(5)

65 7 1
                                    

"لم أعتقد أنني كنت سأشبع في حياتي" قالها محسن و هو يضع يده على معدته و يمسح من على فمه بواقي الطعام بمنديل من المناديل التي يأخذونها من المطعم مع الطعام فقط ليقول المطعم 'أنظروا إلينا نحن ندعم النظافة اشتروا من عندنا' ثم اصبحت كل المطاعم تفعل ذلك فهي ليست شيء جديد ولا مميز. قال عصام و هو يأخذ قضمة من ال'pizza': "نحن تقريباً صرفنا نقود اسبوع على اكل أول يوم...و أنا لست ندمان بصراحة" قال محسن و هو يكرمش المنديل و يضعه في جيبه: "كداب...أنت أغلى شيء عندك انقود و أنت تعلم ذلك جيدا.." نظر إلى ساعته فأكمل: "عشر دقائق على المحاضرة..إبلَع" قالها و هو يقف من كرسيه و يأخذ كل القمامة و يرميها في سلة القمامة و يمسح يداه في منديل آخر و تذكر الذي في جيبه فرماهما الاثنان معاً في السلة. "مستعد؟" سأل عصام و هو يقف و يمسح يديه و يرمي المنديل على الأرض، نظر له محسن ثم إلى المنديل فنزل ليلتقطه و رماه في القمامة و رد: "مستعد".
بعد انتهاء المحاضرة التي كانت مدتها ساعتين و نصف في صالة محاضرات اصغر من التي كانوا فيها في أول اليوم و لكن محسن لاحظ أن تلك الفتاه ما كان اسمها، لم تكن موجودة، لا ينساه ابداً فهو يرن في اذنه منذ أن سمعه و تعلمه، مازال غير مهتم بها، هو فقط يفكر فيها لأنه وجد أنثى بجسدها أمامه مولعة ب'Harry Potter' ايضاً مثله، لكنه مازال لا يصدق في الحب.
بلع عصام ريقه ثم قال لمحسن: "الا يوجد غيرك يمكنه أن يوصلني؟ إنه ارحم لي أن اعود على قدمي" اشتغل المذياع في السيارة التي كانت تلمع في ضوء الشمس في العصر بلونها الأحمر الخلّاب و ابتسم محسن و قال: "اربط الحزام و اسكتت". أخرج عصام كُتَيِّب صغير من جيبه به بعض الأدعية و فور ما فتحه انطلق محسن بالسيارة و المؤشر يقفز من الصفر إلى الخمسين لكنه داس على المكابح في لحظة و انطلق عاصم إلى الأمام لكن أنقذه حزام الأمان و قال و هو يضع يده على قلبه: "ماذا تفعله!!! هل جننت؟!!" لكن حين ما نظر إلى محسن وجده شارداً في شيء أمامه و يأخد نفسه بسرعة نظر إلى ما أمام السيلرة وجد فتاه تبادل محسن نفس النظرة صدرها يرتفع و ينخض بسرعة ايضاً.
كان أكبر كوابيس محسن أن يقتل احداً، طبعاً هو يقول كثيراً أنه يريد أن يقتل فلان و فلانة لكنه حقاً يخاف من القتل لأنه يكرهه فعلاً، و في هذه اللحظة لم يشعر بأي شيء حوله...ولا حتى بنفسه، فقط تلك الفتاه أمامه ما كان اسمها ثانيةً؟ سأل نفسه هذا السؤال حتى تذكر أنها هي التي تُدعى منى كان فقط يشعر بها أمامه تستند يدها على العربة من الأمام كأنها تستند على صدره و ضغط يداها يشعر به من الخوف الذي هو فيه و مازال صدره يرتفع و ينخفض بسرعة شديدة تحركت شفتاه بلا صوت كأنه يحدثها بأفكاره لأفكارها، و كانت تقول شفتاه : "أنا آسف جدا" فرجع توازن الفتاه و وقفت معتدلة دون أن تستند على السيارة فشعر بثقل شديد يُزال من على صدره و شعر أنه يستطيع التنفس ثانيةً ثم أكملت شفتاه: "سامحيني" فأبتسمت منى و قالت شفتاها: "اسامحك" و أشار لها محسن أن تَمُر من أمام السيارة بأمان هذه المرة فقالت لكن بصوت مرتفع هذه المرة ليسمعها: "شكراً".
انطلق محسن لكن ابطأ هذه المرة حيث ارتفع المؤشر ببطء و قال لعصام دون أن ينظر له: "نحن لن نتكلم عن ما حدث هذا ابداً..اتفقنا؟" فرد عصام دون تردد: "اتفقنا".
انزل محسن عصام في منزله و ودعه ثم ذهب إلى منزله الذي يسكن فيه وحده و حين ما دخل عطس على سريره و قال لنفسه: "الحمدلله يا منى".

                        ********

"الحمدلله يا محسن"..
كانت هي..

أدرينالينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن