(19)

24 2 3
                                    

استيقظ محسن في فزعة من كابوس ظن أنه لا أرعب منه. غسل وجهه و عاد إلى سريره مرة أخرى و حاول النوم لكنه لم يستطع بسبب الأفكار التي تشغل باله، مهما كانت أفكار منى، أو المال، أو أمه، كلها أفكار تستحق التفكير فيها. نظر إلى هاتفه ليجد الساعة الخامسة و النصف صباحاً، ثلاث ساعات و نسف على ميعاد الجامعة، لكن عدم تستطاعته للنوم جعلته يفتح ال'فيسبوك' و وجد أن عصام بجانبه تلك العلامة الخضراء و تعجب منها فقتح المحادثة و طلب الاتصال لكن عصام لم يرد، تعجب محسن و قالةفي نفسه: "بتطنشني يا زفت؟" فاتصل مرة أخرى و لم يرد عصام ثانيةً فاتصل للمرة الثالثة ليرد عصام في آخر رنة قائاً: "الفيسبوك مفتوح اه بس أنا نايم يا عينيا!" اخذ محسن نٙفٙساً عميقاً و قال: "و عليكم السلام." لم يرد عصام فأكمل محسن: "يالا أنا مش عارف أنام يعني هاتعاني معايا." ليرد عصام في صوت يملأه النوم: "هعمل ايه يا عينيا؟ محسن، صاحبي، حبيبي، أخويا، خش نام شكلك مانمتش من أمبارح." أفأف محسن و قال: "و لو الموضوع على منى؟" ليدر عصام بصوت مستفيق كأنه مستيقظ منذ وقت طويل: "يبقى نصحى لحب العمر كله." ضحك محسن من قلبه و قال: "هاها، شوفت عرفت اضحك عليك و افوقك ازاي؟" ليضرب عصام نفسه على وجهه و يقول: "غبي من صغري." و اخذ نفساً عميقاً و أكمل: "ماشي يا عم الناس، صحيتني أهو، هايز ايه بقى؟"، استلقى محسن على ظهره و قال: "الموضوع واكل دماغي كلها فعلا." رد عصام في تعجب قائلاً: "موضوع ايه؟" ليضرب محسن نفسه على وجهه و بقول: "يا رب أرحمني.. أنت حمار يبني؟؟ موضوع منى!!" لم يرد عصام فأكمل محسن: "مش عارف أول مرة أحس بكده، يعني كل بنت كلمتها كان حبي ليها يكون كالأخوات بس مش أكتر، لكن ديه مختلفة و ده مش محن عشان ماتقوليش 'يا عم الممحون'، بس مش عارف أعمل ايه، ساعدني." لم يرد عصان مرة أهرى فأطمل محسن: "خايف أروح أقول لها أخسرها و خايف ماقولهاش حد تاني يكسبها و أعيش فيلم أجنبي مالهوش أي تلاتين لازمة." لم يرد عصام للمرة الثالثة فصرخ محسن: "أنت نمت يا خرا في نص الكلام؟؟!!!!" ليرظ عصام بنفس علو الصوت قائلا: "لا يا زفت الكين أنا مصدوم من كلامك." ساد الصمت فأخرج عصام ضحكة صغيرة و أكمل: "مش قلت لك هاتحس بالأدرينالين؟" بعد ٦ ثوانٍ من الصمت تنهد محسن و قال بصوت منخفض: "الجيران خبطوا عليا عشان الصوت العالي فأنا هوطي صوتي، قول لي، أمل ايه؟" فرد عصام بسرعة: "قول لها." ليرد محسن بنفس السرعة: "ده عندها." ليسأل عصام: "عند مين؟" ليؤكد محسن: "عند زينب" ليقول عصام: "اااااه طب تمام".
ساد الصمت بعد ساعة من الكلام المتواصل عن منى و المزاح عن من في الجامعة فقط ليكسره محسن قائلا: "خش نام يالا عذبتك كفاية، نكمل في الجامعة، سلام." و أغلق الخط دون أن ينتظر رداً و نظر إلى اسم  عصام ليجده قد أغلق ال'فيسبوك' ففكر قليلاً و انضبط غقله على أن يتصل به.. ففعل ذلك وجد أن هاتفه مغلق فقال في نفسه: "أنت لحقت يا ابن الجزمة؟" نظر إلى الفيسبوك مرة أخرى ليجد اسم منى ظهر بجانبه العلامة الخضراء، فتح محادقتهما و كتب الاثنان في نفس الوقت نفس الرسالة: "ايه اللي مصحيك/ي دلوقتي؟؟" ضحك الاثان معاً و ردا ردود مختلفة تلك المرة حيث كتب هو: "كابوس." و كتبت هي: "التفكير." تعجب محسن و سأل: "بتفكري في ايه؟" لينتظر الرد و يعلم أن منى كتابتها بطيئة فتصفح الموقع ليرى ناس تزوجوا و ناس حزينة و ناس تحب و رسالة منى التي تقول: "تقصد 'في مين؟'." رد محسن: "اوباااا، كراش؟" ضحكت منى و كتبت: "نام يا محسن" لتجعل محسن يقول: "ماشي، سلااام" لترد منى بسرعة غير معتادة على محسن قائلة: "هاتسيبني بجد؟؟" لم يرد محسن فأرشلت رسالة أخرى: "محسسسسسسن!!" ضحك محسن و كتب: "شوفتي إنك ماتقدريش تستغني عني؟" لم ترد فانتظر حتى قالت: "بتحب تخضني أنت أوي." ضحك محسن و قال: "عشان بحبق ا بت." فكتبت: "ماشي ماشي." اختفت الابتسامة قليلاً من على وجهه و قال في نفسه: "أنا بحبك بجد، أفهمي.".

"العربية فيها صوت غريب"، قالتها منى لمحسن لطن محسن لم يرد.. كان مشغولاً بالأغاني التي قام بتشغيلها، فنظرت إلى عصام و قال لها: "استني الاغنية تخلص، و صوت العربسة ده عادي ماتقلقيش.".

*****************

So after a year amd six minths
فبعد عام و ستة أشهر
It's no longer me that you want
لم أعد أنا من تريدينه أنت
But I love you so much it hurts
لكنني أحبك كثيراً لدرجة الألم
Never miss treated you once
لم اخطئ في معاملتي لك ابداً

*****************

هبطت دمعة من عين محسن لكنه مسحها قبل أن يلاحظها أحد و ألتفت إلى منى قائلت: "كنتي بتقولي ايه؟". رأت منى الدمعة لكنها لم تذكرها و قالت: "مافيش خلتص، أقلب الأغنية، هات واحدة تانية.".
سمع محسن صوت ضحكات، و كأنها شريرة، لكنه لم يعطي تركيزه.

أدرينالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن