طبعا لمن محمد شاور كوثر .. مشاورة خبر .يعني هو اصلا مصمم يكلم البت .. بس عايز يدي كوثر خبر .. وكان من فترة بفكر في طريقة يكلم بيها البيت دي ..
كوثر قالت ليهو على كيفك يامحمد.. انا تاني مابعترضك في حاجة .. الحاجة البتشوفها صاح اعملا . وانت تتحمل مسؤليتها ..
قال ليها حاضر . ان شاء الله يا كوثر مايحصل الا الخير
المهم بعد جات نور من المدرسة .. وارتاحت شوية واتغدت ناداها .. تعالي يانور ياحبيبتي انا عايزك .. قالت ليهو حاضر يا بابا.. اجيب ليك معاي موية ؟
قال لا لا شكرا" .. سيبيها الموية .. اناعايزك في موضوع ضروري ..
جات وقفت قدامو ..وقلعت سفنجتها اللابساها.. والكرعين ديل بيوووض .. ونضيفاااات ..
وقعدت قدامو في المصلاية واتربعت .. وربعت يدينها .. وقالت ليهو .. اها يابابا.. قول .. !! .انا ح انتبه لكلامك شديد.. وبقت تغمض وتفتح في عيونها وتتبسم..
محمد قلبو وجعوا . وبلع ريقو .. وقرررب يضعف .. وكوثر قاعدة جوة في الاوضة ..متمحنة وتعاين ليهو..
محمد قوى قلبو ، واتنحنح وقال ليها .. انا عايز اسالك سؤال يانور ..
قالت ليهو اسألني يابابا.. انا بحل اي سؤال ح تشووووف.. قول بس انت ..
قاليها طيب.. من هو النبى الذي اتربى في بيت ما بيت اهلو . والناس الربوهو ماعارفين اهلو .ولاعارفين امو ولا ابوهو ..
وكانو بسموهو اللقيط؟
قالت ليهو ايوه عارفة يا بابا .. ده سيدنا موسى . لمن فرعون قال عايز يضبح الاطفال..
سيدنا موسى امو ختتو في تابوت من الخشب.. ونزلته كدا برااااحة في البحر ..
والبحر شالو ..وبقى ماشي وماشي وماشي .. (تحكي وتحرك في يدنها وتغمض في عيونها ..) وشفتا يابابا .. في بنات كانو شغالين في بيت الفرعون.. شافو الطفل ماشي في البحر .. وخاضو في الموية وطلعوهو .. تصدق يابابا فرعون كان عايز يضبح موسى اللهو الطفل ده نفسو شفتا كيف؟ .. لكن هو عشان رسول ربنا حماهو ..
حكت لينا كدا ساتاذة سامية .. وقالت زوجة فرعون قالت لفرعون خليهو لي انا اربيهو بينفعني .. عشان كدا ماكانو عارفين امه وابوه ...
قال ليها عليك نووووووووور يانور .. انتي بت شطورة ..
يلا يانور انتي زي موسى ده بالضبط .. قالت ليهو كيف يعني؟؟ !! .. انا رسولة؟
قال ليها لا .. يعني نحن لقيناك وماعارفين امك وابوك .. قعدت تضحك وقالت ليهو .. هوي يا بابا . كيف يعني ؟؟ انتو امي وابوي وماعافرين نفسكم؟
قال ليها يانور انا قاعد اكذب ؟؟ قالت ليهو لالالا .. ابوي انا مابكذب.. وبكره الكذب كمان.. عشان الكذب حرام.
قال ليها يلا يانور اسمعيني كويس .. انا وكوثر لقيناك في حتة وماعارفين امك وابوك منو؟
وكوثر دي امك الربتك لكن ماولدتك ..
قالت ليهو يعني لقيتوني في تابوت في البحر برضو ؟
قال ليها لا لا .. لقيناك في حتة بعيدة في الخرطوم مع مراة .. والمراة قالت ماعارفة امك وابوك .. ونحن شلناك وانتي كنتي صغيرة .. وربيناك ..وبقيتي بتنا ..
سكتت مسافة .. وسرحت بعيد .. وقالت ليهو طيب ليه ما سألتو من امي الولدتني؟ .. مكانها وين؟ والحصل ليها شنو .؟
احتمال كان عايزين يضبحوني وهي انقذتني .. وحتجي تاني تاخدني منكم ..لالالا يابابا ماتقول كدا انا مابمشي مع اي زول ..
انت يابابا ماعاوزني ؟ انا والله بحبك شديد وبحب ماما .. تاني ماعندي ام ...بابا ماتقول تاني كدا عليك الله يابابا .. وعيونها رقرقن .. ودموعها اشتتن زي اللؤلؤ ..
كوثر جوة اتفعت بالبكا..
وهي قامت جارية عليها وتقول .. يا ماما مالك؟؟ .. ماتبكي انا مابمشي منكم .. بابا بهظر معاي ساي .. ومسحت ليكوثر دموعها بيدها ..
قالت ليها فعلا" يانور ابوك كلامو صح .
قالت ليها حتى لو صح .. انا ماااا بمشي منكم لاي زول تاني .. بس انتي اوعديني ماتبعديني منك ياماما .. انا خايفة شديد .. ورقدت في حضن كوثر .. وكوثر دموعها بالات صدرها ..
محمد قال ليها تعالي يانور .. ومسكها حضنها على صدرو ..وقال ليها نحن مابنخلي زول يسوقك مننا .. بس دايرنك تعرفي الحكاية دي ..
بس ماتكلمي زول نهائي بالكلام ده حاضر حبيبتي ؟؟.. قالت ليهو طيب يا ابابا..
قال ليها خلاص امشي ارتاحي شوية انتي جيتي تعبانة ..
.مشت غرفتها وبقت سارحة وتتكلم براها .. انا اسمي نور محمد .
امي كوثر . وناس المدرسة عارفين كدا ؟ والاستاذة بتقول لي كدا ..
طيب كيف ابوي يقول هو ما ابوي ؟
ابوي مابكذب نهائي .. طيب كيف يعني عندي امين ؟ وعندي ابويين ؟
طيب وين ابوي التاني ؟ وين امي الولدتني .؟ تاني تهز راسها كدا ..وتقول لالالا .. مامعقول كدا ما صح .. تاني قالت لنفسها هوي يانور نومي خلاص ..ابوك وامك قالو مافي زول حيسوقك من بيتك .. ورقدت نامت .. (يحليلا) .. قمة البراءة ..
على من تقع مسؤلية هذه الفوضى التي جاطت راس نور ؟؟ على من؟؟..
وتاني بقت مابتجيب سيرة الموضوع ..وبتخاف انهم يجيبو ليها سيرة .. وبقت تعاين لي محمد كتير ..وتعاين لي امها بنظرات كدا فيها نوع من الاستغراب .. وهم ماقدرو يفهو ده شنو؟
يوم من الصباح طلعت كراساتها واي كراس فيهو اسمها .. بتكتب فيهو حاجة غريبة ..
اسمها مكتوب .. نور محمد .. بتكتب ( نور محمد و...........)..
كوثر قالت ليها ده شنو يانور .. قالت ليها ده محل سم ابوي التاني.. لاني ماعارفه اسمو عملتو نقط نقط .. لمن اعرفو بكتبو ..
قالت ليها لالا يانور .كدا ماصح. الاستاذة حتسألك .. وانتي حتطلعي السر القالو ليك ابوك.. امسحي الواو دي والنقاط ..
المهم باختصار البت عاشت افكار ومشكلة اكبر من عمرها بكتير .. حتى ماقادرة تفهم ابعاد الكلام ده يعني شنو؟
وبتتحاشا تتكلم في الموضوع ..وهي مشغولة كل الوقت وتسرح سرحات طويلة وغريبة .. ومحمد وكوثر مراقبين حالتها وقلوبهم تتقطع .. لكن في النهاية .. ربنا رسم الامور كدا ..
مرت الايام ونور في الامتحان اتدهورت .. وحتى مازعلت من نتيجتها السيئة
كانت افكارها شاردة طول الوقت .. ومرات تكون بتذاكر تسرح وتلوك قلم الراس لمن يكمل ..
والفرحة الكانت فوقها والنشاط والحيوية والضحك داك بدأ يتلاشى شيئأ فشيئا..
محمد يوم جاء من الشغل فرحان .. وقال لي كوثر.. الحمد لله ناس الشركة قبلو طلب النقلية للخرطوم .. اخيرا حنمشي نسكن في بيتنا الملك ..
نور قعدت تبكي .. قال ليها مالك يانور ؟ قالت ليهو يابابا انا ما ماشة .هناك في الخرطوم الحتة الفيها المراة الحتسوقني منكم ..
قال ليها انا قلت ليك مافي زول بسوقك مننا .. انتي ما مصدقاني ؟ قالت ليهو مصدقاك يابابا ..بس خايفة المراة تجيك وتقول ليك اديني البت الاديتك ليها زمان .. ويمكن يسرقوني بالليل وانتو تكونو نايمين ..
قال ليها ابدا" حبيبتي مافي كلام زي ده .. لو امك وابوك ظهروا حنخليهم ساكنين معانا في البيت .. حاضر حبيبتي ؟ ماتبكي انتي شطوورة ..
وبعد كم يوم تمت النقلية ..وودعو تاس الحي ..بكل مافيهم من الذكريات الطيبة ..
ورحلو الخرطوم .. ارض العجايب والمحن .. وكمابدأت المأساة من الخرطوم .. ح تتواصل المآسي في الخرطوم .. المدينة الحاضنة الخير والبلا ..
الى اللقاء
أنت تقرأ
المسؤولية .. طارق اللبيب
Short Storyمن الروايات التي ربما تسبب للقارئ نوع من الحيرة والانشغال الفكري .. ولكنها قضية .. قضيه في مجتمعنا تحتاج منا للنظر الفاحص .. والذهن المتفتح .. في علاج المشكلات.. والوقاية منها قبل وقوعها .. وهي رواية قد تختلف عندها الاراء .. وتتباين فيها وجهات النظر...