(18)

23 3 5
                                    

خرجوا من السيارة و لم يشعر محسن بأذنيه من علو صوت عصام و هو يصرخ به عندما علم إلى أين يذهبان في ذلك اليوم الذي يسميه عصام 'اليوم الأسود المنيل' و قد كتب هذا اليوم على هاتفه بهذا الأسم حتى يحتفل به العام المقبل و الذي بعده و كل عامٍ حتى يتوفاه اللّه.
عندما خرجوا من السيارة وجدوا أمامهم منزل أشبه بالبرج، لا، بل أشمه بالقصر، و تُملأ جدرانه بالزخارف الملونة، لم يعلم محسن إذا كانت ملونة أم مصنوعة من الذهب و الأحجار الكريمة لكنه أحب أن يظن أنها فقط ملونة، أقتربا من البوابة و رنا جرس الباب ليرظ رجلاً غليظ الصوت قائلا:  "ايوا، مين؟" ليرد محسن: "ايوا يا رفعت أنا محسن" كان هناك ثانيتان من الصمت قبل فتح البوابة العملاقة التي دخلا منهما هما الاثنان إلى ذلك القصر.
تم إرشادهم إلى غرفة عملاقة الحجن في آخرها مكتب حجمه كبير يجلس خلفه شخصاً لا تظهر عليه ملامح اللطافة ابداً، كان قمحي البشرة و لظيه ذقن خفيفة و شعره بني اللون و طوله طويل قليلاً. ابتسم محسن لأول مرة منذ بداية اليوم و اقترب و أخذ رجب إلى أحضانه و قال: "ياااه يا رجب، عاش من شافك يا راجل، منعزل عن العالم ده، بقالك كتير أوي في.." صمت قليلاً يفكر ثم أكمل: "بيتك". ابتسم رجب ابتسامة جانبسة خفيفة ثم قال: "هو أنا اللي مختفي؟ ماتظهر أنت طب فكرة بردو" ألقى نظرة خلف محسن و رأى عصام و أشار إليه و قال: "و أنت مش تبعنا يا عصام ولا ايه حضرتك؟"، اقترب عصام و سلم على رجب و ألقى التحية و بها بعض السخرية، ألتفت رجب إلى محسن مرة أخرى و قال: "و ايه لازمتها المفاجأة المعفنة ديه؟". أخذ محسن نفساً عميقاً و شرح لرجب ما حدث و ماذا يريد بضقة حتى لا تذهب أفكار رجب إلى الناخية الخاطئة، فكر رجب في ظقيقو من الصمت ثم قال: "موافق" رد محسن بسرعة: "بص لو سمحت بقى أنا والله محتاجهم هاير... ثانية، أنت وافقت من أول مرة على طول؟" حرك رجب رأسه مشيراً إلى 'نعم' مما جعل محسن يبتسم و يأخذ المال الذي أخرجه رجب من جيب بدلته بدون تردظ لكن رجب لم يفلت بالمال و قال: "بس ماتنساش يا محسن يا عبدالسلام، أوعى تنسى، ترجع الفلوس، و أنت عارف عقابي شديد" غمز محسن و قال: "لا ماتخافش فلوسك هاترجعلك، و يعني يا رجب دول مهمين أوي؟ معاك ملايين و اخدت منك ألف خسبت بحاجة؟" أبتسم رجب و ترك المال ليأخذه محسن و انصرف محسن و معه عصام و اتجها للسيارة و فورما دهلوا أخذ عصام نفساً عميقاً و قال: "نفسي أشتمك" قام محسن بتشغيل السيارة و ابتسم قائلا: "ماتقدرش اصلا".
"أهلاً شباب"، قالتها منى فور دخولها السيارةو ردا الشابان في نفس الوقت و ضحكوا الثلاثة معاً. قام عصام بتشغيل الأاني و استمعواوإليها جميعا و قتداموا بالغناء معها معظم الوقت بإنسجام تام و صوت عالي ثم قالت منى: "صحيح، فين الفلوس؟" رمى محسن إليها ظرفاً مليئاً بالمال حتى آخره، تعجبت منى و قالت: "لا كتير و حلو كمان.. يالا بقى نهرب يا بت يا منى سلام يا شباب الفلوس هاتوحشكم عارفة"، ضرب محسن الفرامل في وسك الطريق مما جعل منى ترمى إلى الأمام و يقع منها الظرف بجانب محسن و قال: "عييييب يا حبيبتي" و أكمل طريقه، أفأت منى و قالت: "يا رب تعمل حادثة يا راجل أنت"، ضحك محسن و قال: "مستحيل".
وصلوا إلى المستشفى و ظهلوا إلى غرفة الاستقبال و أعكى محسن الممرضة ظرف النقود و الرسالة التي تشرح كل شيء و استأذن أن يرى المريض و سمحوا له، دخل الغرفة و رأى ضحيته مرمية على السرير كالقتيلة، قام بالاقتراب منه و همس: "تقري منها أو لسانك يقول كلمة عليها ده اللي حصل لك.. منى خط أحمر يا حبيبي و محظش يقدر يقربلها و أنا موجود.. و اللي يفكر.. هاها ادي نتيجته.. ده غير إنك شتمتني يا حبيبي، لما تفوق بقى عشان أنتومش ناقص، سلام يا زميلي تقوم لنا بالسلامة إن شاء الله"، خرج من الغرفة فةر انتهائه من الكلام و قابل الممرضة التي اعطاها المال و قالت له أن المال زائد و اعطته المئتين جنيه الزائدتين.
-----------------------------------------------------------------
"ايه يا عم عادي ديه قلوسك مش فلوسه، يالا خدها و ماتبقاش رخم ديهزهاتنفعنا جامد لما نحتاج، ديه مش سرقة ماتقلقش بس يا محسن أجمد، ظيه كأنهاةفلوس لاقيناها و أهي مش فلوس والدتك ولا فلوس حرام"..
خدها..
خدهاا..
خدهاااااا!!!!!

أدرينالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن