الأقل يعني" لتقول أمها بعد أن نظرت اليها و خلعت نظارتها التي تستخدمها للقرائة: " طيب ياحتي حضرتك خارجة تعملي ايه بقى؟" لترد منى: "خارجة اكل عشان جعانة" لتقول أمها: "ماشي يا ستي خشي كلي و نشوف هاتعملي ايه" لم ترد و أتجهت الى المطبخ لتجهز أكلها الذي مكون من بعض الأرز و البطاطس المجهزة في الفرن و قطعة من صدر دجاجة مشوية و أتجهت إلى غرفتها مرة أخرى و أغلقت الباب و جلست على سريرها و الأكل أمامها و الحاسوب بجانبها و فتحت الموقع الذي تعرفونه و فورما ظهر أمامها ضعطت على أسم محسن لكي تفتح محادثتهم و تكتب بسرعة: "اهلا" لتنتظر بعض الوقت حتى ترى العلامة المشيرة إلى أنه يكتب رسالة ثم تراه يقول: "اهلا اهلا اهلا...ذاكرتي نص ساعة؟ الله عليكي قدوتي" لتضحك ضحكة عالية ثم تلاحظ أنها من المفروض أن تكون هادئة حتى لا يدخل أحد عليها فتبتسم ابتسامتها المعتادة  و تكتب له: "تصدق أكتر حاجة بحبها فيك هبلك و حبك للحياة و الضحك" لترى أنه قد قرأها و ظل خمس دقائق دون أي رد بكتبت له: "هو أنت مت ولا ايه أخبارك؟" لترى رده قد أرسل بسرعة البرق: "لا مامتش بس مين ده الي بيحب الحياة؟! انا؟! ازااااي؟ ده أنت ماتعرفينيش بقى..و لو أنا بحب الحياة عصام يكون ايه؟" لتتعجب من  الرد و تكتب: "أيوة أنت شكلك بتحب الحياة" و ترى رده السريع مثل الذي قبله: "ماشي أنا أهبل و عبيط و واحد بيضحك كتير بي مش محب للحياة ده أنت ماتعرفينيش خالص" لتكتب و ترسل: "بس ايه الي مخليك تكره الحياة و تكون مكتأب كده يا سيدي؟" لتراه يكتب رسالة طويلة ثم سكوت تام حتى ارسلت و تقول: "بصي يا ستي...أنا واحد حياته عادية عندي أختين و أبويا و أمي بيحبوا بعض و أبويا عمره ما مد ايده على حد فينا بما فينا أمي و كان بيصرف علينا كويس و كل حاجة..أنا واحد داخل الجامعة فلقيت لي شقة هنا أقرب حاجة لاقيتها للجامعة مسافة نص ساعة بالعربية لو حظي حلو و الطريق مش زحمة أنت عارفة مصر..لكن بقالي فترة الدنيا قالبة عليا و من صحاب مش صحاب لناس بتطعنني في ظهري من غير ما أعملهم حاجة و أنا مافيش حد واقف جنبي إلا عصام.. عشان كده هو الوحيد الي بثق فيه أكتر من أي حد، الي ممكن تكوني مش عارفاه عشان أنا ماقلتلكيش أن أنا و عصام صحاب من ابتدائي و فضلنا مع بعض من ساعتها و أدينا أهو دخلنا نفس الجامعة و نفس المحاضرات و الجدول و نفس كل حاجة بس الناس الي جت و مشيت بقى دول ماليش دعوة بيهم خلاص و أنا من كتر الأغاني الحزينة الي سمعتها  و عجبتني تقدري تقولي حبيت الموضوع و أنا ماقدرش أقول لك أن الأكتاب حاجة حلوة و أكتأبي و كده لا أكيد لا بلاش تجربي والله اسمعي مني لو أنت مش مكتأبة ماتكتأبيش ابداً.. فيه اسباب و حاجات تانية كتير بس ده بداية الموضوع كله" عندما انتهت من قرائة كل هذا تعجبت قليلاً و كتبت: "طب هو باقي الموضوع فيه فريندزون؟" لترى رده بعد فترة قصيرة: "لا مافيش أنا اصلا عمري ما 'صاحبت' قبل كده أنا اصلا بكره الكلمة ديه و مش بؤمن بالحب" لترد رداً عادياً قائلة: "مش هسأل في الموضوع ده دلوقتي بس أنا عايزة أعرف باقي الأسباب أحكي" ليرد هو بقوله: "باقي الأسباب هتبان بنفسها بعدين و أنا هشرحهم لك لما يظهروا واحد ورا التاني ماتقلقيش" لترد بأقصى سرعة: "لا قوووووول دلوقتييييييي" ليرد هو بسرعة ايضاً: "لا أنا قلت امتى و كده كده أنا لازم أقفل دلوقتي و أنت لوهتذاكري ذاكري و أنا هدخل أنام الساعة بقت 12 و عندنا محاضرة الساعة ثمانية و نص الصبح لو ناسية يعني" لتنظر إلى الساعة لتجدها الثانية عشر و دقيقتان فعلا فكتبت: "اه صح ايه ده الوقت جري بسرعة" لتراه يكتب و يرسل: "اهم بيقولوا الوقت الحلو بيعدي بسرعة" لتبتسم ابتسامتها المعتادة التي تبتسمها عندما يقول شيء يجعلها تبتسم و تكتب: "مش قلت لك تبطل تخليني ابتسم بقى؟" لترى رسالته: "هنشوف الموضوع ده في وقت تاني...يالا تصبحي على خير أشوفك بكرة" لتبتسم ابتسامة صغيرة بجانب شفتيها و تكتب: "و أنت من اهله...أشوفك بكرة" و تغلق الحاسوب و تضعه بجانبها مع الصحن الفارغ التي تتعجب و تسأل نفسها متى أنتهت منه لكنها لم تسأل كثيراً و استلقت على سريرها و فورما وضعت رأسها على الوسادة و أغلقت عيناها لم تشعر بأي شيء حولها إلا الحلم التي كانت تراه... و كان من أفضل أحلامها.

أدرينالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن