(21)

23 3 1
                                    

فتح محسن باب شقته و دخل و هو مبتسم.. و ليست أي ابتسامة.. بل ابتسامة الأدرينالين. لم يكن ينتظره القط مثل الصباح، فلقد خلد إلى النوم قبل أن يصل و قال له عندما وجده: "مش قلت لك بتحب النوم أكتر مني؟ أمال احنا جايبين تيليفون بيت ليه و بدفع عليه ليه؟ عشان أمي تكلمني؟ لا طبعا ده عشان تتطمن عليا لما اتأخر" كان القط غارقاً في النوم و ضحك محسن و قال: "يا أخي ده منظر واحد يتحب؟ واحد قاعد بيكلم قط كأنه بيفهمه.. أنت فاهمني صح؟؟" لم يرد القط مرة أرى و أكمل نومه فأكمل محسن: "و أنا كمان بحبك". دخل محسن إلى غرفة نومه و دون أن يفطر حتى في تغيير ملابسه رمى نفسه على الفراش و استلقى على ظهره، ناظراً إلى السقف الذي دهنه بنفسه، تحب منى هذا اللون فهذا ما تعلمه، منى، منى، منى... كل ما يفكر فيه هي منى، منذ أن رآها حتى تركته، منى و لا شيء آخر غير منى، عندما امسك ذراعها ليساعدها على رمي الكرة، كانت سعيدا أنه قريب منها، عندما انزلقت يده لتلقى يدها، كان يشعر أنه في قمة السعادة، عندما لاحظ خجلها و احمرار وجهها، كان يريد أن...أن... لا يعلم ما كان يريد، لكن ما تأكد منه هو أنه أراد أن يخبرها أنه يحبها. امسك هاتفه و في خلال ثوانٍ فتح محادثة عصام و كتب: "أنا بحبها" و لكنه لم يرسلها، بل وقف و مسح ما كتب و ارسل: "كان يوم حلو" في خلال ثوانٍ معدودات رد عصام قائلاً: "أنت بتحبها!" ضحك محسن عالياً و قال:"اتصل طب" لم ينتظر محسن كثيراً حتى وجد رقم عصام يتصل به و يخبره فور رده: "كنت عارف من الأول!" رد محسن بكل برود محاولاً أن يخفي الفرجة الهائلة و قال: "ايوة ده فعلا... بس مش من زمان أوي، من ساعة ما قلت لك بس" كان كلام عصام مليء بالانفعال و الحماس و قال: "لا بس دلوقتي غير قبل كده، أنا.. أنت.. مش عارف.. أنت مين و عملت ايه في محسن؟؟!! محسن اللي عمره ما حب ولا كان معترف بالحب، محسن اللي قال لي في الجامعة 'انك شايف ان الحب ده كلمة الناس طلعتها بس عشان تخبي الشهوة الّي هم عايزين يملوها' ولا ماكانش أنت ساعتها؟" لم يرد محسن فأكمل عصام و قال: "محسن أنت مت؟"ضحك محسن اخيرا و قال: "الانسان بيتغير يا باشا في وقت كده، و وقتي جه" أراد تغيير موضوعه و فقال بسرعة دون أن يعطي عصام فرصة للكلام و قال: "و أوهام يا باااشا" لم يرد عصام لكن انتظره مخسن، و بعد دقيقة من الصمت قال عصام: "أوهام مين يبني؟ مالها؟" ضحك محسن و قال: "هاتستعبط يا حبيبي؟ من أول نظرة كده، لحد اخر نظرة، تقريبا اصلا عينك ماتشالتش من عليها من أول اليوم، مالها بقى أوهام؟" ضحك عصام و قال: "قمر، و طريقة كلامها حلوة.. ده صوتها نفسه عجبني" هز محسن رأسه و قال: "عصام.. هو احنا امتى اخر مرة اتكلمنا في الموضوع ده؟" ضحك عصام ضحكة صغيرة و قال: "همممم.. من خمس، ست سن... ولاااا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده" ضحكا الاثنان لدقيقة كاملة و ساد الصمت لدقيقة مثلها و قال محسن كاسرا الصمت: "طب انا هنام بقى عشان اليوم طان حلو اه بس طويل، تصبح على خير" ليرد عصام : "و أنت من أهله، سلام" و أغلقا الخط كلاهما.

أدرينالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن