طبعا" فخري طير عينيهو من مقدمة الكلام .. العايزة تقوولو امو .. نور قالت ليها اتفضلي ياخالتي زينب .. قالت ليها .. انا لمن كنت حامل بي أول حمل لي في حياتي .. وودوني المستشفى وولدت .. انا في البنج الكامل قالو جبت ولد ميت ..
وكان في نفس اليوم في واحدة هاربة من المستشفى ومخليه جناها .. اها زوجي الله يرحمو .. جاب ولد البت الهاربة وختاهو لي .. وشالو ولدي الميت ودفنوه .. عشان ما اتاثر .. ويكون ربى ليهو طفل برئ .. وسميناهو فخري .. وانا ماكنت عارفاهو انو ماولدي .. بس كلمني راجلي قبل مايسافر سفرتو الاخيرة المات فيها .. التقول حاسي بي نفسو حيموت .. عشان كدي يافخري ياولدي .. انت متربي معاي .. زي مانور متربية مع محمد وكوثر ..
فخري قال ليها .. مايهم الولدني منو مش انتي امي الربيتيني .. الموضوع مامهم بالنسبة لي .. نور قالت ليها وانتي ياخالتي زينب .. ربنا يجزيك خير اديتيهو حنان الام ..
ياريت لو كل الناس بكونو زيك وزي امي كوثر .. وانا وفخري محظوظين ربنا عوضنا .. عن اهلنا .. بي ابرك واخير .. ياحسرتي على بقية الايتام .. ومجهولي النسب المالقين اهتمام .. ومافي زول يتكفل بيهم .. ومحرومين من ابسط احياجات الطفل الوجدانية ..
فخري قال لي نور .. يانور .. نحن لازم نتزوج عما قريب .. وانا بوعدك تكملي تعليمك وانتي معاي.. عليييييييييك الله يانور .. انا مابقدر اصبر لغاية ما تخلصي ..امي غليك الله اتكلمي معاها .. والكلام القالتو امو ده ماهماهو نهائي ..
نور قالت ليهو خلاص .. ان شاء الله كلها اربعة شهور والامتحانات تنتهي .. ونتم الموضوع انت اطمئن .. بس انت وديني اشوف امي .. الله يخليك يافخري ..
قال ليها اصبري لي يومين تلاتة بتشوفيها .. قالت ليهو حاضر انا صابرة مادام امي موجودة .. وحألاقيها .. مافي فرح اكتر من كدا .. تسلم لي انت وربنا يخليك لي ..
والفرح في قلب فخري ماقادر يحتملو ..لدرجة انو كلام امو ده كانها ماقالتو .. وحس بي معنى جديد للحياة.. لمن نور وعدتو بسرعة الزواج .. وبقى يضرب ليها طوالي صباح.. ومساء .. وهي بقت تتنفس أكسجين اسمو فخري .. وخطبها رسمي من محمد ..
والامور مشت تمام التمام ..
في يوم جمعة كدا نور طلبت من امها .طلب غريب . قالت ليها يا امي انا عايزة امشي لدار الرعاية .عايزة اشوف المكان الانا مرتبطة بيهو وجدانيا .. حاسة انو عندي اخوان هناك زي التومات ديل ..
وكوثر طوالي ربت ليها رغبتها ومشت معاها هناك .. نور كانت متشوقة للمكان .ولمن وصلت .وشافت الاطفال . ياخي نور دي بكت بكا .. اتفنت في الواطة وبقت تجعر .. زي الميت ليها زول .. وتعاين للبنات الصغار والاطفال اليادوب بحبو وتنفقع بالبكاء .. في مشهد الزول مايستحمل حتى يوصفه ..ورجعت من هناك جزينة و طول اليوم تبكي والاكل ما قادرة تبلعو ..
يوم من الايام نور اتصل عليها فخري لقاها بتبكي .. قال ليها مالك ياحبي ..
قالتليهو يافخري ماعرفت اي خبر عن ابوي الحقيقي بكون منو؟..
قال ليها لمن تلاقي امك اسأليها ..
وفخري اتمنى انو يحقق لنور رغبتها .. ويلاقي ابوها وتتاكد انها ناتجة عن زواج شرعي..
بس الامل مفقود .. لانو الراجل كل الدلايل بتثبت انو ميت ..
اها فخري بفكر في الموضوع .. نطت ليهو فكرة في راسو .. مشى لصاحبو خالد ود الضابط الفي بري في البيت ..
ولقى ابوهو الضابط موجود في البيت .. وشكرو على الخدمة القدمها ليهو .. وحكا ليهو القصة بتاعة نور من اولها الى اخرها ..
الضابط قال ليهو انا ممكن القى معلومة مؤكدة اكتر وتطمئن .. عن الضابط عبد الرحمن .. تعال لينا بكرة المساء .. وفعلا فخري بكرة جاهم .. الضابط ابوخالد .. قال ليهو اصبر .. انا سألت عن الضباط الكانو في كتيبة عبدالرحمن .. واتحصلت على واحد .. ووعدني يجيني هسي ..
وهو كان لصيق بعبد الرحمن .. فعلا بعد مسافة جاء الضابط زميل عبد الرحمن ولمن حكو ليهو القصة ..
قال ليهم انا طبعا" .. طلعت الصالح العام بعد خمس سنوات من العملية دي .. بس عبد الرحمن ما قتـل . عبد الرحمن اتضرب في رجله وكتفه .. وكان متأذي شديد .. نحن اخر حاجة سلمناهو لاخوه.. في كادوقلي .. اخوه كان ما اخاف الكضب .. اسمو عبد الحي ..
طبعا" ده نفس اخو عبد الرحمن القال لفخري ..
شاشوقة كذابة .. اللهو في الصورة مع عبد الرحمن .. ده زول مجرم وعديم ضمير بوريكم قصتة لي قدام ..
المهم الضابط قال لفخري .. نحن سلمناهو لي اخوهو بعد رجوع المتحرك .. لانو كانت حالتو الصحية متدهورة .. وخاشي في غيبوبة ..
الضابط ابو خالد : قال ليهو .. بس الزول ده في سجلات الجيش ميت .. وحتى حقوقو مسحوبة بالكامل ..
قال ليهو الا يكون مات بعد داك .. لكن نحن سلمناهو ليهو حي .. ايوة متعوق شديد .. ومفيب .. بس حي .. حتى استلمو في مستشفى الشرطة بكادوقلي ..
فخري اخد المعلومة المفيدة .. وطلع طوالي مشى الحلة الجديدة .. عنده صاحبو من كادوقلي .. اسمة هارون بشير .. طلب منه يمشي معاهو كادوقلي .. هارون قال ليهو
ماشي لشنو؟ .. حكا ليهو القصة بتاعة نور وشاشوقة .. لمن قال ليهو (شاشوقة)..!!
هارون قال ليهو قلت منو؟؟؟
انت قلت شاشوقة؟؟.. فخري قال ليهو نعم ..
هارون قال ليهو .. زولك الكايس ليهو ده انا بعرفو .. وحي يرزق .. بس مخو ماتمام ..
عارف في واحد ساكن مع ناس .. جيران عمي في كادوقلي .. نحن من فتحنا لقيناهو معاهم مع انو قالو ماببقا ليهم .. زول ساكت ساكت كل الوكت .. وحايم بالشوارع .. ومشهور السوق كله بعرفو ..ولمن تقول ليهو انت منو؟ .. يقول ليك انا حبيب شاشوقة .. ونحن كنا قايلين شاشوقة دي الجنية بتاعتو ..
فخري قال ليهو ياسلاااااااااااااااااااام .. ياخي الله ينصر دينك ياهارون .. والله الليلة فرحتني فرحة ..
هارون قال ليهو .. لاول مرة حأعمل لي حاجة احسن باني بستحق الثناء ..
يلا كلها تلاتة يوم وجهز نفسك ونسافر كادقلي ..
وفعلا بعد تلاتة يوم سافروا كادوقلي .. اتخيليو .. لمن فخري لاقى عبد الرحمن .. لقاهو قاعد في الشارع في ضل .. وبتكلم مع روحو ..
بقول لروحو .انت ياعبد الرحمن .. اصبر .. وخليك واثق من الله .. بجي زول يوم ويوريك انت منو؟ وابوك منو؟ .. ويوصلك لشاشوقة .. والله بجي زول ياعبد الرحمن ماتبكي ..
طبعا لو بتتذكرو الحركة دي .. حركة الزول البصبر روحو بي روحو .. عند منو؟؟؟؟؟؟؟
اها فخري جاهو وقعد جمبو .. طبعا عرفو طوالي لانو شايل الصورة معاهو .. مع انها مرت عشرين سنة .. لكن ملامح عبد الرحمن ما اتغيرت ..
عبد الرحمن قال ليهو .. انت منو ..؟ قال ليهو انا اسمي فخري .. اها عبد الرحمن لمن حس بانو الزول مهتم بيهو .. قال ليهو عليك الله يافخري وديني لشاشوقة .. ماتقولي شاشوقة منو ؟ .. اي زول بقول ليهو وديني لشاشوقة .. يقول لي شاشوقة منو ؟؟ .. انا ماعارف شاشوقة منو .. بس عارف انو انا عبد الرحمن حبيب شاشوقة ..
..فخري بكى بكى .. وقال ليهو حاضر حاوديك لشاشوقة والله ..وساقو مشى لناس البيت الهو قاعد معاهم ..
قالو ليهو الزول ده نحن ماعارفين اهلو وين .. ولاعارفين عنه اي حاجة .. جابو لينا اخوهو ..قبل عشرين سنة .. ودفع لينا قروش كتيرة .. وقال لينا الزول ده يقعد معاكم .. ولايتعالج ولايمرق من كادوقلي .. ونحن على حسب حوجتنا .. قبلنا بالعرض .. والزول ده قاعد معانا .. زول طيب ومسالم والاربعة وعشرين ساعة بتكلم براهو .. وعن الجنية الاسمها شاشوقة دي ..
فخري قال ليهو شاشوقة ماجنية .. شاشوقة مرتو ..
ده راجل ضابط في الجيش جار بيهو الزمن .. واخوهو غدر بيهو .. نسأل الله السلامة ..وفخري وهارون اخدوهو طوالي على المستشفي في كادقلي ..
وفحوصات .. وتحاليل .. وصور .. وظهر انو عندو ورم قديم في مؤخرة الراس .. مأثر على الذاكرة ومحتاج لعملية ..
وباختصار ساقوهو و سافروا على الخرطوم ..
واول حاجة نزلو بيهو في المستشفى .. وحجزو ليهو للعملية .. ونزلوهو في بيت هارون في الحلة الجديدة ..
وفخري متواصل مع فاطمة وهي كانمة سرو .. وقال ليها بمجرد الزول ده ترجع ليهو زاكرتو .. بنعرف .. هل نور ده ابوها .. ولا نحن تعبنا راح في الفاضي ..
يارب يطلع ابوها فعلا عشان انا اكون قدمت لنور حياة نفسية جديدة ..
ودفع قروش العملية .. بس يوم العملية من الصباح .. في مشكلة كبيرة واجهت فخري .. ماقدر يتصرف فيها .. الى اللقاء ..
أنت تقرأ
المسؤولية .. طارق اللبيب
Short Storyمن الروايات التي ربما تسبب للقارئ نوع من الحيرة والانشغال الفكري .. ولكنها قضية .. قضيه في مجتمعنا تحتاج منا للنظر الفاحص .. والذهن المتفتح .. في علاج المشكلات.. والوقاية منها قبل وقوعها .. وهي رواية قد تختلف عندها الاراء .. وتتباين فيها وجهات النظر...