استيقظ من نومه من قبل قطه الذي شعر به يجلس على صدره و يلعق وجهه تحت فمه و فوق ذقنه بقليل مما جعله ينظر إليه بتعجب و قال له: "طب لما تيجي تتبوسني يا إما تكون أنت بنت أو أكون أنا قطة، ماينفعش كده والله"،و قام يجلس مما جعل القط ينهض من عليه و يتجه إلى باب الحمام و يقوم بالخربشة على الباب ليجعل محسن يتذكر أنه لم يترك له باب الحمام مفتوحاً لكي يقدي حاجته فنهض و تأسف له و فتح له الباب، أتجه القط إلى صندوق الرمل الخاص به و اتجه محسن إلى الحوض ليغسل وجهه
انتهى و أتجه إلى المطبخ لكنه قاطعه صوت جرس الباب، نظر إلى ساعته ثم قال: "مين الفاضي عشان ييجي الساعة تسعة الصبح يوم جمعة؟" فتح الباب ليجد رجلا اصلع الرأس و غاضب الملامح و كانت بشرته لونها بني غامق، لاحظ محسن من بدلته و نظارته الشمسية أنه رجل أعمال أو محامي. لم ينطق بكلمة فبدأ محسن بالكلام قائلا: "و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته، خير حضرتك؟" لم يرد الرجل فتعجب محسن من أمره فكرر قوله: "خيـــر حضرتك؟" لم ينطق الرجل كلمة تلك المرة ايضاً بل فتح حقيبته التي تعجب محسن أنه لم يراها ،ليست من عادته، و أخرج منها ورقتين مليئتان بالكلام الأولى عليها ختم غريب الشكل و أخرج معهما قلماً أزرق اللون قائلا كلمته الوحيدة في صوت غليظ و قاسي: "امضي" فرد محسن بسرعة: "نعم؟!" مما جعل الرجل يخلع نظارته الشمسية و ينظر له بقسوة رافعاً حاجبه لكن محسن لم تتحرك منه شعرة حتى، نظر إلى الورق و قال: "طب اقرأ طب.." ووجد على الورق ما
كالاتي
"
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، نحب أن نعلمكم أن نتيجة للضرر الذي سببته للأستاذ/ مروان عبدالله محمد، يجب على سيادتكم دفع مبلغ علاجه من ما تسببت في حدوثه من/ (فتحة في مؤخرة الرأس ثماني غرز-أرتجاج محتمل) و يجب على سيادتكم الدفع قبل الثلاثاء الموافق/ 27-12-2016 مع العلم ان يجب الدفع في مستشفى كبري القبة نقداً، و في حالة عدم الدفع قبل اليوم المحدد سيتم مقاضاة سيادتكم و احتمالية عدم معالجة المريض
المبلغ المطلوب/3000 جنيه مصري"___________ /شكراً على وقتكم، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. التوقيع
ابتسم محسن ابتسامة جانبية صغيرة ،لم يندم على ما فعله، لكن الثمن فاجأه و لم يعرف من اين سيأتي بهذا المبلغ و لم يكن يحب أن يطلب المال من أمه لأسباب عديدة لم يعرفها أحد غيره في هذه الدنيا التي يكرهها. أمسك بالقلم و وقع بكتابة اسمه مع سحب طرف النون و لفه و أعطى هذا الرجل الغامض الورقة و قال له:" اسم الكريم ايه بقى؟" لكن مجددا لم يرد، بل ارتدى نظارته الشمسية و انصرف دون أي كلمة و أكمل محسن بسخرية: "عاشت الأسامي..تعالى اتفضل اتفضل اشرب شاي حتى لا لا لا بجد طب ماشي ماشي..و عليكم السلام مع السلامة.. حاسب السلمة القبل الأخيرة مكسورة لحسن تتكعبل"و أغلق الباب و أحضر هاتفه من جيبه و فتح برنامج ال(واتس اب) و فتح محادثة منى التي يسميها على هاتفه 'أم عبلة' بعد أن علم أن اسم والدتها يكون 'عبلة' و انتهى من الضحك، بعد أن كان اسمها فقط 'منى' بدون أي تغيير. كتب في المكان المخصص للكتابة: "صباح الخير على أحلى ابتسامة و راجل 5 متر و غامض و رسالة مكتوب فيها مبلغ بسم الله ما شاء الله". رمى الظرف على المائدة و اتجه للمطبخ لكي يأكل أخيراً بعد أن كان تصرخ معدته بسبب الجوع و أعد افطاره و فورما انتهى من اعداده سمع صوت رسالة جديدة من هاتفه فأمسك به بسرعة ليجد أنها رسالة من (أورانج) مما جعله يرمي هاتفه على الأريكة تلقائيا
بعد أن انتهى من تناول افطاره وجد أن الساعة قد دقت العاشرة صباحا و فكر..."هي منى ماتت؟"فتح ال(واتس اب) ليجد أنها قد رأت الرسالة و تكتب ردها فأنتظر ثانيتان ليجد ردها قائلا: "يا صباح الخ**..ايه اللي حصل؟ اشرح لي"فكتب بدون تجهيز: "بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ثم أما بعد..بصي يا ستي اللي حصل هو إن كان فيه عيل غتت كده اسمه مروان.. اللي هو الواد اللي كان معانا في الشلة ده..غلط و أنا رميت عليه طفاية سجاير جت في دماغه فتحتها له و أنا حاسبت المكان على الطفاية اللي اتكسرت و مشيت..الحمدلله صحيتت الصبح لكن للأسف لاقيت حد بيرن الجرس الساعة تسعة الصبح و يوم جمعة اصل الناس فاضية و كان راجل عملاق كده مابيتكلمش و اداني ظرف و خلاني امضي على ورقة بتقول إني لازم ادفع مصاريف علاجه و تخيلي المبلغ كــــــــام...3000 جنيه مصري بحالهم و أجيبهم منيـــــن؟ الله أعلم" و ترك هاتفه للحظة و نادى قطه ليطعمه و جلس يشاهد التلفاز،كان قد استنتج في هذا الوقت أن منى قراءتها بطيئة فأخذ وقته ليفعل ما يريد، بعد خمس دقائق سمع صوت الرسالة و فتح هاتفه ليجدها هي تقول: "يخرب بيـــــتك يا شيخ..مابتفكرش؟ حد يرمي طفاية على دماغ حد و يتكلم عادي كده ولا كأن حاجة حصلت؟ لا و ايه لما جيت تشوفني كان باين عليك ولا كأن حاجة حصلت" ابتسم و رد بسرعة قائلا: "اللي يشوفك ينسى كل حاجة و يفتكرك أنت بس ;)" لكن ردها تلك المرة كان سريعا: "أنا بكرهك..بطل تقول كلام حلو عيب كده أنا بكره الكلام الحلو و لو فضلت كده هستفزك أنا بحذرك" ابتسم ابتسامته التي لم يسيطر عليها ابدا و كتب: "ماشي يا ستي حاضر" و اكمل في رسالة أخرى: "طب هاجيب الفلوس ديه منين ؟ و اياكي تقولي أطلب من أهلي... و من غير ليه" و كان كلامه جاداً، وجد ردها قائلةً:"هسأل بعدين و هعرف بس أنت ماقلتش ايه اللي جوا الظرف..أفتح و شوف لحسن تكون بداية الفلوس أو حاجة مهمة" فكر أنه فعلا لم يبالي بفتح الظرف، نهض و احضره و فتحه ليجد شيئا يسقط منه لكنه التقطه في الهواء ليجده جنيها و مكتوب على الظرف: "ادي بداية ال3000 جنيه ناقص لك 2999 بس يالا شد حيلك ادامك 5 ايام يا ك*** -مروان" انفجر محسن من الغضب و اتصل بمنى لترد على الفور قائلة: "خير يا باشا؟" لتسمع صوته و هو ينهج و أكملت كلامها بسؤال: "محسن أنت كويس؟؟" ليرد محسن ببرود في صوته بعد نَفَسٍ عميقٍ قائلا: "اتنرفزت بعد ما فتحت الظرف...عايزة تعرفي اللي جواه بعت لك الصورة شوفيها" ساد الصمت لبعض الوقت لكنه كُسر من صوت منى قائلة بصوت عالٍ: "يا ايــــــــه؟!!! هو مجنون؟!" لم يرد محسن فحاول منى أن تضحكه قائلة: "بس شوفت..مش قلت لك بداية المبلغ هاتكون في الظرف ده" ابتسم محسن ابتسامة جانبية خفيفة و هو مغمض عينيه لطالما اهدأته مهما بمزاحها أو بصوتها وحده حتى قال: "بتعرفي ترفعي من معناوياتي انتِ خبيرة في الموضوع ده شاطرة بجد أنا هاديكي فلوس بعد كده" سمع ضحكتها مما جعله يبتسم تلك الابتسامة و أكمل كلامه: "على العموم أنا لازم أقوم عشان استحمى هكلمك لما أطلع سلام" و أغلق الخط بعد أن ردت السلام و اتجه ناحية الحمام و فتح المياه و قام بتشغيل نفس الأغنية التي يحاول أن يغنيها لكن يفشل كلاعادة لكي يحاول و هو يستحمبعد أن عاد من صلاة الجمعة فتح ال(فيسبوك) و كتب شيء من تأليفه كالمعتاد و لا يحصل إلا على 5 اعجابات كل مرة و كان راضٍ بهم فعلا لكنه تلك المرة حصل على 20 اعجاب فتعجب و ابتسم قائلا في نفسه: "الناس ابتدت تفهم إني عبقري اخيراً" لكن لفت نظره الظرف المرمي على سريره بجانبه و جعله يشرد
و يشرد
و يشردماذا تريد مني؟ هل تريد أن تجعلني أكفر عن ما فعلت؟ أنا لم أفعل شيئا هو الذي أغضبني..أعلم أنك لا تتحدث عن مروان و لا أغير كلامي..لم أكن السبب اتسمعني؟ مر 3 سناوات و مازلت تحاول أن تقنعني أنه بسببي و أنا أعلم أنني لست السبب أراد الله هذا و لم أتدخل..خليك في حالك أنت مالك اصلا روح شوف نفسك الأول
استيقظ من صوت رنة هاتفه يرد و ظهر أسمها على الشاشة و رد بأبتسامة قائلاً:"ست الكل وحشتيني والله يا حبيبتي...حاضر من عينيا...حاضر مع الس....نعم؟!!..أنا جاي حالا سلام" و اغلق حاسوبه.
أنت تقرأ
أدرينالين
Romanceعمرك حبيت؟ طيب ليه تحب؟ سؤال سألته لنفسي كتير و ملقتلوش رد. ياتري ايه الي يخلي انسان يحب؟ يعني ايه حب؟ الحب كلمة الناس بتستخدمها كعذر عشان تخبي انهم بجد عايزين بس يملوا الشهوة الي فيهم. ده كان فكري..لحد ما شفتها..و ماشفتش حاجة بعدها.