17

1K 23 0
                                    


-17-

هل ترتكب خطأ كبيرا في البقاء هنا؟ غنها حمل وديع في وكر ذئبين لن يترددا عن افتراسها إذا وقفت في طريقهما. فالعم هاريس كان رجلا بدون مبادئ. أما جاك- ايميت عندما منعها من الهرب ليلا أظهر بأنه أقل دناءة نحوها وهو يهدف على الحصول على المليون دولار.

فجأة لمع البرق وهز الهواء زجاج النافذة. فخبأت راشل نفسها في الشرشف جيدا. اين هو ايميت؟ هل يراقب عن بعد وهو يضحك خيوط هذه المؤامرة التي يديرها هذين الرجلين؟

لكن إذا كان لا يزال حيا وإذا كان لا يزال على هذه الجزيرة. فهي ستجده بمساعدة أو بدون مساعدة هذين الماكرين. وستكتشف أيضا وبطريقة أو بأخرى الهوية الحقيقية لهذا الذي تعيش معه. يا لها من راحة! تنهدت إنها لم تعد تشعر نحوه بتلك الرغبة القوية! يا لها من سعادة لأنها لم تعد تشعر بتلك الأحاسيس الملتهبة التي كانت تهددها وتجتاحها! لن تكون بعد الآن رقيقة أمامه, ولن ترتجف مرة ثانية عندما ينظر في عينيها....

وعندما ارتاحت لهذه الأفكار نامت كان كل شيء صامتا عندما استيقظت. لكنها ظلت ممددة في السرير تحاول أن تتذكر كل ما حصل في الأمس. لقد توقفت العاصفة. ولم يعد يسمع سوى حفيف أشجار النخيل وتغريد العصافير وارتداد الأمواج. يبدو أن الوقت لا يزال باكرا فالشمس لم تصل بعد إلى الأفق وكادت راشل أن تعود للنوم من جديد عندما تذكرت شيئا جعلها تقفز من سريرها وتنهض.

فقررت أن تستحم وتشرب القهوة كي تتمكن من مواجهة المشاكل التي تنتظرها لهذا اليوم.

ليست بحاجة للقلق فباب غرفة الرجل لا يزال مغلقا وهو لم يحضر بعد فنجان قهوته الكريه.

ففتحت الماء الساخن وجعلته يسيل طويلا.... لحسن الحظ لن يكون هناك ماء ساخن لايميت.... أوه,لا, إنه يدعى جاك. وتمنت أن تستحم بالماء البارد.

وعندما جلست على الشرفة تشرب قهوتها لم يكن قد أستيقظ بعد, وكانت قد اختارت ملابسها بعناية. فلبست شورت قصير وبلوزة ضيقة. هكذا يمكنها أن تستفيد من أشعة الشمس في هذا الصباح وبنفس الوقت تجعل جاك هذا يتعذب....

كان منظر الفجر جميلا والسماء زرقاء صافية والرمال تلمع تحت أشعة الشمس وكأنها حبات الماس. كانت نقط الماء على إزهار الحديقة تلمع كأنها حبات الكريستال. إنه عالم جديد ولد بعد تلك العاصفة المجنونة.

مدت راشل قدميها وجلست على درجة السلم الأولى وأخذت تفكر كما يفكر آل شاندلر. لماذا لم تفكر بهذه الطريقة عندما لاحظت يديه الطويلتين الناعمتين الرقيقتين؟ فإن ليس لأحد من آل شاندلر مثلهما.

هيا لا يجب عليها أن تترك عقلها يتوه هكذا تذكري أكاذيبه.

فجأة فتح الباب الذي خلفها لكنها لم تلتفت إلى الوراء وظلت تنظر إلى المحيط. كانت قد قررت أن لا تعر أي انتباه لهذا الرجل. ودون أن ينظر الرجل إليها نزل السلم وأتجه نحو البحر. كان لا يلبس سوى بنطلون شورت. فلم تستطع راشل أن تمنع نفسها من تأمل ظهره وكتفيه العريضين وساقيه الطويلين. ثم رأته يغطس بين الأمواج ويبتعد سابحا.

الاعتراف الصعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن