شايف محمد جاي من الشغل ..خاشي البيت تعبان ومرهق .. وزوجتو كوثر منتظراهو بالغداء ..والساعة ماشة على خمسة مساء .. كوثر قالت ليهو .معقول يا محمد ؟؟ التأخير ده شنو ؟ يعني انا لازم انتظرك بالجوع لغاية المغارب ؟ والمشكلة ما جوعي انا .. المشكلة انت الجوع ظاهر فوق وشك .. ياخي ارحم نفسك شوية ..
قال ليها اعمل شنو ؟ انا يا كوثر على مسؤلية كبيرة . يعني حسابات شركة قدر دي كلها فوق راسي .. محمد شغال مدير مالي في فرع من فروع شركة من الشركات المعروفة ..(بس ماياها دي المسؤلية المسمين بيها الروايه) ..
اسم الرواية بظهر لي قدام .. المهم محمد ده ياجماعة .. كان اتزوج كوثر .. (وكوثر كانت زميلتو في الشغل) .. اتزوجو قبل سنتين .. وربنا ماقسم ليهم جنا لحدي هسي .. محمد بحب كوثر حب مبالغ فيهو .. وكوثر كمان بتحبو ، ومتمسكة بيهو جدا" .. وربنا من فضلو وكرمو توج ليهم الحب ده بالزواج .. بس ماقسم ليهم ذرية ..
المسألة بتاعة تأخر الانجاب دي ،سببت ليهم مضايقات كبيرة من الاهل .. في الجانبين .. اهل كوثر بنقنقو معاها .. واهل محمد بنقنقو معاهو ..
ومحمد مابيحكي لي كوثر نقة أهلو .. وكوثر مابتحكي لمحمد نقة اهلها ..
اها اليوم ده كان بتكلم معاها فوق الغدا ..قال ليها يا كوثر.. نحن المفروض نمشي الدكتور نشوف الحاصل شنو؟ ونعمل فحوصات وتحاليل كاملة ..
قالت ليهو ليه ؟ يعني ؟ لو فرضنا انو العيب فيني او العيب فيك .. حنتصرف كيف؟ .. قال ليها لو العيب فيني .. انا بطلقك .. عشان تشوفي حياتك وتجيبي ذرية .. قبل العمر يتقدم بيك ؟ قالت ليهو طيب لو العيب طلع فيني انا؟
قال ليها مامشكلة.. انا اساسا" ماعندي رغبة شديدة كدا في جوطة شفع ..
قالت ليهو بالله؟ عليك الله .. كدي عاين لي جاي.. واتكلم عيني في عينك كدا..
قالت ليهو اسمع مني يامحمد ..انا لو طلع في الفحص العيب مني ..
والله يا اما انت تتزوج او انا امشي بيتنا ..لاني عارفاك نفسك في طفل ..
والنقة بتاعة الناس ..مامريحنك انا عارفه ..
قال ليها يازوله ماشغالين بيهم .. اها يازول محمد وكوثر ديل ..الليلة في اليوم ده بالذات ..كانو ماشين لبيت اهلها .. قالت ليهو اتغدى سريع يامحمد .واخد ليك راحة . عشان نحن بعد المغرب ،ماشين لبيت ناس امي .. لانو امي زي ماحكيت ليك .ليها تلاتة يوم كانت عيانة، وانا مامشيت شفتها .. هسي تكون زعلانة مني ..
قال ليها جدا نمشي طوالي مافي مشكلة ..
انا زاتي طولت من امك واخواتك الاتنين العاملات زي جوز اللوز ديل ..
هاهاها .. فعدو يضحكوا الاتنين واتغدو .. وقاعدين يتونسوا الاتنين وونسة دقااقه كدا .. انا غايتو ماسمعتها .. ماصح الزول يسمع ونسة الراجل مع مرتو.. ..
طيب ..بعد المغرب لبسو وطلعو مشو على بيت ناس امها .. في الشارع قال ليها سبحان الله !! عارفه ياكوثر ؟؟ انا امك دي بعزها معزة .. لدرجة اني بشوفها زي امي ..
ولمن اكون ماشي على بيتكم ، بحس اني ماشي على بيت الامان ..
كوثر في سرها قالت ليهو .. (ياحليلك انت يا الطيبان .. ما عارف امي بتقول عنك شنو؟)
وهم مواصل يتكلم بي كل اريحية ومبتسم ويبلع في ريقو .. قال ليها خصوصا" ونسة ( نادية وهادية) - ديل اخواتها اصغر منها - .. دايما تلقاهن متكاجرات وبتناقرن .. لكن مابتفرقن كلو كلو . تتذكري يوم ..هاديه قالت لي نادية الله يكتلك انتي .. بس وكت هادية طلعت .. مشت الزقاق البيورا .. في طش وقع .. نادية اتخلعت .. وقامت جارية حفيانة .. وقالت كرعلي هادية مايكون حصل لها شي.. هههه .. اصلا" الاخوات كدا ..
تسمعي الشكلة تقولي ديل اعداء .. والواحده مابتحمل في اختها قرصة النملة ..
هو يتكلم ويربرب ساااايق .. وهي تعاين ليهو معجبة ومبسوطه ..
وصلو البيت .. ومحمد سلم على الحاحة بي كل فرحة وطيبة نفس .. وقعد اتونس معاهم شوية كدا.. وقال ليها انا ماشي مشوار صغير كدا بالعربية وجاييكم ..
عندي صاحبي ساكن في الشارع القدام ده اسلم عليهو ..واجي ..
وهو طالع قبل مايصل الباب ،حسا انو في حجر صغير دخل في جزمتة ..خشا على البرندة فيها سرير ،قعد في السرير ،وقلع الجزمة ،بطلع في الحجر ..
سمع الحجة ام كوثر بتتكلم معاها .. قالت ليها ..اها يا كوثر؟؟ مافي حركة كدا ولاكدا ؟؟ (تقصد بشاير حمل) كوثر قالت ليها ابدا" والله يا امي ..
قالت ليها لو مافارقتي راجلك الخيبان العاقر ده .. ما بتشوفي ليك جنا بي عينك دي ..
كوثر قالت ليها .. حرام عليك يا امي ماتقولي كدا عن راجلي ..
بعدين احتمال اكون العيب فيني انا ..
امها قالت ليها مستحيل .. امك وخالاتك وعماتك مافيهن واحدة عاقر ..
لكن راجلك ده .. نحن بنعرف عنه وعن اهلو شنو؟؟
قالت ليها يا امي عدم الانجاب ده مافيهو وراثة .. دي قسمة من رب العالمين ..
قالت ليها غايتو راجلك ده ،انا شايفة العقر فوق وشو المسنوح ده ..
انتي يا بتي سماحة الدنيا فوقك.. والرجال كلهم بتمنوك .. هسي كان طلقتيهو تعرسي وتلدي .. الجاري عليك مايلحق ..
بس انتي ماسكا لي في الراجل البشبه العنبلوك ده .. (يعني التيس)
طبعا محمد بسمع ..وماقدر يكمل باقي الكلام.. واتضايق ضيق شديد خلاص ..وطلع من دون مايحسو بيهو ..
طلع مغلول غل ماتتخيل .. يازول الزول ده.. الدنيا كبيتت في وشو .. طبعا ماكان متخيل المراة الطيبة البحترمها وبحبها دي ..ممكن يطلع منها كلام بالشكل ده ..غايتو غضب غضب ..لدرجة انو صاحبو الماشي ليهو غير رايو منو .. طبعا ماممكن يمشي ليهو بالحالة دي .. ياخي الزول ده زعل لامن بكى ..
مشى قعد في اخر محطة بتاعة الحافلات .. زي ساعة كدا ،كلها كانت افكار وخيالات بي سبب الغضب .. وكل مرة الشيطان يعيد ليهو الشريط المسجل بتاع كلام ام كوثر ..
وطبعا" الشيطان في لحظة زي دي ،بجيب للانسان كل الافكار بتاعة الانتقام .. الغير مسؤلة.
ويزيد ليهو معدل الغضب بنسبة 500 في المية ..
غايتو الزول ده الحالة الحاصلة عليهو دي.. الله يستر ساي بس..
الى اللقاء ..
أنت تقرأ
المسؤولية .. طارق اللبيب
Short Storyمن الروايات التي ربما تسبب للقارئ نوع من الحيرة والانشغال الفكري .. ولكنها قضية .. قضيه في مجتمعنا تحتاج منا للنظر الفاحص .. والذهن المتفتح .. في علاج المشكلات.. والوقاية منها قبل وقوعها .. وهي رواية قد تختلف عندها الاراء .. وتتباين فيها وجهات النظر...