"ركز معايا كده أنا مش سامعك اصلا... أنت مش حقيقي.. أنت مجرد صوت مش حقيق و أنا بتخيله اصلا فمن الآخر كده أطلع من دماغي بقى!!"..
رن هاتفه مما جعله يتشتت من الطريق و كاد يصدم سيارة أمامه و رد عليه دون أن يرى من المتصل و قال تلقائيا: "أيوة يا ماما أنت في الطريق" ليرد عليه صوتاً مألوفاً قائلاً: "ماما؟؟ أنا مش ماما بس اتطمن عليك أنت فين اختفيت فجأة؟" ليستنتج محسن قائلا: "اه ازيك يا منى أنا أمي اتصلت بيا و رايح لها بسرعة بس" لترد منى: "طب كلمني لما تفضى بقى عشان عايزاك في موضوع.. يالا سلام" رد محسن: "حاضر.. سلام" و أغلق الخط و نظر إلى الطريق و رأى 'الاسماعيلية ٥ كيلو' ليقول لنفسه "قربت" و زاد بالسرعة مما جعل العداد يقفز من ٦٠ إلى ١٠٠ في أقل من ثانية و انطلق.
وصل أمام العمارة و صعد للدور السادس بكل سرعة و رن جرس الباب لتفتح له سيدة كبيرة في السن ربما في منتصف الستّينات من العمر طولها يصل إلى بداية صدر محسن و شعرها فيه بعض من الأبيض لكن ليس كله، احتضنت محسن فور ما رأته قائلة: "وحشتني يا راجل فينك؟" مما جعلت محسن يبتسم و ينسى كل همومه و قال: " و أنت كمان وحشتيني يا أمي.. معلش بقى المذاكرة و الدح و مقطع نفسي" و غمز لها بأبتسامة واسعة مما جعلتها تضحك ضحكة عالية و تقول: "و حياة ال٨٩٪ يا ولا؟" حك رأسه و دخل معها كأنه لم يسمعها و قال لها: "أمال فين مريم؟" لتنقلب ابتسامتها قائلة: "جوا يا اخويا في السرير تعالى تعالى" و أرشدته إلى الغرفة التي بها أخته المريضة مرض شديد مما جعلها لا تستطيع الحركة من سريرها، نظر لها بحب و أهتمام و أقترب منها قائلا: "ايه الجمال ده يا عيال؟ حتى و أنت عيانة زي القمر" كانت مغلقة عيناها لكن ابتسمت رغماً عنها و قالت: "أنا عارفة المعاكسات ديه كويس أوي" و قامت بفتح عينيها و أكملت كلامها: "طب ينفع تعاكس البت اللي بتحبها من غير نا تحضنها يا راجل أنت؟" ابتسم و قام باحتضانها و قال: "وحشتيني يا أختي الحلوة، ماتشكيش في إني أقدر أضحكك ابداً بقى بعد النهارده" ضحكت بصوت عالي و ضمته إليها بقوة شديدة من كتر اشتياقها له و قال بصوت غريب: "قفصي الصدري يا بت هايتكسر في صدرك ارحميني" و ضحكت مرة أخرى بصوت عالي و خفت حضنها حتى لا تقتله بذراعيها الرفيعتان اللتان كرهت رفعهما لكن محسن كان دائما يشعرها أنها قوية بهما و أنهما ليستا سيئتان، قام بتحريك شعرها البني الغامق، الذي يشبه لون شعره، من على عينها خضراء اللون و يقول لها: "مش لايقة عليكي استني اظبط لك شعرك، حطي رأسك على رجلي تعالي" و قام باحضار المشط و ربطة الشعر و قام بتظبيط شعرها على حسب ما يرى.
-----------------------------------------------------------------
وضعت الهاتف بجانبها عندما أغلق محسن الخط و نظرت إلى حاسوبها الذي كان يعرض فيلم "Twilight" و تذكرت كلام محسن عن هذا الفيلم و كم يكرهه و يثول أنه فيلم للذين ينقسهم حبيب لكن إذا لديك حبيب ستعرفين أن هذا الفيلم كاذب و سيء و أخبرها ألا تسأله كيف يعرف ذلك فهو لم يحب من قبل لكنه له خبرة من غباء اصدقائه. أغلقت الفيلم و الحاسوب كله و احضرت كتاب "13reasons why"، و هو أول كتاب تقرأه في حياتها و أحبته جداً فقط لأن محسن جعلها تحب القراءة و هذا الكتاب كان أولهم، و أكملت قرائته و هناك ابتسامة على شفتيها رغم كئآبة الكتاب و كم الأفكار التي تجري في عقلها.
-----------------------------------------------------------------
"كام يا عين أمك؟؟!!!" صاحت أم محسن بتلك الكلمات عندما أخبرها بالسعر الذي احتاج أن يجمعه قبل يوم الثلاثاء و أكملت بعد أن نهضت و اتجهت إلى غرفتها: "تعالى تعالى" و أخرجت نقود بالتحديد ٢٠٠٠ جنيه و أكملت: "٢٠٠٠ أهم الألف التانية ممكن تجيبهم من البنك أو من ع..." ليقاطعها محسن و هو يدفع يدها ببطء ليرفض المال و يقول: "استني استني استني يا حجة أنتِ ٢٠٠٠ ايه و ١٠٠٠ ايه احنا نسينا نفسنا أنا ماليش دعوة بفلوسكم أنا هجمعهم لوحدي و أوعي..و أكرر كلامي..أوعي تعرضي عليا فلوس تاني ابداً" أرادت أن تتكلم لكنها كانت تعرف أنها ستخسر هذا الجدال مهما فعلت و ظهرت على وجهها أثر الحزن فقام باحتضانها و قَبَّل رأسها و قال: "ماتزعليش مني، بس أنا من ساعتها حلفت و ماينفعش واحد يكسر حلفانه و مش مستعد اصوم معلش" و ابتسم ابتسامة جانبية صغيرة ليشعرها بالراحة أنه ليس حزيناً، و نجح، ابتسمت أمه له و حاولت أن تخبئ ابتسامتها حتى لا يشعر أنها وافقت لكنها رغم ذلك قالت: "احم..ماشي يا محسن..ربنا معاك بقى و لو عايز حاجة احنا معانا فلوس وال.." قاطعها محسن قائلا: "من غير حلفان يا ست الكل..أنا عارف و مش هعوز منكم حاجة أنا هحلها ماتقلقيش عليا، الحجز لسه ماعرفش يعني ايه محسن يدخله" لتخرج من الغرفة صيحة كبيرة تقول: "محسن و ماماااا!!!... انتوا جايين تقعدوني لوحدي؟؟!!!!" ابتسم محسن و قال: "يالا نخشلها شكلها صحيت" و نهض و جعل أمه تنهض معه و دخلا الغرفة و يصيح محسن: "حبيبة قلبي رجعتلك يا جولييت!!".
-----------------------------------------------------------------
ماتاخد الفلوس...خايف ليه؟؟ ما هي فلوسك...أو بالمعنى الأصح، أنت سببهم...يالا مكسوف من ايه ديه أمك قول لها 'هاتي الفلوس يا ماما زي ماوقلتي و هصوم عادي' بدل ما تسرق يا شيخ و تبقى حرام... يالا روح
روح..
روووح..
روح!!شعر بالماء ينزلق من على وجهه و نظر إلى المرآه أمامه التي عكست وجهه المرعوب و المجهد، بات ينهج لوقت طويل حتى أخذ نَفَساً عميقا و قال: "أسكت" و خرج من باب الحمام و قام بلكم الحائط و هو على الباب.
أنت تقرأ
أدرينالين
Romanceعمرك حبيت؟ طيب ليه تحب؟ سؤال سألته لنفسي كتير و ملقتلوش رد. ياتري ايه الي يخلي انسان يحب؟ يعني ايه حب؟ الحب كلمة الناس بتستخدمها كعذر عشان تخبي انهم بجد عايزين بس يملوا الشهوة الي فيهم. ده كان فكري..لحد ما شفتها..و ماشفتش حاجة بعدها.