"استيقذي يا ابنتي"
سمعتها مُنى، سمعت تلك الكلمات التي قاطعتها من استكمال حلمها التي كانت تستمتع به جداً، الحلم الذي كان فيه ذلك الممثل الذي يحبه كل الناس، ذلك الممثل الذي فاز بجائزة ال"oscar" لأول مرة في حياته العام الماضي، ذلك الذي لعب دوراً خلاباً في فيلم عن سفينة تغرق.
"استيقذتي اخيراً" نظرت فوقها لتجد والدتها تقف بجانبها و تميل عليها لتسمعها جيداً و فعلاً سمعتها لدرجة أنها استيقظت من نومها، مسحت النوم من عيناها و قالت بصوت منخفض: "ماذا يا أمي لماذا لا لأنام ؟" فردت والدتها بسخرية قائلة: "لا نامي يا اختي لا تقلقي ليس لديك جامعة ولا شيء اليوم"، تذكرت منى موضوع الجامعة و قفزت من على سريرها إلى الوقوف على الأرض بكل سرعة و تجري إلى الحمام و هي تقول بسرعة فائقة: "و لماذا لم توقذيني مبكرا لماذا يا حجة؟ ألست أنا ابنتك و أول يوم جامعة ؟ أم هناك سر تخبئونه عني مثل المسلسلات التركي اللتي تشاهدينها؟" فردت امها: "يا أختاه اسكتي ب'هاري مووطر' اللذي تشاهدينه هذا" فقالت منى و هي تخلع قميص نومها لتكشف جسدها ،الذي وصفناه من قبل انه ليس نحيلاً ولا سميناً،: "أولاً اسمه 'Harry potter' " قالتها بلكنة أنجليزية مظبوطة و أكملت: "و ثانياً ليس وقته يجب أن أرتدي ملابسي" قالتها و هي تستخدم آداه كالمكواه على شعرها التي يسمونها 'مكواة الشعر'. -لم تتوقعونها صحيح؟-
أنتهت من تجهيز نفسها و كانت ترتدي حذائها المفضل ذا اللون البني و عليه رشة من اللون الأسود و كان بنطالها لونه ازرق غامق الدرجة بلا قطوع ولا خربشة عليه كما يرتدونه الفتايات تلك الأيام، كانت منى لا تهتم بالموضة ابداً...كانت ترتدي ما ترى شكله مناسب و لطيف، كان قميصها لونه اسود مع رسمة بها اللون الزهري قليلاً مع الأحمر، كانت تحبها جداً و ترتديها في الأيام المهمة بالنسبة لها.
ذهبت منى إلى الجامعة بعد أن أوصلها أبوها و ودعها و لم تضيع وقتها لأنها كانت متأخرة على أول محاضرة لها في أول يوم لها و كانت تجري و تبحث عن مكان الغرفة حتى وجدتها...الغرفة رقم '٣٠١' أخذت نفساً عميقاً و دخلت الغرفة و حينما دخلت نظرت حولها لتبحث عن مكان مناسب حتى وجدت هذا المكان خلف هاذان الشابان الذان كانا يمزحان معاً لكنها لاحظت احداً منهما ينظر إليها و لكنها لم تطيل النظر إليه و ذهبت إلى ذلك المكان و وضعت اغراضها، الحقيبة التي احضرتها لها شقيقها في عيد ميلادها السابق كانت أمامها و هي تُخرِج منها ذلك الدفتر التي وجدته يوماً ما في معرض الكتاب بسعر قليل جداً و اشترته بلا تفكير.
دخل الدكتور و عرف نفسه و كانت تركز في كل كلمة قالها و لم تضحك على نكتته ولا حتى ابتسامة صغيرة ارتسمت على وجهها، و عندما كان ينادي على الأسامي لفت أنتباهها الأسم الذي قبل اسمها...فهو كان الفتى الذي يجلس امامها و كان الوحيظ في الغرفة بهذا الأسم، محسن، لم تكن تعلم أن هناك احداً يسمى محسن ابداً على هذه الأرض و كان هو أول من رأته بهذا الأسم و لاحظته ثانيةً ينظر إليها و الدكتور يذكر اسمها و ينظر إلى حقيبتها و دفترها، و فكرت: "غريبة...أكيد أتخيل".
حان ميعاد الرحيل إلى المنزل في نهاية اليوم و كانت سعيدة بهذا لأنها كانت متعبة جداً و تريد أن تأكل، فجأة..خُطِفت أنفاسها في لحظة و هي تنظر في عينين أحد الشبان و هو في سيارته التي تواجهها و تسمع صوت صفير عالٍ جداً و وقفت السيارة امامها ببعض السنتيمترات و هي تستند عليها كأن قوة يداها أنقتها و أوقفت السيارة التي كانت ستدهسها. عيناها كانت تنظر في عينين هذا الفتى الذي رأته من قبل في أول محاضرة و تتذكر اسمه جيداً و هو يدور في عقلها، كان عقلها يدور فيه كلام كثير في تلك اللحظة، البعض يحمد ربها و البعض يحمد أن هذا الفتى يعلم أين الفرامل جيداً و البعض ما زال يفكر في كيف ستعود إلى تنفسها العادي ثانيةً. كانت تخشى الموت جداً هذا هو خوفها الوحيد.
عادت إلى منزلها بعد تلك اللحظة القريبة من الموت و لا تصدق أنها حدثت حقاً و تحمد ربها كل دقيقة على أنها مازالت موجودة و ليست في مستشفى أو حتى في قبر. أخرجت هاتفها و فتحت ذلك التطبيق أزرق اللون الذي يستخدمه كل الناس يومياً و فكرت حتى تذكرت الأسم و بحثت عنه حتى وجدته... 'محسن عبدالسلام'، يضع صورة لنفسه يرتظي فيها نظارة شمس و معه صديقه الذي كان معه التي لا تتذكر و لا تبالي بأسمه و يقفان و ورائهما بحر طويل تستنتج أنه البحر المتوسط من كثر ما رأته، ارسلت ذلك الطلب الذين يسمونه 'طلب صداقة' أو 'Friend request' و لم تنتظر طويلاً حتى تم الرد عليا بقبول منه فبلا تردد فتحت المحادثة و كتبت:
"شكراً أنك لم تقتلني"..
أنت تقرأ
أدرينالين
Romanceعمرك حبيت؟ طيب ليه تحب؟ سؤال سألته لنفسي كتير و ملقتلوش رد. ياتري ايه الي يخلي انسان يحب؟ يعني ايه حب؟ الحب كلمة الناس بتستخدمها كعذر عشان تخبي انهم بجد عايزين بس يملوا الشهوة الي فيهم. ده كان فكري..لحد ما شفتها..و ماشفتش حاجة بعدها.