الحلقة دي مدتها تسعة سنوات .
الجماعة التلاتة ..مساء اليوم .. عقدو جلسة تشاورية ..
محمد وزوجتو كوثر واختها نادية ..
محمد قال : اها ياجماعة رايكم شنو؟ والمفروض يحصل شنو ؟.. والناس ديل نكلمهم كيف؟ والبكلمهم منو؟ (الاسرتين)
كوثر قالت ليهو : اها يامحمد الناس ديل ..حتي لو اتقبلو انو نحن اتكفلنا بي يتيمة من دار الرعاية . كيف بتقبلو اني انا كذبت .وقلت حامل ..
هنا : اتكلمت نادية الذكية اللبقة .. قالت ليه دي مشكلة محلولة.. ومن الصباح انا بفكر فيها .. وجاتني خطة جهنمية ..
الاتنين في لحظة واحدة قالو ليها : اهااااا ؟؟
قالت ليهم اول حاجه انا بتصل على امي ..كويس؟.. وبقول ليها يا امي للاسف كوثر اعادت الكشف ..وظهر انو مافي حمل .. وكوثر متأثرة يا امي.. وتعبانة نفسيا"..
وماعارفين نعمل ليها شنو؟ وماح اجيب ليها سيرة الطفلة .. حلو؟ومحمد يتصل يقول نفس الكلام لي ناس بيتهم .. كدا تمام ؟.
يلا بعد تلاتة يوم انا بتصل على امي واقول ليها .. كوثر ياامي .حالتها النفسية بقت سيئة .. وخفنا عليها تحصل ليها حاجة جبنا ليها وطفلة من دار الايتام ..
ومحمد يتصل على ناس بيتهم ويقول ليهم نفس الكلام ..
وكدا الموضوع يكون اتخت بطريقة حلوة شديد..
وما حيكتشفو انكم كنتو بتكذبو نهائي .. وحيعرفو انو البت نحن جبناها ليك كمنقذ ليك ولحالتك النفسية ..
محمد قال ليها والله انتي يانادية.. المفروض تشتغلي في السياسة وتكوني من اعضاء مجلس الوزراء ,,
وفعلا تمت الامور كما هو مقرر لها ..وزي ماقالت نادية بالضبط ..
والاسرتين اتقبلو الموضوع تقبل على مضص . واحدين يقولو .. ياخي الجماعة ديل ماكانو يصبرو شويه؟؟ .. واحدين يقولو والله ده عمل خير .. وربنا يوفقكم..
والاسرتين عرفوا انو ناس محمد معاهم طفلة لقيطه ..
طيب هنا الناس الفي الابيض والساكنين في الحي .. كلهم ماعندهم علم بالموضوع . وقايلين الطغله فعلا بت محمد وكوثر..
ومررررت السنين .. نور نشات سنواتها الاولى في الابيض ..وكانت كثيرة المرض..بسبب حرمانها من حليب الام .. واعتمادها على لبن التربية الصناعي..بالرغم من كدا كانت هادئه .. ومابتبكي كتير.. ودائمة مبتسمه .. اي زول من الجيران يدخل هي تضحك معاهو .. وولوفة شديد .. ومتعلقه بمحمد جدا" ..ومحمد بقى لمتين يخلص الشغل عشان يجي جاري البيت..
نور لمن بدت تتعلم في الكلام اول مانطقت .ماقالت ماما ..ولاقالت بابا..
عارفين قالت شنو ؟؟
يوم كوثر كانت في المطبخ .. وخلت نور نايمه .. سمعت صوت طفلة تقول ..( الله..الله..).. لمن طلعت عاينت بالشباك لي نور .. لقتها بتلعب وبتنطق اسم الجلالة بطلاقة .. وكانت دي اول كلمة ينطلق بيها لسان نور .. هي اسم الله العظيم ..
ولمن كانت بتحبو .. بتحبو لغاية تقعد في السجاده.. وتقلد الصلاة . زي مابتشوف محمد وكوثر بعملو ..بتحاول تقلدهم .. وتعاين لامها وتضحك .. (امها مجازا" طبعا" ) ..
المهم عايز ادلل ليكم .. في بداية عمر نور .انها نشات نشاة ربانية.. يعني هاديها ربها من يومها . ومحمد ماقصر ..علمها كل الخير والاداب والايمان .. ودايما بقول ليها .ده عيب ..وده حرام .. وده كويس.. والناس الطيبين بعملو كدا يانور .. والناس الشريرين بعملو كدا يانور .. لغاية مادخلت الروضة. وعرفت الصح من الغلط .وكانت البت كانت آيه من الجمال والادب ورجاحة العقل .. والهدوء وكانت تخطف قلب كل من يراها .. صح اسمها نور .. بس النور نابع من جواها .. وشاعي من وشها شعاع سبحانك ربي..
سنواتها الخمسة الاولى ،كانت نور عبارة عن سعادة وفرحة لناس البيت ..ولامها وابوها ..
وكانت نور اي كلمة تقولها ،، بتقولها براحة .. وبتتكلم وهي مدنقرة ..ولمن يسالوها
بتعملي كدا ليه يانور ؟ بتقول ليهم ماصح ارفع صوتي قدام ربنا .. ربنا بسمعني .وانا بحترمو ياماما .. ولمن امها ترفع صوتها .. او تتكلم غلط تقولي ليها: ماما ربنا سامعك بزعل منك .. وده احساس متملك نور من عمر 3 سنوات ..لغاية ما دخلت بيهو المدرسة
وكل ماتكبر الاحساس ده بكبر معاها وتمشي اوعا وافهم .. واكتر ادبا واحتشاما والتزاما .. وجمالا..وهدوءا" وسكينة ..
يوم من الايام كان كوثر طالعة على الجيران العصرية كدا.. وسايقة معاها نور .. ملبساها فستان برتقالي بي رباط .. وجزمة برتقالية .. وشرابات بيض .. ومسرحه ليها (ضنب الحصان) .. وشعرها طبعا" ماشاء الله مامحتاج (دابراملا) ..
ووشها ممكيج من خلقتو .. باق نور .. المهم ف الشارع هم طالعين .لاقاهم راجل .. قال لي كوثر .
عليك الله يا بتي . رجعي البت دي البيت وغيري ليها اللبس ده .. بتك لو لاقاها زول حاسد بتموت ليك قدام عينيك .. انا هسي شفتها .. من دون ما أحس قلت تبارك الله .. ماشا الله بتك عليها ملائكية .. بتجيب فرة القلب ..
سبحان الله غايتو .. المهم .. فعلا رجعت وغيرت ليها بملابس قديمة ..
ناس كوثر ساكنين في الابيض في حي متوسط ..والجيران بقو يضربوا المثل لي اطفالهم بادب نور .. وشطارتها .. دايما ماسكه الاولى . ناس كوثر جارتهم مراة غاية في الادب والجمال .اسمها زينب .. زينب عندها تلاتة اطفال ..فخري الكببر11سنة ولبنى 9في عمر نور .وساره اصغر من الجميع 5.. بنمشي نور دايما تلعب مع الاطفال وبتحبهم جدا .. ودايما بتتكلم مع الاطفال كلام الناس الكبار .. البغلط بتقول ليهم اعتذر يافلان الاعتزار امان وطمانينة .. والمظلوم تقول ليهو اعفو يافلان العفو مريح للقلب ..
وامهم زينب تقعد تعاين للبت دي .. والكلام الكبار البتقول فيهو .. ولمن يسالوها .. يقولو ليها يانور الكلام ده بتجيبيهو من وين؟ تقول ادونا ليهو في المدرسة .. يعني اي درس كان ادبي كان سلوكي اتلقتو في الروضة او المدرسة اتكفلت بيهو بيجديه ومسؤولية ..وبطبقو بي حذافيرو ..
وزينب بقت تحب البت دي حب فوق الطبيعي .. لانها غيرت الاولاد التلاتة من الفوضى .والاهمال والمشاكل .. وبقو صور منسوخة لي نور ..
وده بي سبب الحب .. والصداقة .. الطفل دايما بشيل طبايع صديقه .. عشان كدا الناس ماتهمل مراقبة اصدقاء اطفالهم .. ومعرفة سلوكياتهم قبل الاختلاط معهم..مرت الايام والشهور والسنوات سريعا .ونور بقى عمرها تسعه سنة ولغاية الان كوثر ماحصل ليها اي حمل . وفي الفترة دي ام كوثر جات الابيض اكتر من تلاتة مرات ..
ومن تجي تنشغل مع نور وروعتها .. وطيبتها .. وتنسى تتكلم مع كوثر في الحمل وما الحمل ..وكوثر ذاااتتها نست حكاية انها تفكر تلد .دي... وبقت مابتجيب سيرة للموضوع .. نور ملت ليها حياتها فرحة وسعادة .. ونور كان قدمها للبيت قدم خير .. ومحمد متواصل بالعاصمة واشتري بيت بيت .. فيهو تلاتة دكاكين في منطقة الفتيحاب بامدرمان .. وبقى يستفيد من عطاءات الشركة وتمويلاتها استفادة طيبة ..
وكانو بقولو ده كلو بي سبب بركة نور .. وقدمها الطيب .. نور محافظة على صلاتها اكتر من كوثر ذاتها .. وبتصحي ابوها لصلاة الفجر يوميا .. وكلامها كله عن ربنا ،، ودايما بتقول ربنا ده طيب خلاص.. وربنا ده بحب الناس الطيبين .. وانا بحب ربنا لانو اداني ام واب حلوين وطيبين .. انا مبسوطة منك ياربنا .. وتتكلم وتعاين للسماء بعيونها المضيئة ..
ولغايةﻻهسي ما مكتشفة انها هي لقيطة وانو ديل ما امها وابوها ..
اها في يوم من الايام محمد قال لي كوثر انا عايز احكي لي نور انو نحن ما اهلها
وانو نحن مابنعرف امها وابوها .. عشانهي هسي ما بتقدر تقدر حجم الماساة .. لكن لمن تكبر بكون صعب عليها تقبل الخبر .. احسن نحن نكلمها من هسي وتكبر وهي عارفة ..
الى اللقاء ..
أنت تقرأ
المسؤولية .. طارق اللبيب
Short Storyمن الروايات التي ربما تسبب للقارئ نوع من الحيرة والانشغال الفكري .. ولكنها قضية .. قضيه في مجتمعنا تحتاج منا للنظر الفاحص .. والذهن المتفتح .. في علاج المشكلات.. والوقاية منها قبل وقوعها .. وهي رواية قد تختلف عندها الاراء .. وتتباين فيها وجهات النظر...